اخر الاخبار

فرانس24/ أ ف ب

أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأربعاء إلى وجود احتمال كبير لعقد اجتماع قريب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك عقب وصفه للقاء موفده ستيف ويتكوف مع بوتين بأنه "مثمر للغاية".

وجاءت مناقشة فكرة القمة المحتملة بين ترامب وبوتين خلال مكالمة هاتفية شارك فيها الرئيس الأمريكي ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بحضور رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والمستشار الألماني فريدريش ميرتس والرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب والأمين العام لحلف الناتو مارك روته، وفق مصدر أوكراني مطلع تحدث لوكالة الأنباء الفرنسية.

وفي أعقاب إعلان البيت الأبيض انفتاح ترامب على لقاء بوتين لبحث ملف الغزو الروسي لأوكرانيا، قال ترامب للصحافيين "هناك فرصة جيدة لعقد اجتماع قريب جدا".

من ناحية أخرى، أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أنه لا تزال هناك العديد من العقبات التي يجب تجاوزها قبل تنظيم القمة بين ترامب وبوتين. وأضاف في تصريحات لشبكة فوكس بيزنس أن "اليوم كان جيدا، لكن أمامنا الكثير من العمل، وهناك عقبات كثيرة ينبغي التغلب عليها، ونأمل أن ننجح بذلك في الأيام والساعات القليلة المقبلة، وربما في الأسابيع المقبلة".

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز و"سي إن إن" عن مصادر أن ترامب أبلغ عددا من القادة الأوروبيين بنيته لقاء بوتين شخصيا بدءا من الأسبوع المقبل، مع احتمال عقد لقاء ثلاثي يضم زيلينسكي لاحقا.

وثمن ترامب اللقاء الذي عقده موفده ستيف ويتكوف مع الرئيس الروسي الأسبوع الجاري للبحث في جهود إنهاء الحرب بأوكرانيا واصفا إياه بأنه "مثمر للغاية". وكتب على منصته "تروث سوشال": "تم إحراز تقدم كبير"، مشيرا إلى أنه أطلع حلفاء أوروبيين على مجريات المحادثات.

وأكد الرئيس الأمريكي أن "الجميع متفق على ضرورة إنهاء هذه الحرب، وسنعمل لتحقيق هذا الهدف في الفترة المقبلة".

في السياق ذاته، كشف مسؤول أمريكي كبير أن فرض "عقوبات ثانوية" لا يزال واردا يوم الجمعة، وذلك بعد أن كان ترامب قد منح موسكو مهلة حتى نهاية الأسبوع لتحقيق تقدم في مفاوضات السلام وإلا مواجهة عقوبات جديدة.

يذكر أن روسيا وأوكرانيا عقدتا ثلاث جولات تفاوضية في إسطنبول دون التوصل لاتفاق نهائي لوقف إطلاق النار، مع استمرار التباعد بين موقفي الطرفين.

 

تصعيد روسي

ميدانيا، شهد شهر تموز/يوليو تصعيدا روسيا بهجمات مكثفة عبر المسيرات، بينما أحرزت موسكو تقدما ميدانيا في الأراضي الأوكرانية.

من جانبه، صرح مستشار الرئيس الروسي يوري أوشاكوف بأن "محادثات بناءة ومفيدة" جرت مع ويتكوف حول ملف أوكرانيا والعلاقات الروسية-الأمريكية، لافتا إلى أن موسكو وجهت خلال الاجتماع رسائل محددة بشأن الأزمة. وذكرت وكالة "تاس" أن الاجتماع استمر لنحو ثلاث ساعات.

في الأثناء، أعلن الرئيس الأوكراني بعد اللقاء أنه أجرى مكالمة مع ترامب شارك فيها قادة أوروبيون، مشيرا إلى أن التنسيق متواصل مع الحلفاء الغربيين.

ولم يكشف البيت الأبيض رسميا عن طبيعة العقوبات الجديدة على روسيا، على الرغم من أن ترامب سبق وأن هدد بفرض "رسوم جمركية ثانوية" تستهدف شركاء تجاريين لموسكو كالصين والهند.

وفي خطوة مباشرة، وقع ترامب الأربعاء أمرا تنفيذيا فرض بموجبه رسوما جمركية بنسبة 25% على البضائع الهندية، وذلك "ردا على استمرار شراء النفط الروسي" بحسب بيان للبيت الأبيض على منصة إكس.

وقد يؤدي اتخاذ إجراءات ضد شركاء روسيا التجاريين مثل الصين والهند إلى تقليص الصادرات الروسية بشكل كبير، لكنه ينذر في الوقت نفسه باضطرابات اقتصادية عالمية.

وكان الرئيس الأمريكي قد أعلن الثلاثاء أنه سينتظر نتائج محادثات موسكو قبل اتخاذ قرار نهائي بشأن العقوبات.

من جانبها، وصفت موسكو التهديدات الأمريكية بزيادة الرسوم بأنها "غير قانونية"، دون الإشارة صراحة إلى ترامب.

وأدت الحرب الروسية ضد أوكرانيا، المستمرة منذ فبراير/شباط 2022، إلى سقوط عشرات آلاف القتلى وتدمير مناطق واسعة وتشريد ملايين السكان.

وتشترط موسكو تخلي كييف رسميا عن مناطق دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم، ووقف استلام الأسلحة الغربية والتخلي عن طموحات الانضمام للناتو، وهو ما ترفضه أوكرانيا التي تطالب بانسحاب روسي كامل وضمانات أمنية غربية.

وخلال الأسبوع الماضي، دعا الرئيس الأوكراني حلفاءه إلى الضغط لأجل "تغيير النظام" في روسيا.

 

تصعيد نووي

على صعيد التصعيد النووي، تواصل موسكو حملتها العسكرية على الرغم من الضغوط الأمريكية والأوروبية، وفي تطور جديد، أمر ترامب الجمعة بنشر غواصتين نوويتين أمريكيتين بعد سجالات متوترة مع الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف عبر وسائل التواصل.

ولم يحدد الموقع الذي ستنشر فيه الغواصات أو ما إذا كانت تحمل رؤوسا نووية.

كما دعا الكرملين إلى "توخي الحذر الشديد" حيال التهديدات النووية، لترد موسكو لاحقا بإلغاء القيود الذاتية على نشر الأسلحة المتوسطة المدى القادرة على حمل رؤوس نووية.

وشهد جنوب أوكرانيا الأربعاء قصفا روسيا بمسيرات أوقع قتيلين و12 جريحا في أحد المخيمات الصيفية بمنطقة زابوريجيا.