ضيّف "غاليري مجيد" في بغداد، أخيرا الباحثة الاكاديمية بشرى عبد الكريم عبد العزيز، التي القت محاضرة عنوانها "الذكاء الاصطناعي بين الواقع والخيال وتحديات المستقبل"، بحضور جمع من المثقفين والمهتمين في هذا الشأن.
الضيفة، وهي حاصلة على الماجستير في الذكاء الاصطناعي في الجامعة التكنولوجية، وتدريسية متقاعدة في الجامعة التقنية الوسطى في بغداد، ذكرت في معرض محاضرتها أن الذكاء الاصطناعي مرتبط بالأجهزة الالكترونية الذكية، مثل الموبيل والتابلت والحاسوب، وان الناس غالبا يستخدمون هذه الأجهزة ولا يعلمون أنهم يتعاملون مع الذكاء الاصطناعي، مبينة أن الأجهزة الذكية مؤلفة من قطع مادية يُطلق عليها "هاردوير"، ومكوّن برمجي غير مادي يُطلق عليه "سوفتوير" أي نظام التشغيل الذي يقودها.
وأشارت إلى ان "القفزة الكبرى في الأجهزة الذكية حصلت بعد 2007، عندما تم توظيف الذكاء الاصطناعي فيها. إذ بدأ الموبيل، لا سيما (آي فون)، يتعرّف على ملامح وجه المستخدم ونبرة صوته".
وأوضحت ان الذكاء الاصطناعي ليس علما جديدا، إنما يعود إلى عام 1955، عندما قام العالم الأمريكي جون مكارثي بوضع تعريف بدائي لهذا الذكاء، وهو علم وهندسة الآلات التي تحاكي البشر، لافتة إلى انه قبل ذلك، وتحديدا في العام 1950، صدر فيلم إنكليزي - أمريكي عنوانه "لعبة التزييف"، يسرد السيرة الذاتية للعالم ومحلل الشيفرات الرياضية الإنكليزي آلان تورنغ، ويجيب عن سؤاله: هل الآلة تفكر؟ الذي طرحه في دراسة له حول الذكاء الاصطناعي تحمل عنوان "آلات الحاسوب والذكاء".
ولفتت إلى ان تورنغ كان قد لعب دورا مهما في الحرب العالمية الثانية، ساعد في انتصار الحلفاء على النازية، موضحة أن الجيوش كانت في السابق تعتمد في تبادل المعلومات والأوامر على شيفرات مكتوبة، وان الجيوش النازية كانت تستخدم آلة تقوم بتشفير الكتابة، ما أعجز الجيوش البريطانية عن فك تلك الشيفرات، حتى استطاع تورنغ بعد جهد جهيد صناعة آلة قادرة على فك شيفرات الآلة النازية.
وتحدثت المحاضرة عن مخاوف الناس وقلقهم من الذكاء الاصطناعي. ورأت أن كل ثورة علمية أو ابتكارات جديدة ذات إمكانات واسعة، تثير مخاوف الناس في البداية، ثم يتكيفون معها، مشيرة إلى ان المهندس والمخترع الكندي – الأمريكي ايلون ماسك، مثلا أثارت تصريحاته النارية حول طفرات وابتكارات علمية جديدة، مخاوف الناس، حتى ان تظاهرات خرجت في بريطانيا خلال الفترة الأخيرة ضد تصريحاته.
وأشارت إلى ان علم الذكاء الاصطناعي الحديث، أضاف إلى الآلة القدرة على التفكير وحل المشكلات، وليس القدرة على الحركة فقط، منوّهة إلى أن العلماء والمطورين يقومون بتدريب الآلة على التفكير، عبر تزويدها بأعداد كبيرة من الصور والفيديوهات.
وأوضحت أنه حتى فترة قريبة كان الذكاء الاصطناعي يتبع الطرق البرمجية الصارمة، أما اليوم فصارت الآلة تعمل بالتعلم العميق، الذي يعمل بخوارزميات تتيح للآلة التعلم بنفسها عن طريق محاكاة الخلايا العصبية في جسم الإنسان.
وتحدثت المحاضرة عن بعض الجوانب الإيجابية للذكاء الاصطناعي في المجال الطبي، منها تشخيص الأمراض عبر الصور الشعاعية، تسريع عملية تصنيع الأدوية، إدارة السجلات الطبية وتحليل بياناتها، إعطاء توصيات لتحسين إدارة المرضى، رصد الأوبئة وإجراء العمليات الجراحية المعقدة.