اخر الاخبار

وكالات

اقترحت الولايات المتحدة على أوكرانيا ضمانات أمنية مشابهة لتلك التي يقدّمها حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ولكن من دون الانضمام إلى الحلف، وفق ما أفاد به مصدر دبلوماسي وكالة فرانس برس اليوم السبت، بعد مكالمة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيين.

وقال المصدر "كإحدى الضمانات الأمنية لأوكرانيا، اقترح الجانب الأميركي ضمانة تشبه المادة الخامسة من معاهدة حلف شمال الأطلسي"، مضيفاً "من المفترض أنه تمّ الاتفاق عليها مع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين" خلال قمته مع ترامب الجمعة في ألاسكا. وتقاطعت هذه المعلومات مع نشرته وكالة رويترز، التي نقلت عن مصدرين مطلعين قولهما إن ترامب والقادة الأوروبيين ناقشوا ضمانات أمنية محتملة لأوكرانيا خارج حلف شمال الأطلسي، ولكن على غرار "المادة الخامسة" للحلف خلال مكالمتهم اليوم.

وذكر أحد المصدرين، الذي طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الأمور، أن القادة الأوروبيين يسعون للحصول على توضيح بشأن نوع الدور الأميركي الذي قد ينطوي عليه ذلك، لكن لم تتوفر تفاصيل بعد. ويعتبر حلف شمال الأطلسي أي هجوم تتعرض له دولة عضو هجوماً على الجميع بموجب قاعدة "المادة الخامسة". ويبلغ عدد الدول الأعضاء في الحلف العسكري 32.

ونقل موقع أكسيوس الأميركي عن مصدر مطلع قوله إنّ مكالمة ترامب مع زيلينسكي والقادة الأوروبيين، دامت لأكثر من ساعة، فيما مكالمته مع زيلينسكي استمرت لمدة ساعة. وكان على الخط أيضاً وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ومبعوث الرئيس الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بحسب الموقع، وبعد ذلك، انضمّ قادة المملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وفنلندا وبولندا، والأمين العام لحلف الناتو مارك روته، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، لمدة نصف ساعة أخرى. وقال المصدر المطلع على المكالمة بين ترامب وزيلينسكي وقادة الناتو إنّ "المكالمة لم تكن سهلة".

ولم يتوصّل ترامب وبوتين بعد قمتهما التي دامت حوالي 3 ساعات إلى أي جديد بشأن وقف إطلاق النار في أوكرانيا، رغم إشارتهما إلى نقاط توافق بينهما وتبادل إشارات المودة. ورحّب المسؤولون الأوروبيون بالجهود الدبلوماسية للرئيس الأميركي، وكرّروا دعواتهم إلى عقد اجتماع ثلاثي بين ترامب وبوتين وزيلينسكي، وفقاً لما نقلته وكالة بلومبيرغ الأميركية عن أشخاص مطلعين على النقاش. وأكّدوا مجدداً أن اتخاذ القرارات بشأن أراضي أوكرانيا يعود لأوكرانيا، مشددين خلال المكالمة على أنّ كييف في حاجة إلى ضمانات أمنية قوية لضمان صمود أي اتفاق سلام، معربين عن التزامهم بمواصلة تقديم المساعدة العسكرية لأوكرانيا.

ويشعر بعض المسؤولين الأوروبيين بالقلق من أن ترامب سيضغط الآن على زيلينسكي لتقديم تنازلات إقليمية للتوصل إلى اتفاق، وفقاً لما نقلته "بلومبيرغ" عن أشخاص مطلعين على الأمر، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم.

 

ميدفيديف: بوتين حدد شروط روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا

وفي السياق، ذكر الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف، أن بوتين حدّد شروط روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا خلال قمة ألاسكا. وقال ميدفيديف إنّ القمة بين الرئيسين الأميركي والروسي دليل على إمكانية تزامن العمليات العسكرية والوسائل الدبلوماسية لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وكتب ميدفيديف على تطبيق تليغرام اليوم السبت، مستخدماً الصياغة الرسمية لروسيا للحرب التي تشنها على جارتها منذ عام 2022، "أظهر الاجتماع أن المفاوضات ممكنة بدون شروط مسبقة، وفي الوقت نفسه مع استمرار العملية العسكرية الخاصة".

وقال ميدفيديف، وهو نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، إنه فوق كل شيء، أوضح الجانبان خلال المحادثات في ألاسكا أن الأمر يقع في المقام الأول على عاتق أوكرانيا والأوروبيين لإنهاء القتال. وأضاف أنّ آلية كاملة للاتصالات على أعلى مستوى تمت إقامتها بهدوء وبدون إنذارات نهائية أو تهديدات، مشيداً بالقمة وواصفاً إياها بأنها ناجحة بالنسبة لروسيا.

وأشار إلى أنه نتيجة لذلك، لم تضع الولايات المتحدة المزيد من الضغوط على روسيا، على الأقل في الوقت الحالي. وأشار ميدفيديف إلى أن القمة حمّلت كييف وأوروبا بشكل مباشر مسؤولية التوصل إلى نتائج في المفاوضات لإنهاء الصراع في أوكرانيا.