اخر الاخبار

تقدم الفرقة الوطنية للتميثل غدا الاثنين على باحة منتدى المسرح التجريبي في بغداد، العرض الأول لمسرحية "سيرك"، تأليف وإخراج الفنان جواد الأسدي، وتمثيل عدد من الفنانين المعروفين.

العرض الذي يبدأ في الساعة السابعة مساء، والذي سيتكرر أربعة أيام متتالية، هو من إنتاج دائرة السينما والمسرح.  وعُرف عن الاسدي عشقه للتمرين المسرحي (البروفة). فهو دائما مستعد للعمل مع الممثل ساعات طوال دون كلل أو ملل، مقتنعا بأن البروفة درس للمخرج قبل أن تكون تمرينا للممثل، وانها المساحة التي يستطيع فيها المخرج تطبيق أفكاره ورؤاه.

ومنذ عمله الأول "العالم على راحة اليد" الذي قدمته فرقة المسرح الفني الحديث مطلع السبعينيات، وهو سائر على السكة الإبداعية نفسها. ديدنه البحث عن الجديد، وجعل هواة فن التمثيل أو الممثلين المحترفين، ممثلين جيدين لا يمكنهم نسيان تمارينهم مع هذه القامة المسرحية الباسقة. وعن ذلك، يقول الأسدي في حوار مع "طريق الشعب": "أعمل دائما على معالجة الممثل والاشتغال على عالمه وإعادة كتابته (الممثل) صوتا وجسدا وروحا، بمعنى انها طريقتي في العمل، فكرة إعادة كتابة الممثل من جديد"، مستدركا: "لكن المختلف جدا هو الموضوع كنص. فنص (سيرك) غير مطروق نهائيا. إذ لم يُكتب هذا الموضوع مسرحيا، ولهذا اعتبره جديدا. وكل من اطلع عليه من الاصدقاء وجد فيه درجة من الغرابة". وحول تلك الغرابة، يوضح للجريدة أن "البطولة الحقيقية الفاعلة المنتجة داخل النص والعرض، لكلب اسمه (دودين). هو في العمل بطل السيرك، والذي يمنحه ملامح شعبية عظيمة. إذ ان أهالي المدينة يتدافعون على شباك التذاكر لكي يشاهدوه، وتنحصر قيمته واهميته في قدرته الاكروباتيكية العالية جدا. حيث يطير في الفضاء، وينجز لوحات تشكيلية وجمالية بمعناها العفوي والإنساني مع عدد كبير من الخيول والكلاب". فيما يلفت إلى ان "الكلب هذا لن نراه في العرض، لكننا سنتلمسه بوضوح. ذكره موجود على ألسنة الممثلين. ما يعني أنه غير موجود على الخشبة، إنما صنّاعه موجودون"، مبينا أن "كميلة" التي ستلعب دورها الفنانة شذى سالم، و"ريمون" الذي سيلعب دوره الفنان علاء قحطان، والروائي الذي سيلعب دوره الفنان أحمد شرجي.. "هؤلاء جميعهم سيعلموننا من يكون (دودين)".  وينوّه الأسدي إلى ان "عالم الكلب وخواصه وتفاصيله ونزاعات عالم السيرك، مسرح يشبه إلى حد كبير مسارح النصف الثاني من القرن الماضي، مثل المسرح الفني الحديث، لكن بمعايير اخرى. فالنزاع سيكون في عالم السيرك بوجود الكلب ومن يشتغل معه، ومن يربيه ضد السلطة. وتتمثل السلطة في وجود ضابط فاشي في المدينة، وضيع جدا، يحاول السيطرة على الثقافة، والسيطرة على الناس وتهجيرهم من بيوتهم. باختصار يشكل الضابط عالم حرب".

وعمّا إذا كان العمل يلامس ما يجري اليوم عندنا وفي منطقتنا، يجيب الأسدي أن "النص يمس فلسطين وبيروت دون أن يسميهما، ويمس العراق دون ذكر اسمه. فالنص هنا يشتغل بكل قيمه داخل إطار التمثيل والسينوغرافيا وعالم العرض بالكامل، ضد العنف والقسوة، وضد تحويل الشعوب والمدن والحياة الى امكنة تصادر فيها مدنية الإنسان الآدمي، الحر، الجمالي المعرفي، الذي يبني قيما كبيرة. وضد المجتمعات الجاهلة التي يُشيّأ فيها الإنسان ويتحول إلى علامة سخيفة ليس لها معنى، لا تفعل ولا تقدم اي شيء إيجابي".  ويتابع قوله ان "شغل النص يأتي ضد العنف، وضد الفاشية التي تتجلى صورها الآن بما يجري في حياة مجتمعاتنا والعالم كله. هناك فاشية حديثة وجديدة.. الآن هناك كتابة جديدة للفكر الفاشي تنمو بطريقة متسارعة نراها في غزة وبيروت وفي السودان، نراها للأسف في كل الأمكنة"!

عرض مقالات: