كشفت شبكة "آي آي آر" الإستونية، اليوم الثلاثاء، أن القوة الإستونية المتمركزة في العراق منذ سنوات أنهت مهمتها العسكرية.
ووفقاً للشبكة، فإن إستونيا ستبقي على حضور رمزي ضمن مهمة حلف الناتو العراقي.
وقال قائد عملية "العزم الصلب"، الجنرال الأمريكي كيفن لامبرت، بحسب التقرير، إن "المشاركة الإستونية واحدة من أنجح فرق العمل المشتركة، والتي حققت أهدافها في الحفاظ على سيادة العراق وهزيمة داعش عسكرياً لدرجة أنها لم تعد تشكل تهديداً مباشراً للحكومة العراقية".
وأشار التقرير، إلى أن "مهمة القوة الإستونية التي شاركت في العزم الصلب، هي الأكبر بالنسبة للجيش الإستوني حيث بلغ عدد المشاركين نحو 110 عسكريين منذ نيسان 2023".
وأضاف لامبرت، أن "مساهمة إستونيا كانت مفيدة حقاً، ليس فقط لكي تكون قادرة على العمل مع الحلفاء والشركاء، ولكن ليكونوا قادرين على العمل مع إستونيا"، مضيفاً أن "أي نسخة في المستقبل تتعلق بالأمن في أوروبا الشرقية أو أوروبا عموماً من العمليات الكبيرة ستجري وفق نهج التحالف، ولهذا فانه من المفيد أن هذه المهمة تحققت".
وبحسب الجنرال الأمريكي، فإن إستونيا كانت حاضرة في هذه المهمة العراقية منذ البداية، مشيراً إلى أنها بدأت في العام 2016 بإرسال مستشارين وأفراد حماية قوات الأمن، بينما تناوب نحو 500 جندي إستوني خلال واحدة من أنجح فرق العمل المشتركة التي شهدها العالم.
ولفت إلى أن مساهمة إستونيا جاءت في وقت كانت فيه الحالة الأمنية في المنطقة تتدهور، موضحاً أن الشعب الإستوني لديه ذاكرة قصيرة عن البيئة الأمنية التي لا تلائم حرياته، وهم على استعداد للتضحية على مستوى العالم.
واعتبر أن مهمة "العزم الصلب" نجحت في منع توسع انشطة "داعش"، ليس في خارج العراق وسوريا فقط، وإنما في أفريقيا وبعض الدول بما يهدد أوروبا.
كما تحدث التقرير، بالقول إنه في ظل تقليص عملية "العزم الصلب"، فان مسؤولية الأمن والضغط على خلايا "داعش" المتبقية، يتم تسليمها تدريجياً إلى القوات العراقية، ما يسمح لأفراد القوة الإستونية بالعودة إلى وطنهم، بينما سيبقى بعض أفراد الدول الأعضاء الآخرين في التحالف في العراق بموجب اتفاقات ثنائية مع الحكومة العراقية.
ووفقاً للتقرير، فإن التوترات في الشرق الأوسط ما تزال قائمة، مضيفاً أن الحرب في قطاع غزة والأعمال العدائية بين إسرائيل وإيران والمخاوف بشأن سياسات الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع وعلاقاته السابقة بتنظيم القاعدة، من بين نقاط الاشتعال المستقبلية المحتملة.
وعاد التقرير الى لامبرت الذي قال أيضا إنه "ليس من الواضح بعدُ كيف يعتزم الشرع التعامل مع التهديد الذي يشكله داعش"، مشيراً إلى أن "داعش سيسعى بأقصى جهده من أجل محاولة زعزعة استقرار الحكومة السورية الجديدة".
إلى ذلك، ذكر التقرير، أن إستونيا كانت قد أعلنت في منتصف تموز عزمها إنهاء مشاركتها في عملية العزم الصلب حيث قال وزير الدفاع هانو بيفكور، وقتها إن الانسحاب يسمح لنا بالتركيز في العام المقبل على تطوير القدرات الدفاعية لاستونيا.
"ورغم إنهاء المساهمة الحالية في التحالف، إلا أن الأمن الدولي يؤثر بوضوح على أمن إستونيا أيضاً، وهذا هو السبب في أننا مستعدون دائما للنظر في دعم حلفائنا عند الحاجة"، وفقاً لحديث الوزير.
وختم التقرير، بالقول إنه من المقرر أن تواصل إستونيا المساهمة في بعثة التدريب التابعة لمنظمة حلف "الناتو" التي تتخذ من بغداد مقراً لها، حيث سيتمركز ضابط أركان واحد هناك.