اخر الاخبار

شهد العراق، في نهاية سبعينيات القرن الماضي، هروبا جماعيا لعدد كبير من النخبه الثقافية والادبية والفنية نتيجة الظرف السياسي المعقد، آنذاك، إثر الهجمة الشرسة التي قادها النظام السابق ضد الحركة الوطنية المستقلة، هذه الحملة التي ابتدأت، بسياسة “ تبعيث “ الوسط التربوي والفني، وكانت حصيلة رفض تلك السياسة، في بادئ الامر، نقل تلك الكوادر الى خارج اختصاصها فوجد استاد اللغة الانكليزية نفسه موظفا في احد معامل الطابوق!! ونقل الشاعر من وزارة الاعلام الى مديرية الري او الزراعة او الصحة كما حصل للشاعر الراحل سعدي يوسف على سبيل المثال لا الحصر!

ولم يتوقف الامر على” النقل” بل وصل، بعد ذلك، للتصفية الجسدية كما حصل للشاعر والمعلم خليل المعاضيدي وللفنان المسرحي دريد ابراهيم وعشرات غيرهم، وحدث ولا حرج بالنسبة للمنتمين الى غير حزب البعث الحاكم!

وفي ظل هذه الاجواء الداكنة هرب المئات من خيرة مثقفي وفناني العراق وكانت المحطة الاولى لهم تتوزع بين دمشق وبيروت، والبعض الاخر وجد له ملاذا في عواصم عربية اخرى، كالجزائر وتونس والمغرب، حتى وصل العدد في منتصف عام 1979 بحدود الف كاتب وشاعر وصحفي وفنان ومسرحي واكاديمي! ولم يجرؤوا على العودة لعراقهم الا بعد السقوط باستثناء بعض الشواذ!

وبخصوص الفنانين المسرحيين فقد اكمل البعض دراسته العليا في دول اللجوء ونشط البعض الاخر في مدن الهجرة - المنفى المتوزعة على جهات الكون الاربع!

هناك اسماء متميزة عادت بعد السقوط وحاولت ان تساهم في الحراك المسرحي العراقي وان تقدم ما تمتلك من خبرة جديدة مثل د.جواد الاسدي ود.فاضل السوداني ود.فاضل الجاف، وبقيت بعض الاسماء التي ارتضت بان يستمر نشاطها، ولحد الان، في المهاجر والمنافي، سواء بفرق مسرحية خاصة او بفرق الدول التي تعيش فيها، وهنا نذكر بعض الاسماء النشطة مما حفظته الذاكرة : روميو يوسف وسلام الصگر ونضال عبد الكريم وبهجت هندي ورياض محمد وعثمان فارس وانوار البياتي وفاروق صبري وروناك شوقي ومي شوقي وفلاح هاشم وعلي رفيق وحميدة حمد وانعام البطاط وحازم كمال الدين ولطيف الخزاعي

وقاسم حسن وفارس الماشطة ورياض جميل وطه رشيد وصلاح الحمداني وسمير عبد الجبار، والراحلون منذر حلمي وزينب ولطيف صالح وناهده الرماح ونور الدين فارس وثامر الزيدي ولطيف حسن وصالح البدري وعوني كرومي وخليل شوقي وعدنان يوسف، وربما هناك غيرهم، وبالاخص من الجيل الثاني من المغتربين - المنفيين، واعتذر ممن لم تسعفني الذاكرة باسمه!

هذه الاسماء او بعض منها، الا تستحق ان تكرم في وطنها، بعد ان حصلت على التكريم مرارا في عواصم اللجوء؟!

ولكي تكتمل القائمة، قائمة المكرمين، كان لا بد من ذكر بعض الاسماء من داخل الوطن، والتي هي الاخرى كانت تستحق التكريم في مهرجان المسرح العربي بدورته الرابعة عشرة المنعقدة في بغداد حاليا، مثل الفنان المعلم سالم الزيدي والفنان مقداد عبد الرضا والفنان باسم قهار والفنان محمود ابو العباس والناقد المسرحي حسب الله يحيى.

 وانا على يقين ان هناك اسماء اخرى تستحق التكريم لو بذلنا قليلا من الجهد في البحث عنها!

عرض مقالات: