اخر الاخبار

تحت عنوان لكل شخص في العراق قصة يرويها، نشرت صحيفة “بريسبان تايمز” الأسترالية تقريراً مطولاً عن مدينة الموصل بعد خمس سنوات من تحريرها من قبضة تنظيم داعش الإرهابي، عكست فيه حيوية المدينة النابضة بالحياة وسكانها الذين يعيشون فرح الخلاص ويأملون بتحقيق مستقبل أفضل، ينسيهم، ليس مآسي الماضي الدامي فحسب، بل والدمار الماثل في بقايا المدينة القديمة.

وأشار التقرير إلى أن الأنقاض والمباني المنخورة بالطلقات في الجانب الأيمن، شاهد على المعارك الدامية بين القوات العراقية وبين الدواعش، تلك التي جرت من بيت لبيت ومن شارع إلى آخر، وعلى الظروف المعقدة التي عاشها الناس سواء تحت حكم الإرهاب أو أثناء عمليات الخلاص منه، حيث كانوا يفتقدون إلى المياه الصالحة والكهرباء وحتى الطعام، مما إضطر معه البعض لأكل القمامة، ناهيك عن غياب أي مظهر للحرية.

مدينة من أنقاض

وأجرى مراسل الصحيفة عدداً من اللقاءات مع الموصليين، أثناء تجوله في المدينة، كان من بينهم رجال دين مسيحيون، ذكروا له ما عاناه هذا المكون العراقي الأصيل من عذابات وقتل وسجن، وكيف تعرضت منازلهم وكنائسهم إلى التدمير والحرق طيلة سنوات التحكم الإرهابي بالمدينة، التي صارت في تلك الأيام مركز التطرف العنيف والفوضى المدمرة.

ولكن وعلى الرغم من حجم وعمق الندوب التي تركتها تلك الفترة، فلا زال هناك أمل، حسب الصحيفة، حيث يتشبث الموصليون بروح المدينة التي إستعصت على الموت، فتعج الأسواق بالحركة بما في ذلك المطاعم والمتاجر، فيما تظهر مبادرة منظمة اليونسكو حول إحياء روح الموصل، نجاحا ملحوظاً في ترميم المواقع التاريخية، كإعمار مسجد النوري الكبير، الذي شيده السلاجقة، وإختارته داعش للإعلان الرسمي عن سيطرتها على الموصل.

هل هناك أمل

ورغم التقدم النسبي في إعادة الحياة، والذي يظهر في إعمار المباني والطرق وتحسن تعبئة الناس للسلم، والحماس الذي يبديه العاملون، مستلهمين التاريخ الحضاري للمدينة والإهتمام السياحي بها ومستفيدين من المساعدات الدولية وخاصة في مجال التعليم والتدريب التقني والمهني، فإن هناك مشاكل كثيرة، من أخطرها تفشي الفساد وتواجد اللصوص والعصابات وهيمنة السلاح المنفلت، وبقايا الإنقسام، مما يتطلب معه جهوداً حكومية وشعبية مضاعفة لتحقيق التعافي المرتجى.

***

بطولة الخليج وغضب الجيران

في مقال له حول ما أثاره استخدام مصطلح الخليج العربي لبطولة كرة القدم، التي تستضيفها البصرة هذه الأيام، من إنتقادات وإحتجاجات إيرانية، أشار موقع أمواج إلى ما ذكره المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كناني من أن استخدام مصطلح الخليج العربي لبطولة كرة القدم أمر مزيف، لأن المصطلح الصحيح للممر المائي هو الخليج الفارسي، وكذلك دعوة أحد نواب البرلمان الإيراني رئيس الحكومة والسيد مقتدى الصدر إلى الاعتذار عن استخدامهم لمصطلح الخليج العربي، عند الحديث عن البطولة.

ويعتقد كاتب المقال بأن استضافة العراق للبطولة ليست دليلاً على تمتعه بالأمن وبعلاقات حميمة مع دول الخليج المجاورة فحسب بل وتبعث هذه الإستضافة برسالة عن عزم العراق مواصلة تحسين العلاقات مع الدول العربية، مع حرص رئيس الحكومة على تجنب الخلاف مع طهران، كي لا يفقد الدعم الذي يحظى به حتى الأن من القوى السياسية في البرلمان العراقي.

نجاح كروي وتنظيمي

وبين المقال بأن حفل إفتتاح بطولة خليجي 25 قد عكس وحدة العواطف الوطنية بشكل تم فيه تجاوز الطائفية والإختلافات التي لوثت سمعة البلاد إثر إحتلالها في الغزو الذي قامت به الولايات المتحدة في العام 2003. فقد  كان الافتتاح مبهرًا بالإضاءة وبالإستعراض الفني للتاريخ الحضاري للبلاد وبالتعاطف الذي أبدته الفرق المشاركة والكثير من المشجعين العرب والعراقيين.

ويبدو، حسب كاتب المقال، إن توفير هذا المستوى الكبير من الإنارة، قد أثار تساؤلات الناس عن السبب في عدم بذل المسؤولين لجهود مشابهة لما بذلوه خلال البطولة، بغية تأمين ما يحتاجه العراقيون من إمدادات الكهرباء، بعد أن حرموا من إنتظامها منذ عقدين من الزمان. وكذلك في إنارة شوارعهم وتخليصها من أكوام النفايات وبعث الحياة فيها وتوفير الخدمات الطبية وتحقيق تنمية اقتصادية للناس، الذين لا يرون في العلاجات المسّكنة حلاً لمشاكلهم.