اخر الاخبار

عادت الأوضاع في سوريا إلى دائرة الضوء بعد أن أعلنت جماعات مسلحة ما يسمى بعملية ردع العدوان تزامنا مع وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل.

حيث قامت فصائل هيئة تحرير الشام بقيادة المدعو ابو محمد الجولاني بأسقاط محافظة إدلب وبعدها توالت خسائر الجيش السوري وانسحب من عده محافظات بدون قتال. وفي صباح يوم الاحد 8/12/ 2024 اعلنت الجماعات المسلحة وعبر التلفزيون السوري إسقاط النظام ومغادرة الرئيس بشار الأسد إلى موسكو.

سقوط نظام الأسد سينهي بلا شك فصلاً مثقلا بالمشاكل والصعوبات والمآسي والقهر في تاريخ سوريا، لكنه سيفتح الباب أمام فصل جديد مليء بالتحديات والمعضلات. ولعل من أبرز هذه التحديات هي الأزمة الإنسانية إذا تتطلب إعادة إعمار البنية التحتية المدمرة وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين وهذه أولوية قصوى، فضلا عن معالجة الانقسامات الطائفية والعرقية، لأن سنوات الحرب قد عمقت الهوة بين المكونات السورية المختلفة، مما يجعل المصالحة الوطنية مهمة شاقة وتتطلب وقتا وجهدا كبيرين، ناهيك عن التحديات الاقتصادية، فالاقتصاد السوري منهك، وإعادة إعماره البلاد ستتطلب استثمارات ضخمة ودعمًا دوليًا بالإضافة إلى تكاتف الجهود للنهوض بالبنى التحتية التي تستوجب توفير بيئة أمنية مناسبة تتطلب مكافحة الإرهاب والتطرف، وحل مشكلة الميليشيات المتعددة وهو تحد آمني كبير في ظل وجود سلاح لدى جهات عدة.

الأهم هو التركيز على بنية الدولة والبناء المؤسساتي وإنشاء مؤسسات ديمقراطية قوية وشفافة وهذا يتطلب آليات عمل جادة فمستقبل سوريا حتى اللحظة غير معلوم وغامض وهناك سيناريوهات محتملة عديده.

 وبالرغم من كل هذه التحديات فأن سيناريو التقسيم أمر غير مستبعد فقد تنقسم سوريا إلى عده دول صغيرة مما يؤدي إلى زعزعه الأمن والاستقرار في المنطقة، أو التحول إلى الفوضى فقد تتحول سوريا إلى دولة تعمها الفوضى والانفلات الأمني والعجز الاقتصادي بحيث تكون دولة عاجزة عن توفير الأمن والغذاء لمواطنيها إذا لم تتكاتف الجهود ويكون للسوريين الكلمة الفصل والتضحية من أجل بناء دولة ديمقراطية عن طريق التأسيس لمرحلة انتقال إلى نظام ديمقراطي يحترم حقوق الانسان ويوفر كل متطلبات الحياة، وهو ما يتطلب ايضا تضافر الجهود الدولية في توحيد أطراف النزاع. والسؤال الأهم هنا هو هل يمكن للقوى الديمقراطية والمدنية ان تشكل جبهة او تحالفا يمكن ان يكون معادلا للأقطاب الاخرى.

الخلاصة انه حال عدم التوصل إلى حل سياسي، قد تشهد سوريا حرباً أهلية طويلة الأمد، مما يؤدي إلى مزيد من الدمار والخسائر البشرية.

ان مستقبل سوريا يظل غامضاً ومفتوحاً على جميع الاحتمالات فالتحول من نظام إلى نظام اخر هو عملية معقدة وطويلة تتطلب تضافر جهود جميع الأطراف السورية والدولية.