ضيّف "نادي الكتاب" الكربلائي، أخيرا، الكاتب والباحث د. سلمان هادي آل طعمة، ليتحدث في أمسية ثقافية عن أهم المواقف والطرائف والصعوبات التي واجهته عند تدوينه تاريخ مدينة كربلاء في كتابه "تراث كربلاء"، الصادر في زمن الدكتاتورية.
الأمسية التي احتضنتها "مقهى بن رضا علوان" وسط كربلاء، حضرها جمع من المثقفين والمهتمين بالتراث، وأدارها الباحث عبد الهادي البابي.
وفي مستهل حديثه ذكر الضيف ان هناك مشكلات تواجه المؤرخين من شأنها تشتيت رؤاهم، أو تجعلهم يزيفون الحقائق فيما إذا كانوا غير حاملين ضمائر حية لنقل أحداث التاريخ بأمانة علمية.
وأوضح أن هناك خطورة في نقل الاحداث التاريخية والحصول على المعلومة الصحيحة في ظل نظام مستبد قمعي دكتاتوري ارهابي متغطرس لا يعرف معنى الانسانية وحرية الرأي والتعبير، مبينا أنه في العام 1978 داهمت القوات الأمنية منزله بحثا عن أي شيء يكون سببا لاعتقاله واقتياده الى مركز الامن "وهذه كانت عادة متعارفا عليها لدى زمر البعث آنذاك. حيث يعتقلون من يرغبون في اعتقاله، لأسباب تافهة".
وأضاف قائلا أنه لحسن حظه كانت توجد على طاولة في مكتبه نسخة من جريدة "الجمهورية"، تحمل مقالا له مرفقا بصورته. لذلك عَدَل ضابط المفرزة عن اعتقاله!
وأشار د. آل طعمة، أن للأحداث الثقافية دورا كبيرا في حياته الدراسية. فيما ذكر أن أيام دراسته في كلية الآداب لم تكن تخلو من طرائف. ومنها في "مهرجان الربيع". حيث ألقى قصيدة أمام الشاعرة عاتكة الخزرجي - وكانت قد عدّلتها له - دون أن يلتزم بالتعديلات، ما أدى في نهاية المطاف إلى طره من اللجنة الثقافية الطلابية آنذاك!
وفي سياق الأمسية، قدم عدد من الحاضرين مداخلات أشادوا فيها بالدور البارز للباحث د. آل طعمة، في نقل الأحداث التاريخية المهمة التي مرت على كربلاء، بضمنهم عبد الرزاق عبد الكريم وعبد الحسين الدعمي.