ضيّف نادي الترجمة في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، الأربعاء الماضي، المترجم د. علي السعيدي، ليتحدث في جلسة ثقافية عنوانها "القلق والاغتراب الوجودي في مسرحية (في انتظار غودو) لصموئيل بيكيت".
الجلسة التي احتضنتها قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، حضرها جمع من الأدباء والمثقفين. وأدارها الأديب عباس عزيز علي، الذي قدم نبذة عن تاريخ المسرحية المذكورة وصولا إلى فوزها بجائزة نوبل للأدب.
بعد ذلك، قدم السعيدي قراءة تحليلية للمسرحية في ضوء نظرية "العلاج بالمعنى" للطبيب النمساوي فيكتور فرانكل.
وقال ان الحديث عن الكاتب الايرلندي بيكيت، ومسرحيته التي قطفت جائزة نوبل عام 1969، يحتاج إلى ساعات وصفحات، وربما مجلدات، مشيرا إلى ان المسرحية تنتمي إلى "مسرح العبث".
وتطرق السعيدي للجذور الثقافية والاجتماعية لتيار "مسرح العبث" ونظرته التشاؤمية تجاه الحياة، مبيناً أن بيكيت كان ميالاً للعزلة ومتصوفاً لدرجة كبيرة، وقمة أعماله تتمثل في مسرحيته "في انتظار غودو" المكونة من جزأين.
وتابع قوله أن من يقرأ هذه المسرحية سيجد الغرابة فيها متوهجة من أولى صفحاتها، عبر شخصية "غودو" المفتوحة على كل الاحتمالات، والمليئة بالرموز الغريبة.
ولفت السعيدي إلى أن "العبث اللغوي عند بيكيت أداة بارعة، عبر إثارته للاغتراب والتوجس والاضطراب والحيرة، وتجسيد ضياع الإنسان".
وشهدت الجلسة مداخلات قدمها عديد من الحاضرين، وألقوا فيها الضوء على نظرية "العلاج بالمعنى" لفرانكل، وكيف ان هذه النظرية تعالج الاضطرابات النفسية عبر الحب والسعي إلى إيجاد معنى للحياة.