شهدت مدينة برلين السبت الماضي، جلسة استذكار للسينمائي الكبير الراحل قيس الزبيدي، شارك فيها عديد من المثقفين العراقيين والعرب والألمان من رفاق الفقيد ومجايليه، ومن المهتمين بصناعة السينما.
وأقيمت هذه الجلسة تكريما للفقيد كمثقف تقدمي ساهم في إغناء السينما الملتزمة بقضايا الشعوب المضطهدة وكفاحها من أجل الحرية والانعتاق.
وكان الزبيدي قد فارق الحياة مطلع كانون الأول الماضي في برلين، عن 85 سنة.
ألقى الشاعر د. حميد الخاقاني اولا كلمة باسم رفاق الراحل وأصدقائه، تناول فيها محطات رافق فيها الفقيد، وسلط الضوء على منجزه السينمائي والثقافي والإنساني وانحيازه المطلق للحرية والعدالة الاجتماعية لكادحي الشعوب المضطهدة أينما كانت، وعلى وجه الخصوص قضية الشعب الفلسطيني وكفاحه المجيد ضد الاحتلال الصهيوني.
وتطرق الخاقاني أيضا إلى الدور النشط للفقيد مع بقية زملائه من المثقفين العراقيين، في تأسيس رابطة الكتاب والفنانين والصحفيين الديمقراطيين العراقيين في المنفى، بعد الحملة البعثية الدموية التي طالت القوى اليسارية والديمقراطية في السبعينات، وأجبرت المئات من خيرة مبدعي ومثقفي الوطن على مغادرة البلاد. ثم ألقى الكاتب والسينمائي السوري ناصر ونوس، كلمة تناول فيها العلاقة الوثيقة التي كانت تربطه بقيس أثناء إقامته في دمشق، والأعمال السينمائية التي انجزها في وقتها، مشيدا بشخصيّته الدمثة واشتغاله الدؤوب على أسلوبه السينمائي الخاص في إخراج الأفلام الوثائقية والقصيرة.
كما عرَّج على أهم ما أنجز الفقيد للسينما الفلسطينية والعربية، وعلى دوره في إغناء المكتبة السينمائية والفكرية بمؤلفات ودراسات قيمة.
بعدها ألقى الأستاذ عبد الله حجازي كلمة الدكتور ماهر الشريف، عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، التي أضاء فيها جوانب من علاقته الوطيدة مع الزبيدي الراحل. كما أشار إلى ارتباط الفقيد الوثيق بقضية فلسطين، وإلى الأفلام الكثيرة التي انجزها لدعم صمود الفلسطينيين.
وتحدث أيضا رئيس منتدى الثقافة العربية في برلين د. بهاء الخيلاني، فأشاد بالمنجز الثقافي للفقيد كمثقف عراقي وعربي المعي أثرى السينما العربية.
وفي سياق الجلسة عُرضت ثلاثة أفلام قصيرة كتبها وأخرجها الفقيد الزبيدي، أولها فيلم "نزهة" الذي يتناول انقلاب ٨ شباط الفاشي عام 1963 في العراق، وبعده فيلم "اليارزلي" الذي يُلقي الضوء على معاناة أطفال المخيمات الفلسطينية، ثم فيلم "زيارة" الذي شاركت فيه الممثلة السورية الشهيرة منى واصف.
بعدها ألقت الكاتبة والسينمائية الألمانية ايرِت نايدهارت كلمة مؤثرة بحق الراحل، أشارت فيها إلى زياراتها المتكررة له مع زميلها السينمائي والصحفي عصام الياسري، وهو في أيامه الأخيرة، وكيف انه كان يُعبّر عن تمسكه اللامتناهي بالحياة.
هذا وتلقت الجلسة كلمات في المناسبة من سينمائيين وكتاب عراقيين وعرب وألمان، لم يتمكنوا من الحضور، منهم السينمائية وزميلة الفقيد في الدراسة گرت لمكه، والسينمائي العراقي قاسم حول، والناقدة السينمائية اللبنانية نجا الأشقر والكاتبة الفلسطينية ليانا بدر والسينمائي والمؤلف والناقد الأردني عدنان مدانات.