عقد اتحاد الأدباء والكتاب في النجف، الجمعة الماضية، ندو حول التغيرات العمرانية والاجتماعية في النجف بعد 2003، ضيّف فيها عددا من الاختصاصيين، بحضور جمع من المثقفين والأدباء.
أول المتحدثين في الندوة المؤرخ د. حسن الحكيم، الذي ذكر أن النجف تحمل صفة تراثية خاصة، لا سيما في مدينتها القديمة الواقعة داخل السور الأخير، مبينا أن بعض الأبنية الموجودة اليوم في تلك المنطقة يحمل بعدا حضاريا يمثل مرحلة زمنية معينة، لكنه يُلغي الكثير من التراث الذي كانت تحتفظ به المنطقة.
وتابع قوله أنه "لا ضير في وجود بنايات عصرية عالية، لكن بشرط أن نحافظ على ما يجاورها من مبان تراثية. فإذا قمنا بهذه المهمة حافظنا على التراث"، لافتا إلى ان "جميع الأمم اليوم تحافظ على تراثها. فأوربا وصلت إلى مراحل مهمة من التقدم والازدهار، لكنها لا تزال محافظة على موروثاتها".
بعد ذلك، تحوّل الحديث إلى أستاذ الهندسة د. علي ناجي عطية، الذي أشار إلى إشكالية الهوية الثقافية، موضحا أن هذه الهوية مرتبطة بنحو أساس بالهوية العمرانية والطابع العمراني للمدن القديمة التاريخية.
ونوّه إلى ان النجف لها تاريخ عريق، وتتسم بعادات وتقاليد شعبية تُعبّر عن جذورها التاريخية، مبينا أن هذه المدينة شهدت تغيرات عمرانية وتوسعات غير محسوبة، لا سيما من ناحية ارتفاع البنايات وتصاميم واجهاتها، ما أثر بطريقة أو بأخرى على الهوية الثقافية للمدينة.
ودعا عطية المعنيين إلى الاهتمام بالمدينة القديمة والحفاظ على هويتها التاريخية، مع تخصيص دائرة بلدية لها، تُعنى بالحفاظ على تراثها وطابعها العمراني المميز، مشددا على أهمية الحفاظ على الهوية الثقافية التي توارثتها الأجيال.
إلى ذلك، تحدث السيد بسيم المؤمن عن عملية المزج بين التراث الذي يمثل الأصالة، والحداثة التي تمثل الحضارة والمستقبل، موضحا أن الأمم تعمل على المزج بين التراث والحداثة، محافظة على الأول ومواكبة الأخيرة، وانها تستمد ثقافاتها وعلومها من تراثها.