ضيّف نادي القراءة في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، السبت الماضي، المفكر د. عبد الجبار الرفاعي، الذي تحدث عن كتابه "مسرّات القراءة ومخاض الكتابة"، وألقى الضوء على تجربته ومؤلفاته في جلسة حضرها جمع من الأدباء والمثقفين.
الجلسة التي احتضنتها قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، أدارها الشاعر حسين المخزومي، بينما افتتحها الرفاعي ذاكرا أنه منصرف على الدوام الى نشاطه الفكري. حيث يدير مركز دراسات في بغداد عنوانه "مركز دراسات فلسفة الدين"، يهتم في تجديد الفكر الديني. وقد صدر عنه حتى الآن نحو 300 كتاب. ولديه أيضا مجلة أسسها منذ قرابة ثلاثين سنة، عنوانها "قضايا إسلامية معاصرة"، يعتبرها صوتا لرؤيته في تجديد الفكر والخطاب الديني.
وتابع قوله أن تكوينه الأساس هو رجل دين. إذ انه على مدى أربعين عاما كان تلميذا، ثم أستاذا في الحوزة، وان بعض أعماله يُدرّس هناك، مضيفا أنه بعد ذلك أكمل دراسته وتخصص في علم الكلام والفلسفة الإسلامية "فأدركت حينها أن الفكر الديني في مأزق، يتمثل في العنف الذي أنتجه الإسلام المتشدد، والذي ظهرت تمثلاته الصاخبة في مختلف المذاهب. لذلك وجدت أنه لا بدّ من مخرج من هذا المأزق".
بعدها تحدث الرفاعي عن كتابه "مسرات القراءة ومخاض الكتابة". وقال أنه يعمد دائما إلى اختيار عناوين مختلفة لكتبه، كي لا تكون مكررة، شرط أن يُعبّر العنوان عن مضمون الكتاب ومحتواه جملة وتفصيلا.
وبيّن أن "القراءة رحلة اكتشاف، وان رحلة كتابي مرتبطة بالدهشة التي تولد الأسئلة التي لا تنفك عن المتعة والمسرة والابتهاج، والتي تواكب عملية الخلق نفسها (فعل الكتابة)".
وتابع قوله: "أما مخاض الكتابة، فهو شبيه بمخاض الولادة، لأنه يمثل بالتالي عملية خلق شاقة فيها الكثير من المعاناة، ويعكس تجربتي كقارئ وكاتب. فرغم اني اكتب منذ ٥٠ عاماً، لا زلت أخاف من فعل الكتابة".
وأشار الرفاعي إلى ان "أقرب التعاريف لنفسي هو انني قارئ. إذ لم تمنحني القراءة إجازة ليوم واحد. والأغرب هو أنني لم أمارس عملاً بيتياً غيرها منذ أن كنت في الصف الخامس الابتدائي".
وأكد أن "قناعاتي في الكتابة تتغير وليست أبدية، لأنني أجد نفسي مؤتمنا على ضمير وروح وتفكير القارئ".
وعلى هامش الجلسة قدم عدد من الحاضرين مداخلات حول تجربة الرفاعي، ومؤلفاته التي رأوها تنحاز إلى الجيل الجديد بفكره ووعيه وإطلاعه ونظرته للمستقبل.