اخر الاخبار

الصفحة الأولى

على طريق الشعب.. لا بديل عن العمل المشترك لقوى التغيير

حتى الآن، وبعد مرور ما يقارب شهرين على اجراء الانتخابات، لم تحسم نتائجها ويستمر الجدل في شأنها، وتبقى قضية تشكيل الحكومة قائمة، بينما تمس حاجة البلاد الى حسم الامور، كي يجري الالتفات الى القضايا الرئيسية الملحة، والبحث عن حلول حقيقية للمعضلات التي يعاني منها الملايين، وفي صدارتها بالطبع المعضلات المعيشية والاقتصادية.

وفي غضون ذلك يُسجل تصاعد في الجرائم الارهابية التي تقترفها داعش.

والسؤال الجوهري المطروح هو: هل أن هذه العوامل المعطِّلة لتشكيل الحكومة، ترتبط بمعاناة الناس وهمومهم؟ أم أنها ترتبط أساسا بالخلافات والنزاعات بين القوى السياسية المتنفذة، الباحثة عن تسويات تضمن مصالحها هي، ومشاركتها في تقاسم السلطة والنفوذ والامتيازات؟

ولا ريب ان هذا يجري، في غالب الأحيان، بعيدا عن الرسائل التي وجهتها العملية الانتخابية، متمثلة بنسبة العزوف والمقاطعة العالية، وحجب اصوات الكثير من الناس عن القوى المتنفذة لصالح المرشحين المستقلين. وهو ما يعني، من الناحية العملية، تجسيدا لرغبةٍ وارادةٍ حقيقيتين في التغيير، سواء في النهج السياسي او الشخوص.

وفي الأيام الأخيرة تكثفت اللقاءات السياسية حول فكرتي الحكومة التوافقية وحكومة الاغلبية. ومن الجليّ أن الفكرتين تعكسان ما كشفته انتفاضة تشرين، من ضرورة القطع مع طريقة تشكيل واقامة الحكومات السابقة، القائمة على نهج المحاصصة - الحاضن للفساد وسوء الادارة وفشل الدولة في اداء وظائفها ومهماتها.

ومن الواضح أن هناك محاولات لإفراغ المضامين والإبقاء على المحاصصة بمسميات جديدة. وهذا رغم ان أوضاع البلاد، وضرورة انتهاج طريق جديد لوضع القضايا الأساسية الملحة على سكة الحلول الحقيقية والاستجابة لمطالب الشعب، لا تحتمل المراوغة والاستمرار في النهج السابق وراء ستار من الاجراءات الشكلية والتعديلات السطحية.

إن ثقة الشعب بمؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية لا يمكن استعادتها أو تجسيرها، الا باعتماد نهج جديد جوهره تغيير حقيقي واصلاحات فعلية في أسس بنية الحكومة وتوجهاتها.

لذلك فان المطروح ليس مجرد تشكيل الحكومة، وانما هو ماهية الأسس التي تشكل عليها مثل هذه الحكومة، ومن هم شخوصها، وما هو برنامجها، وما مدى حرصها على مصالح الناس، وعكسها لمعاناتهم وهمومهم، وحلها لمشكلاتهم.

واذا كان من نافل القول ان القوى المتنفذة تضع مصالحها الضيقة دائما في المقدمة، وليس متوقعا منها أن تنتهج مسارا حقيقيا يعكس الارادة الشعبية، فان من الواجب اطلاق ضغط شعبي متعاظم، وتأكيد المطالب التي عبرت عنها انتفاضة تشرين والأشكال الاحتجاجية المتنوعة التي عبرت عن نفسها، اليوم، في الكثير من المفاصل والقطاعات الاقتصادية والاجتماعية.

إن هذا الواقع يلقي على عاتق قوى التغيير، المتمثلة اساسا بالقوى المدنية والديمقراطية والحركات التشرينية، وسواها من قوى منتظمة في منظمات واتحادات نقابية واجتماعية، فضلا عن النواب الجدد المستقلين الذين يتبنون المطالب الشعبية وتطلعات قوى الانتفاضة والاحتجاج، وينشدون التغيير، يلقي على عاتقهم جميعا مهمة التنسيق وتوحيد الجهود والتوصل الى رؤى مشتركة، الى جانب العمل معا على التوعية بها وترجمتها الى واقع وفعل سياسي ملموس على مختف المستويات.

***********

المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: عدوان إرهابي مدان

أقدمت فلول داعش الإرهابي يوم امس (٣-١٢-٢٠٢١) على ارتكاب جريمة جديدة في قرية “خدر جيجة” التابعة لقضاء مخمور. واسفر هذا العدوان الغادر عن استشهاد ثلاثة مواطنين وعشرة من قوات البيشمركة، إضافة الى جرحى. 

اثار هذا العمل الإرهابي من جديد عددا من القضايا ذات الصلة بأهمية وضرورة اليقظة والحذر من مخططات فلول داعش ونواياهم ومشاريعهم الخبيثة لزعزعة الامن والاستقرار، واهمية مواصلة التصدي للارهاب على اختلاف تجلياته عبر منظومة من الإجراءات المتكاملة؛ السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والثقافية، إضافة الى العسكرية والأمنية.

كما يكشف تكرار وتزايد هذه الخروقات والعمليات الإرهابية استمرارغياب او ضعف التنسيق والتعاون بين مختلف القطاعات العسكرية والأمنية، وبالأخص بين القوات الاتحادية وقوات البيشمركة، ورغم الوعود المعلنة سابقا من الطرفين. وهو ما يستوجب اتخاذ إجراءات عاجلة لسد هذه الثغرات الأمنية الخطيرة التي يستغلها العدو الداعشي الإرهابي وتأمين حماية أرواح المواطنين.

نجدد موقفنا الداعي الى تعبئة القوى للاجهاز على الإرهاب وتجفيف منابعه، وندين اعتداءات داعش المجرمة، ونتقدم بالتعازي ومشاعر المواساة الى عوائل الشهداء، متمنين للجرحى الشفاء العاجل. 

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

 ٤-١٢-٢٠٢١

*************

الحبوبي يطالب بالكشف عن القتلة

طلبة الإقليم يجددون تظاهراتهم.. وغضب شعبي في الوسط والجنوب

بغداد ـ طريق الشعب

اتسعت رقعة الاحتجاجات الشعبية المطالبة بتوفير فرص العمل والخدمات وصرف المنحة الطلابية في عموم مدن البلاد. فيما جدد أهالي محافظة ذي قار مطالباتهم بالكشف عن قتلة المحتجين والجهات الداعمة التي تقف وراءهم.

الطلبة يتمسكون بمطالبهم

وجدّد المئات من طلبة الجامعات في السليمانية، احتجاجاتهم للمطالبة بصرف المنحة المالية.

وقال مراسل “طريق الشعب”، إن “المئات من طلبة المعاهد والجامعات في كردستان جددوا تظاهراتهم المطالبة بصرف المنح المالية المخصصة لهم”، مبينا أن “الطلبة أقدموا على غلق بوابات جامعة السليمانية ومنعوا الملاكات التدريسية والموظفين من الدخول إليها”.

واضاف ان “العشرات من طلبة جامعة رابرين في قضاء رانية نظموا مسيرة انطلقت من امام الجامعة، صوب نصب الانتفاضة في القضاء، للتأكيد على مطالبهم المشروعة”.

الكشف عن القتلة

من جانبهم، تظاهر العشرات من الناشطين وذوي شهداء التظاهرات في محافظة ذي قار في ساحة الحبوبي، وسط مدينة الناصرية، للمطالبة بالكشف عن المتهمين بقتل المتظاهرين.

ويوم أمس، تحشّد ذوو الشهداء، بوقفة احتجاجية أمام محكمة الاستئناف في الناصرية، من أجل إيصال صوتهم الى القضاء العراقي بعد مرور عامين من دون تقديم أي متهم بقضية قتل المتظاهرين أمام المحاكم.

إغلاق دوائر حكومية

وأغلق المئات من الخريجين في محافظة ذي قار، مبنى مديرية التربية، مطالبين بالتعاقد معهم بصفة محاضرين.

وافاد مراسل “طريق الشعب”، بأن “المتظاهرين أغلقوا مبنى الدائرة، في تصعيد احتجاجي، للمطالبة بتوفير درجات وظيفية لهم ضمن درجات الحذف والاستحداث، ملوحين بالتصعيد ونصب سرادقات الاعتصام المفتوح لحين تحقيق مطالبهم”.

وأضاف أن “عددا كبيرا من خريجي الكليات والمعاهد قطعوا جسري النصر والزيتون وسط مدينة الناصرية، في تصعيد احتجاجي للمطالبة بتوفير فرص العمل، بعد تظاهرة لهم امام مبنى المحافظة”.

فيما قطع العشرات من أهالي منطقة الزيادات شمال المحافظة، الطريق العام الرابط مع العاصمة بغداد، احتجاجا على تردي واقع الكهرباء في مناطقهم، بسبب تقادم الشبكة الكهربائية، داعين الى إيصال مطالبهم المتمثلة بتحسين الشبكة الكهربائية، وزيادة الحصة من التيار الكهربائي، الى الجهات المعنية.

وأغلق محتجون من أصحاب العقود في فرع توزيع كهرباء محافظة ذي قار مبنى الدائرة، مطالبين بصرف رواتبهم التي تأخرت لثلاثة أشهر، اضافة الى فروقات الرواتب من العام الماضي.

ونظم العشرات من المهندسين الموظفين في محافظة ذي قار، وقفة احتجاجية أمام مبنى قيادة الشرطة، على خلفية تعرض احد زملائهم إلى اعتداء من قبل عدد المواطنين، أثناء أداء واجبه في فرز إحدى المقاطعات لأحد المجمعات السكنية، غرب مدينة الناصرية.

تتمة ص3

************

اليوم.. مباراة فاصلة لأسود الرافدين

بغداد ـ طريق الشعب

يخوض منتخبنا الوطني لكرة القدم، اليوم الاثنين، مباراة فاصلة أمام نظيره القطري في بطولة كأس العرب المقامة في الدوحة. ويسعى الفريق العراقي الذي يضم دماء جديدة هذه المرة، إلى خطف بطاقة التأهل الثانية المتبقية، والتي يتنافس عليها مع البحرين وعمان. وفي حالة فوزه، فسوف يضمن وصوله إلى الدور الثاني دون أية حسابات أخرى داخل المجموعة. اما في حالة تعثره فسيكون الأمر مرهونا بنتيجة مباراة البحرين وعمان التي ستجرى بنفس التوقيت. ويتطلع الجمهور الرياضي إلى أن يتجاوز المنتخب الوطني هذا التحدي أمام الفريق القطري الذي يلعب على أرضه وبين جمهوره، خصوصا وأن العراق يعتبر عميد هذه البطولة برصيد أربعة ألقاب.

*********

راصد الطريق.. أجهزة تنفس تختنق في مخازن الصحة

كشفت هيئة النزاهة امس عن ضبط130 جهاز تنفس اصطناعي في مستشفى تابع لدائرة صحة النجف، “عاطلة ولم تتم صيانتها” من قبل الشركة المجهزة.

وبدا بيان الهيئة بهذا الخصوص مرتبكا؛ ففيما قال مكتبها التحقيقي في النجف إنها “عاطلة”، جاء في البيان ذاته أنها “لم يجر استخدامها” بسبب كونها “غير عمليّة وفاشلة”، وانها بقيت في مخازن المستشفى أكثر من عام، بينما كان عشرات المواطنين بحاجة اليها، قبل أن تفتك بهم كورونا.

ويقول مكتب النزاهة في النجف إن قيمة الأجهزة تزيد على مليار وثلاثة ارباع المليار دينار. ولم يكن هناك مبرر لبقائها تختنق في مخازن المستشفى الحكومي، ولا لادعاءات “فشلها”، فيما وزارة الصحة تؤكد أن جميع أجهزة التنفس المستوردة هي من إنتاج شركة فيليبس الألمانية!

والظاهر أن مخازن الوزارة بحاجة الى حملة تفتيش، فما يخفى هناك قد يكون أعظم. بينما يبقى المواطن يترحم على موتاه جرّاء تردي الواقع الصحي في البلاد. لقد انهكت السياسات الحكومية الناس في صحتهم، فيما لم يعد الفقراء يستطيعون تحمل تكلفة “كشفية” الطبيب في العيادات والمستشفيات الخاصة.

***********

الصفحة الثانية

اضاءة.. حل لأزمة الكتل أم لأزمة الوطن والشعب؟

محمد عبد الرحمن

يمكن القول باطمئنان ان التدافع والصراع الحاصل الان بين الكتل السياسية، المقتنعة بما حصلت عليه في انتخابات تشرين الأول ٢٠٢١، والمعترضة التي لم تأت المخرجات بما كانت تمني نفسها وتتوقع، لا يجمعه جامع مع مصالح الناس الحقيقية، ولا مع مصالح «المكونات « التي تدعي تلك الكتل انها تمثلها .

حقائق مخرجات الانتخابات حتى الان  وكما  أعلنتها المفوضية وقدمتها الى المحكمة الاتحادية لاقرارها ، تؤشر خسارة هذه الكتل جميعا قياسا الى الأصوات المطلقة التي حصلت عليها في هذا الانتخابات وتلك التي سبقتها. وابرز الفائزين هم التشرينيون والمستقلون، بغض النظر عما اذا كان مستقلا فعلا ام منتميا متخفيا او مستقلا منحازا الى هذه الجهة او تلك، فيما هناك مستقلون ما زالوا مصرين على انهم مستقلون اقحاح . ولعل الأيام ستكشف الحقائق كما هي، والتي بدأت بعض خيوطها تنجلي في إعلانات متتالية عن التحاق هذا المستقل او ذاك الى هذه الكتلة او تلك .  فهم بغض النظر عن كل هذا خاضوا الانتخابات وشاركوا  فيها تحت عنوان «مستقل « .

قد لا تكون لهذا  أولوية الان، ولكن أهميته  ستكبر عند بدء تشكيل الكتلة الأكبر في ماراثون يشبه تماما الانتقالات (البيع والشراء!) الصيفية والشتوية، للاعبي الأندية العالمية المحترفة لكرة القدم .

فعلى ماذا يتصارع المتصارعون، القابلون والرافضون لنتائج الانتخابات؟ هل على برنامج محدد لإنقاذ البلد ؟ ام يتنافسون على اختبار الاكفاء لشغل هذا الموقع او ذاك ؟ ام هو اختلاف على تقييم مسيرة الحكم منذ ٢٠٠٣ حتى الان، واستخلاص الدروس منها ؟ ام انه تدافع بين رافضين للمحاصصة ومتمسكين بنهجها ، فيما يبدو الكل متمسكا بها  مع تدقيقات شكلية لا تمس الجوهر؟!

جوهر المشكلة ليس هذا على الاطلاق، وعلى افتراض توصل الكتل الى اتفاق معين أيا كان اسمه، فهل سيحل مشاكل البلاد والمواطنين، ام هو حل لمشاكل تلك الكتل السياسية، بما يضمن وجودها في السلطة وادامة نفوذها ومصالحها وتخادمها ؟

اليقين راسخ بان حكومة المحاصصة (توافقية ام تشاركية مغطاة برداء الأغلبية) لا تعني باي حال من الأحوال سوى استمرار الاوضاع المزرية، وربما المزيد من التدهور وخاصة مع عجز وتردد في فتح ملفات الفساد صغيرها وكبيرها، واستمرار النهب المنظم لموارد الدولة، واتباع السياسات الاقتصادية العرجاء والرضوخ لوصفات المؤسسات الدولية الراسمالية، وبقاء السلاح المنفلت  يصول ويجول، وتحويله الى عنصر فاعل في المعادلة السياسية . 

الحلول الترقيعة لن تزيد الأمور الا تعقيدا وسوءا، فيما سخط الناس وتذمرهم الى تزايد ، ما يضع على عاتق قوى التغيير الشامل مهام كبيرة، وتحديات جدية  لمدى القدرة  على تحويل هذا السخط الى فعل سياسي منظم مترافق مع  زخم الضغط الشعبي، وهو مطلوب في جميع الأحوال ومن دونه يصعب التفكير، مجرد التفكير بالسير على طريق التغيير، والتغيير المطلوب هو التغيير الشامل الذي يطال المنهج والأداء ونمط التفكير، وحتى الشخوص .

ان تغييرا كهذا يشكل قطيعة تامة مع منهج منظومة المحاصصة والفساد والسلاح المنفلت، لابد ان يحظى بالدعم والاسناد من الجماهير المكتوبة بنار الازمات، وسيتوقف الكثير على موقفها وخياراتها ، فيما يتوجب على القوى المتبنية لمنهج التغيير عدم الانتظار والترقب، فالمطلوب هو المزيد والمزيد من المبادرات والفعل السياسي الشعبي الضاغط والمتراكم، وصولا الى نقطة الغليان وتغيير موازين القوى لصالح  الساعين والداعين الى هذا المشروع .

*************

حول الوضع في البلدان العربية والمنطقة

تشهد منطقة الشرق الأوسط تصعيد التوترات فيها مع تزايد عنجهية اسرائيل واستمرار التدخلات الخارجية في شؤون العديد من بلدانها بالضد من مصالح شعوبها، وتزايد الحروب العدوانية والنزاعات المسلحة ونشاط التنظيمات الارهابية، وزعزعة الاستقرار، مما يؤدي الى ضياع فرص التنمية والتقدم وتحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وتهيئة أرضية خصبة لنمو حركات يمينية متطرفة وفاشية وارهابية. وترتبط هذه التطورات على نحو وثيق بسياسة الامبريالية الأمريكية وتنفيذ مخططاتها بالتنسيق مع حلفائها والرجعيات المحلية، لادامة الهيمنة على المنطقة والتحكم بثرواتها.

ويعلن المؤتمر الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي تضامنه مع الأحزاب الشيوعية وقوى اليسار والتقدم والديمقراطية في البلدان العربية والمنطقة، وهي تخوض معركة التغيير السياسي والديمقراطي ضد الأنظمة المستبدة والدكتاتورية ومن أجل الحرية والسلام والتقدم الاجتماعي.

المؤتمر الوطني الحادي عشر

للحزب الشيوعي العراقي

28  /11 /2021

**************

قرار تضامن مع الشعب الفلسطيني

يدين المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي المؤامرات والدسائس التي تهدف الى تصفية قضية الشعب الفلسطيني واقتلاعه من أرضه وانكار حقه في اقامة دولته الوطنية، والتي كانت اتفاقات التطبيع المذلة التي أبرمتها أنظمة عربية مع اسرائيل برعاية أمريكية تتويجا لها.

كما يشجب المؤتمر بقوة جرائم القوات الاسرائيلية وعصابات المستوطنين في القدس وعمليات التوسع والضم والاحتلال والعدوان المتواصل على غزة.

ويجدد المؤتمر التضامن الثابت للشيوعيين العراقيين مع نضال الشعب الفلسطيني لانهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس.

المؤتمر الوطني الحادي عشر

للحزب الشيوعي العراقي

28  / 11 /2021

*****************

السيد مسعود البارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني المحترم

استقبل المؤتمر الوطني الحادي عشر لحزبنا الشيوعي العراقي تهنئتكم بمناسبة انعقاده بمشاعر الامتنان.

كان لتحيتكم، بما تضمنته من تقدير لحزبنا ومسيرته، أثر كبير في نفوس أعضاء حزبنا وأصدقائه وجماهيره.

نود إعلامكم بأن أعمال المؤتمر الحادي عشر لحزبنا قد تكللت بالنجاح، وبتجديد الشيوعيين العراقيين العهد على مواصل الكفاح مع سائر قوى شعبنا الوطنية من أجل التغيير الشامل وتحقيق الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

تفضلوا بقبول فائق تقديرنا.

رائد فهمي

سكرتير اللجنة المركزية

للحزب الشيوعي العراقي

28/11/2021

***************

مشرق الفريجي  يهنئ الشيوعي العراقي  بنجاح أعمال المؤتمر الحادي عشر

بغداد – طريق الشعب

تسلم الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي يوم امس الاحد، باقة ورد من السيد مشرق الفريجي الأمين العام لحركة نازل اخذ حقي الديمقراطية، الذي زاره مهنئا بنجاح أعمال المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب.

وعبر السيد الفريجي عن سروره لنجاح المؤتمر وانتخابه قيادة جديدة للحزب، نظرا «للدور الكبير» للحزب في مساندة ومساعدة الحركات التشرينية.

وتناول اللقاء أهمية تطوير العلاقات الثنائية بين الحزب والحركة، كذلك التعاون المتبادل في شتى المجالات.

وشكر الرفيق رائد فهمي قيادة الحركة على مبادرتها، كما على حضور السيد الفريجي والوفد المرافق له الحفل الافتتاحي لمؤتمر الحزب.

هذا وشارك في استقبال الوفد الرفيق فاروق فياض عضو المكتب السياسي والرفيقة بشرى أبو العيس والرفيق علي مهدي عضوا اللجنة المركزية للحزب.

*****************

الشيوعي يتقبل تهاني حزب الأمة بنجاح مؤتمره

بغداد ـ طريق الشعب

قدم الأمين العام لحزب الأمة العراقية السيد محمود العكيلي والوفد المرافق له، باقة ورد الى الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، بمناسبة نجاح أعمال مؤتمره الوطني الحادي عشر للحزب.

فقد زار السيد العكيلي يوم امس مقر اللجنة المركزية للحزب في بغداد، وقدم التهاني بهذه المناسبة وتمنى للحزب الاستمرار بدوره الريادي في جمع القوى الديمقراطية والمدنية التشرينية، من خلال تفعيل دور التيار الديمقراطي والسعي الى انجاح مؤتمره الثالث القريب. اضافة الى العمل الحثيث للتواصل من خلال المجلس ألتشاوري، والضغط في اتجاه التداول السلمي للسلطة وتشكيل حكومة الأغلبية السياسية وتجاوز نهج المحاصصة الطائفية والقومية.

هذا وضم الوفد المرافق للسيد العكيلي كل من فريق الخزعلي نائب الأمين العام والسيدة إخلاص ألشمري عضو المكتب السياسي.

فيما حضره إلى جانب الرفيق رائد فهمي، الرفيقان بسام محيي نائب سكرتير اللجنة المركزية وعلي مهدي عضو اللجنة المركزية.

*****************

وفد الشيوعي العراقي يزور سفارة فلسطين في بغداد

بغداد ـ طريق الشعب

زار وفد من الحزب الشيوعي العراقي الخميس الماضي  سفارة دولة فلسطين في بغداد، واكد استمرار تضامن الحزب مع قضية الشعب الفلسطيني ومطالبه المشروعة.

وعبر وفد الحزب للسيد سفير دولة فلسطين الدكتور احمد عقل، عن الامتنان والاعتزاز بمشاركة السفارة في حفل افتتاح المؤتمر الحادي عشر للحزب. كما اطلعه على وقائع المؤتمر، وعلى معالجة وثيقتي التقرير السياسي وبرنامج الحزب لموضوعة القضية الفلسطينية.

من جانبه، جدد سفير دولة فلسطين التضامن مع الشعب العراقي، واعرب عن اعتزازه بدور الحزب الشيوعي العراقي، الداعم لنضال الشعب الفلسطيني.

وجرى خلال اللقاء استعراض آخر تطورات القضية الفلسطينية، محلياً ودولياً.

وشارك في وفد الحزب عضوا المكتب السياسي الرفيقان فاروق فياض وحسين النجار وعضو اللجنة المركزية الرفيقة سهاد الخطيب.

فيما شارك في استقبال الوفد كلّ من نائب السفير منير صبحي ومستشار السفارة الاعلامي فؤاد حجو.

**************

العراقيون يقيّمون عاليا مآثر نضالكم

ينعقد مؤتمركم في لحظة تاريخية حرجة، تثير تساؤلات مصيرية، وتنتظر مبادرات وطنية شجاعة ، تحول دون تداعياتٍ سلبية تعرض وطننا الى مخاطر تتهدد ما تحقق فيها وتسد افق التطور والتقدم الى ما يتطلع اليه شعبنا العراقي..

ان العراقيين يقيمون عالياً مآثر النضال في سبيل السيادة والاستقلال الوطني وتكريس المبادئ الديمقراطية الحقة.

ومن حقكم الشعور بالفخر لانكم رغم كل التعقيدات والصعاب حافظتم على اخلاصكم لوطنكم وتمسكتم بالمبادئ والقيم التقدمية وحقوق الكادحين واثبتم نزاهتكم وسويتكم الانسانية ..

اتمنى لكم النجاح في انجاز مهام مؤتمركم لما فية مصالح البلاد العليا وتطلعات الشعب الوطنية

فاروق مصطفى

****************

باقات ورد لأكبر خيمة عراقية وطنية

العزيز رائد فهمي المحترم

سكرتير الحزب الشيوعي العراقي

الاعزة جميعا في الحزب الشيوعي

باقات ورود لأكبر خيمة عراقية وطنية تجمع كل الطيف العراقي بجميع قومياته واديانه ومذاهبه.

فتحية تقدير واعتزاز لكم جميعا ولمؤتمركم الحادي عشر.

وكل التمنيات الصادقة بالنجاح لما فيه خير عموم الشعب العراقي

التواق الى الحرية والتقدم في دولة المواطنة المتساوية، دولة العدالة الاجتماعية وحقوق الانسان.

د. غالب العاني

****************

الصفحة الثالثة

ناجون يروون لـ «طريق الشعب» قصصهم المأساوية .. مجزرة جسر الزيتون.. دماء 70 شهيدا لا تزال تنزف!

بغداد ـ عبد الله لطيف

بعد مرور عامين على مجزرة جسر الزيتون في ذي قار، لم تكشف اللجان التحقيقية، عن النتائج التي توصلت اليها بشأن المجزرة التي راح ضحيتها قرابة 70 شهيد، حين اقتحمت القوات العسكرية جسري الزيتون والنصر بعد تكليف الفريق جميل الشمري قائداً لقيادة عمليات ذي قار.

وما تزال صور هذه المجزرة عالقة في اذهان من عاشوها، فلم ينج ممن كانوا على الجسر إلا القليل.

وحدثت المجزرة في 28 من تشرين الثاني عام 2019 عند الساعة الثالثة فجراً، وأدت إلى استشهاد ما يقارب 70 محتجا وجرح العشرات.

وإلى الآن لم يعرف الرأي العام العراقي حقيقة ما حدث على الجسر، إذ لم تسفر التحقيقات ولا اللجان المشكلة عن شيء واضح. والاعتصامات في ذي قار لها مكانان: الأول، في جسر الزيتون، وهذا المكان هو الأكثر أهمية، كونه مجاورا لمقر قوة التدخل السريع ومكافحة الشغب. والثاني، ساحة الحبوبي وهو المكان المركزي للاحتجاجات.

بداية المجزرة 

سيف سعد، وهو احد الناجين من مجزرة جسر الزيتون، يقول لـ»طريق الشعب»: «كنا متواجدين على الجسر، ووردتنا انباء قبل أسبوع من حدوث المجزرة، تؤكد ان القوات الحكومية سوف تهاجم جسر الزيتون. كذلك حذّرنا احد الأطباء العاملين في مستشفى الناصرية قائلا ان تعليمات من قيادة عمليات ذي قار وصلت إلى المستشفى، تطلب تفريغ أربع ردهات للحالات الطارئة».

ويضيف في الذكرى الثانية للمجزرة، أنه مع بداية الهجوم «قطعت القوات الأمنية اغلب الطرق المؤدية للجسر. ثم قامت باعتقال الشباب الذاهبين نحو الجسر».

ويتابع سعد أن «الفوضى كانت تعم الشوارع، بينما الغاز المسيل للدموع كان يملأ المكان، وتكاد الرؤية تكون معدومة بسبب كثافة الدخان. وبالتزامن مع كل هذا كانت القوات الأمنية تطلق الرصاص بغزارة صوب الاحياء القريبة من الجسر».

قصص عالقة في الاذهان

ويوضح، أن «مشهد سيارة الهمر وهي تسحق جثث الشهداء، ما يزال عالقاً في ذهني».

ويستذكر سعد موقف العوائل التي فتحت بيوتها لهم قائلاً: «بعد ان  انسحبنا الى منطقة البريد في المكان الذي استشهد فيه عمر سعدون، فتحت العوائل بيوتها لنا للاختباء من قتلتنا».

ويذكر أن «الهلع في تلك الليلة ملأ ذي قار؛ فسيارات الاسعاف تنقل القتلى والجرحى، والجوامع تنادي بجمع التوابيت، والمتظاهرون غاضبون. بينما قامت قوات الأمن بإلقاء قنبلة يدوية، أودت بحياة ستة شباب؛ بعد أن احتضنها أحدهم، بينما أحاط به الآخرون لاستيعاب التفجير وتحجيمه. إذ أنهم ضحوا بحياتهم من اجل سلامة زملائهم».

وهناك قصص مأساوية كثيرة سردها المتحدث، من بينها قيام احدى الأمهات بحث ابنها على مساندة إخوته المتظاهرين، قرب قيادة علميات ذي قار، مضيفا أنه استجاب لرغبة والدته، لكنه عاد إليها شهيدا بعد ساعات قليلة. ويكمل سعد أن «الشهيدة سارة بينما كانت تهدئ الوضع، وتدعو الشباب الى ترك قيادة العمليات، حفاظا على أرواحهم، لكن القناص كان لها بالمرصاد. طلقة في الرأس أنهت حياتها».

مجزرة خارج التصورات

أما خليفة البدري، وهو متظاهر كان في ساحة الحبوبي، يقول إن «الشباب المرابطين على الجسر، كانوا أكثر إصراراً على تحقيق المطالب من أقرانهم في ساحة الحبوبي».

ويؤكد البدري لـ»طريق الشعب»، أن «تصورتنا لم تكن تستوعب اننا قد نواجه نيران من قبل القوات الأمنية بهذا الحجم، وما زاد الامر سوءا ان القوات الأمنية اقتحمت جسر النصر في الوقت ذاته الذي اقتحمت فيه جسر الزيتون، ما أدى الى وقوع اكبر عدد من الشهداء في هذه المجزرة».

ويذكر أنه «عندما اقتربت القوات الأمنية من ساحة الحبوبي بدأت برش مادة الكاز لحرق مقتربات الحبوبي، ففي هذه اللحظات وصل عدد الشهداء لقرابة 70 شهيدا، بسبب كثافة الرصاص الحي».

ويتابع البدري، أن هذا الامر «دفع الشباب لان يصمدوا اكثر امام العنف المستخدم من قبل السلطات، للحفاظ على الساحة، ثم التقدم نحو القوات الأمنية لإرجاعها الى ما قبل جسري النصر والزيتون».++

 ****************************************

احتجاج اصحاب العقود والخريجيين .. مطالبات بتوفير فرص عمل وتطبيق القرار 315

بغداد - طريق الشعب

جدد المئات من خريجي كليات التربية في محافظة ميسان، تظاهرتهم امام مبنى ديوان المحافظة، مطالبين بشمولهم في درجات الحذف والاستحداث على ملاك وزارة التربية.

وهددت تنسيقية الخريجين بتحويل التظاهرة الى اعتصام مفتوح في حال عدم الاستجابة لمطالبهم.

وفي السياق، نظم عدد من خريجي كليات التربية في محافظة المثنى، وقفة احتجاجية أمام مبنى التربية، مطالبين بالتعاقد معهم أسوة بالمحاضرين.

وطالب المحتجون بالتعاقد معهم من حصة المحافظة المتبقية من المحاضرين، بعد استبعاد المشمولين بالتقاطع الوظيفي، مهددين بتنظيم اعتصام مفتوح أمام مباني الحكومة المحلية ومديرية التربية للتأكيد على تلك المطالب.

من جانب آخر، تجمع عدد من خريجي كليات التربية في محافظة الديوانية، أمام مديرية تربية المحافظة الديوانية للمطالبة بشمولهم في العقود الموقعة مع أقرانهم من المحاضرين.

فيما تظاهر المئات من خريجي كليات التربية في محافظة النجف امام مديرية التربية، مطالبين بتوفير فرص العمل.

وقال مراسل «طريق الشعب»، مؤيد عليوي، إن «اعدادا كبيرة من خريجي كليات التربية، نظموا تظاهرة للمطالبة بالتعاقد معهم اسوة باقرانهم من المحاضرين».

وفي البصرة، قطع محتجون الطريق المؤدي الى معمل الحديد والصلب في منطقة خور الزبير، للمطالبة بتوفير فرص عمل لهم.

تصعيد لأصحاب العقود

ونظم عدد من اصحاب العقود في جامعة البصرة، وقفة احتجاجية أمام مبنى رئاسة الجامعة، لرفض قرار إلغاء عقودهم.

وطالب المحتجون وزارة التعليم العالي بإضافتهم ضمن التخصيص المالي كباقي الوزارات، وتحويلهم الى عقود وزارية.

فيما دشن متعاقدو جامعة واسط وفق قرار 315 إضرابا مفتوحا عن الدوام بسبب عدم تنفيذ قرار التعاقد معهم ماليا وإداريا.

وبيّن المحتجون، ان هذا الإجراء يعتبر المرحلة الأولى ضمن سلسلة إجراءات تصعيدية قد يلجؤون اليها في حال لم تلتفت الجهات المعنية لمطالبهم، لافتين إلى أن عددهم في عموم العراق يتجاوز الـ 22 ألف متعاقد.

وأغلق مواطنون من منطقة حي النفط في مركز مدينة الكوت، الطريق الرئيس المؤدي إلى المنطقة، احتجاجا على عدم توفر الخدمات الاساسية، مهددين بالتصعيد في حال عدم الاستجابة لمطالبهم.

وطالب عدد من موظفي معمل نسيج الكوت، الجهات المعنية بإلغاء قانون دمج الشركات وصرف مخصصات التعاقد معهم.

وكانت إدارة معمل النسيج في الكوت طالبت في وقت سابق بتفعيل التعاقد مع المؤسسات الحكومية في وزارات الداخلية والدفاع والصحة لضمان استمرار عمل المصنع وتصريف الإنتاج، بدلا من الاعتماد على المنتج المستورد.

وفي العاصمة بغداد، اغلق عدد كبير من اصحاب العقود بوابة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، للمطالبة بتنفيذ قرار مجلس الوزراء رقم 315.

وذكر مراسل «طريق الشعب»، ان «عددا من اصحاب العقود والمحاضرين ضمن كوادر وزارة التعليم اغلقوا بوابة الوزارة، مطالبين بتحوليهم إلى عقود ضمن قرار 315 من أجل ضمان حقوقهم.

وتزامنا مع اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، تظاهر العشرات من اهل الهمم مع عدد من الناشطين امام وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، للمطالبة بالالتفات لمعاناتهم، ومنحهم حقوقهم المشروعة.

احتجاج في ديالى

في المقابل، تظاهر العشرات من خريجي المعاهد الفنية في محافظة ديالى، امام مبنى تربية المحافظة، للمطالبة بتوفير فرص العمل.

وقال محمد الشمري، عضو تنسيقية المعاهد الفنية في تصريح صحفي، إن «العشرات من خريجي المعاهد الفنية في ديالى خرجوا في تظاهرة سلمية أمام مبنى تربية المحافظة، وسط بعقوبة للمطالبة بشمولهم في العقود أسوة بأقرانهم من بقية الكليات الاخرى».

وأضاف الشمري، ان «خريجي المعاهد والبالغ عددهم قرابة 5 آلاف في ديالى، وربما اكثر، يعانون من البطالة، و95 في المائة منهم لا يجد اي فرصة عمل في مؤسسات الدولة»، مبينا أن «التظاهرة هي الرابعة خلال الاسابيع الماضية، وستليها تظاهرات اخرى لحين تحقيق المطالب المشروعة».

وتظاهر العشرات من اهالي محافظة ديالى، أمام مبنى الحكومة المحلية، مطالبين بفتح ملف الاراضي المحجوزة في بلدية بعقوبة المغلق منذ 7 سنوات، بذريعة وجود مخالفات قانونية.

 ******************************************

استياء وتذمر من استمرار الأزمة.. ازدحامات مرورية تخنق شوارع العاصمة

بغداد ـ طريق الشعب

بدأ أهالي بغداد صباح أمس الأحد، يومهم بالوقوف في ازدحامات مرورية طويلة جدا، قطعت شوارع وطرق رئيسية في مشهد مأساوي أصبح يتكرر باستمرار.

وتعطل عشرات الآلاف من المواطنين من الذهاب إلى أماكن عملهم ودوامهم ما جعلهم ناقمين على استمرار هذه الأزمة التي وصفوها بـ”النقمة اليومية”.

ازدحامات تعطل الحركة

وشهد الموقف المروري لبغداد شللا شبه تام في ساعات الصباح الأولى وأثناء توجه الطلبة والموظفين والعمال إلى وجهاتهم اليومية.

وتوقف جسر بغداد الكبير عن الحركة بعدما ازدحمت بدايته في المركبات بسبب عطل شاحنة كبيرة نوع “صهريج” في وقت شهد فيه جسر الجادرية ازدحاماً آخر. وتكدست العجلات على سريع منطقة الدورة، بينما باتت حركة السير شبه متوقفة من قوس بغداد إلى جسر بغداد.

أما تقاطعات مصافي منطقة الدورة والطريق السريع لـ”أبو غريب”، والزعفرانية وباب المعظم فقد شهدت زخما مروريا عطّل المواطنين عن اشغالهم، فيما توقفت العجلات بطوابير كبيرة على طريق جزيرة بغداد ذهاباً واياباً، بينما كانت حركة السير شبه متوقفة من شارع 14 تموز باتجاه ساحة الدلال.

وعلى الحال نفسه، توزعت الازدحامات المرورية بين جانبي الكرخ والرصافة من العاصمة بأعداد مركبات كبيرة علقت لفترة طويلة.

وأفاد مراسل “طريق الشعب”، بأن “زخما مروريا قويا حصل على جسر اللقاء إضافة إلى مفرق الطرق في منطقة الدورة جنوب غربي العاصمة، فيما شهد سريع محمد القاسم ازدحاما بوقوف طوابير من العجلات فيه، بالإضافة الى العديد من التقاطعات الرئيسة في جانب الرصافة كتقاطع الوزيرية وتقاطع عقبة وساحة الواثق وتقاطع الصليخ. أما تقاطع حي الجامعة وحي العدل فشهدا زحامات أخرى ايضا، فضلا عن الجسر القادم من سريع (ابو غريب) باتجاه ساحة اللقاء أيضا”.

واضاف أن حركة السير كانت “شبه متوقفة في شارع مطار بغداد الدولي تجاه جسر القادسية، ومدخل المنطقة الخضراء وسط العاصمة”.

إشكالية مستمرة بالتفاقم

وأصبحت مشكلة الازدحام المروري في بغداد تتفاقم يوما بعد يوم، وتحولت الطوابير الكبيرة العالقة في الشوارع إلى مشاهد يومية، يعاني منها أهالي العاصمة.

وبعد كل خرق أمني أو توتر سياسي تشهده بغداد، سرعان ما يتم نشر العديد من السيطرات العسكرية التي تتسبب بتأخير الآلاف من المواطنين المتوجهين إلى الدوائر والمؤسسات وأماكن رزقهم اليومي، فبالكاد تتحرك السيارات. ويزداد الأمر تعقيداً في الشوارع التي تؤدي إلى مباني الوزارات أو المناطق الحيوية والتجارية.

وتُفاقم هذه الازدحامات مشاعر النقمة لدى العراقيين على الحكومة، إذ لم تتمكن حكومات ما بعد عام 2003، من توسيع المدن أو بناء طرقات جديدة أو جسور أو أنفاق أو قطارات، حتى أن مشروع مترو بغداد، الذي كان قد أعلن عنه قبل سنوات، لم ير النور حتى هذه اللحظة بسبب الأزمات المالية، بحسب مسؤولين. كما لم يتم العمل على تطوير البنى التحتية الموجودة قبل عام 2003.

ويقول المواطن بهاء خزعل لـ”طريق الشعب”، إن “الازدحامات المرورية أصبحت نقمة يومية مرعبة بالنسبة لأهالي العاصمة، حيث أنها تشتد يوميا في النهار بجاني الكرخ والرصافة دون أي حلول تذكر. إن هذا جعل المواطنين يتذمرون بشكل كبير مما يجري ومن غياب الحلول بشكل كامل عن هذه الاشكالية المعقدة، كما أنها تؤدي في الكثير من الأحيان إلى حصول حوادث سير بسيطة، ما يؤدي إلى مزيد من الازدحام ريثما تنتهي الإجراءات وتحديد الأسباب والمسؤول عن الحادث. وفي النتيجة، بات الازدحام المروري مشهداً مألوفاً في بغداد خصوصا وأن أعداد المركبات بات كبيرا جدا والشوارع لم تتطور وباقية على التخطيط القديم “.

من جانبها، تؤكد مديرية المرور العامة في العراق أن عدد المركبات في العاصمة بغداد وحدها بلغ مليونين و500 ألف مركبة. وبحسب مدير المرور العام اللواء طارق إسماعيل، فإن “العدد الأكبر من المركبات دخل العاصمة بغداد بعد عام 2003، وأن هذا الرقم أثر على انسيابية الطرقات وعلى وجه الخصوص في أوقات الذروة خلال الدوام الرسمي للموظفين والجامعات”.

ويشير إلى “عدم توسيع الطرقات أو تشييد جسور جديدة باستثناء القليل منها، وذلك منذ عام 2003، علماً أن طرقات البلاد غير قادرة على استيعاب الزيادة الكبيرة في عدد السيارات، وخصوصاً مع الازدياد الكبير في عدد سكان العراق، والذي وصل إلى نحو 40 مليون مواطن. وبالتالي، لا يخلو البيت الواحد من سيارة أو اثنتين”. 

ويتحدّث إسماعيل عن أسباب أخرى للازدحام منها “الاستيراد العشوائي للمركبات”، مشيراً إلى “وجود خطة لمنع سير بعض المركبات التي تعد خارج الخدمة، بالإضافة إلى خطة أخرى وافق عليها مجلس الوزراء، وهي تغيير دوامات الوزارات والجامعات”.

إرهاق للمواطنين وشرطة المرور

من جهته، يقول المسؤول في قسم العلاقات والإعلام في مديرية المرور في بغداد، العقيد كريم المشهداني، إنّ “الازدحامات لا ترهق المواطنين في العاصمة فقط، بل ترهق أيضاً شرطة المرور التي تعمل طيلة ساعات النهار من أجل الحد من الازدحام المروري قدر الإمكان، في ظل الكثافة السكانية وعدم ضبط مشكلة الاستيراد المفتوح للسيارات، وغياب رقابة السلطات بشأن عدد المركبات المستوردة”.

ويوضح المشهداني في تصريح صحافي طالعته “طريق الشعب”، أن “الطاقة الاستيعابية لعدد السيارات في بغداد هي أقل من نصف مليون سيارة فقط، علماً أن هناك أكثر من مليوني سيارة في بغداد حالياً، ما يؤدي إلى ازدحام قد يمتد نحو خمسة كيلومترات أحياناً”.

وبحسب آراء مواطنين ومختصين، فإن هذه المشكلة موجودة في كل العالم لكن الحكومات هناك تعمل على استحداث الطرقات الجديدة، ووسائل النقل الحديثة، مثل القطارات والمترو. لكن في العراق، فإن الحكومات لم تتقدم بمثل هذه الملفات بسبب المحاصصة والتنافس بين الأحزاب على تنفيذ المشاريع.

ومنذ عام 2003، تعد الحكومات في العراق أهالي بغداد بإنشاء “مترو بغداد”، الذي أعلن عنه أول مرة عام 2007 بتعليق من أمين بغداد الأسبق صابر العيساوي، وخُصص للمشروع آنذاك مبلغ مليار دولار. ثمّ أضيف إلى هذا المبلغ ملياران إضافيان. إثر ذلك، استحدثت شعبة جديدة في مبنى أمانة بغداد، وهي المسؤولة عن نظافة العاصمة وجماليتها، متخصصة بمشروع المترو. لكنها لم تستمر بسبب عدم توفر السيولة المالية، بحسب الرواية الحكومية.

وقبل أشهر، قال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إن الفرنسيين سيدعمون مشروع مترو بغداد، وقد أصدرت الرئاسة الفرنسية بياناً أكدت فيه هذا التصريح، ولكن لا شيء تحقق على أرض الواقع.

**********************************

الصفحة الرابعة

الحروب المتكررة والحوادث زادت من أعدادهم.. ذوو الاحتياجات الخاصة.. واقع هزيل وقانون مغيب

بغداد ـ طريق الشعب

خصصت منظمة الأمم المتحدة، الثالث من كانون الأول في كل عام يوما عالميا لذوي الاحتياجات الخاصة. وبحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية فإن أكثر من مليار شخص من سكان العالم يعانون بشكل أو بآخر من أشكال الإعاقة؛ حيث يعيش 80 في المائة منهم في البلدان النامية.

من هم ذوو الاحتياجات الخاصة

ويعبر مصطلح ذوي الاحتياجات الخاصة عن فئة من المجتمع، يختلفون اختلافا ملحوظا عن الأفراد العاديين، وقد تكون الاختلافات جسديّة أو عقليّة أو طبيّة أو فكريّة أو حسيّة أو إعاقة أو خلل في النمو، اما بشكل دائم او متكرر مثل الصرع، مما تشكل تلك الاعاقة صعوبة في الحركة أو المعرفة أو في الإدراك والتعبير عن المشاعر والأحاسيس، ويُمكن أن تعيق النطق، الامر الذي يحد من قدرتهم على ممارسة النشاطات الأساسية والشخصية والاجتماعية، وإشباع حاجاتهم، وإكمال تعليمهم بالطرق الطبيعة. ومن هنا فان احتياجاتهم تختلف عن احتياجات باقي أفراد المجتمع. وعليه فهم يحتاجون إلى معاملةٍ خاصةٍ تتناسب مع قدراتهم وامكانياتهم.

ويمكن تصنيف فئات الاعاقة الى ما يلي:

الإعاقات السمعية أو البصرية، واعاقات تأخر النمو العقلي الذي قد يسبب بطء التعلّم، والاضطرابات السلوكية، والإعاقات النفسيّة، والاضطرابات اللغويّة والإعاقة العقلية، والحركية، والصحية والإعاقات الحسية المزدوجة والإعاقات المتعددة، فيما لاتزال التوحد مشكلة غير معروفة الأسباب نسبيًا.

يـمثل (المعوقون) ذوو الاحتياجات الخاصة 10 في المائة من سكان العالم، وترتفع النسبة في العالم العربي إلى 12 في المائة، بناء على الإحصاءات الصادرة عن الأمم المتحدة والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.

ارتفاع نسب المعاقين بسبب الحروب

وقد افادت عضو اللجنة المالية النيابية السابقة، ماجدة التميمي، بأن نسبة ذوي الاحتياجات الخاصة من مجموع سكان العراق “يشكلون 13 في المائة”.

ولفتت إلى أن “التقرير الخاص بالأمم المتحدة حدد نسبة ذوي الاحتياجات الخاصة في الدول النامية بـ 10 في المائة من مجموع السكان، في حين ترتفع النسبة الى 13 في المائة في البلدان التي خاضت الحروب وواجهت الارهاب، وهذا يعني ان عدد المعاقين في العراق هو 5,2 مليون معاق”.

واشارت التميمي الى “ضرورة ايلاء الاهتمام بشريحة ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعانون معاناة كبيرة هم وعوائلهم بسبب عدم توفر البيئة المناسبة لهم للعيش المريح وبكرامة”.

وأضافت أن “الراتب المخصص لهم قليل، ولا يغطي ابسط احتياجات الانسان الطبيعي، الذي لا يعاني من اي مشاكل جسدية وصحية، فكيف اذا كان من ذوي الاحتياجات الخاصة”.

من جانبه، أكد مدير الإعلام في وزارة العمل، نجم العقابي، وجود نحو أربعة ملايين معاق في العراق، بحسب الإحصائية الأخيرة للوزارة.

وأضاف العقابي أن “شريحة المعاقين في المجتمع العراقي تمثل فئة كبيرة وهشّة، وتحتاج إلى رعاية ودعم دائمين من قبل الحكومة”، مشيرا إلى أن وزارته “تعمل من أجل الارتقاء بالواقع الخدمي للأشخاص من ذوي الإعاقة في مجالات الحياة كافة”.

سياسات حكومية خاطئة

فيما عزا الدكتور باسم شريف الحجيمي، وهو عضو لجنة الصحة والبيئة في مجلس النواب السابق، اسباب ارتفاع معدلات الإعاقة في العراق الى السياسات الحكومية الخاطئة، والحروب المتكررة وضعف مكافحة الإرهاب وغياب الأنظمة المرورية والرعاية الصحية.

وأضاف النائب السابق، ان “أكثر أسباب العوق هو نتيجة سياسات حكومية خاطئة او مهملة من قبيل الحروب او ضعف مكافحة الارهاب وتوفير الأمن أو بسبب خلل في الرعاية الصحية الأولية وغياب الرقابة الصحية الحقيقية، وغياب أنظمة المرور الحديثة الآمنة،  لذا على الحكومة ان تتحمل مسؤولياتها في تعويض هؤلاء الأشخاص”.

وتؤكد منظمة تجمع المعوقين العراقيين، ان عدد المعاقين في العراق يتراوح بين أربعة وخمسة ملايين أي ما يقارب عشرة بالمائة من السكان.

وتبدي المنظمة استغرابها من إحصائيات وزارة التخطيط، التي تشير الى وجود أكثر من مليون وثلاثمائة معاق.

وبيّنت المنظمة غير الحكومية في العراق “ارتفاع عدد المعاقين في العراق بواقع ثلاثة آلاف شخص أصيبوا بإعاقات دائمة جراء عمليات قمع الاحتجاجات، التي انطلقت في بغداد وعدد من المدن في الفرات الأوسط وجنوب العراق، في ثورة تشرين الأول 2019”.

وفي السياق ذاته، اوضح احد اعضاء الجمعية لم يذكر اسمه، أن من “واجب الحكومة العمل على تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة والاهتمام بهم”، مؤكدا أن “العناصر الإرهابية في العراق استغلت بعض ذوي الإعاقة في العمليات الإجرامية عن طريق تفخيخهم بأحزمة ناسفة وتفجيرهم في الأماكن العامة”.

ووصف المتحدث ذوي الاحتياجات الخاصة بالـ”منسيين”، وانهم “بدون رعاية واهتمام خاص الا في وقت الانتخابات، حيث يتم تذكرهم بتسهيلات غير كافية، تقتصر على ممرات في قاعات الانتخابات لا غير”.

للصم والبكم معاناتهم

وينقل أحد المعاقين عن معاناة الصم والبكم في العراق؛ اذ يقول ان “المشاكل كثيرة، وحالهم كحال أقرانهم من ذوي الإعاقة، حيث انعدام فرص العمل والمراكز الصحية التي تختص بحالاتهم”، مضيفا “لا يوجد مترجمو إشارة، ولا دلالات صورية توضيحية في الدوائر والمؤسسات الحكومية، وهناك غياب كامل لثقافة لغة الإشارة في مجتمعنا. نحن نعيش في عزلة. صحيح أننا مختلفون عن محيطنا، ولكننا لسنا ناقصين”.

وتشير شيماء الأعظمي من ذوي الاحتياجات الخاصة الى أن “الوزارات المختصة في الحكومة العراقية لا تضع بعين الاعتبار المشاكل التي نعاني منها، وتتجاهل وجود الملايين من ذوي الاحتياجات الخاصة”، متابعة قولها “نشعر بالإهمال وعدم مراعاة الخصوصية، فمثلا لا توجد مقاعد خاصة في الباصات لذوي الإعاقة، وليس هناك سلالم خاصة عند مراجعة الدوائر الرسمية او مقاعد للانتظار لساعات طويلة”.

وتضيف الأعظمي أن “الظروف التي يعيشها العراقيون بصورة عامة سيئة جدا، لذلك فإن معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة تكون مضاعفة وأكبر”.

ام احمد، والدة أحد المكفوفين تقول: “لا توجد مدارس حكومية خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، وان التعليم يقتصر على المرحلة الابتدائية فقط. اما المعاهد الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة فهي مكلفة جدا ولا يمكننا تحمل تكاليفها”، مطالبة “وزارة التربية بتوفير المعاهد والمدارس المجانية الخاصة بالمعاقين”.

 وبينت عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان بروين محمد، أن “البنية التحتية في العراق تفتقر إلى وجود أبسط المرافق التي تسهل للأشخاص ذوي الإعاقة ممارسة حياتهم العامة”، مشيرة إلى أن “هذا الأمر يشمل كل الأماكن الحكومية من دوائر الدولة والمدارس والجامعات ودور العبادة والمراكز الترفيهية والرياضية، فضلا عن أن وسائل النقل العام والشوارع لا تتوافق مع أوضاع هؤلاء”.

وأضافت محمد أن “الأمانة العامة لمجلس الوزراء أكدت في أكثر من مرة على توفير الوسائل التي تساعد ذوي الإعاقة سواء في دوائر الدولة ووزارتها أم في الأماكن العامة، إلا أن التوجيهات تبقى على الورق فقط”.

اليونيسيف والأطفال المعاقون

وفي بيان سابق لها، كشفت اليونيسيف عن إصابة 41 طفلا عراقيا بتشوهات، إثر تعرضهم لانفجارات من مخلفات حربية خلال الأشهر الماضية من العام الحالي.

وقالت ممثلة اليونيسيف في العراق شيما سن جوبتا، في بيان نشر على موقع المنظمة: “بين (كانون الثاني) و(آب) الماضيين، سجلت الأمم المتحدة خسائر في أرواح 35 طفلًا من المتفجرات من مخلفات الحرب في أرجاء البلاد، وتشوه 41 آخرين”.

وأشار البيان إلى “زيادة مقلقة في عدد الضحايا من الأطفال مقارنة بعام 2020، إذ تحققت الأمم المتحدة من مقتل ستة أطفال وتشوه 12 طفلًا في الفترة ذاتها، جراء المتفجرات من مخلفات الحرب والألغام الأرضية”.

وفي حديثها للصحفيين في جنيف، تقول أغنيس ماراكايلو مديرة دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، إن “العمل في مجال الألغام يتعلق بالمعاناة، وبالناس الذين يستيقظون في الليل مع الكوابيس. يتعلق الأمر بالأطفال الذين يتعرض مستقبلهم للخطر بسبب الإعاقات المتعلقة بالصحة العقلية أو الجسدية”.

وتكشف الأمم المتحدة في أحد تقاريرها الخاصة بالأطفال والشباب المعاقين عن ان “هناك عددا كبيرا من الأطفال والشباب العراقيين الذين عوقوا بسبب قربهم من ساحات النزاعات والحرب؛ فمنهم من قطع ذراعه، ومنهم من بتر ساقه، ومنهم من فقد سمعه أو بصره، ومنهم من أصيب بحساسية جراء تلوث البيئة والماء، مضافا إلى وجود العشرات من الأطفال والشباب المشوهين خلقيا بسبب أشعة الأسلحة والذخيرة المستخدمة في الحروب، ناهيك عن المخاطر الجسيمة التي من المتوقع أن تسببها الآلاف من الألغام تحت الأرض في مناطق مختلفة من العراق”.

كما أكّد البرنامج الإنمائي التابع للأمم المتحدة، أن الألغام تصيب الشباب والأطفال بخاصة.

وتسبب الألغام أضراراً صحية ونفسية واجتماعية لقرابة مليوني عراقي، إضافة إلى تهديدها جديّاً عملية التطوّر اقتصادياً واجتماعياً وصناعياً وزراعياً.

ويعد الأطفال أكثر عرضة للإصابة أو الموت جراء الجروح الناجمة عن الذخائر غير المتفجرة من الكبار حيث ينجذب الأطفال إلى المنظر الخارجي المتميز وذي الألوان البراقة لهذه الأجسام القاتلة.

قرية البتران

ونشرت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في العراق على موقعها الالكتروني عن نشاطها في العراق ما بين 1995 و2020، قيامها بتجهيز أشخاص من ذوي الاحتياجات البدنية 226,000 مسند و 68,000 طـرف صناعي.

اما مركز إعادة التأهيل البدني التابع لمنظمة الصليب الأحمر في كردستان العراق، فقد اشار الى ان “النتيجة الإجمالية التي توصل إليها المركز، توضح أن عدد مبتوري الأطراف بسبب الألغام في العراق يتراوح بين 80 و100 ألف شخص”.

وفي ذات الصدد، لم يفلح مركز الأطراف الصناعية في البصرة، الذي أنشئ عام 1995 بمساعدة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في توفير ما يحتاجه المصابون من قرية جرف الملح، إذ لا تخصص الحكومة العراقية أيّ ميزانية مالية لاستيراد أو تصنيع هذه الأطراف، بحسب المسؤول في دائرة صحة البصرة فالح الخيكاني.

وسميت بقرية البتران لكثرة من تعرضوا للبتر من أبنائها، بسبب المتفجرات والالغام ففي كلّ بيت في تلك الرقعة الجغرافية التابعة لمحافظة البصرة، فيه فرد أو أكثر لديه بتر في الساق أو اليد. وبحسب الإحصاءات الرسمية الأخيرة، فإنّ أكثر من ألف شخص ما زالوا على قيد الحياة من القرية لديهم بتر، وقبلهم مات خمسة آلاف في الحالة نفسها أيضاً.

وفي الوقت الذي تشهد فيه القرية أوضاعاً اقتصادية سيئة، يستمر أهلها بالمطالبة بتوفير الخدمات الأساسية، بدءا بالمياه الصالحة للشرب، ووصولاً إلى الأطراف الصناعية، بالرغم من أنّها تتبع أغنى محافظات البلاد.

ويقول علي أيسر (36 عاماً)، وهو من سكان القرية وقد بُترت ساقه قبل خمسة أعوام نتيجة لانفجار لغم إن “الحكومة لا تطلق سوى وعود، وهي وعود لا تصل إلى التنفيذ غالباً؛ إذ لم تستطع توفير الأطراف الصناعية للمبتورين منذ سنوات، وهي غير متوفرة في المستشفيات العامة، في ذات الوقت تكون باهظة الثمن، إذا ما أردنا استيرادها من الخارج”.

قانون ذوي الاحتياجات الخاصة 

ونص الدستور العراقي النافذ للعام 2005 على حقوق المعاقين، حيث نصت المادة (32 ) من الدستور العراقي على: (ترعى الدولة المعاقين و ذوي الاحتياجات الخاصة وتكفل تأهيلهم بغية دمجهم في المجتمع وينظم ذلك بقانون).

وعرف قانون رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة الذي أقره البرلمان العراقي عام 2013، بأنه أي تقييد أو انعدام قدرة الشخص بسبب عجز أو خلل بصورة مباشرة على أداء التفاعلات مع محيطه في حدود المدى الذي يعد فيه الانسان طبيعياً، وكل من فقد القدرة كلياً أو جزئياً على المشاركة في حياة المجتمع أسوة بالآخرين، نتيجة لإصابته بعاهة بدنية أو ذهنية أو حسية، أدى الى قصور في أدائه الوظيفي.

وإنّ التأهيل هو عملية منسقة لتوظيف الخدمات الطبية والاجتماعية والنفسية والتربوية والمهنية لمساعدة ذوي الاعاقة والاحتياجات الخاصة في تحقيق أقصى درجة ممكنة من الفعالية الوظيفية لتمكينهم من التوافق مع متطلبات بيئتهم الطبيعية والاجتماعية وتنمية قدراتهم للاعتماد على أنفسهم، وجعلهم أعضاء منتجين في المجتمع ما أمكن ذلك.

ومع كل هذا فان القانون بقي حبرا على ورق، ولم تخطُ الحكومة اية خطوة عملية لتنفيذ القانون وتأسيس الهيئة الوطنية لرعاية المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة “.

يجدر أن العراق صادق وانضم في عام 2012 الى الاتفاقية الدولية لحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة CRPD، وأصبح ملزما بها وبتأسيس هيئة وطنية مستقلة رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة وشرع مجلس النواب ، خاصة وان قانون رعاية ذوي الاعاقة والاحتياجات الخاصة رقم 38 لسنة 2013، تم إقراره ودخل حيز التنفيذ.

وطبقا للمواثيق الدولية فيما يخص المعاقين فان المادة الثالثة من اتفاقية حقوق المعاقين التي أقرتها الأمم المتحدة في 2006، نصت على احترام كرامة الأشخاص المتأصلة واستقلالهم الذاتي بما في ذلك حرية تقرير خياراتهم بأنفسهم واستقلاليتهم، وحمايتهم من التمييز، وكفالة مشاركة وإشراك الأشخاص ذوي الإعاقة بصورة كاملة وفعالة في المجتمع، واحترام الفوارق وقبول الأشخاص ذوي الإعاقة كجزء من التنوع البشري والطبيعة البشرية، وضمان تكافؤ الفرص، وإمكانية الوصول، واحترام القدرات المتطورة للأطفال ذوي الإعاقة واحترام حقهم في الحفاظ على هويتهم.

واعتبرت منظمة الصحة العالمية اتفاقية رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة بأنها مهمة لأنها إحدى معاهدات حقوق الإنسان التي صمّمها ممثّلو الأسرة الدولية، بمن فيهم المعوقون والمسؤولون الحكوميون وممثّلو المنظمات غير الحكومية وغيرهم، بغرض تغيير الطريقة التي ينظر إليها الناس إلى المعوقين والطريقة التي يعاملونهم بها في مجتمعاتهم.

ويوم أمس، نظم العشرات من اصحاب الهمم في محافظتي بغداد والنجف وقفات احتجاجية، للمطالبة بتوفير حياة كريمة لهم، مطالبين الجهات الحكومية بالالتفات الى مطالبهم المشروعة.

************************

الصفحة الخامسة

بعد الدواجن والطحين.. اسعاراللحوم الحمراء تحرم الفقراء منها

بغداد – وكالات

ارتفعت خلال الآونة الأخيرة في أسواق بغداد، أسعار اللحوم الحمراء لتلتحق بنظيرتها البيضاء، وتصبح بعيدة المنال بالنسبة للأسر الفقيرة. 

فقد بات عامة الفقراء عاجزين عن شرائها، فيما قلص القادرون نسبيا مشترياتهم منها إلى النصف تقريبا.

قلة المسالخ الحكومية

أبو أحمد صاحب محل قصابة في منطقة الكرادة يقول ان اسعار هذه اللحوم، سواء كانت لحم الغنم أو لحم العجل، ارتفعت عما كانت عليه قبل شهرين”، مبيناً أن الارتفاع “كان بحدود الف دينار للكيلوغرام الواحد، ليصل إلى 15 ألفا في بعض مناطق بغداد”.

ويضيف في حديث صحفي أن اغلب اللحوم يجري شراؤها من ساحات مخصصة لبيع الاغنام والعجول الحية، تعرف بالعامية بـ (الجوبات)، وهي ساحات اهلية تنتشر في اماكن عديدة من بغداد، مشيرا إلى أن الماشية “تذبح في تلك الساحات أيضا فيما تقلص عدد المسالخ الحكومية الى واحد فقط في منطقة النهروان، بعد أن كانت متوزعة في مناطق عديدة من العاصمة”.

ويشير أبو احمد إلى أن “بيع اللحوم انخفض كثيراً عما كان عليه سابقاً، نتيجة ارتفاع أسعارها”، لافتاً إلى أن “الشراء يقتصر على الاغنياء، في حين قلص البقية مشترياتهم الى النصف”.

غلاء الأعلاف

من جانبه يرجع محمد صالح، وهو مربي ماشية، سبب غلاء اللحوم الى ارتفاع اسعار الاعلاف، ويشير في حديث صحفي إلى أنه “بعد أن قطعت وزارة الزراعة الدعم عن مربي الماشية، ارتفعت أسعار الأعلاف إلى الضعفين”.

ويستدرك في حديثه قائلا أن “ارتفاع سعر اللحوم طفيف مقارنة بالارتفاع الذي طرأ على أسعار الدواجن والبيض”، ويوضح أن “سعر نخالة الطحين ارتفع من 5 آلاف إلى 15 ألف دينار للكيس ذي الـ 15 كيلوغراما”.

وينوّه صالح إلى أن ضعف تغذية الماشية بالأعلاف الضرورية يؤثر على تسمينها.

مواطن: وزارة الزراعة فشلت!

ويشكو مواطنون عديدون من ارتفاع سعر اللحوم الحمراء، الذي يجعل الفقير عاجزا عن الحصول على هذه المادة الغذائية الضرورية.

ويقول المواطن مصطفى محمد، أن هذا السعر في ارتفاع مستمر في الشهور الماضية، مبينا أن الفقراء خصوصا صاروا يمتنعون عن شراء اللحوم بسبب غلائها.

ويضيف في حديث صحفي ان “وزارة الزراعة فشلت في الحد من ارتفاع سعر اللحوم، سواء كانت الحمراء أم البيضاء، وحتى المحاصيل الزراعية”، مؤكداً أن “هذا الغلاء متواصل منذ موسم عيد الأضحى الماضي، دون توقف أو استقرار”.

من جهتها تقول المواطنة ام احمد، ان مشترياتها من اللحوم الحمراء اصبحت ثانوية بعد أن كانت أساسية، مطالبة الجهات الرقابية بـ “التدخل من أجل إيقاف هذا الغلاء”. 

وترى ام احمد، وهي ربة بيت، أن “أسرا كثيرة بدأت تتجه نحو اللحوم الحمراء المستوردة والمجمدة، نظرا لرخص ثمنها”، لكنها لفتت إلى أن “هذه اللحوم لا يمكن معرفة نوعيتها ومنشأها بشكل دقيق”.

الورقة البيضاء

إلى ذلك، أكدت وزارة الزراعة أنها اوقفت دعم مربي الماشية بالأعلاف، سواء من الشعير أم الذرة الصفراء أم مدخلات الدواجن والثروة الحيوانية، وأن ذلك يأتي ضمن سياسة الدولة الاقتصادية في سياق “الورقة البيضاء”، من حيث الاتجاه نحو اقتصاد السوق وتقليل الاعتماد على الدولة.

وأوضح المتحدث باسم الوزارة حميد النايف، ان رعاة الماشية بدأوا يتجهون نحو الاسواق المحلية لشراء هذه الاعلاف التي تتأثر اسعارها بالعرض والطلب، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها، قائلا أن “أسعار الأعلاف في العراق مقبولة مقارنة بدول الجوار”.

*****************

أگـول.. لا كتب لا رحلات ولا سبورات!

محمد قاسم عناد

بعد سنتين من التوقف بسبب جائحة كورونا وقبلها انطلاق انتفاضة تشرين الباسلة، عاد الدوام المدرسي الحضوري، فتوجه التلاميذ والطلبة إلى مدارسهم بشوق ولهفة، وحماس معهود عرف عنهم بتضامنهم الكبير مع الانتفاضة الشعبية ومطالبها.

لكن بعد دخولهم إلى المدارس، تفاجأوا بوجود نقص حادة في المستلزمات الدراسية كافة. فلا كتب ولا رحلات ولا حتى سبورات، ناهيك عن نقص الخدمات وتدهور البنى التحتية للمباني المدرسية واكتظاظ المكان!

كل ذلك سبب للتلاميذ والطلبة إحباطا شديدا. فهذا حال غالبية مدارسنا، والسبب يعود إلى نقص المباني المدرسية وعدم تناسب المستلزمات الموجودة مع الأعداد المكتظة للدارسين، حتى تحول الدوام إلى ثنائي وثلاثي أيضا.

ففي إحدى مدارس منطقتي، وصل عدد الطلبة لدوام واحد، إلى أكثر من 1300 طالب توزعوا كل 70 طالبا في قاعة دراسية واحدة.

وهنا نتساءل: أين وزارة التربية والتعليم من هذه الكارثة!؟

أما بالنسبة للمناهج الدراسية، فلا يزال هناك نقص حاد فيها. بينما المعنيون يبررون ذلك النقص بقلة التخصيصات المالية!

ويبدو أن الهدف من هذا التدهور – بحسب ما يعتقد الكثيرون – هو دفع الطلبة للتوجه إلى المدارس الأهلية، على اعتبار أنها توفر المستلزمات الدراسية كافة للطالب. لكن هل يستطيع الفقير وذو الدخل المحدود تغطية نفقات الدراسة في تلك المدارس؟ فهذه الشرائح لا تقوى حتى على توفير ثمن شراء الكتب والقرطاسية، فهل المطلوب منها أن تغادر المقاعد الدراسية من الأساس!؟

****************

أكثر من 50 عائلة بلا  ماء وكهرباء

البصرة – وكالات

شكا أهالي المقاطعة 830 في مدينة البصرة، افتقار منطقتهم لخدمتي الماء والكهرباء، موضحين في حديث صحفي، أن قطع الأراضي في هذه المقاطعة التابعة إلى منطقة القبلة، كانت قد وزعت على موظفي دائرة البلدية، إلا أن الشركات المنفذة لمشاريع البنى التحتية والماء والكهرباء، متلكئة ولم تنجز أعمالها حتى الآن.

وأضافوا، أن المقاطعة يسكنها اليوم أكثر من 50 عائلة تعيش بلا كهرباء وماء.

وبحسب ما نشرته وكالات أنباء، فإن أهالي المقاطعة نظموا الأسبوع الماضي وقفة احتجاج طالبوا فيها بالخدمات، إلا انهم لم يلمسوا أي تعليق او استجابة من الجهات المعنية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عمال الطمر الصحي في واسط والرعاية الاجتماعية

الكوت – وكالات

طالب عدد من العاملين في مواقع الطمر الصحي للنفايات في محافظة واسط، الجهات المعنية في المحافظة بـ “ضرورة” شمولهم برواتب الرعاية الاجتماعية، مؤكدين في حديث صحفي، أنهم يضطرون إلى العمل في هذه المواقع نتيجة قلة فرص العمل في القطاعات الأخرى.

وأشاروا إلى ان عملهم في هذه المواقع يعرضهم إلى مخاطر صحية، خاصة انهم يتعاملون مع مختلف أنواع النفايات، ومنها النفايات الطبية.

وكانت دائرة بيئة واسط قد طالبت في وقت سابق بإنشاء معمل للطمر الصحي لضمان وضع بيئي آمن للعاملين. فيما كشفت بلدية الكوت عن مفاتحة الجهات المعنية لغرض تخصيص قطعة أرض بمساحة 15 دوما لإنشاء المعمل.

*****************

ظروف  قاسية جدا.. رابطة المرأة تتفقد عاملات الطابوق في النهروان

بغداد – نضال توما

زارت رابطة المرأة العراقية، أخيرا، معمل الطابوق في منطقة النهروان جنوبي بغداد، وذلك لتفقد العاملات النساء في المعمل والوقوف على احتياجاتهن.

 وجاءت هذه الزيارة بالتنسيق مع الاتحاد العام لنقابات عمال العراق، ونقابة البناء والأخشاب، وبدعم من "منظمة كفينا تل كفينا" السويدية المعنية بحقوق المرأة.

خلال الزيارة، قامت الطبيبة د. أبهى علي، التي رافقت الوفد الزائر، بتفقد الوضع الصحي للعاملات وإجراء الفحوصات لهن والاطلاع على تقاريرهن الطبية. كما قدمت لهن إرشادات ونصائح صحية، على أمل تزويدهن بالأدوية اللازمة في زيارة قادمة.

ووجد الوفد الزائر – بحسب ما أفاد به لـ "طريق الشعب" - أن العاملات ومعهن اطفالهن، يعشن جميعا في ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة جدا، بدءا من التلوث البيئي الشديد في محال إقامتهم في موقع العمل نفسه، بعيدا عن الحياة الاعتيادية.

كما وجد الوفد، أن الأمية تنتشر في صفوف العاملات وأكثرهن من الشابات، بنسبة كبيرة جدا. ومن بين 25 عاملة كانت هناك عاملة واحدة فقط تجيد القراءة والكتابة.

***************

في "الحسينية" الكربلائية.. خمس مدارس في بنايتين متداعيتين!

كربلاء – كوثر ناصر

في منطقة "القنطرة البيضاء" التابعة إلى ناحية الحسينية بمحافظة كربلاء، توجد بنايتان مدرسيتان قديمتان تداوم فيهما خمس مدارس بطريقة الدوام المزدوج.

وبالرغم من مشكلة اكتظاظ التلاميذ في البنايتين، فان هناك مشكلة أكبر وشديدة الخطورة. وهي أن البنايتين معرضتان للسقوط في أية لحظة على رؤوس التلاميذ، بسبب تقادمهما.

وقد دفعت هذه المشكلة الخطيرة أولياء أمور التلاميذ إلى مراجعة إدارة الناحية مرارا، ومناشدتها إيجاد بديل للبنايتين حفاظا على سلامة أبنائهم، لكن الإدارة لم تتخذ حتى الآن أي إجراء لمعالجة المشكلة.

ويجدد أولياء الأمور مناشدتهم هذه المرة عبر "طريق الشعب"، على أمل أن تنظر إدارة الناحية الى المشكلة بعين الجد، وان تسعى مع المديرية العامة لتربية كربلاء لتوفير بديل للبنايتين المذكورتين.

**************

مواطنون في قضاء الدواية يناشدون

الناصرية – وكالات

ناشد مواطنون من أهالي منطقة مربع البلدية في قضاء الدوّاية شمالي ذي قار، الجهات الحكومية شمول منطقتهم بمشاريع صندوق إعمار المحافظة، لرفدها بخدمات المجاري والصب والتبليط.

وأوضح المواطنون في حديث صحفي، ان منطقتهم تعاني نقصا في الخدمات وتحتاج إلى إعادة النهوض بواقعها الخدمي عاجلا، قبل هطول الأمطار الغزيرة، مبينين أن هناك دوائر حكومية عديدة قريبة من المنطقة، فضلا عن أعداد كبيرة من الطلبة والتلاميذ تسير يوميا إلى مدارسها عبر طرق متهالكة غارقة بالمياه الآسنة وماء المطر.

ولفت أحد المواطنين، إلى أنه كانت لديهم مطالبات ومراجعات سابقة للحكومة المحلية من أجل شمول منطقتهم بخطط الإعمار، ووقتها حصلوا على موافقة في هذا الشأن، لكن الأمر أهمل دون أن يعرفوا الأسباب، محذرا من خروج الأهالي في تظاهرات مطلبية للحصول على حقهم الخدمي في ظل وجود أموال مخصصة تكفي كل مشاريع المحافظة – على حد قوله.

وشهدت ذي قار في تشرين الأول الماضي، تشكيل مجلس إعمار للإشراف على تنفيذ مشاريع بقيمة 1300 مليار دينار خصصت للمحافظة.

وخلال مؤتمر مشاريع صندوق إعمار ذي قار، الذي افتتح يوم الاثنين 4 تشرين الأول الماضي، ألقى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي كلمة أكد فيها أن ذي قار “مقبلة على مشاريع بنى تحتية وفوقية كبرى”، فيما تعد بـ “عدم توقف إعمار المحافظة حتى تكون في المكانة التي تستحقها والتي تليق بتاريخها”.

***************

في الديوانية.. مدرسة بلا مدرسين!

متابعة - طريق الشعب

نظم عدد من طلبة المراحل المنتهية في محافظة الديوانية، أخيرا، وقفة احتجاج امام مديرية التربية، طالبوا فيها بتوفير مدرسين للقسم الاحيائي في مدرستهم.

وقالت وكالات أنباء، أن طلبة السادس العلمي في “ثانوية المختار الثقفي” بمركز المحافظة، نظموا الوقفة أمام قسم الاشراف التربوي في مديرية التربية، مطالبين عبر لافتات رفعوها بتوفير كادر تدريسي للقسم الاحيائي.

ويشكو الكثير من المدارس في البلاد، سيما الثانوية، قلة أعداد المدرسين. يأتي ذلك بسبب تقليص التخصيصات المالية وإغلاق باب التعيينات مقابل زيادة أعداد الطلبة في المدارس.

وفي نينوى

امتحانات بلا كتب!

بالرغم من اقتراب امتحانات الفصل الدراسي الاول، لا يزال التلاميذ والطلبة في محافظة نينوى يعانون نقصا حادا في المناهج الدراسية، وذلك في مشكلة عامّة كانت وزارة التربية قد وعدّت بحلها “خلال أيام”، إلا أنه مضى على ذلك الوعد ما يقارب الشهر!

هذه المشكلة دفعت أولياء الأمور إلى شراء الكتب لأبنائهم من الأسواق المحلية، ما حملهم مصاريف إضافية مقابل نسخ رديئة الطباعة لا يستطيع الطالب قراءتها بوضوح.

يقول المواطن ابو عمار، انه اضطر إلى شراء نسخة من منهج اللغة الانكليزية لولده، لكي يراجعه مع اقتراب امتحانات الفصل الأول.  

ويلفت في حديث صحفي، إلى أن ابنه ظل يتشارك مع ابن جيرانه في كتاب واحد يمتلكه الأخير، لحين حصوله على نسخة خاصة به.

من جهته، يقول مدير الادارة والتجهيز في تربية نينوى، عمار اللهيبي، أن نسبة تجهيز المناهج من قبل الوزارة بلغت 85 في المائة، فيما وصلت نسبة التوزيع على المدارس إلى 50 في المائة.

ويشير اللهيبي في حديث صحفي، إلى أنهم استخدموا الكتب المسترجعة من العام الماضي لسد النقص الحاصل في المدارس.

وبالمقابل كشف مصدر من داخل تربية نينوى، عن وجود نقص في تجهيز المناهج الدراسية، مبينا أن الكميات التي خصصتها الوزارة لتربية المحافظة لن تكفي التلاميذ والطلبة.

وأكد المصدر في حديث لوكالة “شفق نيوز”، أن آلاف الطلبة سيضطرون لشراء بعض الكتب الدراسية.

**************

الصفحة السادسة

وقفة اقتصادية.. أهمية التوازن بين القطاعين العام والخاص

إبراهيم المشهداني

في بلادنا يستمر الجدل حول أولوية التوجه للقطاع العام ام للقطاع الخاص؟ ونظرا للتخبط الواضح في النهج الاقتصادي الذي سارت عليه الدولة بعد عام 2003 حيث جلب الحاكم الاداري الامريكي اجندات جاهزة، مستنسخة عن الفكر الاقتصادي اللبرالي وتجارب البلدان الرأسمالية المتطورة، فأصدر تبعا لذلك قرارات خاصة بحرية التجارة وحركة رأس المال، ما قاد الى هروب الاموال العراقية الى الخارج والانفتاح على المنتجات الاجنبية، وبالتالي توقف عجلة الانتاج ومن ثم توقف المشاريع في القطاعين العام والخاص.

وهذا التخبط الذي علق بالسياسات الاقتصادية الحكومية انعكس وفي ظل هذه الاجواء على تحول عملية الاستثمار الى تجربة فاشلة بامتياز، تعاني من الاغتراب وعدم الوضوح، وفي هذه القتامة عجزت الدولة عن ان تكون بديلا ولو جزئيا في هذه العملية، فلم تزد نسبة التخصيصات الاستثمارية في الموازنات السنوية عن 25 في المائة من مجموع النفقات المحددة في الموازنات السنوية. وعلى سبيل المثال، في موازنة 2019 فان جزءا من التخصيصات الاستثمارية تعتمد على0،15 في المائة على القروض الداخلية والخارجية. زد على ذلك انه في عام 2014 كانت مساهمة قطاع النقل والاتصالات 1،7 في المائة في الناتج المحلي الاجمالي فيما كانت مساهمة قطاع المباني والخدمات 5،7 في المائة، اما التربية والتعليم فكانت مساهمتها 0،69 في المائة، فيما بلغت نسبة تدفقات الاستثمار الاجنبي الى العراق 2،2 في المائة من اجمالي استثمارات غرب اسيا، مقارنة بـ50 في المائة مساهمات للسعودية برغم تشابه المناخ الاقتصادي بين الدولتين .

ان وجود قطاع حكومي امر في غاية الاهمية، لأنه يمتلك تاريخا طويلا وخاصة في القطاعات الاستراتيجية، فخلال عقدي الستينات والسبعينات كان قطاعا مربحا ومصدرا اساسيا من مصادر تمويل الخزينة العامة. كما انه امتلك خلال هذه الفترة  خبرات غنية لا يمكن الاستغناء عنها، ولكنه انتكس خلال فترات الحروب وتعرضه للنهب بعد الفلتان الامني بُعيد عام 2003.

كما أن القطاع الخاص هو الاخر يمكن ان يكون قاطرة للنمو والاستقرار الاقتصادي الى جانب القطاع العام، اذا ما تمت معالجة المشاكل التي تواجهه والتي تتمظهر في عدم وفرة القدرات المالية التي تؤهله لإنشاء مشاريع اقتصادية قادرة على الاسهام في قطاع الانتاج والتعقيدات الادارية والتشريعية التي تعرقل توفير القروض الاستثمارية طويلة الامد والاستيراد المنفلت، الذي يشكل منافسة قوية للإنتاج الوطني للقطاعين العام والخاص، في ظل ارتباك تنفيذ التشريعات الحمائية التي سنّتها الدولة، بالإضافة الى غياب البرامج المتقدمة للتدريب والتأهيل التي تساعد في تمكين قوة العمل الماهرة من تغذية القطاع الخاص.

اننا نعتقد انه بدلا من التنظير وتسطيح المفاهيم الملتبسة بشأن الخصخصة والانتقال التدريجي السلس من القطاع العام، واقصائه من ميدان الانتاج  الى القطاع الخاص بدون التمييز المفاهيمي بين اقتصاد السوق والاقتصاد الحر، والتي يطرحها اقتصاديون وبرلمانيون ومسؤولون حكوميون في وسائل الاعلام وكأنها قدر محتوم   دون وجود الارضية المناسبة لتطبيقها. ولكل ما تقدم نقترح الاتي:

  • العمل على ايجاد سوق تنافسي بين القطاعين العام والخاص، بعيدا عن الاحتكار عبر سن القوانين والتشريعات التي تؤطر العلاقة بين القطاعين.
  • من الضروري ان يكون ارتفاع اسعار النفط حاليا منطلقا لإعادة رسم سياسة رشيدة، اساسها تنويع القاعدة الاقتصادية من خلال تفعيل القطاعين العام والخاص.
  • كخطوة اساسية، العمل على مختلف الهيئات الاستشارية الحكومية وهيئة الاستثمار والوزارات ذات العلاقة، لجذب الرساميل العراقية المغتربة، لما يتمتع به المستثمرون العراقيون في الخارج من خبرات ورؤى لتحريك الاقتصاد العراقي وكذلك جذب المستثمرين الاجانب، مع ما لديهم من رؤوس اموال وخبرات وتكنولوجيا متقدمة في مشاريع منتجة، لا تكون بديلا عن المشاريع الاقتصادية القائمة في القطاعين الحكومي والخاص.

من خلال معالجة الضعف المؤسسي في ادارة العملية الاستثمارية عبر اسناد المهمة الى اصحاب الخبرة والكفاءة المعروفين بقدرتهم في ادارة قطاع الاستثمار، واعتماد النافذة الواحدة.

***************

في جنوب العراق.. يعيشون على النفط ويموتون بسببه

ترجمة الدكتور هاشم نعمة

يعتمد جنوب العراق على النفط، وهو يعاني بشكل كبير من غاز آبار النفط الذي يُحرق ويلوث الهواء. الشباب على وجه الخصوص معنيون بذلك. “إنه لأمر مرعب أن يعتمد اقتصادنا على النفط وأنه لا توجد خطة بديلة”.

صادق طاهر ضاحي، يسير في بستانه في قرية نهران عمر العراقية، في أمسية دافئة في أيلول. من فوق أشجار النخيل تسمع زقزقة مئات من طيور السنونو. ولكن إذا استمعت جيدا، فسوف تسمع أيضًا زئير اللهب. إنه يأتي من حقل نفط خلف الأشجار مباشرة. من صف مشاعل الغاز، تنبعث أعمدة النار الكثيفة. لذلك أسودّ بعض النخيل نتيجة ذلك.

يقول ضاحي البالغ من العمر 52 عاما: “في البداية، كان هنا الكثير من الأشجار، لكن تم حرقها جميعًا”. وحسب المزارع، فإن الحكومة العراقية لم تتدخل إلا عندما امتدت النيران إلى منزله. “منذ ذلك الحين، انخفض حرق الغاز، لكن حقلي دُمّر وماتت حيواناتي، بعضها من النار، والبعض الآخر من الغازات السامة”.

يقول ضاحي إن الناس يموتون أيضا نتيجة الانبعاثات، ويشير إلى المنازل البعيدة: “في كل أسرة تقريبا في هذه القرية في محافظة البصرة، يموت شخص بسبب سرطان الرئة أو مرض رئوي آخر. قبل ثماني سنوات، فقد هو أيضا ابنه بسبب مرض السرطان. كان عمره آنذاك ستة عشر عاما. ما زلنا نحتفظ  بملابسه وكتبه. لقد كان أفضل طالب في صفه”.

هناك عدد قليل من الأماكن على وجه الأرض حيث لا يمكن تجنب الآثار المدمرة للوقود الحفري كما هو الحال في جنوب العراق. وفي البصرة، ترتفع درجات الحرارة بمعدل سبع مرات أسرع من أي مكان آخر في العالم. ففي الصيف، ترتفع بشكل منتظم فوق الخمسين درجة مئوية. الهواء ملوث للغاية، ويرجع ذلك جزئيا إلى غاز الميثان المنبعث من حرق الغاز. الأنهار تجف وهي مليئة بالنفايات الصناعية العائدة إلى  شركات النفط. ونتيجة لذلك، تم نقل أكثر من 100 ألف شخص إلى المستشفى بسبب التسمم في عام 2018، وفي قرية مثل نهران عمر، يعاني 6 في المئة من السكان من السرطان - ما يقرب أكثر من خمسة أضعاف المعدل العالمي.

في الوقت نفسه، هناك عدد قليل من الأماكن التي تعتمد على الوقود الحفري مثل البصرة. وتشكل صادرات النفط من المحافظة أكثر من 95 بالمئة من عائدات الحكومة العراقية. عندما انخفض الإنتاج خلال ذروة جائحة كورونا، بات أكثر من خمسة ملايين عراقي تحت خط الفقر. لكن بدلاً من الاستثمار في الصناعات البديلة، انتظرت الحكومة العراقية أن يتعافى سعر النفط. نتيجة لذلك، وفقا للبنك الدولي، يظل العراق الدولة الأسوأ استعدادا والأكثر هشاشة في العالم في مرحلة تحول الطاقة.

ومع ذلك، يجب أن يحين زمن هذا الانتقال، وهذا ما سيؤكده قادة العالم مرة أخرى يوم الأحد خلال قمة المناخ التي تستمر أسبوعين في غلاسكو( ). وفقا للعلماء، يمكن أن يقتصر الاحترار العالمي على 1,5 درجة فقط إذا كان العالم يستهلك نفطا أقل بأربعة أضعاف في عام 2050 مما هو عليه الآن. ولكن ماذا تعني هذه المهمة للدول المنتجة للنفط مثل العراق؟ وهل يمكن تصور مستقبل بدون نفط لسكان البصرة؟

لا درس في الاستدامة

في أحد الفصول الدراسية بجامعة البصرة للنفط والغاز، هناك ستة طلاب على استعداد لمناقشة هذا الموضوع. لكنهم لم يسمعوا قط بقمة غلاسكو. تقول سلمى محمد البالغة من العمر 22 عامًا: “لا تتحدث وسائل الإعلام العراقية أبدا عن تغيّر المناخ. علاوة على ذلك، فإن مناهجهم الدراسية بالكاد تولي أي اهتمام له. ليس لدينا أساتذة متخصصون في الطاقة المستدامة”.

هذا لا يعني أن الشباب غير معنيين بتغير المناخ. قال مصطفى نائل، 22 عاما، “لا نفكر في شيء غيره، لأننا في البصرة نعيش عواقبه كل يوم”. “إنه لأمر مرعب أن نرى أن اقتصادنا بأكمله يعتمد على النفط وأن العراق ليس لديه خطة بديلة”. مريم نهاد ، 21 عاما، تومئ برأسها. “نحن قلقون بشأن وظائفنا ومستقبلنا. ربما يمكننا الاستمرار في الضخ لمدة 15 عاما أخرى، ولكن ماذا يحدث بعد ذلك؟”.

إن للطلاب أفكارهم الخاصة بشأن الاستدامة. على سبيل المثال، تتحدث سلمى عن حملات زرع الأشجار، وتدافع طالبة أخرى، تدعى أم البنين، عن المزيد من الاستثمارات في ضغط الغاز (والذي يمكن استخدامه لتخزين الغاز الذي يتم حرقه الآن) ويتحدث مصطفى عن جعل عملية استخراج النفط أكثر استدامة. يقول: “لقد قرأت كثيرا عن ذلك عبر الإنترنت”. “نحصل على معلوماتنا بأنفسنا”.

لكن عراق بدون وقود حفري؟ “هذا لا يمكن تصوره”. هذا ما يتوقعه مصطفى، خصوصا في العقود القادمة. ويرى أن هذا الهدف مبني أكثر من اللازم على المكانة المتطورة للبلدان المتقدمة. لا تنسى أن التصنيع في أوروبا بني على الوقود الحفري. لا يمكنكم أن تتوقعوا منا تخطي تلك المرحلة. هذا يتطلب الكثير من الوقت والمال”.

وهذه هي أيضا رسالة وزير المالية علي علاوي، الذي حذر في مقال رأي نُشر مؤخرًا في صحيفة الغارديان البريطانية من أن العراق لا يمكنه التعامل مع تحول الطاقة بمفرده ويحتاج إلى مزيد من الدعم لتنويع اقتصاده. هذا الاقتراح ليس جديدا، لأنه بالفعل في قمة المناخ في كوبنهاغن عام 2009، وعدت الدول الأكثر ثراءً بأن تخصص 100 مليار دولار سنويا، اعتبارا من عام 2020، لمساعدة البلدان النامية في تحول طاقتها. في الواقع، لا تزال الدول الأغنى تعاني من نقص 20 مليار، ويرجع ذلك أساسا إلى أن الولايات المتحدة لا تفي بوعودها.

بالإضافة إلى الطلبات، جاء علاوي بوعوده الخاصة. على سبيل المثال، أعلن الوزير هذا الشهر أن العراق يريد إنهاء حرق الغاز قبل عام 2025 ووعد بمزيد من الاستثمارات في الطاقة الشمسية. يأتي ذلك جزئيا من شركات أجنبية، بما في ذلك شركة توتال الفرنسية للطاقة التي وقعت عقدا بقيمة 27 مليار دولار مع الحكومة العراقية في بداية أيلول - بما في ذلك إنشاء حقل عملاق للألواح الشمسية في البصرة.

    لم يعلن بشكل علني المحتوى الدقيق لصفقة توتال. فالشركة نفسها تتحدث فقط ، في بيان صحفي، عن الاستثمارات في الاستدامة، لكن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ذكر أن شركة توتال ستضاعف إنتاجها ثلاث مرات تقريبًا في أحد حقول النفط في البصرة من 85,000 إلى 210,000 برميل يوميًا.

على جثتي

قال مصطفى جبار سند، الناشط البارز في البصرة، الذي أدلى بتعليق نقدي بشأن صفقة توتال على صفحته في الفيسبوك في أيلول، إن أولئك الذين يطرحون أسئلة يمكن أن يتوقعوا مشاكل. بعد فقرة وجيزة، أطلق شقيق وزير النفط النار على سيارته. وقال سند في مكتبه بالبصرة وهو يعرض لقطات بالفيديو للهجوم بواسطة هاتفه “يريدون قتلي”. “وهم يفلتون من العقاب. وتم الافراج عن شقيق الوزير فور اعتقاله”.

هذا يظهر أن النخبة السياسية في العراق مستعدة للقيام بأي شيء لحماية مصالحها النفطية. وبحسب رجل الأعمال محمد صادق، فإن هذا هو السبب الحقيقي في أن تحول الطاقة في العراق سيستغرق بعض الوقت. “لا يهمني كم من الوقت، لأنني خلال ذلك سأكون تحت التراب!”، وهو يضحك في بهو فندق في البصرة.

يعرف صادق كيف تسير الأمور لأنه هو نفسه عمل لمدة 35 عامًا في شركة نفط البصرة، أكبر شركة نفط عراقية. ويقسم أنه لم يكن فاسدا أبدا، لكن بقية أماكن العمل تفعل ذلك. “في العراق، يفكر الجميع بقضاياه الخاصة، لا أحد يفكر في المصلحة الوطنية، هذا هو السبب في أن سياسيينا لا يهتمون بتغير المناخ”. قال الرجل ذو الشارب.

ويعرف صادق أن شركات النفط العالمية تستفيد من هذا التراخي الفاسد. لقد شاهد ذلك مرات عديدة: عقودها مليئة ببنود مفصلة حول الاهتمام بالمناخ، ولكن من الناحية العملية، يتم التجاوز على القواعد بسهولة طالما أن الشركات تجري الاتصالات اللازمة مع السلطات العراقية. “بهذه الطريقة يمكن للجميع الاستمرار في جني الأموال”.

    إذا حدث تغيير في البصرة، فمن المرجح أن يأتي من الأسفل. في خريف عام 2018، على سبيل المثال، نزل آلاف الأشخاص إلى الشوارع للمطالبة بمياه شرب نظيفة وتوزيع أكثر عدلاً لموارد النفط. كانت المظاهرات تمهيدا لانتفاضة على مستوى البلاد بعد عام. ونتيجة لذلك سقطت الحكومة العراقية ودُعي لانتخابات مبكرة مطلع الشهر الجاري. وفي البصرة من بين آخرين انتخب الناشط مصطفى جبار سند الذي انتقد صفقة توتال عضوا في البرلمان.

أرض خصبة

تقول فدوى توما، ناشطة المناخ التي بدأت حملتها بعد أن أصيبت والدتها بالسرطان: “هناك تغيير يحدث في العقلية”. تقول من مكتبها: “قبل بضع سنوات، لم يكن الناس يهتمون كثيرا بالمناخ، لأن هناك ما يكفي من المشاكل في البصرة”. “ولكن الآن بعد أن تجاوزت، في الصيف، درجات الحرارة الخمسين  درجة مئوية، زاد عدد المنتفضين أكثر فأكثر”.

ومع ذلك، وفقا لتوما، لا يمكن لهذه المقاومة من الأسفل أن تنمو إلا إذا توفر المزيد من البدائل الاقتصادية لصناعة النفط. تقول: “نحن بحاجة إلى الاستثمار في السياحة والزراعة”. “لأنه فقط إذا تم إنشاء المزيد من فرص العمل خارج قطاع النفط، يمكن للناس تصور مستقبل مختلف”.

إنّ الماضي يظهر أن هذا ممكن. هذا ما يعرفه قاسم المشاط، المهندس الزراعي البالغ من العمر 57 عامًا، يسير بجانب النباتات في حديقة وسط البصرة وإناء الري بيده، ويتذكر طفولته. يقول: “كانت لدينا أخصب تربة في العراق”. “كانت الأنهار صافية لدرجة أنه يمكنك الشرب منها وكانت الحقول مليئة بآلاف أشجار النخيل. تمورنا صُدرت إلى جميع أنحاء العالم”.

   في محاولة لتقريب هذا العالم قليلاً، قدم المشاط اقتراحا إلى مكتب الأمم المتحدة في البصرة. فكرته: أن يقوم كل ساكن في المحافظة بزراعة سبع أشجار. يقول المشاط بفخر: “وزير البيئة يأخذ اقتراحي إلى قمة المناخ في غلاسكو”. “الآن نأمل أن يفعلوا شيئا به. لأن زراعة 28 مليون شجرة هو عمل الحكومة وليس عمل المواطنين”.

ومع ذلك، فقد بدأ بالفعل المزارع ضاحي في قرية نهران عمر من بستانه، يشير إلى قطعة أرض بور بجوار أشجار النخيل السوداء، حيث يبرز، من الأرض، ساق أخضر فاتح لشجرة نخيل. يقول: “لقد زرعناها هذا الربيع”. “لن أستعيد ابني، لكن بهذه الطريقة نحاول إعادة الحياة إلى هنا”.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الترجمة عن: NRC Handelsblad, 28 Oktober 2021

************

الصفحة السابعة

حذر من غياب التشاركية

الاتحاد التونسي للشغل يحشد الآلاف ويطالب سعيّد بـ «الحوار الوطني»

متابعة ـ طريق الشعب

في فعالية نقابية ضخمة شهدتها تونس، أول من أمس، دعا الاتحاد العام التونسي للشغل الرئيس قيس سعيّد إلى “حوار وطني” صريح، يجمع كل القوى السياسية والاجتماعية الوطنية، للخروج من الحالة الاستثنائية التي أعلنها في نهاية تموز الماضي.

وقالت وكالة الأنباء الفرنسية، إن نحو 6 آلاف نقابي وناشط شاركوا في تجمع بساحة القصبة وسط العاصمة، لإحياء الذكرى الـ 69 لاغتيال مؤسس الاتحاد النقابي فرحات حشاد برصاص عناصر من منظمة “اليد الحمراء” عام 1952.

وهتف الحشد بشعارات من بينها “أوفياء لدماء الشهداء”، و”شغل حرية كرامة وطنية”، و”بالروح بالدم نفديك يا اتحاد”، وفق ما أفاد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال أمين عام الاتحاد نور الدين الطبوبي إن “تونس لن تبنى بالفردية”، في إشارة واضحة إلى الرئيس سعيّد الذي دعاه إلى انتهاج “التشاركية” وإلى إطلاق “حوار وطني” ووضع “خارطة طريق”.

وكان الرئيس التونسي قيس سعيّد فاجأ الجميع في 25 تموز بتولي السلطة التنفيذية والتشريعية معا، بعد إقالة رئيس الوزراء وتجميد نشاط البرلمان.

ولاحقا، أصدر سعيّد أمرا رئاسيا ضمّنه تلك “التدابير الاستثنائية”، وأعلن استمرارها “حتى إشعار آخر”، كما أعلن أنه سيعمل على إعداد مشاريع متعلقة “بالإصلاحات السياسية” من بينها تعديل الدستور.

غياب التشاركية

ودعا الأمين العام إلى “التعلم من أخطاء الماضي”، في إشارة إلى التفرد الذي طبع فترة حكم الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي الذي أطاحت به ثورة شعبيّة.

وأضاف الطبوبي في كلمته أن “غياب التشاركية والتفاعل مع القوى السياسية والاجتماعية الوطنية لن يفضي سوى إلى تحويل كلمة الشعب إلى كيانات متنافرة ومتناحرة، عاجزة عن البناء المشترك والتعايش السلمي”.

وطالب الطبوبي بحوار وطني صريح “يجمع كلّ القوى الحريصة على السيادة الوطنية والمؤمنة بدولة الاستقلال والمتمسّكة بقيم الحرية والتقدّم الاجتماعي وبالحريات الفردية والجماعية والعدالة الاجتماعية”.

وشدد على أن “التونسيات والتونسيين لا يطالبون اليوم بالكثير، بل إنهم يريدون فقط توضيح الرؤية والوجهة العامة للبلاد”.

وحضّ الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل على معالجة ملفات أهمها “البطالة المستفحلة، والفقر الضارب في أعماق البلاد، والمشاريع الاستثمارية المعطّلة أو التي تمّ تحويل وجهتها، والملفّات القضائية المعلَّقة”.

انتخابات مبكرة

ودعا إلى إجراء “انتخابات سابقة لأوانها تكون ديمقراطية وشفّافة”، محذرا من أن “اليأس بلغ مداه ومظاهر العصيان بدأت تهدد بانفجار غير محمود العواقب”.

وتعرّضت تدابير الرئيس سعيّد إلى انتقادات محليّة ودولية، ولا سيما مع غياب أفق واضح لها.

وقالت وسائل إعلام محلية: إن من الممكن أن يكشف الرئيس عن تدابير جديدة في 17 كانون الأول الجاري، وهو اليوم الذي اندلعت فيه الثورة التونسية على نظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي. وكان سعيّد أعلن هذا اليوم عطلة رسمية، وأكد أن الثورة التي أطاحت بنظام بن علي لم تنته بعد.

ومنذ 25 تموز الماضي، تشهد تونس أزمة سياسية، حين اتخذ سعيد إجراءات استثنائية منها: تجميد اختصاصات البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه، وإلغاء هيئة مراقبة دستورية القوانين، وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية، وترؤسه للنيابة العامة، وإقالة رئيس الحكومة، وتشكيل أخرى جديدة عَيَّنَ هو رئيستها.

************

الاشتراكيون الألمان يختارون شولتز مستشاراً للبلاد

برلين ـ وكالات

صوّت أعضاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا، أمس الاول، لصالح اتفاق ائتلافي من المقرر أن يعين مرشحهم أولاف شولتز مستشارا، الأسبوع المقبل، خلفا لأنغيلا ميركل.

وشارك ما يقرب من 600 مندوب في التصويت خلال مؤتمر الحزب في برلين بأغلبية كبيرة، تأييدا للصفقة مع حزب الخضر والديمقراطيين الأحرار الليبراليين بنسبة 98,8 في المائة، مقابل سبعة أصوات معارضة فقط.

ويتعين أن يوافق الحزبان الأصغر على الاتفاقية قبل التصويت يوم الأربعاء المقبل في البرلمان على المستشار الجديد. 

وشدد شولتز على مبادئ حماية المناخ في الاتفاق الثلاثي الذي سيوجّه الحكومة المقبلة، بما في ذلك إنهاء الاعتماد على طاقة الفحم وتوليد 80 في المائة من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.

وأوضح شولتز للمندوبين في المؤتمر، أنه “بالنظر إلى أن ألمانيا رابع أكبر اقتصاد في العالم إذا لم نفعل ذلك، لن يطور أحد التقنيات ولن يُظهر أحد للآخرين كيفية القيام بذلك”.

وأضاف “نفعل ذلك من أجل أنفسنا، لكن في نفس الوقت نقوم به من أجل الآخرين لأننا نحن من سيدل على الطريق”، مؤكداً “نتحمل في ألمانيا مسؤولية كبيرة لكي ينجح الأمر”.

ولا تزال التكهنات سيدة الموقف بشأن أي من قيادات الحزب الاشتراكي الديمقراطي سيتم منحها مناصب وزارية في حكومة شولتز، مع تركز العديد من الأنظار بشكل خاص على حقيبة الصحة مفتاح السيطرة على كوفيد-19.

ومن المقرر أن يتسلم روبرت هابيك، الزعيم المشترك لحزب الخضر، وزارة حساسة ستتولى مسؤولية المناخ والاقتصاد.

**********

«تقدم ايجابي» لحلحلة الأزمة بين بيروت ودول الخليج

جدة ـ وكالات 

تمكن الرئيس الفرنسي من تحقيق «تقدم ايجابي» في حل الازمة الدبلوماسية بين بيروت ودول الخليج، في اعقاب تصريح وزير الاعلام اللبناني المستقيل جورج قرداحي التي دان فيها سياسة دول الخليج تجاه اليمن.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اثناء زيارته جدة، السبت الماضي، أنه «وولي العهد السعودي محمد بن سلمان تحدثا هاتفيا مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، لإيجاد حل للأزمة بين بيروت والرياض».

وأضاف الرئيس الفرنسي قبيل مغادرته المدينة السعودية في ختام جولة خليجية قصيرة، أن «السعودية وفرنسا تريدان الانخراط بشكل كامل من أجل إعادة تواصل العلاقة بين الرياض وبيروت في أعقاب الخلاف الدبلوماسي الأخير».

وأوضح ماكرون في مؤتمر صحفي من جدة أن «السعودية ولبنان تريدان التواصل بشكل كامل بهدف إعادة العلاقة بين البلدين بعد أزمة دبلوماسية كبيرة».

وأكد ضرورة «دعم الشعب اللبناني وإعادة فتح القنوات الاقتصادية والتجارية».

وأشار ماكرون الى أنه «مع المملكة العربية السعودية، قطعنا التزامات تجاه لبنان والعمل معا، ودعم الإصلاحات، وتمكين البلد من الخروج من الأزمة والحفاظ على سيادته».

وجاءت تصريحات ماكرون غداة إعلان وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي استقالته، بعدما أثارت تعليقات أدلى بها بشأن اليمن خلافا مع دول الخليج، أدخل الحكومة في حالة شلل منذ أسابيع.

من جهته، اعتبر ميقاتي أن الاتصال مع ماكرون وولي العهد السعودي، «خطوة مهمة» نحو إحياء العلاقات اللبنانية السعودية.

كما أكد ميقاتي التزام حكومته بتحقيق إصلاحات.

واستقال قرداحي السبت، قائلا إن هذه الخطوة تهدف إلى مساعدة ماكرون في مهمته لتحسين العلاقات بين لبنان ودول خليجية.

*********

انتقادات لاذعة لدور بعثة الأمم المتحدة في السودان

الخرطوم ـ وكالات

انتقد دبلوماسيون ومراقبون بعثة الأمم المتحدة في السودان، معتبرين أنها “تقاعست” عن القيام بدورها المنصوص عليه في قرار إنشائها حزيران 2020، والمتمثل في حماية الوثيقة الدستورية والمدنيين.

جاء ذلك بعد أن تعرضت المرحلة الانتقالية في البلاد الى تعثرات سياسية.

وقال الخبير القانوني كمال الأمين لموقع “سكاي نيوز عربية”: إن مهام البعثة واضحة ومحددة في القرار رقم 2524 والذي ينص على أن تعمل على دعم الانتقال الديمقراطي، وحماية الوثيقة الدستورية والمدنيين وبناء السلام، لكنها لم تحقق أيا من مهامها تلك حتى الآن.

وفي ذات السياق، شدد الناطق الرسمي باسم تجمع المهنيين السودانيين، الوليد علي، على أن “البعثة الأممية لم تظهر ما يؤكد جديتها في تنفيذ المهام المطلوبة منها وهو ما ظهر جليا في أعقاب انتهاك الوثيقة الدستورية، وسقوط قتلى خلال المظاهرات المطالبة بمدنية الدولة”.

وأكد علي في تصريحات صحافيّة، أن “الشارع السوداني يدرك التعقيدات التي تحيط بالمواقف الدولية، لذلك فهو يمضي في طريقه وضغطه الداخلي حتى تتحقق كل مطالبه”.

وفي حين استهجن العديد من المراقبين التصريحات التي أدلى بها أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة الجمعة الماضية، والتي دعا فيها السودانيين إلى القبول بالاتفاق الموقع بين رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان في الحادي والعشرين من تشرين الثاني،  لكن لجان المقاومة السودانية رفضت دعوة مقدمة لها من قبل رئيس البعثة الأممية في الخرطوم، فولكر بيرتس للتحاور بشأن الاتفاق.

وردا على دعوته، أكدت لجان المقاومة لفولكر تمسكها بعدم الدخول بأي شكل من أشكال الحوار مع الشق العسكري.

ووجه السفير عمر الشيخ المنسق الوطني السابق لبعثة “يونيتامس” في السودان، انتقاداته للأمين العام للأمم المتحدة. وقال في رسالة وجهها المبعوث الخاص للمنظمة في السودان إن “غوتيريش تجاوز صلاحيته بالضغط على الثوار لقبول اتفاق البرهان حمدوك غير القانوني”.

ووصف الشيخ تصريحات غوتيريش بـ”الخطأ الفادح الذي يقوّض قرارات مجلس الأمن الدولي”.

من جانبه، أشار الدبلوماسي والسفير السابق في الخارجية السودانية عبد الوهاب الصاوي إلى أن معظم تجارب البعثات المشابهة في إفريقيا ومناطق أخرى من العالم، أكدت عدم قدرتها على تحقيق المهام المرسومة لها.

وشرح الصاوي وجهة نظره قائلا إن البعثة “انصرفت عن مهامها الرئيسية الموكلة لها خصوصا في الجوانب المتعلقة بحماية الفترة الانتقالية”.

********

بعد 12 عاما من حكم اليمين وسلسلة مؤامرات أمريكية.. اليسارية زيومارا كاسترو رئيسة لجمهورية هندوراس

رشيد غويلب

جمهورية هندوراس هي أحد بلدان أمريكا الوسطى. تحدها من الغرب غواتيمالا، ومن الجنوب الغربي السلفادور، ومن الجنوب الشرقي نيكاراغوا، ولديها في الجنوب سواحل على المحيط الهادئ، وفي الشمال مدخل واسع الى للبحر الكاريبي.

كانت هندوراس موطن لعدة ثقافات هامة، أبرزها ثقافة مايا، قبل أن يتم احتلالها من قبل إسبانيا في القرن السادس عشر. وتسود فيها الثقافة الإسبانية الكاثوليكية الرومانية واللغة الإسبانية، التي امتزجت مع الثقافة الأصلية. ونالت هندوراس استقلالها في عام 1821، وعانت باستمرار الكثير من الصراع الاجتماعي وعدم الاستقرار السياسي، وتبقى واحدة من أفقر البلدان في نصف الكرة الغربي. 

تبلغ مساحتها قرابة 112492 كم2 ويسكنها اكثر من 10 مليون نسمة. وتمتلك موارد طبيعية غنية، بما في ذلك المعادن المختلفة، القهوة، والفواكه الاستوائية، وقصب السكر، فضلا عن صناعة المنسوجات المتنامية.

الانتخابات الرئاسية التي جرت في هندوراس في 28 تشرين الأول الفائت تمخضت عن فوز اليسارية زيومارا كاسترو زوجة الرئيس السابق ميل زيلايا، الذي أطاحه به انقلاب مدعوم من الولايات المتحدة في العام 2009، وزعيمة حزب “ليبرى” اليساري، الذي قاد تحالفا انتخابيا ضم الحزب الديمقراطي الاجتماعي ومجموعات أخرى.

وبلغ مجموع الناخبين 5.2 مليون، في البلاد التي أصبحت ضحية لعنف واسع النطاق ولعصابات قوية من مهربى المخدرات.

ومنذ الانقلاب الذي أطاح الرئيس اليساري مانويل زيلايا عام 2009، حكم هندوراس الرئيس المنتهية ولايته خوان أورلاندو هيرنانديز، الذي يشتبه بتورطه في تجارة المخدرات.

وكل شيء يشير إلى أن انتقال السلطة سيتم بسلاسة، حيث هنأ الرئيس اليميني المنتهية ولايته، خوان أورلاندو هيرنانديز، كاسترو بمناسبة فوزها، بالإضافة الى تشكيله “فريقا انتقاليا” لتسهيل تولي المهام الرسمية. ومن المقرر ان تتسلم كاسترو مهام منصبها في 27 كانون الأول المقبل. ومن الجدير بالذكر ان مخاوف كبيرة تنتاب الرئيس المنتهية ولايته بسبب ملفات الفساد التي يمكن فتحها، وتواطؤه مع شقيقه الذي يقضي حكما بالسجن مدى الحياة في الولايات المتحدة الامريكية بسبب ادانته في عمليات كبيرة لتهريب المخدرات.

وبعد فرز قرابة 68 في المائة من أصوات الناخبين، وفق المعطيات المتوفرة، إلا أن كاسترو حصلت على 51,41 في المائة، متقدمة على منافسها مرشح الحزب القومي اليميني، نصري عصفورة، بقرابة 20 في المائة، وقد اعترف الأخير بهزيمته. ومن جانبها هنأت واشنطن كاسترو على فوزها. وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين على تويتر إنه يتطلع إلى العمل معا “لتقوية المؤسسات الديمقراطية، وتعزيز النمو الاقتصادي الشامل ومحاربة الفساد”، كما هنأت منظمة الدول الامريكية القريبة جدا من واشنطن المرشحة الفائزة.

وفي اول تصريح لها بعد اعلان النتائج الأولية قالت كاسترو: “سنشكل حكومة مصالحة، حكومة سلام وعدالة، سنبدأ عملية في جميع أنحاء هندوراس لتطبيق الديمقراطية التشاركية والديمقراطية المباشرة”. وأنهت حديثها بالقول إنها ستتخذ إجراءات حاسمة ضد الفساد والجريمة المنظمة والفقر والليبرالية الجديدة.

وقبيل يوم الاقتراع، لم يكن فوز كاسترو مؤكدا، وانه سيتم الاعتراف به بسهولة من قبل خصومها في الداخل والخارج. وكانت ذكريات الانقلاب المدعوم من الولايات المتحدة في عام 2009 ضد زوجها مانويل زيلايا، الذي أدى الى وصول اليمين إلى السلطة، حية للغاية. وفي عام 2017، تم منع الانتصار الانتخابي للديمقراطي الاجتماعي سلفادور نصر الله عن طريق التزوير. وتدخلت السفارة الأمريكية، مرة أخرى، وبعد عدة أيام من عدم اليقين أعلن فوز اليميني هيرنانديز بالانتخابات.

ويعد انتصار كاسترو مهما للغاية، حيث أنهي 12 عاما من حكم اليمين، فضلا عن تأثيراته الايجابية على التوازنات في المنطقة أيضا. وخلال الحملة الانتخابية، أكدت كاسترو، انها ستعمل على توثيق العلاقات مع الحكومات اليسارية في نيكاراغوا وبوليفيا وفنزويلا وكوبا. وصرح جيراردو توريس، سكرتير الشؤون الأممية لحزبها للبي بي سي البريطانية أن الرئيسة المستقبلية ستسحب الاعتراف باليميني الفنزويلي المعارض خوان غوايدو “كرئيس مؤقت” للبلاد. وكانت حكومة هيرنانديز قد قطعت العلاقات مع حكومة نيكولاس مادورو. وبعد انتصار اليسار، كان مادورو من أوائل الذين هنأوا فوز كاسترو، ووصف ما حدث بأنه “انتصار للديمقراطية والسلام”.

وهناك أمل كبير في تعزيز الكتلة اليسارية الإقليمية في أمريكا اللاتينية. ومع ذلك، يبقى أن نرى إلى أي مدى ستنحاز كاسترو إلى الحكومات التقدمية؛ ففي تشرين الأول الفائت تحالفت كاسترو مع الديمقراطي الاجتماعي، والمرشح الرئاسي السابق نصر الله، الذي سيشغل منصب نائب الرئيس. ولهذا يعتقد بعض المحللين، ان هذا التحالف سيخفف من جذرية السياسات الخارجية للحكومة الجديدة، فالرئيسة الجديدة دعت في حملتها الانتخابية الى علاقات متميزة مع الصين، في حين ان نائبها المرتقب يدعو الى دراسة السلبيات الناتجة عن الابتعاد عن علاقة ودية بالولايات المتحدة الأمريكية.

وتعاني هندوراس من نزف الهجرة، جراء العنف والبؤس، ولجأت الغالبية الساحقة منهم إلى الولايات المتحدة. ويعيش أكثر من نصف سكان هندوراس تحت خط الفقر، وأدى وباء كورونا إلى تفاقم البؤس، وتضاعفت البطالة تقريبا في عام واحد، من 5.7 عام 2019 إلى 10.9 في المائة عام 2020.

********

الصفحة الثامنة

كتاب رشيد الخيون.. «المجتمع العراقي تراث التسامح والتكاره»

عرض: شميران مروكل

كتاب المجتمع العراقي للكاتب رشيد الخيون، صادر في 199 صفحة من القطع المتوسط في اربعة فصول والمقدمة اضافة الى عدد من الملاحق والنصوص الدستورية وفهرس الاعلام والاماكن.

في المقدمة يعرض الكاتب فكرة او ممارسة التعايش الديني والمذهبي العراقي التي تبدو مشدودة الى حد ما الى الخلفية التاريخية ذلك بما فيها من احداث مثقلة بالخصومة الدينية الطائفية والوئام على حد سواء، وبما فيها من نصوص دينية وفقهية وقومية لا تساعد في الغالب من الاحيان على سلاسة العيش والتضامن والتكافل الاجتماعي على اختلاف القوميات والاديان والمذاهب, والعراق ليس البلد الوحيد من بلدان المنطقة في تعدده وفي تاريخية اضطراباته لذا ليس من الصحيح تمييز العراق بتاريخ من العنف الدموي او العصيان. هناك معوقات للتعايش تشتد تأثيراتها بدوافع سياسية مثلما هو الحال اليوم والاضطراب الاجتماعي ليس ابن يومه بل ظهر عبر تراكم تخطى محطات عديدة من التسامح والوئام عبر التاريخ وحدث هذا بعد غياب تراث العمل العراقي المشترك الحزبي والسياسي في عهود الدولة السابقة ....

في الفصل الاول يقدم الكاتب موجزا عن الواقع الجغرافي والسكاني للعراق، مؤكدا ان العراق من البلدان القديمة بتعددها الديني والمذهبي مع اختلاف النسب من عصر الى آخر. ويكاد هذا التنوع السكاني بالنسبة للعراق يحاكي تنوعه الجغرافي او البيئي وتسميته بيث نهرين اي بيت النهرين القديمة مثلما هو الحال في السريانية والآرامية هي المعبرة الاعمق عن طبيعة تلك البلاد او انها بلاد الانهر. وهناك ما يشبع الفضول في ربط العراق بالماء حيث اقام به ونما الصابئة المندائيون وعبادتهم تعتمد على الماء, ماء الأنهر الحي. ومعلوم ان بيئة الماء تلد تسامحا وتواضعا وليونة في التعايش، بينما قد لا تلد الصحارى حيث يبس الحياة وجفوتها سوى الشدة والتعصب هذا مع عدم نفي ما لدى البدوي من ايثار وكرم تفرضه الصحراء نفسها ايضا، فلولا سجية الضيافة والمروءة لمات عابرو الصحارى عطشا وجوعا. ومهما تحدثوا عن خصوصية للعنف العراقي على مر العصور وبقية البلدان, فمن يبحث في غير الارض سيجد المتشابه بل الاكثر والاقسى عنفا وتبقى فسح التعايش بالمسامحة والسلام واضحة في تاريخ العراق وعالمه مثل العوالم الاخرى تبدو، وكأنها متوازنة مع دورات العنف والتكاره الاجتماعي ولها اسبابها، فالبلد كان مركزا لامبراطورية مترامية الاطراف وهو الوسط الدائم في الحروب بين جيوش المشرق والمغرب. ولولا تلك الفسح من المعايشة ما احتفظ اهل العراق بهذا العدد من الاديان والمذاهب والقوميات الى جانب بعضها البعض. يتعايش على ارض العراق خمسة اديان: الصابئة المندائية ، والايزيدية ، واليهودية ، والمسيحية بمختلف مذاهبها والاسلام بمختلف مذاهبه اضافة الى ما يتواجد من الكاكائية والبهائية وعدد قليل من الزرادشتية ويبقى تواجد هذه الجماعات حقائق تاريخية سواء قل عددها ام كثر.

في الفصل الثاني يستعرض الكاتب التعايش الديني لحقب زمنية تارة يجد العراقيين فيها انفسهم جنبا الى جنب على مختلف اديانهم وتارة الديانات الاخرى مطاردة ومنكفئة على نفسها, الا ان التجربة السابقة واللاحقة تؤكد ان ما جرى ويجري خارج الوئام والتعايش السلس لا يتصدره ويمارسه غير عصبة من تلك الطائفة وهذا الدين وليس بأبيضها واسودها مثلما يقال. ونجد عرضا لوجود تعايش الاديان غير المسلمة مع المحيط المسلم الواسع بمعنى ان بقاء هذا التعايش مريحا او بنفرة يعتمد بنسبة كبيرة على المسلمين وما ينطوي عليه فقههم وما تحمله كتبهم تجاه الآخر. والفصل الثالث يقدم شرحا مفصلا لنماذج من التسامح والتكاره بين الشيعة والسنة وهي متشابهة كثيرا على الرغم من اختلاف الازمنة فما حدث ايام الخلافة العباسية تجده تكرر في بداية القرن العشرين، وتكرر في القرن الحادي والعشرين، ولكن الاحداث شهدت فشل انقياد الطائفتين او المذهبين بمجملهما في تصادم شامل، ومعلوم ان عصب التعايش في المجتمع العراقي يعتمد اليوم اعتمادا كليا على حالات الوئام والنزاع بين الطائفتين ذلك من ناحية التمثيل السكاني ومظاهرها التي على بقية الاديان ملاحظة تبجيلها. نعم، هناك عدد كبير من محبطات في التعايش المذهبي الا ان في التاريخ والحاضر تجارب من وئام واجتماع بين الطوائف ولو تقصينا احداثه لوجدناها كثيرة ويعتد بها. وكانت فكرة التعايش حاضرة تاريخيا في ذهنية الساسة العراقيين ورجال الدين في العصر الحديث وهم يستعدون لتشكيل الدولة الحديثة والعيش بتجاور مريح حرصت كل الاطراف على المشاركة في الاعياد الدينية وتشكل المجلس التأسيسي العراقي العام 1924 على اساس التكاتف بين كل الاديان والمذاهب.

الفصل الرابع ضم ما يتعلق بالهاجس القومي من ناحية الزواج والمعاملة ولم يشهد التاريخ العراقي مواجهات شاملة جامعة بين الاديان والمذاهب والقوميات, فلن نعثر على حرب عربية كوردية او كوردية تركمانية شاملة او مواجهات شيعية سنية شاملة خارج سلطة امير او اغا، ولا يرتبط الامر بالمبالغة بتعفف العراقيين عن العنف او نأيهم عن ارتكاب الحماقات الطائفية او العنصرية الاخرى بقدر ما يتعلق بالمصلحة الاجتماعية وبتقدير الخسارة في حالة اندلاع حرب جماعات شاملة مثل التي حدثت في بلدان اخرى يضاف الى ذلك التداخل العشائري والاجتماعي بين فرقاء المجتمع العراقي والخلفية التاريخية الطويلة بين التجاور المريح وغير المريح ومع ذلك من المفروض الا يُطمأن الى تلك الكوابح، وتهمل اشاعة ثقافة التسامح وفي مقدمتها النظر في الخطاب الديني والمذهبي .

عكست روايات التسامح والتكاره في الكتاب طبيعة التعايش في المجتمع العراقي وتشابه الحوادث والمواقف بين العصور والسبب ان المجتمع ظل مأسورا لأحكام ووصايا فقهية لا يجد الفقيه السياسي او زعيم الجماعة صعوبة من استخدامها اداة في تحريك الاتباع وما يلخص من ذلك التشابه بين الحوادث والممارسات في محيطها الديني والمذهبي ان المجتمع العراقي عاش ويعيش في دوامة الماضي بين هبوط وصعود. وفي نظرة سريعة الى دساتير العراق وعلى وجه الخصوص الدستور الاخير 2005 تجد الماضي حاضرا بدءا من الديباجة وانتهاء بالاحكام الخاصة بالنساء.

الا ان مع كل هذا التعلق بالماضي السلبي في معظمه يبرز الماضي الايجابي مؤثرا ايضا فلطالما شحذت ممارسات ومقالات الاجيال السابقة واستعملت ضد الحاضر بقوة فليس من حيلة لدى الداعين الى الانفتاح والتسامح بمفهوم التساهل والتغاضي سوى استعمال السلاح نفسه والتذكير بمحاولات الأولين ايضا للتعايش وما يكبح التكاره فيه فما يبدو اننا امة لا تغادر تاريخها بسهولة ولا بد من الاستفادة من ارث لا يخلو من فسحة .وبناء على ذلك التقابل التاريخي في التعايش بين الدعوة الى التسامح والتحريض على التكاره لم يدخل اليأس الى نفوس الساعين الى مجتمع تصالحي وليس بالضرورة ان ينتصر العنف والتشدد على صوت الحكمة بين العراقيين فالصورة رغم قتامتها هناك كوة تبعث بنور قادم ربما من الماضي اذا كنا لا نقوى على مغادرته تحاول حماية الدين والمذهب من جبروت السياسة ولعبة السلطة والعودة الى قاعدة الشراكة في الارض . ويطرح الكاتب فكرة ان التسامح وتفهم اختلافات الآخر ينبغي ان يسودا في الحياة الاجتماعية رغم الفوارق في المبادرات والمعتقدات وان ذلك لا يزال ممكنا لو تم التمييز بين الاختلافات في الدين والتقارب الذي يفرضه العيش المشترك داخل مجتمع واحد وهذا يعني ان تنوع الاديان والمذاهب لا يتسبب في فرقة المجتمع بل يساهم في اثرائه وتعزيز الصلات الاجتماعية والثقافية بين مجموعاته وافراده.

 ***********************************************

قراءة في: (ماركس هل كان على حق ؟)

عرض: عادل عبد الزهرة شبيب

في كتابه الموسوم (ماركس – هل كان على حق ؟)، الصادر، مؤخرا، عن دار الرواد، يبتديء المؤلف رضا الظاهر بفصل (ماركس يعود .. الماركسية تولد من جديد !) ملقيا اضواء على ما جرى من فعاليات فكرية واسعة بمناسبة الذكرى الـ 200 لميلاد ماركس.

ويحتفي الكاتب الظاهر بالمعلم الأول ماركس على النحو الذي يليق به بما يعزز التوجه لاستيعاب الماركسية على النحو السليم وتثقيف الأجيال بها وبتراثها الملهم ودروسها الثورية الغنية, فـ «الماركسية هي نظرية لنقد الرأسمالية  ومنهجية ضد تأبيد الواقع والثقافة السائدة , وهي النظرية  العلمية التي توفر اداة لتحليل الواقع الاجتماعي والصراع الطبقي وترسم آفاق التغيير, وهي سلاح نظري بيد الطبقة العاملة وسائر المستغلين».

وتحت عنوان (لماذا نقرأ ماركس ؟ لماذا نعيد قراءته ؟) يبين الكاتب اننا «بحاجة الى مرشد في النظرية والعمل، واننا ينبغي ان نعود الى جوهر منهجيتنا الماركسية. وفي التحليل علينا التمسك بمنهج ماركس نفسه الذي يحلل وينتقد ويقيم الظواهر وينظر اليها في حركتها لا في سكونها». ويقدم المؤلف حقائق عن تعاظم الاهتمام بماركس وإرثه من جانب الباحثين والقراء.

ويذكر بما قاله انجلز من أن انجاز ماركس الكبير تجلى في اكتشافين حوّلا فهمنا للعالم, الأول هو انه كما اكتشف داروين قانون الطبيعة العضوية, اكتشف ماركس قانون التطور البشري» وهذه هي نظرية المادية التاريخية. والثاني ان ماركس اكتشف ايضا القانون الخاص للحركة التي تتحكم بأسلوب الانتاج الرأسمالي الراهن والمجتمع البرجوازي الذي خلقه اسلوب الانتاج هذا.

كما أكد المؤلف على أهمية قراءة واعادة قراءة ماركس «اذ يتعين علينا أن نقرأ ماركس ونعيد قراءته، وأن نتأمل في راهنية الماركسية وان نجيب على سؤال: لماذا كان ماركس على حق ؟ فالماركسية لم تمت، بل انها تولد من جديد وسيظل ماركس معاصرنا».

وتحت عنوان

(راهنية ماركس) أشار الاستاذ الظاهر الى ان ماركس يظل راهنا وفاعلا, موردا أمثلة على ما نشرته الصحف والمجلات الغربية في هذا الشأن.

ويؤكد المؤلف في كتابه صواب التحليل الماركسي حيث نجد في عصرنا الراهن، عصر تطور الرأسمالية وتقدمها, الكثير من الشروط والاتجاهات التي حددها ماركس في نقده للاقتصاد  السياسي وهذا يتجلى الآن اكثر مما كان عليه الحال في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، مبينا انه بعد 200 عام يبدو ماركس اكثر ثورية مشيرا الى ما كتبه ماركس وانجلز كتبا (البيان الشيوعي) لا كممارسة أكاديمية وانما كنداء عمل.

وضمن محور (نقد الرأسمالية) أوضح الكاتب ان ماركس يبقى الناقد الأعظم للرأسمالية، التي شرّحها وقدم حقائق عن طبيعتها الاستغلالية، وآفاقها وبدائلها، مشيرا الى تنبؤات ماركس بشأن العولمة المعاصرة وتجلياتها.

وفي فصل (البيان الشيوعي .. ملاذ الثوريين) يؤكد المؤلف على ضرورة اعادة قراءة ( البيان الشيوعي ) ورؤية ما يمكن ان يمنحنا من بصائر، ويعلمنا من دروس، كونه وسيلة راهنة لتحليل سمات الرأسمالية، حيث ظل هذا البيان منذ نشره حتى الآن الوثيقة السياسية الأوسع انتشارا . كما أشار، وهو يتحدث عن راهنية ماركس، الى انه منذ الذكرى الـ 150 لصدور (البيان الشيوعي) نشر الكثير من الكتب والأبحاث التي تذكرنا بحقيقة ان ماركس لا يزال راهنا، يحفزنا على أن نعيد النظر في افكاره في ضوء الأزمات الراهنة للرأسمالية. ويوضح الظاهر كيف أن علينا ان نفهم نقد ماركس للرأسمالية، مشيرا، في فصل خاص (الاغتراب .. الرأسمالية تجردنا من انسانيتنا) الى تحليل الاغتراب في ظل النظام الرأسمالي، ودعوة نظريات ماركس الى الفعل السياسي والى التغيير الاجتماعي، وليس التوقف عند حدود التجريد النظري. واحدى اهم هذه النظريات نجده في (مخطوطات 1844 الاقتصادية والفلسفية)  التي يتحدث فيهاعن معنى الاغتراب ونواحيه.

وفي فصل (منهجية تحليل الواقع ) يكشف المؤلف عن اهمية المنهج الذي اعتمده ماركس في التحليل والاستنتاج , اذ صاغ نظرية لتحليل الأنظمة غطت النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية لكل اساليب الانتاج  التي درسها (الاقتصاد السياسي) متناولا (جوانب رئيسية في المنهج) ومتطرقا الى موضوع التحول من المجرد الى الملموس، وسعي ماركس الى تمييز مقاربته عن مثالية هيغل. كما تحدث الكاتب الظاهر عن موضوع (المنهجية الفلسفية في الغروندريسه), اضافة الى تناوله موضوع ( ماركس بين مملكتين: الحرية والضرورة ) في فصل خاص تحدث فيه عن قوانين الديالكتيك الماركسي: قانون وحدة وصراع الأضداد , وقانون تحول التراكمات الكمية الى تغيرات نوعية, وقانون نفي النفي. ودرس المؤلف قضايا مثل (ديالكتيك الحرية والضرورة) وموضوع (ماركس الشاب .. ماركس الناضج) الى جانب موضوع ( الانسانية الماركسية ).

كما تناول المؤلف رضا الظاهر محور (ماركس .. مساجلات عميقة بشأن الديمقراطية متحدثا عن (الثامن عشر من برومير) والتلازم بين الاشتراكية والديمقراطية، ووعي التناقض بين الدولة الليبرالية والمجتمع المدني، الى جانب موضوع «الهوية»، ملقيا الضوء على العلاقة بين ماركس ولينين وغرامشي، ومتحدثا عن آراء ماركس حول المجتمع المدني.

وفي فصل يحمل عنوان (السمة الاجتماعية لاضطهاد النساء وتحريرهن) يضيء الكاتب جوهر اضطهاد النساء في المجتمعات البطرياركية، كاشفا عن حقيقة أن النظام الرأسمالي يجسد التمييز ضد النساء ويحرمهن من حرياتهن وحقوقهن.

ويشير المؤلف الى المسائل الأساسية في جماليات ماركس، متحدثا في فصل عنوانه (في جماليات الأدب والفن) عن انجازات ماركس في ميدان الجماليات على الرغم من أنه لم تتوفر لديه الفرص للخوض، كما كان يرغب، في هذا الموضوع.

وفي فصل حمل عنوان (أجل .. ماركس كان على حق !) بحث في الملاحظات الانتقادية العشر التي أوردها الماركسي البريطاني تيري ايغلتون ردا على من يحاولون تشويه الماركسية أو يقصرون في فهمها.

وختم الظاهر كتابه بفصل (ماركس الانسان .. سيرة حياة ملهمة) أشار فيه الى بعض من الكتب الكثيرة التي تناولت سير حياة ماركس.

نحن في العراق أحوج ما نكون الى نظريات ماركس وافكاره العلاجية لتخليصنا من الاقتصاد الريعي المتخلف، ومن التضخم والبطالة المرتفعة، ومن الفقر ونقص الخدمات التعليمية والصحية والبلدية الى جانب ازمة السكن وانخفاض مستوى المعيشة، وما يعانيه العراق من الديون الثقيلة التي ترهق ميزانيته وارتباط اقتصاده بعجلة الاقتصاد الرأسمالي وخضوعه لتقلبات السوق العالمية وتقلبات الدولار, ومعاناته من غياب الاستراتيجيات الاقتصادية وانخفاض سعر صرف عملته مقابل العملات الاخرى وزيادة وارداته على صادراته.

ان هذا وسواه من تجليات الأزمة العميقة التي تعاني منها بلادنا يتطلب العودة الى ماركس وافكاره العلاجية لمعضلات لاقتصاد الوطني والمآسي الاجتماعية.

إن كتاب رضا الظاهر يشكل اضافة نوعية للمكتبة الماركسية قدمت نظرة جديدة لفهم الماركسية بالعودة الى ينابيعها، واستخدام منهجيتها في تحليل ظواهر الواقع ورسم آفاق التغيير.

أجل نحن بحاجة الى ماركس، الذي كان بكل تأكيد، على حق !

**********************

الصفحة التاسعة

في غوتنبرغ.. الشيوعيون يؤبنون الرفيق فاروق بابان

غوتنبرغ – طريق الشعب

أقامت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد، أخيرا، حفل تأبين للرفيق الراحل فاروق بابان في مناسبة أربعينيته، وذلك بالتعاون مع عائلته.

حضر الحفل الذي أقيم في مدينة غوتنبرغ، جمع من رفاق الراحل ومحبيه، فيما أداره السيد محيي العبيدي.

في البداية، تمت قراءة تعزية اللجنة المركزية للحزب برحيل الفقيد، وبعدها كلمة باسم منظمة الحزب في السويد. ثم عرض فيلمان عن الراحل. الأول يستعرض بعض نشاطاته الجماهيرية والحزبية، والآخر عن تشييع جثمانه في بغداد.

وساهمت في الحفل الرفيقة كوريا رياح، التي تحدثت عن بعض ذكرياتها مع الفقيد، وعن مواقفه ومسيرته النضالية.

وفي الختام، ألقى السيد فوزي بابان، شقيق الراحل، كلمة باسم عائلته.

*************

أزهر جرجيس في «المحطة»

بغداد – طريق الشعب

احتضنت “قاعة المحطة” في بغداد، أخيرا، جلسة حوارية مع الكاتب والمترجم المغترب أزهر جرجيس.

أدار الجلسة الناقد الادبي احمد الظفيري بحضور وكيل وزارة الثقافة عماد جاسم، وعدد من الشباب المهتمين بالأدب.

وتحدث جرجيس في الجلسة عن سيرتيه الذاتية والمهنية وتجربته في الكتابة فضلا عن مؤلفاته والأعمال التي قام بترجمتها. كما تطرق إلى الصعوبات التي واجهها في بلاد المهجر، وإلى عمله محررا صحفيا في جريدة “تليمارك” النرويجية.

وكان جرجيس قد كتب قصصا كثيرة تتحدث عن معاناة الإنسان بأسلوب يميل إلى السخرية والكوميديا السوداء. ومن أبرز مؤلفاته “فوق بلاد السواد” و” النوم في حقل الكرز” التي كانت قد رشحت في القائمة الطويلة لـ “جائزة بوكر” العالمية للرواية العربية عام 2020.

وفي ختام الجلسة، قدم وكيل وزارة الثقافة باقة ورد إلى الكاتب والمترجم أزهر جرجيس.

*-********

صف دراسي للأطفال في محلية الثورة

بغداد – محمد قاسم عناد

افتتح “منتدى الأم والطفل” التابع إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في مدينة الثورة (الصدر)، أخيرا، صفا دراسيا لتعليم الأطفال قراءة القصص، وتوعيتهم وتثقيفهم بقيم المحبة والتسامح.

وقال القائمون على المنتدى لـ “طريق الشعب”، أن الهدف من افتتاح هذا الصف، هو المساهمة في تنشئة الطفل على المبادئ السلوكية الصحيحة، مشيرين إلى أنهم وزعوا دفاتر وألوان ووسائل إيضاحية على الأطفال الذين انضموا إلى الصف.

ويحتل هذا الصف إحدى قاعات مقر اللجنة المحلية للحزب.

***********

في “ملتقى جيكور” البصري عن «العنف الأسري وآليات حماية المرأة والطفل»

البصرة – باسم محمد حسين

أقام “ملتقى جيكور” الثقافي في محافظة البصرة، أخيرا، أمسية بعنوان “العنف الأسري والآليات القانونية لحماية المرأة والطفل”، ضيّف فيها قسم حماية الأسرة والطفل في قيادة شرطة المحافظة، ممثلا بالعميد رافع بندر خضير والمقدم حسين عبد وهيب والمفوض وجدان عباس.

حضر الأمسية التي أقيمت على “قاعة الشهيد هندال” في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، ضباط وحقوقيون وناشطون مدنيون وشيوخ عشائر، فضلا عن جمهور الملتقى من المثقفين والأدباء والمعنيين بالشؤون المدنية.

وخلال الأمسية التي أدارها رئيس “ملتقى جيكور” الشاعر عبد السادة البصري، تحدث العميد رافع، بشكل تفصيلي عن قسم حماية المرأة والطفل، معرفا بدوره ومهامه الأساسية.

فيما تناول المقدم حسين الجانب القانوني في حماية المرأة والطفل من العنف الأسري، مشيرا إلى أن هذا النوع من العنف استشرى كثيرا في مجتمعنا.

هذا وطرحت المفوض وجدان، تفاصيل وأمثلة عن العنف الأسري في المجتمع العراقي.

وشهدت الأمسية تفاعلا من قبل الحاضرين، الذين طرح العديد منهم أسئلة واستفسارات أجاب عنها الضيوف الثلاثة بصورة ضافية.

وفي الختام، قد الملتقى شهادات تقدير للضيوف.

*********

«شمس الأمومة» تحتفل باليوم العالمي للطفل

بغداد – مروة فاضل

أقامت “مكتبة شمس الأمومة” في بغداد، احتفالية في مناسبة يوم الطفل العالمي الذي يصادف يوم 20 تشرين الثاني من كل عام.

ودعت المكتبة إلى احتفاليتها التي أقامتها على قاعتها في منطقة الكرادة، أطفال “مكتبة الطفل العراقي” التابعة إلى رابطة المرأة العراقية في مدينة الثورة (الصدر).

وخلال الاحتفالية رحب كادر المكتبة بالأطفال الحاضرين، وتحدث إليهم عن يومهم العالمي وعن اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الأمم المتحدة، والتي تبرم مع البلدان وتلزم حكوماتها بتنفيذها وعدم حرمان الطفل من حقوقه المقرة.  

بعدها ألقت الشاعرة خديجة الحمامي قصيدة مهداة للأطفال في مناسبة بدء العام الدراسي الجديد. ثم افتتح مرسم حر للأطفال، أشرف عليه الفنان التشكيلي أحد الماجد. كما أدى الفنان علي حافظ أغنيات موجهة للطفل، تتغنى بحب الوطن.

وفي الختام تم توزيع الهدايا والمرطبات على جميع الأطفال الحاضرين.

هذا وأعربت “مكتبة الطفل العراقي” عن شكرها لـ “مكتبة شمس الأمومة” على هذه الدعوة، وبالأخص الأديبة سافرة جميل حافظ التي تبنت إقامة الاحتفالية.

********

في النجف.. رابطة المرأة تعقد ندوة صحية بين العاملات

 النجف – ملاذ الخطيب

تزامنا مع ظهور متحوّر فيروس كورونا الجديد “اوميكرون”، عقدت رابطة  المرأة العراقية في محافظة النجف، مساء الجمعة الماضية، ندوة صحية توعوية للنساء العاملات في معامل الطابوق.

وخلال الندوة التي عقدت في منطقة المعامل قرب بحر النجف، تحدثت الطبيبة المتخصصة في أمراض الأنف والأذن والحنجرة، د. ندى نعيم صالح، إلى النسوة الحاضرات عن مخاطر متحوّر “اوميكرون” وطرق انتشاره وأساليب الوقاية منه، مشددة على أهمية النظافة العامة وارتداء الكمامة، فضلا عن تلقي التطعيم.

كما دعت إلى الالتزام بالتعليمات والضوابط الصحية. وقدمت بعض الإرشادات حول الأمراض المزمنة وسبل التعامل معها.

وفي ختام الندوة، أجابت د. ندى عن أسئلة صحية وجهها إليها عدد من النسوة الحاضرات.

**********

في اتحاد أدباء كربلاء.. «المكان الكربلائي بين الثبات والتغيير»

كربلاء – طريق الشعب

ضيّف اتحاد الأدباء والكتاب في كربلاء أخيرا، د. علي حسين يوسف، الذي قدم محاضرة بعنوان “المكان الكربلائي بين الثبات والتغيير”.

المحاضرة التي استمع إليها جمهور من المثقفين والأدباء، ابتدأها د. يوسف بالحديث عن الأمكنة الكربلائية ورمزياتها وأسباب تسمياتها، فضلا عن العوامل الثقافية التي تؤثر في ذلك، موضحا أن المكان الكربلائي يوحي بالعودة إلى الماضي والتاريخ والقدم “فالأحياء والشوارع والأزقة لا تزال تقيم في التاريخ، تتمثله وتجسد معانيه، وتستلهم قيمه”.

وأضاف متحدثا عن تسميات مناطق كربلاء. وقال: “هناك العباسية وأحياء الحسين والعباس والحر والمنتظر والزهراء والغدير، فضلا عن شارع الإمام علي”، موضحا أنه “يمكن لنا رصد دلالتين داخليتين للمكان: الأولى ترتبط بالشخصية والأخرى بالزمن”.

وتابع د. يوسف القول: “كذلك يمكن ان نلاحظ دلالتين خارجيتين للمكان: الأولى ترتبط بالوصف، والثانية بالرؤية”، مشيرا إلى أن “الملاحظ على المكان الكربلائي، أنه ليس مكانا مكتملا. فهو يعيش سيرورته في كل لحظة، وأنه حاضر يتكون باستمرار، وذلك بفعل الطقس الذي ارتبط به. فكربلاء بوصفها مكانا تاريخيا تعيد نفسها بطقوسها في كل ذكرى تخص معركة الطف. لذلك يمكن القول إن كربلاء بوصفها مكانا طقوسيا تعد مدونة سردية لمّا تكتمل بعد.. إنها مكان قابل للروي في كل آن”.

ولفت المحاضر إلى أن “المكان الكربلائي يعد المكان الوحيد في العالم – إن لم تكن في كلامي هذا مبالغة - الذي يستحضر التاريخ المرتبط به حرفيا وبكل تفصيلاته، ويحاول في كل مرة إعادة صياغته بطريقة ما”.

وشهدت الأمسية التي أدارها الشاعر نوفل الحمداني، مداخلات قدمها عدد من الحاضرين.

*******

الصفحة العاشرة

التجربة الصينية.. اقتصاد السوق الاشتراكي يفجر صراعا فكريا

د. صالح ياسر

من الطبيعي الاشارة الى أن التجربة الصينية خلال العقود الاربعة الاخيرة تقريبا طرحت جملة أسئلة من بينها: هل تستمر الصين في الجمع بين النقيضين، نظام السوق الاشتراكي والتوجه المتزايد نحو الليبرالية الاقتصادية ؟ هل يشكل “اقتصاد السوق الاشتراكي” نظاماً انتقالياً الى الرأسمالية، أو نظاماً انتقالياً الى اشتراكية ديموقراطية حديثة مبتكرة أو نظاماً انتقالياً؟ وما هي التناقضات والصراعات التي تجري في الصين المعاصرة؟ ما هي نقاط القوة والضعف في الطريق المتبع ؟ وما هي نقاط القوة في يد القوى المعادية للرأسمالية (الساعية نحو الاشتراكية، على الأقل)؟

وهكذا يحتل الجدل حول مستقبل الاشتراكية في الصين مكاناً مركزياً وحيّاً، ويمكن أن يلم هذا الجدل بالزوايا المتعددة للواقع الاجتماعي المعقد، وما يتيحه من فرص للتحليل، والتحرك نحو التغيير.

إن هذه الأسئلة، وغيرها الكثير، هي التي شكلت موضوعا لمقاربات مختلفة للتجربة الصينية. وإذا كان لابد أن يتم الحكم على البشر، والقوى السياسية التي يمثلونها بناءً على الأفعال لا الأقوال، لذا يصبح السؤال الواجب الإجابة عنه متعلقاً بمستقبل هذا الاختيار الأساسي القائم في الواقع.

وفي ضوء ذلك هناك من يرى أن المشروع الحقيقي لـ “لطبقة الحاكمة” الصينية ذو طبيعة رأسمالية، وبذلك تكون “اشتراكية السوق” مجرد طريق مختصر لبناء الهياكل الأساسية للرأسمالية ومؤسساتها، مع التقليل بقدر الإمكان من الاحتكاكات والآلام المصاحبة للتحول إلى الرأسمالية (1).

في حين يرى باحثون آخرون العكس، حيث يسود اعتقاد عندهم بان هذه التحولات يمكنها أن تفضي الى “تعزيز مواقع الاشتراكية في الصين”.

واستنادا الى الملاحظات السابقة فان متابعة الادب الاقتصادي المتعلق بالتجربة الصينية تتيح فرز “مدارس فكرية” متناقضة بين الماركسين الصينيين حول هذه التجربة، باعتبارهم ادرى بشعابها (2):

  1. المدرسة الأولى، وهي ما زالت متمسكة بـ “الجذور” وترى ان الصين تسير في “طريق اشتراكية ذات خصائص صينية”. ولا جدال ان هذا المنطق يشرعن بعض السياسات الحكومية ومنها “اشتراكية السوق”. مثال ذلك، ان هذه المدرسة تؤيد اصرار الحزب على التمسك بـ “المبادئ الأساسية الأربع” والتي تضم الماركسية وفكر ماوتسي تونغ، رغم ان هذا الأخير قد تم تجاوزه حقاً من جانب نظرية دنغ سياو- بينغ بالترادف مع مقولات جيانغ زيمين “الفكر الهام للممثلين الثلاثة” وملاحظات هيو جنتاو بشأن “التقدم العلمي والمجتمع المتجانس”.
  2. أما المدرسة الثانية فتنطلق من أفق مختلف تماماً، حيث يرفض بعض مفكريها، رفضا كليا إصلاحات العقود الاربعة الأخيرة. في رأيهم، ان القيم الراهنة ذات العلاقة بـ “التحويل” او “الانتقال” مرادفة لنوع من استعادة إرتكاسية للماضي. ويقوم رأيهم الأساس على ان الصين استعادت الرأسمالية وان الشغيلة عادوا ثانية الى ما كانوا عليه في المجتمع القديم، الشرير. وافتراضهم النظري يقول بأن ماوتسي تونغ أسس وطور اشتراكية متقنة وعادلة، وان نظرية دنغ سياو - بينغ قد احتوت على تحريفية إجمالية. وانطلاقا من الملاحظات السابقة فإنهم يرفضون شرعية “اقتصاد السوق الاشتراكية” لأنهم يعتقدون بأن لا مفر ان هذه السوق أقيمت على افتراض ان الملكية الخاصة مقدسة وحتمية، وبالتالي فإنها تقود الى المنافسة والاستغلال والاستقطاب.

وتجد نظرة هذه المدرسة الثانية تبريرها في تعميق الظلم الاجتماعي وازدياد الاستغلال والاستقطاب الخطيرين خلال “عهد الإصلاح”. فنتيجة للإصلاح – بحسب هذه المدرسة- عانت طبقتا العمال والفلاحين، اللتان بدعمهما جاء الحزب الشيوعي الصيني الى السلطة، من التهميش المتزايد سياسياً واقتصادياً. وظهر فساد خطير في صفوف كوادر الحزب، وانضم اتعس المستغلين الرأسماليين الى الدوائر العليا في السلطة.

  1. أما المدرسة الثالثة فتماثل في بعض الأوجه المدرسة الثانية. يعتقد المتمسكون بهذه المدرسة أيضاً ان الصين في مرحلة التراكم الأولي، وان هذه المرحلة تحمل عناصر من استغلال الرأسمالية البيروقراطية والكومبرادور. ومع ذلك، فقياساً الى الصين في ظل ماوتسي تونغ فإنها تنظر الى المرحلة الراهنة كفترة من التقدم التأريخي العظيم. هم يوافقون على ان في الرأسمالية كثيراً من الأخطاء، إلا انها وفرت المرحلة الاكثر تقدماً في تاريخ الانسانية.

وتذهب هذه المدرسة بعيدا لتعبر أيضاً عن امتعاض شديد لأن الصين قد شجعت الاصلاح الاقتصادي فقط وأهملت الاصلاح السياسي.

  1. المدرسة الرابعة ترى انه ينبغي ان يفهم ان “عصر الإصلاح” باعتباره يمثل طورا مبكرا للانتقال من “الاشتراكية التقليدية” التي بدأها ستالين وماو الى “الاشتراكية الديمقراطية”. ونقطة البدء فيها نظرياً هي انه رغم ان الاشكال الاشتراكية الستالينية والماوية تختلف عما افترضه مؤسسا الماركسية، لاسيما في ما يتعلق بالنقص في الديمقراطية والروح الإنسانية إلا انها تظل مع ذلك اشتراكية في طبيعتها. ويتأثر مفكرو هذه المدرسة عموماً بنظريين من أمثال المجري لوكاش والايطالي غرامشي، وبنوع التفكير الذي ساد في مؤتمر الحزب الشيوعي السوفييتي الذي انعقد في عام 1978. ويرى هؤلاء ان نموذج الاشتراكية المثالي هذا، هو التنوع الديمقراطي الحزبي الموجود في أوربا الشمالية. لهذا، فهم إذ يدعمون الاصلاحات الاقتصادية الصينية كخطوة مهمة أولى، يحاججون بأن الخطوة الثانية هي العمل من أجل نظام سياسي تنافسي، نظام ربما يتألف حصراً من أحزاب تكرس نفسها للاشتراكية وتنشئ حكما جيدا، وبناء اقتصاد مختلط، أي “اقتصاد سوق اشتراكية” يماثل الى حد ما، ما لدى الصين الآن، مشفوعاً بتطبيق نظام اكثر تقدمية ويقام بصورة واسعة على الرفاه الاجتماعي.
  2. وهناك مدرسة خامسة، ترى ان الصين تمر في واقع الحال اليوم، بفترة انتقال من انتصار الثورة الديمقراطية الى الاشتراكية. والأساس النظري الذي يستند اليه مفكرو هذه المدرسة هو اساس معقد، لكن يمكن التقاطه هنا. فكما معروف افترض ماركس وأنجلز في الأصل، ان الثورات البرولتيارية ربما تحقق الانتصار، في آن واحد، في اقطار أوربية عدة، حيث يكون التقدم الرأسمالي قد بلغ شأنا بعيداً. وبعد ان تأخذ البروليتاريا السلطة في هذه البلدان ستحدث، ولاشك، فترات انتقال عديدة بما فيها التحرك من الملكية الخاصة الى الملكية العامة، وانحلال او انقراض الطبقة المستغِلة، ومحو الفوارق بين الطبقات، وانحلال او انتهاء التبادل.. الخ، لا ينبغي ان تتحقق كل هذه التغيرات لكي يقول المرء ان الاشتراكية قد تحققت.

وترى هذه النظرية ان فترة الانتقال منذ انتصار الثورة الديمقراطية الى الاشتراكية، تستوجب ان تتعايش، خلالها، أشكال مختلفة للملكية، ولهذا فان نظام اقتصاد السوق لا يسمح به فقط، وإنما يصبح ضروريا وفقا لمتطلبات هذه المرحلة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش:

(1) لمزيد من التفاصيل قارن: جوزيف كريكوري ماهوني وزيولينغ لي، “أفق ماركسي للاصلاحات الصينية” - حديث مع جيزينونغ يي. في:الصــين: الاشتراكية، “الرأسمالية، السوق. ما هي الآن؟ والى أين تتجه؟”، (مجموعة مقالات)، ترجمة عزيز سباهي (بغداد: منشورات الثقافة الجديدة، 2013)، ص 19.

(2) لمزيد من التفاصيل قارن: جوزيف كريكوري ماهوني وزيولينغ لي، “أفق ماركسي للأصلاحات الصينية” - حديث مع جيزينونغ يي....، (مجموعة مقالات)، ترجمة عزيز سباهي (بغداد: منشورات الثقافة الجديدة، 2013)، مصدر سابق، ص 19-21.

 ************************************************

مجتمع الاستهلاك *

فواز طرابلسي

عندما صدرت «بدايات» العام ٢٠١٢ أعلنت من خلال شعارها «بدايات لكل فصول التغيير» أن أبرز أهدافها هو متابعة الحركات الشعبية في لبنان والعالم العربي. كان الهمّ، ولا يزال، التزود بوسائل منهجية ونظرية لفهم أسباب ومسارات تلك الحركات قدر ما كان، ولا يزال الهمّ، هو التعلم واستخلاص الدروس من الممارسة العملية. أصدرنا أعدادا عن انتفاضات العام ٢٠١١ كما عن الموجة الثانية من الانتفاضات العام ٢٠١٩. وتابعنا عن قرب انتفاضةَ ١٧ تشرين في لبنان التي وضعت الاقتصاد في صلب هموم اللبنانيات واللبنانيين من خلال الأزمة المالية وأثارت أسئلة تأجل الخوض فيها طويلاً حول طبيعة النظام الاقتصادي- الاجتماعي الرأسمالي الذي تأسس بعد الحرب الأهلية وحول تركيب الطبقة الحاكمة وأنماط هيمنتها الفكرية والثقافية.

مساهمة منا في سدّ بعض هذه الثغرات، أصدرنا ملفا  خاصا عن النيوليبرالية- النظام الاقتصادي المتعولم الذي نعيش في منوعات من تطبيقاته منذ الثمانينيات من القرن الماضي. وهو نظام ليس يقتصر على الاقتصاد، وإنما يشمل تحولا جذريا في النظرة إلى الحياة وفي الفكر والسياسة والثقافة... ولما كانت النيوليبرالية المهيمنة قد ابتكرت لغة عالمية قائمة بذاتها للحياة العامة ونحتت مصطلحات جديدة، وأعادت تعريف وتحوير مصطلحات قديمة، قررنا أن تشمل متابعاتنا للنيوليبرالية البحث في دلالات تلك المفردات وتحولاتها وأثرها على الوعي والسلوك. أنشأنا «القاموس النقدي لمصطلحات النيوليبرالية» وافتتحناه بنبذات عن الفقر والشباب والمجتمع المدني.

وقد شجّعنا الاستقبالُ الإيجابي لملف النيوليبرالية على المضي في سبر مواضيع تتعلق بالنيوليبرالية. نقدم في هذا العدد ملفا عن مجتمع الاستهلاك، وهو مكوّن أساسي من مكونات النيوليبرالية. وما يقال عن النيوليبرالية يقال عن مجتمع الاستهلاك: إننا نعيش في تطبيقات هذا النوع من المجتمعات مع أن حضوره يكاد لا يلاحظ في الوعي والبحث والنقد. والاستهلاك- بمعنى الاستهلاك الشعبي الذي ندرسه في هذا العدد- منظومة من الأفعال الغريزية والعادات الأليفة أكثر منها أفعالاً واعية، وهذا سر قوته على كل حال. تجده يمارس تأثيره عن طرق الكلام والصورة من خلال الإعلان والإعلام ووسائل الاتصال الاجتماعية، أكثر من أي شيء آخر.

في لبنان شكّل نمو القطاع الاستهلاكي الشعبي الوجهَ الأبرز لاقتصاديات ما بعد الحرب الأهلية زمن تحولها من الليبرالية إلى النيوليبرالية (مع زائدة بيروقراطية توزيعية)، الذي كان له دوره في استيعاب تدفقات أموال الاغتراب والعاملين في الخارج وتحويلها إلى الشبكة المالية-الاستيرادية.

ولم يقتصر الأمر على مجرد نمو. بذل القطاع المالي جهودا حثيثة لتنمية الحاجات الاستهلاكية من خلال تعميم بطاقة الائتمان والقروض الشخصية. كان الشعار «اشتر الآن وادفع لاحقا»: سيارة خصوصية واحدة على الأقل (والموت للنقل العام!)؛ تملّك شقة بالدين المدعوم من خزينة الدولة (بعد «تحرير» الإيجارات وتأكيد مبدأ الملكية الفردية المقدسة في الدستور)؛ توافر القروض لإجازات شتوية أو صيفية في تركيا مثلاً أو للجراحة التجميلية (لتنمية «رأس المال الجمالي» ولنا إليه عودة)؛ حتى لا ننسى استخدام العمالة المنزلية الوافدة، وفق نظام العبودية الجديد المستورد من دول الخليج، والقيمة التفاضلية المعطاة فيه لكلفة العاملة.

يبقى أن أبرز عناصر مجتمع الاستهلاك هو الإنفاق التبذيري قصد التمايز الاجتماعي. يبدأ بالتفاخر بأرقام السيارات والهواتف النقالة وتسوق السلع المستوردة الموسومة بالعلامات التجارية الشهيرة ولا ينتهي بالأعراس الباذخة. وتشكل هذه الامتيازات الاجتماعية الصغرى لدى قطاعات واسعة من ذوي الدخل المحدود والطبقات المتوسطة الوجه الآخر لتركز الثروة بيد القلة وللنمو الشاهق في الفوارق الطبقية والمناطقية. في الحالة اللبنانية، تضافرت عوامل نفسية ورمزية إضافية لإطلاق حالة الهوس الاستهلاكي لفترة ما بعد الحرب: التعويض النفسي للخارجين من ١٥ سنة حرب؛ صرف الأنظار عن تسوية طوائفية مختلة لم ترضِ أحدا؛ وتوفير فرص التشاوف واستعراض البذخ لدى حديثي النعمة، نتاج انتفاعات الحرب وعائدات العمل في الخارج، تحدو أفرادها الغريزة إياها في البناء الحجري المميز في القرية والتمايز الاستهلاكي في اللباس والمأكل والمشرب والمركوب وسواها.

باكرا التقط الاقتصادي المصري محمود عبد الفضيل ظاهرة التشاوف الاجتماعي في الاستهلاك وتمثُّل المواقع الطبقية المستعارة بواسطة الرمز والمظهر؛ أطلق عليها اسم «الصَرَع الطبقي» يحل محل «الصراع الطبقي»، وإن يكن أغفل أن «الصرع» لون من ألوان «الصراع» طالما أنه من ديناميات الانتقال، الفعلي أو الرمزي، من موقع طبقي إلى موقع طبقي آخر.

يتولى الفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي جان بودريار التقديم النظري لمجتمع الاستهلاك. وهو من روّاد الباحثين في هذا الحقل: يتناول الاستهلاك بما هو الحافز الرئيس للإنتاج، ويشتغل على الدلالة الاجتماعية للتسوّق، وعلى دراسة تقنيات إنتاج حاجات جديدة لدى المستهلكين. ننشر بعده مقالتين عن المدينة العربية: بيروت في تحولها من الليبرالية إلى النيوليبرالية خلال عهد «إعادة الإعمار» في نص للجامعي اللبناني رواد شاكر، ودمشق التي تستقبل الانفتاح النيوليبرالي للنظام البعثي بتحويل المدينة القديمة إلى ميدان استهلاكي في نص تأسيسي لعالمة الاجتماع الأميركية كريستا سالاماندرا. في دراستها الوافية، تحلل عالمة الاجتماع منى أباظة القاهرة في ظل النيوليبرالية ونشوء مجتمع الاستهلاك مع تركيز خاص على مراكز التسوق الضخمة– المولات. ومنى التي غادرتنا في تموز المنصرم ونحن نعدّ هذا الملف، رائدة في الأبحاث عن مجتمع الاستهلاك. وسوف ننشر المزيد من أعمالها في أعداد لاحقة. يلي دراسة مولات القاهرة بحث ميداني عن المولات في لبنان للجامعيتين منى خنيصر وسارة محيو. ونختم بنص عن رسملة القيم في مجتمع الاستهلاك، هو فصل من كتاب يصدر قريبا للأستاذ الجامعي والكاتب المغربي عبدالإله بلقزيز.

نواصل نشر مفردات من «القاموس النقدي لمصطلحات النيوليبرالية» بمادتين عن الثقافوية والعدالة الاجتماعية. وفي السياق ذاته، ننشر مادة للمفكرة الماركسية الأميركية نانسي فريزر تبحث في إشكالية الحق في المساواة والتوزيع الاجتماعي مقابل الحق في الاعتراف بالاختلاف. والأهمية المميزة لنص فريزر هي محاولتها تقديم تسوية بين هذين الحقّين بديلاً من الاستقطاب وتكريس التضاد بينهما. هذا بالإضافة إلى مساهمات في أقسام المجلة عن الذاكرة وفلسطين والموسيقى والشعر وغيرها.

وسنتناول في العدد المقبل المزيد من مكوّنات مجتمع الاستهلاك: الدعاية والإعلان، السكن المسوّر، ثقافة السيارة الخاصة، الأزياء، بما فيها الاستيعاب الاستهلاكي للزيّ الإسلامي («الإسلام شيك»)، والجراحة التجميلية وغيرها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* افتتاحية العدد 32 – السنة 2021 من مجلة (بدايات) الفصلية

*******************************

الصفحة الحادية عشر

اتحاد الادباء .. ثمار الكتب

يواصل اتحاد الادباء والكتاب في العراق، اصدار العديد من الكتب الأدبية.. واحدث ما صدر عنه:

أغاني اورفيوس/ شعر: رياض المعموري، فندق شط العرب/ رواية علي الامارة، وساوس الظهيرة/ شعر: امير ناصر. لغة الخاتم/ شعر: حمد محمود الدوخي، تقتل الضفاف الماء/ شعر: رلى براق، وجوه من الماء/ قصص: حيدر عاشور، مواسم لحمار الاسفار/ شعر: عادل مردان، مقدمة في العلم المكاني وفلسفة/ دراسات: د. عصام صباح إبراهيم، رماد بلون القمح/ شعر: حميد نعمة عبد، كان شيئاً من الماء/ شعر: زينل الصوفي، كورونا ربيع الكآبة/ صلاح حسن، أثر من ذيل حصان/ شعر: عبود الجابري.

*********

العيد الوطني وتبدلات الأنظمة.. كل حكومة تأتي تفاجئنا بعيد كما تشتهي!

د. نادية هناوي

يُقال إن رجلاً كانت مشكلته الخطأ في اختيار التحية التي تلائم الوقت المناسب لها، فتجده يُحيي بـ(صباح الخير) بينما شمس الظهيرة في كبد السماء أو يُحيي بـ(مساء الخير) بينما شمس الصباح ما زالت في أولها. وكثيراً ما كان يبادر ذاك الذي يتلقى التحية مصححاً للرجل تحيته بدل أن يقوم بردها. وصار تكرار هذا الأمر مؤرقاً له حتى احتار كيف يوقت تحيته توقيتاً لا تصحيح معه. وزاده الأمر إيلاماً أنّ الخطأ في توقيت التحية يجعله في موضع التندر حيناً والإشفاق حينا آخر، ونادراً ما كان يمر خطأ توقيت التحية من دون تندر ولا إشفاق.

وبمرور السنين صار الأمر معتاداً بالنسبة الى الرجل الذي ما عاد يثيره أي تندر أو إشفاق ولم تعد تظهر على محياه أية علامة امتعاض سواء صُححت له التحية أو لم تصحح. وذات يوم نصحه أحدهم وبطيب خاطر أن يجعل تحيته (السلام عليكم) فهي تحية الإسلام أولا وهي تصلح لكل الأوقات ثانيا وبلا حاجة إلى مضاعفة أو إبدال. ومن وقتها والرجل يحيي الآخرين بهذه التحية فلا يردون عليه إلا بأحسن منها أو مثلها. وولى ذاك الزمان الذي كان فيه التندر والإشفاق توأمين يظهران في عيون من يبادر إلى تحيتهم.

أسوق هذه الحكاية للتمثيل على حالنا نحن العراقيين مع أزمة توقيت (العيد الوطني) التي صارت تتبدل مع تبدل الأنظمة والحكومات. فكل حكومة تأتي تفاجئنا بأنها اختارت لنا يوما تمنحنا بموجبه ( عيداً) كما تشتهي وتعززه بعطلة رسمية لإشعارنا بأهميته، حتى بدد أمر التبديل في المواقيت وكثرة التلون في الاختيار إحساسنا بأن لنا بالفعل عيداً وطنياً. 

وهذا الإشكال في اختيار العيد الوطني يجعلنا نتساءل لماذا تتخالف مواعيده مع اختلاف الحكومات، وهو أمر لا يحصل في أمم تحترم مناسباتها الوطنية، واحترامها ينبع من الاحترام الجماعي لها من لدن شعوبها.

بالنسبة إلى حالتنا العراقية، فإن اليوم الذي لا اختلاف حوله شعبياً ولا تنازل عنه مبدئياً ولا تبديل فيه تاريخياً هو يوم انطلاق شرارة ثورة العشرين في 30 حزيران 1920 لتكون هي الثورة الكبرى والعارمة التي فيها توحّد العراقيون من أقصى بلادهم إلى أقصاها على كلمة سواء، مطالبين بانتهاء عهود الظلم والاضطهاد، مشعلين من شرارة التنوير سراجاً منيراً متقداً، ظل العراقيون يقبسون منه ثوراتهم وانتفاضاتهم وتظاهراتهم اللاحقة على مدى مئة عام، وكان آخرها تظاهرات تشرين 2019 التي فيها استعاد الشباب المنتفض شعارات الأجداد والجدات مستمدين منهم أوار المقاومة من أجل استرداد الحقوق.

وما زلنا إلى يومنا هذا ونحن نتباهى بالثورة العراقية الكبرى التي انتصرت على الإمبراطورية التي لا تغيب عن أراضيها الشمس وكبدتها خسائر فادحة، جعلتها تعيد من جديد حساباتها إزاء شعب عنوانه البطولة ومضمونه تاريخ سومر وأكد وبابل حتى أن ما توارثناه في مخيلة عقلنا الجمعي صار بمثابة وهج يستنهض في دواخلنا محبة وطننا كلما ضاقت بنا السبل وتلبدت سماؤنا وتضعضعت صفوفنا بفعل فاعل أجنبي أو بفعل أذناب الأجنبي وخدّامه الأذلاء. 

وما دمنا لا نختلف نحن العراقيين على ثورة العشرين، فلماذا لا تكون هي عيدنا الوطني الذي فيه نستذكر بطولات غلبت خططاً إستراتيجية ونستلهم صولات واجهت أسلحة لم تكن لتُعرف آنذاك موادها ومكوناتها وهو ما أذهل المحتل الاجنبي.

وما من عيد هو عيد بمعنى الكلمة، ولا وطنية تنسب إلى عيد أو تضاف إليه سوى ذاك اليوم الذي صنعه العراقيون جميعا بأيديهم صناعة سومرية بالطين الحري وفي حوزتهم إيمانهم بالله وثقتهم بتاريخهم وقوة ما لديهم من عزيمة وآباء، فاجتمع المسلم والمسيحي والعربي والكردي وتعاضد المولد مع التعزية والعمامة مع السدارة واليشماغ واشترك ابن المدينة مع ابن الريف وابن البادية وتنافست الأمهات والأخوات والبنات على نظم الأشعار وابتكار الهوسات من أقصى كردستان وتلعفر وشارع الحيدرخانة الى عانة وخان ضاري والسماوة والجبايش والنجف والحلة والكفل والكوفة والرارنجية.

ومن منا نحن العراقيين لا يحفظ عشرات القصص والحكايات التي فيها لكل مدينة وناحية وقضاء وقبيلة نصيب، به تفتخر تباهياً وزهواً فضلا عما نحفظه من اهزوجات قيلت في هذه الثورة مثل( الطوب أحسن لو مكواري /مشكول الذمة على الفالة /حل فرض الخامس كوموله / بس لا يتعلك بامريكا/ هز لندن ضاري وبجاها / تندار الدنيه وهذا آنه) وكان للمرأة العراقية مواقف مشرفة فمنهن من قاتلت واستشهدت ومنهن من حرضت على الفداء وساهمت في صنع النصر ومنهن من أنشدت الأهازيج وألهبت العزائم وشدت الأزر.

فليس غير يوم 30 حزيران يوماً نصفه بأنه عيد وطني.. وهل صنع العراقيون يوما مثل هذا اليوم الذي كشفوا فيه عما هو مكتنز في أعماقهم من تاريخ البطولة وذاكرة عريقة بالقيم العالية.. وكيف يمكن للحكام وحكوماتهم ـ أيا كانت مدنية أم عسكرية أم ما بين الاثنين عرفية وغير عرفية ـ أن تختار للعراقيين عيداً بديلا، وكل واحدة منها تلعن أختها التي قبلها ناكثة باليوم الذي اختارته عيدا بمزاجها ومشيئتها؟ والى متى يصادر الحكام خيارات شعوبهم وينوبون عنهم في اتخاذ قرارات بلا استبيان جماهيري أو استفتاء شعبي؟ .

بالطبع ليس أمام شعب لا تكترث حكوماته بخياراته ولا تعبأ برأيه سوى أن يتقبل الأمر باللااكتراث نفسه. وها نحن نرى الأيام التي اختيرت تأتي وتذهب كأي يوم إجازة يرتاح فيه المرء من عناء العمل وزحمة الطرق ليس إلا.

فاختير يوم 3 تشرين الأول فجأة ليكون عيداً كسابقاته من الأيام التي اختيرت قبله اعني يوم 23 آب يوم تتويج الملك فيصل الأول على العراق ويوم 14 تموز الذي هو اقرب للانقلاب منه للثورة ويوم 17 تموز الذي كان خلاصة مجموعة تدابير سابقة فيها من التواطؤ ما ليس للشعب دخل فيه.

والحجة في اختيار يوم 3 تشرين الأول هي دخول العراق عصبة الأمم مع أن الكل يعلم أنه دخول مشروط بدخول معاهدة عام 1930 المذلة مع بريطانيا حيز التنفيذ، وهي المعاهدة التي رفضتها القوى الوطنية العراقية وكافحت من أجل اسقاطها ليكون الاستقلال منزوع المحتوى أصلا بهذه المعاهدة التي فُرضت بمناورات المحتلين واذنابهم عبر تقريب المعارضة الوطنية واسناد الحكومة الى بعض فئاتها، ولكن تلك المناورات لم تنطل على أحرار العراق فقد اسقطوا بكفاحهم خمس حكومات متتالية ما بين الانتهاء من الاتفاق على المعاهدة وبين دخول العراق الى عصبة الامم والذي بموجبه سرت تلك المعاهدة المذلة.

ولا خلاف إذا قلنا إن الذي يجعل أي يوم من الأيام عيداً هو ما يؤججه في النفوس من مشاعر خاصة، يعبر عنها بطقوس لا تمارس في أي يوم غيره. وهكذا كانت أعياد السومريين والبابليين والأشوريين أعيادا صنعها الشعب نفسه وحدد شكل الاحتفال بها وابتكر الطقوس المرافقة لها كعيد انانا الذي فيه يحتفل البابليون بالحصاد والخصوبة وتقام فيه احتفاليات مقدسة وكذلك عيد اكيتو الذي يحتفل فيه بالقمر والشمس والربيع ويستمر لمدة اثني عشر يوما.

ومن حسن الحظ أن الأعياد التي تختارها الشعوب هي التي تبقى على مر الدهور والحقب، أما الأعياد التي يختارها الأقوياء السلطويون ـ حكاما كانوا أم برلمانيين ـ مصيرها الذوبان والتلاشي. وكم احتفى النظام الصدامي بعيد 17 تموز وكم كانت تسخر له الإمكانات وتهيئ له كل المقومات وتمارس فيه مختلف البدع والفذلكات ومع ذاك ذهب بمجرد ذهاب ذاك النظام، والسبب أن الأعياد الوطنية لا تُقسر قسرا كما لا ينفع في ترسيخها الترغيب والترهيب.

وإلا كيف نفسر استمرار أعياد وطنية في بلدان تبدلت أنظمتها مراراً ولم يتبدل يومها الوطني خذ مثلا اليوم الوطني الفرنسي في 14 يوليو وفيه حدثت واقعة شهدت على وحدة الشعب الفرنسي، ومثله اليوم الوطني للولايات المتحدة الأمريكية في الرابع من يوليو، والعيد الوطني الروسي في الرابع من نوفمبر الذي هو ذكرى دحر الشعب الروسي للبولنديين عام 1612.

ولو بحثنا عن أسباب تمرير يوم الثالث من تشرين الأول عيداً وطنياً لوجدناها تتمثل في وجوب تقديم فروض الشكر والعرفان من قبل الشعب العراقي لعصبة الأمم كونها أقرت للعراق بالانضمام إليها وأنهت عهد الانتداب علما أن هذه الهيأة انتهى دورها على أثر عجزها عن حل المشاكل الدولية وفشلها في أن تمنع قيام الحرب العالمية الثانية التي أُزهقت فيها أرواح عشرات الملايين من البشر على طول الكرة الأرضية وعرضها. وحلت محلها الأمم المتحدة التي لم تستطع مثل سابقتها والى اليوم تحقيق السلام العالمي، ولا إقرار الحقوق المشروعة للشعوب وأبرزها حقوق شعبنا الفلسطيني المغدور.

ونتساءل لماذا لم تُبدل الأمم الغاشمة ــــــ التي صنعت عصبة الامم ـــــ تواريخ أعيادها الوطنية حين دخلت تلك العصبة/ الوكر؟ ولماذا يتوجب علينا أن نقدم فروض الامتنان لمن استعمرنا ولا ننظر إلى أنفسنا بوصفنا أسياد بلادنا، مقدمين شكرنا وإجلالنا لأولئك الأجداد الذين ثاروا ثورة رجل واحد معبرين عن لحمتنا الوطنية الواحدة.؟ وكيف نقبل تقديم فروض العرفان لمنظمات معروف من يرعاها ويهيمن عليها وننسى من قاوم المحتل ولم يرد من وراء ذلك تاجاً ولا صولجاناً إنما أراد عراقاً حراً لا احتلال فيه ولا انتداب؟

*********

في زنزانة الشاعر مزهر الكعبي.. زنزانة خرساء/ في جوف الظلام/ قضبانها تنام في يدي

جبار النجدي

إن القصيدة أملتها دوافع مجابهة شئ مستعص، بل أزمة تستدعيها قدرة الشعر، الذي بإمكانه أن   يصنع يقينا بتواصل الفعل الشعري، للتصدي لظروف لا يجرؤ أحد على توقعها، إن الذي يهمنا، إن نذهب بالنص إلى أقصى مدى له، تحليلا واستنطاقا، ومن القسوة في زنزانته نستشف،إن الموت تنازل ليصبح شعرا،   إذ إن الاستثناء يبدو محتملا، والشعر شكل من العدمية،في ظلام الزنزانة، النص واقعة لمصير شخص، ثم إن الكلمات لا تنعزل عن الأسى ابدا،كتب النص بإحساس تذكري،   له صلة بحادثة واقعية، لم تبليها السنوات على الرغم من طولها،،مازالت تتمتع بطابع مؤثر، ظلام يبتكر مرئياته عبر النص،  وصوره من بداهة الشعر، عبر ملمح إختلافي نادر الحدوث، ينبع من حلم الأعين المفتوحة، ويرسم يقينا لقدرة تواصل الفعل الشعري، الذي لا يجرؤ أحد على توقعه في حالة مثل هذه، يسود فيها المجهول و اللا مكتشف، الصمت في الزنزانة معناه قدرة قول الشئ الكثير، من وجهة تعارضية، القصيدة ورثت الشعر المغادر للحظته، ما نحاول قوله أن نقرأ النص خارج ميراث الثوابت الشعرية، ينعم النص بالأسئلة، ونحن نعرف إن السؤال عنصر متقدم والإجابة تتسم بالنهاية، الأسئلة تواصل الكلام، والأجوبة تجيب وتصمت، يقول النص في مستهله :

زنزانة خرساء*

في جوف الظلام

قضبانها تنام في يدي،

ولا انام

زنزانة في صمتها

يزدحم الكلام

كان الصدى ينز من جدرانها

هكذا يقودنا المعنى ونحن نؤوله بلا إنقطاع، وما نفهمه إن التأويل أساسا للدلالة وتوسعاتها، استنطاقاً للممكن واللامتجلي، عبر لغة شعرية واصفة، ومستلهمة لمستويات الاحتمال، والتجاور الضدي للكلمات، يواصل النص :

زنزانة تفجرت

أشلاؤها في جسدي

المس في ظلامها

سبعين الف صورة وصورة

جراحها تئن

صوت يقئ ظلمة

لا يصبح الشعر عرفا سائدا، رغم انه في النص يمثل إدراكا سكونيا لطبيعة الاشياء، والكلمات التي تظهر علاقتها بغيرها؛ بحكم الترادف والتكرار، ولاتعير إنتباها للعبارة الشعرية ذات القصد المباشر:

وطار قلبي

خلف اسراب الحمام

مغردا

زنزانة

قضبانها تنام في يدي

يبقى أن نقول إن النص، يستثمر الكامن الدلالي لواقعة حدثت بالفعل  ولن تمحوها الحقب.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* كتبت هذه القصيدة في سجن الأمن العامة سنة 1968

هذه العبارة مكتوبة في أعلى القصيدة ونحن طلاب ثانوية الكحلاء كنا من جانبنا ننتظر مدرس اللغة العربية الذي استغرق غيابه طويلا وتأخر كثيرا عن الالتحاق بوظيفته.

-************

أداء فني في «كهوة وكتاب»

بغداد – طريق الشعب

شهدت باحة “كهوة وكتاب” في حي الكرادة ببغداد مساء أمس السبت عرضا اتسم بالطرافة والابتكار. فقد أبدعت الفنانة زينا سالم بتجسيد موضوعة معاناة المرأة في ظل النظام البطرياركي (الابوي). وجاء العرض في سياق مشروع أداء فني مشترك، جرى تصويره وعرضه في وقت واحد مساء السبت من قبل تسعة فنانين في كل من بابل، كربلاء، كركوك، فيينا، هلسينغبورغ، اضافة الى بغداد. وشارك الفنانون كلّ بموضوعة معينة في “الأداء الفني” وهم: أريج المنصوري، ديلان عابدين، رحمن حاوي، زينا سالم، عقيل خريف، علي أصلان، كاظم خنجر، مازن المعموري، ومحمد عبد الوصي. ويقول النص الذي وزعته الفنانة زينا سالم على الجمهور في بداية عرضها أنه: “مخطيء من يعتقد أن للنساء في مجتمعاتنا صوتا غير صوت النحيب .. وحتى هذا يجب أن تكون له مناسبة مشرع لها بقانون ذكوري. منذ أول العمر (ربما قبل الولادة) يرسم للمرأة طريق لا يمكن الحياد عنه .. وإن تجرأت وامتلكت شجاعة القرار، ترتفع الأصوات بالضد منها تحت مسميات عدة: عيب .. حرام .. ميصير .. اسمعي الكلام .. مو طبعنه .. مو هيجي ربيناج .. مخالف للعقيدة .. مو عاداتنا .. مخالف للتقاليد .. هاي شبيج، تخبلتي !؟ ...الخ .. هناك، على الدوام، صوت ذكوري يملي على المرأة خطواتها .. يراقبها .. هو قيدها، وهو البديل المهيمن على صوتها”.

**************

ما الذي تستفيده الجثثُ المحنطةُ من الحروب؟

حميد حسن جعفر

(اولاً)

نقارُ الخشب، وكلبُ البحر هما يقينكِ في إن الفتى لا مبادرة بين يديه تمكنه من أن يكون سيدَ الموقفِ، وما الجسدُ -الذي حطه السيلُ- بين يديكِ وسط ذهول أُطلِقَ في إنتظار فتاةٍ ما، لا شروط للغابة في أن تكون طرفاً لحرائق، من الجائز ان يتجلى سببها في عقب سيجارةٍ، او طلقة خارقةٍ حارقةٍ لحارس أحمق الأُمُ التي كانت في سن الثالثة عشر حسب التوقيت الشرعي، بائع السمك الجوال المنشغل بالورق وما يصنع منه من رسائل وطياراتٍ، الفتى الذي أهمل مناهج المعهد الديني، والشيخ الذي ما إن يدخلَ النهرَ حتى يخرجَ منه كقاربٍ غريقٍ، الطرف الآخر من العصى التي ستلتهمها النيران هو أنا.

(ثانيا)

دعوة للاحتفال، ستون عاماً والعمالُ يحتفلون بعيدهم الذي يصادفُ أحد ايام ميلادكِ الذي تعددتْ، من غير أن يعلم الجميعُ لماذا؟ استعيني بخصومي، ومن أجل التغطية سأجعلُ ميلادكِ مع الثورةِ، مع تسفيرات البدون، مع حلول عيد الشجرة، كل هذا من أجل أن لا يُستهدفَ شخصي من قبل الباحثين عمن يحتفلُ بحلول روح الفراشةِ بجسدكِ، لتملأَ حركتكِ الفضاء، ولأظلَ انا ممسكاً بالسكون، أُحددُ احتفائي بقدراتك على الإنسحاب بهدوءٍ تامٍ، كما المناسبات الشبيهة بشيءٍ مضيءٍ وسط نهارٍ ساطعٍ، أنصارك ما كانوا يتداولون مقولتكِ — من إن - بنما - مشروبُ غازيٌ، وتروتسكي شاعرٌ مكسيكي حاصل على جائزة نوبل للثورات، تاريخُ ميلادكِ نقشٌ على رخام قبرٍ سرقه اللصوصُ من بين يديّ، ليحتفوا به على هواهم.

(ثالثاً)

ضعي ساقاًعلى ساقٍ،و احتسي ما يملأُ كأسكِ من لبنٍ خاثرٍ أو من خمرةٍ، ربما من شرابٍ قرفةٍ دافيءٍ بسبب الزكام الخريفي، او بالشاي الأخضر المخلوط بالنعناع، لا شيء يستحقُ الكثير من الصحو او الإهتمام، الكحل السائلُ ضروريٌ، وحمرةُ الشفتينِ أمرٌ لا بد منه، أما القناع الذي سيقللُ من تأثيرات الأشعة فوق البنفسجية فهذا امر يجب أن لا تخذليه، (متهملينه)، كأن ضرتكِ من اخترعته، ما أُشيرُ اليه قد يعني لحظة تجلٍ، كنوعٍ من الكمال، ما أراده الله لحواءاتنا أن يمتلكن القدرة على امتحان اصحاب الجلالة الذين كثيراً ما يسعى كل منهم امتلاك فلكه.

(رابعاً)

لم أُصدقْ ما يقالُ على السنة الرواة، حول تاريخها الشخصي، من إنّ الذئبةَ بعضُ ما تخفي، لا الأزهار التي تتسلقُ بشغفٍ ساقيها، الأشياءُ/ اعني الأخبار التي تفسدُ عليَّ انتحاري، بعلاقتي بالبهاء، لم تكنْ مما يخطرُ ببالي، كان البعضُ يفكرُ بتوفير اسبابٍ للتهجير، وأنا أُ فكرُ بزوجةٍ تؤسسُ لي شعباً لا تنتظره خدمةً الزاميةً، ولا بورجوازيو الريف، ولا اساتيذ الإستثمار، ما من مبرر لعقد صفقاتٍ، لا أفهمُ في العملة الصعبة، ولا السوق السوداء، ولا البضائع المهربة، هي وجهي في المرآة، لم تبلغ الثامنة عشر، ولكي يكتشفَ شخصٌ ما ما أتهمُ به من تحرشٍ، أو اغتصابٍ أو إختطافِ الانثى القاصر، وإن كان رجلُ الدين يمنحني فرصةَ المفاخذةِ مثلاً، وإن لم أكن عذرياً، وإن كان لدي الشيء الذي لا يُذكرُ لما يلوثُ جسدي، كان تاريخها قابلاً للفضيحةِ.

(خامساً)

مراراً كأني لم أجدْ من أتذكرهُ بلهفةٍ سواكِ، أو أنساه كما نفسي، السيجارةُ التي أتنفسها كان غيابكِ عن الكرسي الذي سرقته انا من مقهى النسوةُ، لأنه متمسكٌ بذكرى جلوسكِ عليه حين كنتِ خائفةً من غيابي، وحين حضرتُ خفتُ أنا شخصياً من أن لا يعود خشبُ الكرسي كما كان

بعد أن أورقَ، وإزدان بطولكِ الذي تجاوز ال١٧٠ سم وو وزنكِ الذي لم يتجاوز ال ١٦٥ كغ، ورائحة جسدكِ التي فاحتْ، فإذا بها عشبٌ، وفراشاتْ وشخص دائخْ لم يعرفْ لم يعرف كيف يستقبلكِ بحبور.

*********

الصفحة الثانية عشر

إصدار

العدد صفر من “الشبيبة البصرية”

عن فرع اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي في محافظة البصرة، صدر العدد صفر – تشرين الثاني 2021 من جريدة “الشبيبة البصرية”.

ضم العدد الذي جاء في 4 صفحات ملونة، أخبارا وتقارير حول نشاطات اتحاد الشبيبة الديمقراطي، بالإضافة إلى كتابات عن انتفاضة تشرين ونصوص أدبية.

***************

بعد عامين من الغياب.. “أنا عراقي.. أنا أقرأ” يعود إلى بغداد بـ 30 ألف كتاب

بغداد – طريق الشعب

احتضنت حدائق أبو نؤاس في بغداد، عصر السبت 27  تشرين الثاني الفائت، فعاليات الموسم الثاني من مهرجان “أنا عراقي.. أنا أقرأ”، وسط حضور كبير من مثقفين وإعلاميين وناشطين ومواطنين آخرين وعائلات بغدادية.

ويهدف المهرجان إلى إشاعة ثقافة القراءة والمطالعة بين الناس، وقد توقف في العامين الماضيين ارتباطا بانتفاضة تشرين الباسلة ثم بالتداعيات الصحية لجائحة كورونا.

واستطاع المهرجان في موسمه هذا مضاعفة أعداد الكتب التي يوزعها مجانا على الزائرين، حيث وزع الفريق الشبابي التطوعي القائم على تنظيمه أكثر من 30 ألفا من الكتب المنوعة، التي كان قد جمعها طوال الفترة الماضية من المتبرعين، وهم اما من دور النشر او من المؤسسات الثقافية وأصحاب المكتبات او من الافراد.

وبالإضافة إلى موائد الكتب التي غطت مساحة واسعة من الحديقة، بجوار نصب شهريار وشهرزاد المطل على دجلة، كانت هناك فعاليات فنية موسيقية وتشكيلية، ومسابقات فكرية، كذلك ركن مخصص لاستذكار الشاعر الراحل إبراهيم الخياط، وآخر للرسم الحر والفقرات الموسيقية العفوية، وزاوية خاصة بفعاليات الأطفال.

كما كانت هناك زاوية مخصصة لتوقيع بعض الكتاب إصداراتهم الجديدة.

افتتح المهرجان بكلمة “مؤسسة أنا عراقي.. أنا أقرأ” ألقاها الشاب عامر مؤيد وقال فيها: “ها نحن نعود مرة ثانية لنلم الشمل مع الكتاب. ثمانية مواسم ونحن نعانق دجلة قرب تمثال شهرزاد وشهريار لنؤكد ان مشروعنا مستمر. وهذه المرة بأعداد اكبر من الكتب”. ووجه الشكر إلى كل من ساهم في فعاليات هذا الموسم، من البنك المركزي ورابطة المصارف الخاصة ووزارة الثقافة والاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، ودور النشر وأصحاب المكتبات الذي تبرعوا بأعداد كبيرة من الكتب.

وأضاف مؤيد في الكلمة قوله: “بقدر ما نحن فرحون بإقامة موسمنا الثامن فإن في القلب غصة. ففي

الفترة الماضية فقدنا الامين العام لاتحاد الادباء والكتاب في العراق ابراهيم الخياط، الذي كان خير داعم لنا منذ انطلاق هذه الفكرة. وفي احتجاجات تشرين الخالدة استشهد صديقنا وأحد المشاركين المهمين في المهرجان صفاء السراي، وبعده فقدنا شريكينا في محافظة ميسان امجد الدهامات وعبد القدوس قاسم”.

وفي حديث صحفي، قال الشاعر أحمد عبد الحسين، وهو أحد أعضاء الفريق التطوعي القائم على المهرجان، أن “الهدف الجوهري وراء إقامة مثل هذه الفعاليات، هو تجسير العلاقة بين الكتاب والجمهور في ظل تراجع أعداد القراء في العالم وليس في العراق فحسب”.

***************

عمر السراي ضيفا على جامعة واسط

الكوت – طريق الشعب

ضيّفت كلية التربية للعلوم الإنسانية في جامعة واسط بالتعاون مع اتحاد الأدباء والكتاب في المحافظة، أخيرا، الشاعر عمر السراي، الذي تحدث عن تجربته الشعرية وقرأ مختارات من قصائده.

حضر الجلسة جمهور من الأدباء والمثقفين والطلبة، إلى جانب وفد من اللجنة الثقافية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط.

ورحب الحاضرون بحرارة بالشاعر السراي، واستمعوا باهتمام إلى حديثه حول تجربته الشعرية ومنجزه الإبداعي. كما صفقوا له كثيرا وهو يلقي باقة من أشعاره.  وفي الختام، قدم وفد شيوعيي واسط باقة ورد إلى الشاعر عمر السراي، تقديرا لنشاطه الثقافي وقصائده التي تجسد الحس الوطني.

***************

في منتدى بيتنا الثقافي.. رفع لوحة كامل شياع

بغداد – طريق الشعب

تشهد قاعة منتدى بيتنا الثقافي عصر الخميس المقبل احتفالا برفع الستار عن لوحة (بورتريه) للفقيد الشهيد كامل شياع، انجزها الفنان زياد جسام.

يبدأ الاحتفال في الساعة الثالثة بعد الظهر في القاعة الكائنة في ساحة الاندلس ببغداد. والدعوة عامة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إذا كنت تشعر بالبرد فخذ!

كربلاء – سلام القريني

أطلق فرع اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي في كربلاء، يوم الأحد 28 تشرين الثاني الفائت، مبادرة إنسانية تكافلية لتوفير ملابس الشتاء للمواطنين المحتاجين.

واتخذ أصحاب المبادرة من تقاطعي “حي الحر” و”حي الغدير” المزدحمين بالمارة طيلة ساعات النهار، مكانين لتنفيذ مبادرتهم. فقد علقوا أكياسا وحقائب تحتوي على ملابس شتائية، ووضعوا إلى جانبها لافتة مكتوبا عليها “إذا كنت تشعر بالبرد فخذ”.

وتقاطر الكثيرون من الناس، فقراء ومحتاجين، على الملابس، معربين في الاثناء عن شكرهم إلى فرع الاتحاد على مبادرته هذه. إذ قال أحدهم: “شكرا لكم يا شباب.. أتمنى لكم السعادة دوما مثلما أسعدتم قلوبنا في ظل الظروف الصعبة”.

ولم يتناس بعض المواطنين، الحديث لأصحاب المبادرة عن معاناتهم المعيشية اليومية. فقد أبدى شاب من العمال اليوميين، استياءه من الغلاء المعيشي وغياب فرص العمل. وقال: “اليوم لم أستطع الحصول على عمل رغم محاولتي. ولا أدري ماذا ستأكل عائلتي!”.

ووفقا لما صرح به فرع الاتحاد لـ “طريق الشعب”، فإنه مقبل على مبادرات كهذه، وأكبر وأوسع، خلال الأيام المقبلة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شيوعيو الكاظمية يساعدون التلاميذ

بغداد – عدنان جاسم

تواصل منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الكاظمية مساعدة التلاميذ والطلبة المتعففين، من خلال تزويدهم بالمستلزمات الدراسية.

ووزعت المنظمة أخيرا، قرطاسية على التلاميذ الأيتام والمتعففين في مدرستي “حاتم الطائي” و”خاتم الرسل” بمنطقة “شاطئ التاجي” في الكاظمية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شيوعيو الهندية يكسون التلاميذ الفقراء

الهندية – حسن مهدي

بادرت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الهندية بمحافظة كربلاء، إلى توزيع ملابس شتائية على تلاميذ المدارس من أبناء العائلات الفقيرة.

وتجول فريق من المنظمة، يوم الأربعاء الماضي، بين عدد من المدارس الابتدائية في بعض المناطق الفقيرة من القضاء. ووزع كسوة الشتاء على التلاميذ المستحقين، وذلك مساهمة في التخفيف من الأعباء المالية التي تقع على عاتق عائلاتهم في ظل الظروف المعيشية الصعبة.

**************

530 براءة اختراع خلال 2020

بغداد - وكالات

أعلن الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية التابع لوزارة التخطيط، عن منح أكثر من 530 براءة اختراع خلال عام 2020، في رقم تجاوز معدل العام 2019.

وقال رئيس الجهاز حسين علي، في تصريح صحفي، ان "أكثر من 733 باحثاً ومبتكراً تقدموا العام الماضي بطلبات لتسجيل براءات اختراع"، مبيناً، أن "هذه الطلبات يتم فحصها شكلياً ووثائقياً".

وأضاف قائلا انه "تمّ منح أكثر من 533 براءة اختراع خلال العام الماضي"، مشيراً إلى أن "ما تبقى من الطلبات تم رفضها لأنها لم تلبِّ متطلبات الحصول على براءة الاختراع".

وتابع علي قوله، أن "منح هذا العدد من براءات الاختراع خلال عام واحد، يعد انجازاً بكل المقاييس، ما يعني أن هناك أكثر من براءة اختراع كل يوم".

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أعماله تندد بالظلم والفساد

المسرحي أحمد نجم وبصمته في “تشرين”

أحمد نجم في مشهد تمثيلي

الكوت – علي جبار

الفنان والمخرج المسرحي أحمد نجم  شاب حاول إعادة الحياة إلى المشهد الفني في محافظة واسط، من خلال أعماله المسرحية التي دائما ما تندد بالظلم والفساد. وقد أفلح في مسعاه بعد أن غابت مظاهر الإبداع الجمالي سنوات طويلة عن هذه المحافظة، بسبب اهمال البعض هويتها الثقافية عبر تجاهل الفن ومحاربة مبدعيه. 

وكانت لأحمد شأن الكثيرين من مبدعي البلد، بصمة واضحة في انتفاضة تشرين، من خلال أعماله الفنية المعبرة عن مظلومية المنتفضين، الساعية إلى إيصالها للجميع. كما أنه شارك في العديد من المهرجانات والفعاليات، ونال جوائز عديدة هو وفرقته “ Drem x” التي أثبتت ان واسط مدينة الفن والابداع.. مدينة الشعر والموسيقى والمسرح، وأن هناك جيلا فنيا يستحق التقدير، يعشق الحياة والفرح ويزرع البسمة على شفاه أبناء شعبه الجريح.

عزيمة أحمد وإصراره جعلاه يرى المستقبل من منظور الحب والتفاؤل، ليقدم أفضل ما يستطيع تقديمه للحركة الفنية عامة، وللمسرح بخاصة. فهو يحلم في اكتشاف الطاقات الشبابية والفنية، وزرع الثقة والأمل في نفوسها.

لكن للأسف، لا يزال هذا الفنان يعاني في دولة لا تكترث للفن والإبداع، ولا تدعم الفنانين أو تكرّمهم أو تشجعهم، ولا تمنحهم حتى حقوقهم كمواطنين، مثلما هو حال أبناء شعبهم المحرومين من حقوقهم.

وهو يعيش ظروفا صعبة بالرغم مما قدمه ويقدمه من أعمال مسرحية مهمة ترفع اسم واسط عاليا، فضلا عن الورش الفنية التي ينظمها.