ضيّف منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد، السبت الماضي، الباحث الموسوعي علي فاضل البدراوي، الذي قدم محاضرة بعنوان "بغداد في عهد المماليك وتأثيرات نهاية العهد في عام 1831 على تركيبتها السكانية والتغيير الكبير على لهجة سكانها – الأسباب والمعطيات".
المحاضرة التي استمع إليها جمع من المثقفين والمهتمين في الشأن التاريخي، أدارتها السيدة إخلاص حميد، واستبقتها بتقديم سيرة المحاضر وإلقاء الضوء على نشاطه البحثي.
بعد ذلك، تحدث البدراوي عن أصول المماليك وبداية حكمهم العراق منذ منتصف القرن الثامن عشر، وصولا إلى انتهاء فترة حكمهم في العام 1831.
وعرّج في محاضرته على تاريخ العراق في ظل الغزوات الأجنبية التي اعترت أرضه، وهيمنت على حضاراته، مشيرا إلى تأثيرات تلك الغزوات على التركيبة السكانية للمجتمع العراقي على مدى قرون طويلة. وتطرق المحاضر إلى تفاصيل كثيرة في حقبة حكم المماليك في العراق، والتي امتدت ثمانية عقود وانتهت بطاعون بغداد عام 1831، مشيرا إلى تأثيرات تلك الحقبة على عادات العراقيين وثقافاتهم، وكيف انها لا تزال مستمرة لغاية العصر الحالي، ومن ذلك تغيرات في اللجهة والأزياء.
ولفت إلى ان انتشار الطاعون أدى إلى القضاء على معظم سكان بغداد الأصليين حينها، لا سيما المسلمون الذين رضخوا لفتاوى دينية تُلزمهم بتقبل الوباء باعتباره أمرا إلهيا، في حين أن الأقليات الأخرى احترزت من الوباء، وأصبحت في مأمن منه.
وتابع قوله أنه بعد انتهاء الطاعون، عاد القلائل من السكان المسلمين إلى بغداد، ممن لم يلتزموا بالفتاوى الدينية حرفيا. ولتعويض نقص التركيبة السكانية، وفد سكان الأطراف (البدو) إلى بغداد، وهذا التغيير الديموغرافي أدى إلى تغيير لهجة سكان بغداد في العقود اللاحقة، فتحوّلت إلى اللهجة الحالية، بعد أن كانت سابقا مقاربة للهجة الموصلية القديمة.
وشهدت المحاضرة مداخلات ساهم فيها العديد من الحاضرين، وعقّب عليها المحاضر بصورة ضافية.
وفي الختام، قدم عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الرفيق فاروق فياض، شهادة تقدير باسم المنتدى إلى الباحث علي فاضل البدراوي.