لمناسبة الذكرى التسعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، قال الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب: «نحتفل اليوم (31 آذار) بهذه الذكرى، كحزبٍ ومناضلين ورفاقٍ وقوى وطنية»، منوها بـ»الدور الذي لعبه ولا يزال الحزب الشيوعي العراقي في الحركة الوطنية والنضال الوطني والتحرري والطبقي والديمقراطي».
وأضاف الرفيق فهمي في حديث لـ«طريق الشعب» ان «هذه المناسبة اضافة لكونها استذكاراً واحتفالاً بهذه المسيرة وبشهدائها وبإنجازاتها ومحطاتها المختلفة. كذلك هي مناسبة للوقوف على الاخفاقات والانتصارات، وهذه عملية ترافق كل حركة سياسية يمتد تاريخها الى هذا العدد الكبير من السنوات، تجاوزت ومرت عبر مراحل وأنظمة سياسية وظروف تاريخية مختلفة ومعقدة».
وأكد الرفيق فهمي، أن «الحزب يواجه راهنا تحديات الواقع ومستجداته، اي الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والتكنلوجي، وهذه كلها تضع امام حزبنا والاحزاب عموماً تحديات غير مسبوقة ينبغي ان نواجهها، وتنعكس علينا في حاضرنا اليوم».
واشار الى ان «الحزب مطالب، اليوم، بان يلعب دوره كاملاً في التأثير على مسارات البلد، ونحو تحقيق العدالة الاجتماعية وتلبية طموحات وحقوق المواطنين، لا سيما الطبقات الكادحة والطبقة العاملة والشغيلة والفئات المختلفة بمن فيها المثقفون الثوريون».
واسترسل الرفيق فهمي في حديثه قائلا: إن «الدولة المدنية الديمقراطية لا تزال مشروعاً، إذ أن عملية بناء الدولة لا تزال تواجه تحديات كبيرة. وأمام هذه التحديات المتنوعة، واجب على الحزب ان يعمل وأن يؤثر، وأن يضع الاستراتيجيات والتكتيكات وأن يبتكر صيغ العمل لمواجهة تلك التحديات».
واستطرد بالحديث ان «التطور الاجتماعي والاقتصادي الذي شهدته البلاد افرز شرائح مختلفة؛ ونتحدث اليوم عن اقتصاد فيه فئات غير منتظمة في هياكل اقتصادية واضحة، ضمن ما يسمى القطاع غير المنظم»، مشددا على انه «ينبغي للحزب ان يعمل مع هذه الفئات».
وتابع الرفيق فهمي بالقول: «ونحن نقف في عشية الذكرى التسعين، ينبغي أن ننظر الى هذه المسيرة المجيدة بكل تضاريسها وتعقيداتها وايجابياتها ونقاط ضعفها لنعيد دراستها»، مضيفا ان «الحزب يدرس هذه التجربة في ضوء معطيات الحاضر، وكيف استطاع ان يجابه في مراحل مختلفة هذه التحديات، وان يبني تنظيماته، وان يتصدى لطروحات خصومه ويجتذب الجماهير حوله وينمي ارتباطاته وصلاته الجماهيرية وخوض النضالات المختلفة؛ فهذه التجارب الغنية لا بد من ان تكون حاضرة ومستوعبة من قبل جمهورنا الحزبي وخصوصا الجيل الشاب، الذي ربما لم تسمح له الظروف بالاطلاع على هذه الأمور، وكلّ هذا نربطه بالحاضر والمستقبل».
وأردف الرفيق قائلا: «نواجه اليوم مصاعبَ ولا نخفي ذلك، لكن لدينا ثقة كاملة في أن هذه المصاعب حينما نشخّصها ـ والحزب ربما أول من قام بتشخيص الصعوبات وربما الأخطاء ـ فهذا يعني ان هناك رغبة واستعدادا وقدرة وإمكانيات لتجاوزها، لكن كيف ننظم عملنا لتجاوزها؟ هذا ما نعمل عليه الآن حيث تسلط احتفالاتنا بالذكرى الضوء على ذلك، فهو ليس مجرد احتفاء، بل نظرة نقدية إيجابية لكل هذه التجربة، من المنطلقات التي ذكرتها لمواجهة متطلبات الحاضر».
وذكر الرفيق فهمي، ان «الحزب يسعى من خلال فعاليات الذكرى التسعين ـ التي ستسمر لعام كامل على كل المستويات والصعد وفي كل المحافظات وفي الخارج ـ لأن يكون الاهتمام بالمشاركة الواسعة التي تتجاوز رفاق الحزب»، مؤكدا انها «مناسبة للانفتاح، فهناك جمهور واسع ووسط يعاتب الحزب لعدم الوصول والتواصل والانقطاع، لذا سنعمل هذا العام على معالجة الخلل حيث وجد، والعمل على إيجاد أوسع الصلات مع عوائل الشهداء والرفاق المنقطعين والأصدقاء».
ولفت فهمي إلى أن «ما تحقق حتى الآن خلال الاسابيع القليلة الماضية منذ الشروع بهذه الاحتفالات يحمل اشارات واعدة؛ هناك كم هائل من الفعاليات في الداخل والخارج، ونأمل ان تتواصل وتشمل ميادين ومجالات متعددة وتتخذ اشكالا مختلفة».
وأكد ان الحزب «مستمر في نضاله على الصعيد الوطني والديمقراطي والطبقي ومختلف الميادين، وسيبقى مواصلا لها وبأشكال مختلفة سواء بالنضال السياسي أم الفكري، فالتحديات الفكرية ليست قليلة».
واختتم سكرتير اللجنة المركزية للحزب، حديثه بتوجيه التحية الى «كل الرفيقات والرفاق وندعوهم الى رفع الهمم والاستعداد الكبير والدائم لمواجهة التحديات. ثقتنا كبيرة بحزبنا وشعبنا وكل قواه الخيرة من اجل التصدي لهذه المهام الكبيرة ومواصلة السير على طريق بناء الدولة المدنية الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية».