اخر الاخبار

في ليلة رأس السنة الجديدة الثلاثاء الماضي، ازدحمت شوارع بغداد ومختلف مدن البلاد  بالمواطنين، عائلات وشبابا وأطفالا. حيث استقبلوا العام الجديد باحتفالات  حاشدة على وقع الموسيقى والغناء ومنبهات السيارات وتحت الألعاب النارية الملونة.

حدث ذلك بالرغم من بث خطابات متشددة، تناقلتها صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، وحثّت على عدم الاحتفال بهذه المناسبة، معتبرة إياها "بدعة" في الوقت الذي عكست  بهجة المواطنين بالعيد، وهم يتوقون لأية فرصة للاحتفال والترفيه عن النفس، والإفلات قليلا من هموم المعيشة وأزمات الواقع المتكاثرة – حسب ما أفاد به مواطنون لـ"طريق الشعب"، معربين عن اعتقادهم أن الناس لا يهدفون غالبا من احتفالاتهم، سوى الى الظفر بفسحة فرح وسط ظروف ضاجة بالهموم.

ومنذ المساء وحتى ساعات متأخرة من الليل غصت شوارع بغداد الرئيسة بالمحتفلين، لا سيما قرب المراكز التجارية والمتنزهات،  حيث أقيمت حفلات غنائية وموسيقية وفعاليات مختلفة، في الهواء الطلق وفي عديد من الأماكن.

وزيّنت شعلات الاحتفال، بألوانها المنيرة، سماء العاصمة، لكن الأمر لم يخلُ من إصابات بحروق مختلفة بين المواطنين، بسبب ضعف التوعية بطريقة استعمال تلك الألعاب وعدم اتباع شروط السلامة في إطلاقها.

وامتدت الاحتفالات إلى مختلف أرجاء البلاد، في مراكز المحافظات وحتى الأقضية والنواحي، عدا بعض المدن التي مُنعت فيها مظاهر الاحتفال بدواعي "القدسية"، ما أثار موجة واسعة من الاستياء الشعبي، إلى جانب تساؤلات حول مدى احترام حرية الأفراد التي يكفلها الدستور العراقي.  

وفي مدينة البصرة ازدحم شارع الكورنيش ومعظم متنزهات المدينة وشوارعها الرئيسة ومراكز التسوق فيها، بالمحتفلين. وكذا الأمر في مدينتي الناصرية والعمارة، حيثُ غصت الأماكن العامة بالعائلات والشباب المحتفلين، وهم يحملون أمنيات بسنة أفضل.

وشهدت مدن السماوة والديوانية والحلة احتفالات مماثلة. إذ تجمع المحتفلون في عدد من الشوارع العامة والمتنزهات، تتوسطهم أشجار الميلاد في أجواء مفعمة بالموسيقى والغناء والفرح. 

وازدانت مدن محافظات ديالى وصلاح الدين والأنبار وكركوك ونينوى باحتفالات كبيرة، عبر فيها المواطنون عن فرحتهم بقدوم العام الجديد، وسط أمنيات بتحسّن أوضاع البلاد والمنطقة.

فيما كانت الاحتفالات في مدن كردستان متميزة نظرا للجذب السياحي في الإقليم، وكثرة الحفلات الغنائية والموسيقية التي أقيمت هناك، والتي أحيا بعضها مطربون عرب إضافة إلى مطربين عراقيين معروفين.  

ووضعت القوات الأمنية خططا أمنية للسهر على حماية المحتفلين وتنظيم سير المركبات.

ويرى مواطنون أنه بالرغم من الظروف الصعبة التي يعانيها العراقيون، على مختلف المستويات، يواصلون سنويا احتفالاتهم بالعام الجديد وغيره من الأعياد بشكل لافت، مبينين أن تلك الاحتفالات تدلل على حب العراقيين للحياة، وتعلقهم بالأمل مهما قسا الواقع عليهم.

ويؤكد مواطنون التقت بهم "طريق الشعب"، أن أكثر أمنيات العراقيين في العام الجديد، تركزت في الخلاص من منظومة المحاصصة والفساد، وبناء دولة مدنية يعيش فيها الشعب، بمختلف انتماءاته وأطيافه، حياة حرة كريمة آمنة مستقرة.

ورأى آخرون أن تلك الاحتفالات، ورغم عفويتها، تمثل لحظة لتعزيز التماسك المجتمعي وقيم الحياة المدينة، وإشاعة الآلفة والوئام بين المواطنين.