صحيفة اختارت لنفسها أن توقد كل يوم مصباحا ينير الطريق الوعر الذي اختاره صاحبها لنفسه وهو يعبئ في ثناياه كل من يعاني الفقر والظلم والاضطهاد من الفلاحين الذين صادر الإقطاع أراضيهم في فترة ما قبل تأسيسها في الحادي والثلاثين من تموز عام 1935 تحت عنوان ( كفاح الشعب )، وقد جاء في عددها الاول ، أن الناس فشلوا في جني ثمار انتفاضات الفرات لسبب، هام جدا ، ألا وهو عدم وجود «حزب طبقي ثوري» على أرض المعركة السياسية ، وقد ظهر هذا الحزب الآن وهو اليوم ينظم صفوف العمال بعد أن توسعت مساحة استغلال قوة عملهم على طول الرقعة الاقتصادية بدءا من شركات النفط الاحتكارية البريطانية ، مرورا بالموانئ والسكك الحديدية ( التي تم تأسيسها لنقل احتياجات الجيوش البريطانية ) وصولا إلى شركات العوائل صاحبة رؤوس الأموال ذات الأصول الاقطاعية، التي كانت تستغل قوة عمل العراقيين بأجر الكفاف ، وقد فتحت الصحيفة ولأول مرة في تاريخ الحركة الوطنية العراقية ، وفي تاريخ الصحافة العراقية النار بكل تلك الجرأة على الانتداب وذيوله من الاقطاعيين بمقال آخر عام 1935 أدرجت فيه مطالب الحزب الشيوعي العراقي المتعلقة بحياة الناس وأوضاعهم المعيشية وكانت على النحو التالي .
اولا ..... طرد المستعمرين.
ثانيا ..... توزيع الأراضي على الفلاحين.
ثالثا..... إلغاء كل ديون الأراضي ورهوناتها.
رابعا..... مصادرة كل أملاك المستعمرين، من المصارف إلى حقول النفط وأعمال السكك الحديدية.
خامسا.... تركيز السلطة في أيدي العمال والفلاحين.
سادسا.... إطلاق الثورة الاجتماعية.
لقد كانت هذه المطالب بمثابة من عبد الطريق أمام الصحافة العراقية لتخترق حواجز الخوف أو لتتجاوز كل عوامل الخشية من السلطات الحاكمة وخاصة ذيول الانتداب وما أقرته معاهدة عام 1930 من قيود على العراق، خاصة العسكرية والإدارية والقانونية. (انظر بنود معاهدة 1930) وقد كان لصحافة الحزب دورها في فضح هذه المعاهدة في معرض فضحها لمعاهدة بورت سموث عام 1948. وقد تناولت الصحف التي يصدرها الحزب والتي كانت تحت مسميات عديدة منها الشرارة عام 1940 والقاعدة عام 1943 واتحاد الشعب عام 1956، وبعدها طريق الشعب، التي لا زالت تصدر هي واخواتها تارة بصورة سرية وتارة في العلن حسبما تهواه السلطات الحاكمة، وكانت حتى هذه اللحظة تجسد هموم الشعب وقضاياه طيلة 89 عاما دون كلل أو خشية من سلطة غاشمة أو ديكتاتور اهوج.
أن صحيفة الطريق وهي تعرض اليوم توجهات الحزب الشيوعي العراقي، تأخذ في أبوابها كل ما يهم حياة الشعب، وكل ما يعترض طريق المواطن من عوائق سياسية أو عوارض تحول دون تقدم مسيرته الحقيقية التي يراها الحزب وفقا لمبادئه ونهجه في دولة مدنية يعيش فيها الوطن حرا والشعب فيها سعيدا.