اخر الاخبار

ضيّف الاتحاد العام للأدباء والكتاب الأربعاء الماضي، الناقد د. ضياء خضير، الذي ألقى محاضرة بعنوان "علي الوردي وأسطورة الأدب الرفيع"، بحضور جمع من الأدباء والمثقفين.

المحاضرة التي نُظمت على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، أدارها د. جاسم محمد جسام، واستبقها بتقديم نبذة عن المحاضر، مبينا أنه شخصية ثقافية لها باع طويل في المشهد الثقافي العراقي.

بعد ذلك، استهل د. خضير محاضرته متحدثا عن عالم الاجتماع د. علي الوردي وعن محاولته المزاوجة بين علمي التاريخ والاجتماع، فضلا عن تعرّضه للأدب نقدا في كتابه "أسطورة الأدب الرفيع".

وأشار إلى ان "الوردي شأنه شأن طه حسين. فقد درس ابن خلدون ولم يدرس موضوعاً آخر. فكلل ذلك بتأليفه كتاب (منطق ابن خلدون)".

ونوّه المحاضر إلى انه كأديب ومهتم في النقد لا يمكنه دراسة الوردي كعالم اجتماع كما يدرسه المعنيون بهذا العلم، إنما يدرس كتابه المعني بالأدب "أسطورة الأدب الرفيع"، مبينا أن "الوردي أراد في كتابه تبسيط علم النحو، وهذا أمر غير ممكن. فالنحو يجب أن يُحترم من قبل الأديب على الأقل".

وتابع قوله أن "الوردي صنف الشعراء في كتابه إلى مدّاحين للظالمين ومتغزلين بالغلمان. وهو هنا لم يكن موفقا، لأنه كعالم اجتماع، كان ينظر في الشعر إلى معناه وليس إلى الطريقة التي يُعبر من خلالها عن ذلك المعنى".

وأشار إلى ان "الوردي لم يُدرك إدراكا كافيا لما يسمى بـ(معاني النحو). إذ يقول ان الأوربيين يتحدثون عن معاني الحياة الكبرى من دون الالتزام بالنحو. فيما نتحدث نحن عن معانٍ غير موجودة إلا في لغتنا. وهذا غير صحيح. فالنحو مهم في إيصال المعنى، وتغيير الصيغ النحوية للكلام يُعطي معنى مختلفا".

وتطرق المحاضر إلى آراء الوردي في موسيقى وإيقاع الشعر العربي، وإلى إعجابه الشديد بأسلوب أبي حيان التوحيدي في الكتابة، واستخدامه السجع في معظم مؤلفاته، بالرغم من ان الوردي كان يكتب بلغة بسيطة سلسة.

وفي سياق المحاضرة قدم عدد من الحاضرين مداخلات، تناولوا فيها الوردي عالم اجتماع ومثقفا وأديبا.