اخر الاخبار

بتاريخ 31/1/1985 اعتلى الرفيق محمد زهراوي حبل المشنقة مع كوكبة من رفاق الحزب البواسل، اعتلوا المشانق، بكبرياء وعزة وشموخ، محافظين على أسرار حزبهم ورفاقهم مثل حدقات العيون.

تتذكر يا رفيقي الجميل كيف كانت المساءات ثقيلة حينها وساعات الليل التي كانت تنذر لحظاتها بفقدان رفيقات ورفاق، حيث كنا نودع رفيقا بعد آخر إلى المجد، كانت روايات صمود الشهداء البواسل أمام الجلاد كأنها حكايات من نسج الخيال بل ضروبا من الصمود والثبات والتضحية في سبل الوطن، حزينة كانت الأيام يا صاحبي وانت تتحدث عن رفاق أبطال نذروا حياتهم لتحقيق أهداف حزبهم وقضايا شعبهم الكادح.

تتذكر يا محمد حين اتفقنا أن تذهب إلى كردستان وتلتحق بحركة الانصار، بعد اشتداد حملات القمع وكثرة الاعتقالات، لكنك رفضت وبقيت في بغداد من أجل لملمة الرفاق في التنظيم رغم سرية وخطورة العمل الحزبي وانتقلت من مكان إلى آخر بعيدا عن عيون رجال الأمن الفاشست.

حين اعتقل الشهيد محمد زهراوي كانت زوجته ورفيقة الدرب خلود جاسم مثنى حاملا، فأوصى أن يكون اسم المولود (فجر)، جاءت فجر صبية تحمل نفس الملامح ونفس السجايا، لكنك رحلت قبل أن تولد، فصار زاد فجر أحاديث وذكريات من السفر النضالي للوالد الشهيد محمد، كانت تسمع عن انسانيته وأخلاقه حيث جمعت كل جميل في شخصيته وطيبة معشره.

  كنا نحلم رفيقي الشهم ببزوغ فجر يوم جديد، في وطن حر وشعب حر وسعيد، وطن يحتضن الجميع دون خوف أو ارهاب، كنا نحلم يا محمد كيف يكون البلد بعد ازاحة النظام البعثي الفاشي وجلاوزته عديمي الانسانية، اليوم في الذكرى الثامنة والثلاثين لفراقنا أشعر بوحشة الروح ووحشة الفراق ولازالت تلك الايام رغم قسوتها وظلامها تبقى ذكريات لا تمحى في ذاكرتي حيث رفاق درب بواسل لم ينحنوا للجلاد ابدا.

السلام عليك معلمي الأول، السلام عليك وعلى رفاقك الشهداء، عواد حريجة، شريف فرج، حسين أحمد، كمال عطية، والشهيد نبز. سأبقى معك يا رفيقي أحلم مثل ما كنا بشرق يوم فجر جديد..

طوبى للرفيق الشهيد محمد زهراوي ورفاقه البواسل، خالدين في ضمير الحزب والوطن.

عرض مقالات: