ضيّف الملتقى الفلسفي في كربلاء أول أمس الجمعة الرفيق سلام القريني، في مناسبة صدور الجزء الأول من كتابه الموسوم "التراث وعوامل التطور الحضاري"، الذي يجمع فيه دراسات المؤرخ الراحل د. حسين قاسم العزيز (1922- 1995).
أدار الجلسة التي حضرها جمع من المثقفين والأكاديميين والشباب، د. عدنان عبيد المسعودي. واستبقها بالقول أن الراحل د. حسين قاسم العزيز يُعد فيلسوفا، وانه يمثل نمطا فريدا من المؤرخين في منهجه واستقصائه ووضوح رؤيته، مبينا أن الراحل كان يرى في الاقتصاد عاملا قويا لصنع الأحداث، ويرى صراع الطبقات جوهر التاريخ وقوته، وفق ما ورد في مقدمة الكتاب التي كتبها د. سعيد عدنان.
وأشار إلى ان د. العزيز جزء من المدرسة العراقية المعاصرة التي سعت الى سبر اغوار التشكيلة الاجتماعية – الاقتصادية واستيعابها بإبداع، مشيدا بجهد القريني في إصدار هذا الكتاب، والذي رآه جهدا وطنيا ووفاء لشخصية علمية أثرت الثقافة العراقية والعربية في سبعينيات القرن الماضي.
ونوّه د. المسعودي إلى ان القريني سبق له أن أصدر كتابا جمع فيه مقالات العلامة الراحل د. هاشم الطعان (1930- 1981)، وذلك ضمن منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين.
بعد ذلك، تحدث القريني عن فكرة إصداره كتابا بأجزاء، يجمع فيه تراث المفكرين العراقيين الماركسيين، الذين "للأسف" لا يعرفهم الكثيرون. وتابع: "وجدت من الواجب جمع منجز د. حسين قاسم العزيز، وتعريف الجيل الحاضر بهذا المنجز العلمي الذي عمد النظام المستبد السابق إلى تهميشه وعدم فسح المجال أو السماح بنشره"، مبينا أنه قام على مدار عام كامل بالبحث عن كتابات الفقيد في أرشيف كلية الآداب بجامعة بغداد وأرشيف الاتحاد العام للأدباء والكتاب، إضافة إلى أرشيف مجلتي "الثقافة الجديدة" و"الثقافة"، فتمكن من تصوير كتاباته الصادرة في الفترة من 1969 حتى 1987، بأكثر من ألف صورة، وتحويلها إلى نظام "وورد". حيث خرج فيها بتسع دراسات خاصة بالتراث، وإحدى عشرة دراسة وثلاث دراسات مترجمة عن الروسية.
هذا وشهدت الجلسة مداخلات ساهم فيها كل من د. سليم جوهر، المحامي ساطع عمار المسعودي، الشاعر صلاح السيلاوي والأستاذ أنور يحيى.
وفي الختام، وقع القريني نسخا من كتابه ووزعها على الحاضرين.
جدير بالذكر ان د. حسين قاسم العزيز ولد في مدينة الكوت، وتخرج عام 1945 في دار المعلمين العالية وعمل في سلك التعليم الثانوي. وفي العام 1966 نال الدكتوراه في موسكو، عن أطروحته الموسومة "البابكية". كما عمل في السعودية عامين، ثم عاد إلى العراق عام 1968 وشغل مقعدا في كلية الآداب بجامعة بغداد – قسم التاريخ.