اخر الاخبار

المتتبع للشأن العراقي هذه الأيام بشكل خاص أي ما بعد انتفاضة شعبنا بسبب نقص الخدمات بشكل عام والكهرباء بشكل خاص يلاحظ أن اغلب الكتاب والمثقفين العراقيين بشكل خاص والمخلصين والشرفاء من الكتاب والمثقفين العرب ( وهم قلة ) بشكل عام ممن تعاطف مع شعبنا في محنته المستمرة بالحقيقة منذ عقود من الزمن وليس في هذه الفترة او المرحلة، أبدوا اهتماما واضحا وبشكل جدي للمعاناة، وتعاطفوا بشكل واضح وحقيقي مع معاناة الشعب وآلامه وأمانيه بالرغم من وجود أغلبهم خارج العراق أي في المهجر، ويظهر هذا جليا من خلال المقالات التي نشرت وبغزارة في المواقع الألكترونية المختلفة والصحف والمجلات المحلية منها ( العراقية ) والعربية والعالمية، كذلك ما تقدمه القنوات التلفزيونية المساندة منها والمناوئة من برامج مختلفة تتناول الأزمة من جميع أبعادها حتى أصبحت مادة دسمة لنشرات الأخبار اليومية حيث اختلفت مضامينها من نقد مباشر وصريح وبالأسم أحيانا وأخرى بشكل غير مباشر وبشكل عام، بينما أخرى كانت تعالج الأزمة وتطرح الحلول والآراء المختلفة والتي كان أغلبها يصب بمصلحة الشعب العراقي بأستثناء من كان عدوا دائميا لشعبنا وحاول ويحاول بأستمرار زج شعبنا في محن ومآزق وادخاله في متاهات يصعب الخروج منها، وبالتالي فهو صاحب المعاناة الكبرى التي فعلا تتطلب هكذا اهتمام اعلامي وصحافي وادبي وفكري لم يسبق له مثيل خاصة في الفترة التي تلت سقوط الصنم ، وراحت تلك المقالات التي حملت أسماء لامعة لها خبرتها ومكانتها على الساحة الأدبية والثقافية والأعلامية في العراق والعالم، تطرق أبواب من يهمهم أمر شعبنا وتارة تهمس بآذانهم وتارة أخرى تدغدغ مشاعرهم عسى ان تتمكن من تحريكها، والأخرى وهي المدوية تلك التي راحت تطرق أبوابهم بشكل مباشر وبقوة وهمة واضعة مصلحة الشعب فوق اي اعتبار سياسي كان أو ( قيادي ) غير مبالية بالمناصب مهما كان حجمها ونوعها واسمها وأي كان صاحبها دون تمييز، لأن التجربة المريرة التي مر بها شعبنا ولايزال أثبتت بالملموس بأن لاوجود لمن يحمل هما واحدا من هموم ومعاناة شعبنا في جعبته كونه قد أفرغها بعد انتهاء الانتخابات كي يتخلص من ثقلها وعبئها الذي قبله دون قيد او شرط وهو يتقدم للحصول على حصته من الكعكة !! ولكن اللعبة لم تنته بل زادت حدة والتهب سعيرها وقد تحرق الرابحين في باديء الأمر ومن ثم تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن لمن تبعهم ووالاهم وشملته الحصة!

لقد قال الشعب كلمته قبل انتفاضة تشرين وسف يقولها ويؤكدها لأن المثقفين والكتاب والإعلاميين الشرفاء والوطنيين هم ضمير الشعب الحي والنابض والذين بقوا لازالوا متيقظين كي يصونوا الأمانة التي قطعوها على أنفسهم بأن يكونوا أوصياء وأمناء على مصالح الشعب المسلوبة بالطرق المعروفة للقاصي والداني، وهم الشريحة التي قبلت لنفسها التحدي مع الظلم لأنصاف الظالم ليس بسلاحها ولا بمالها بل بفكرها ومبادئها وبقلمها وكاميراتها وهي التي تمكنت وتتمكن من كشف الكثير من ألاعيب المتصيدين بالماء العكر أصحاب المصالح الشخصية والفؤوية من الوصوليين الذين تمكنوا من خداع الشعب بخطاباتهم الرنانة ووعودهم الخاوية والتي ما لبثت أن انكشفت حقيقتها ! فالينتفض شعبنا من جديد ليؤيده ويسانده كل مخلص ووطني شريف يآزره في محنته من موقعه ويقول كلمته بصوت عال وواضح معلنا انتهاء فترة الصمت التي طالت ولم يعد يتحمل بعد اليوم الغيظ والجور الواقع عليه ويلتهب الشارع العراقي مطالبا بحقوقه المشروعة التي سلبت منه لمدة عقدين من الزمن الصعب بأسم الحرية والديمقراطية بعد ان كانت مسلوبة لعقود طويلة بكتم الأفواه والقتل والتشريد والاستبداد والتسلط الأعمى.

هنا سوف يحاول من يتربع على عرش الحكم وسلطاته فتح الأبواب التي تطرق بقوة بحياء معبرين في الوقت نفسه مساندتهم التي لامحال منها لمطالب الشعب التي يعترفون باحقيتها ( بخجل ) أيضا، وهم على علم بها منذ اللمسة السحرية الأولى للكرسي العجيب الذي أطفأ ضمائرهم كما يبدو ولكن بالتاكيد الطرق ستزداد قوته وسيسمع صوته من هو في دهاليز القصر بعدها لابد من فتح الأبواب على مصاريعها وحينها يكون الحساب عسيرا، فأبواب الحق المشروع التي تفتح بهذه الطريقة سوف لن تغلق ألا بعد الائتمان على محتوياتها ووضعها بأيد أمينة تريح شعبها وتجعله ينام قرير العين بشكل دائم، لذا عليكم ان تعودوا لرشدكم وتحاسبوا ضمائركم لتنيروا الدرب لشعبكم الذي اختاركم بالخطأ !!.

عرض مقالات: