اخر الاخبار

أقام الاتحاد العام للأدباء والكتاب بالتعاون مع "مؤسسة إيشان" للثقافة الشعبية، الأربعاء الماضي، مؤتمرا للأدب الشعبي، شارك فيه عدد من الباحثين والنقاد الاختصاصيين.

المؤتمر الذي احتضنته قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، والذي تضمن جلستين صباحية ومسائية، حضره جمع من المثقفين والأدباء والمهتمين في الأدب الشعبي. وقد تناول محاور تركزت حول اللون الشعري الشعبي المعروف بـ"الأبوذية"، من حيث مصطلحه وصيرورته التاريخية وسماته الأدائية والجمالية وتعالقاته مع الفنون الأدبية الأخرى، فضلا عن توظيفه في اداء الأطوار الغنائية. 

الكاتبة زهرة الخالدي، استهلت المؤتمر متحدثة عن أهمية الأدب الشعبي في الحياة اليومية العراقية. أعقبها رئيس الاتحاد الناقد علي الفواز، بالقول أن هذا المؤتمر "يفتح آفاقا للتعرف على ثقافات جديدة، على اعتبار أن الآداب الشعبية واحدة من التماثلات التي لها تأثيرها وتفاعلها مع يومياتنا، وتوثيقها بلغة جميلة".

أما رئيس "مؤسسة إيشان" الباحث والناقد د. علي حداد، فقد ذكر في كلمة له أن "الأدب الشعبي واحد من مجالات تشخيص الهوية الوطنية التي تصارع التغييب، وهو هوية وحياة متواصلة". وأدار الجلسة الصباحية للمؤتمر الشاعر د. جبار فرحان، وغطى محاورها بالحديث كل من الأدباء والباحثين تقي مطشر الشحماني، ريسان الخزعلي، حسين العامل، ثامر الحاج أمين، صالح مطرود السعيدي وناظم السماوي.

أما الجلسة المسائية، فقد أدارها الباحث أمين الموسوي، وساهم فيها الأدباء والباحثون عادل العرداوي، ناجي سلطان الزهيري، نوال جويد، علوان السلمان، ود.علي حداد الذي لفت إلى ان هناك مشروعا كبيرا لإدراج التراث الشعبي العراقي على لائحة التراث العالمي في اليونسكو.

وأجمعت الأوراق البحثية التي قدمها المساهمون في جلستي المؤتمر، على أن لون "الأبوذية" زاد ثقافي ومعرفي تدخّل وما زال يتدخل في السياسة والصلح والحب والحياة عموماً، وأنه نمط ولون وشكل من الشعر الشعبي العراقي جنوبي النشأة والولادة.

ويقوم البناء الشعري لـ"الأبوذية" على أربعة شطور، الثلاثة الأولى منها تنتهي بجناس، فيما ينتهي الرابع بمفردة تُذيل بحرفي "يّه"، ومنه تنطلق مشاعر فرح وحزن، وتظهر تعبيرات تمثل حكما وأمثالا، أحيانا.

هذا وانطوى المؤتمر على بيان ختامي، قرأه د. مازن قاسم مهلهل، وشدد فيه على ضرورة الاهتمام بالأدب الشعبي وإعادة إنتاجه من جديد، وأرشفته، مع تأسيس مراكز ومكتبات خاصة بالثقافة الشعبية وأقسام في الجامعات تتولى دراسة التراث الشعبي على وفق المنهجيات العلمية المتداولة في كثير من البلدان المتطورة، فضلا عن وضع مواد دراسية عن الثقافة الشعبية في المراحل الدراسية كافة. 

وأوصى البيان بإيجاد جهات مؤسساتية حكومية وشعبية، تناط بها مهمة تبني المشاريع والبرامج الكفيلة بوضع التراث الشعبي في المكانة التي هو جدير بها ضمن البنى البشرية والاقتصادية والثقافية الوطنية الراهنة. كما أوصى بتشكيل رأي عام ثقافي ضاغط على الجهات الرسمية، لإدراك أهمية هذا التراث والوعي بقيمته الاجتماعية والثقافية والاقتصادية.

ودعا البيان إلى إنشاء قرى ومجمعات شعبية وتأثيثها بكل ما يُخبر عن التكوينات البيئية والبشرية، التي كانت تتوافر عليها المجتمعات الشعبية العراقية، مع دعم الصناعات التراثية، وتوسيع مجالات حضورها الاقتصادي، إلى جانب الاحتفاء بالرموز الشعبية.