اخر الاخبار

شوارد مجموعة شعرية شعبية للشاعر والإعلامي رحيم العراقي ، كتبت بعفوية روح إنسان مرهف عاش ويلات وضنك الحياة في زمن النظام الشمولي الديكتاتوري وهو الإنسان الشاعر ذات الاتجاه اليساري التقدمي الذي يبحث عن وطن حر وشعب سعيد ..

قصائد المجموعة فيها سلاسة المفردة الشعبية المتداولة حيث تم  اقتناص اللحظات والمواقف الحياتية  ما بين صبا الشاعر منذ سبعينات القرن الماضي الى عام 2013 ، فكتبت قصيدته الأولى (وردة وكرستال )عام 1973 التي فيها عاطفة الحب والأحلام الذي يحلم به كل شاب في مقتبل العمر في اكتساب حبيبة ولكن هنا يجد  الفارق الطبقي الذي يكون محال في توطيد العلاقة ..يقول الشاعر فيها :

انتي حال و آني حال .. وحبنا في حكم المحال

أنا جيت اهديج ورده .. شفت بيتج كرستال

وهناك قصائد جسدت معانيها حياة الوطن والناس والحب ، حب الوطن ، فقصيدة (يا وطن) يقول فيها:

اشكَد احبك يا وطن

عمري من عمرك زمن

حتى لو أيامي راحن

انت أيامك اجن

كتب عن حب الأم في قصيدته ( يا والده):

انتي الوفه يلوالده .. انتي الهنه يلوالده

حضنج دفه   وايدج شفه

 واللي يجازيج الوفه   الله بحياته ايساعده

وفي قصيدة ( الى أمي في بغداد )  يقول عن  الأم :

راح الحيل يُمه  والكَلب شاب

تعالولي كَبل ماروح يحباب

خافن يوم لوجيتوني للبيت

ما تلكَون أحد يفتح الباب

وعن حب الحبيبة في قصيدته ( لا تحاسبني ) قال :

لا تحاسبني على شي مضى

                وتفتح اجروح وروايات وأسَّيه

لا تسّمعني نصيحة  وموعظة

                لا تشّرح ذكرياتي واني حيّه

ففي قصيدته (غني ياكَلبي).. يبحث الشاعر عن الأمانى والأحلام  والسلام يقول فيها:

غّني غّني ..غني ياكَلبي غّني

أدري الجروح اتعبّني

يله شد جرحك وغّني

لكل جرح صوت ومغّني ..

......

غّني للوردة وأملهه

وصير ياكّلبي مثلهه

غني للأيام كلهه  والليالي السّهرّني

وأيضا عن الحلم والأمل يقول في  قصيدة (مانفترق):

من طفولتنه عرفنه نلتقي وما نفترق

ولو يسدوهه ابوجهنه..

نزرع بأحلامنا شتى الطرق

..ولو شفتني اتراجعت  يا صاحبي .لتظل قلق

آني مثل السهم يتراجع ..ويرجع ينطلق ..

وهاهي عنوان مجموعته  قصيدته ( شوارد ) التي كتبت عام 1977 تلخص ما يمر به الإنسان وآهاته والوطن وضياعه  والبحث عن الأمان في أعماق الخوف الداخلي :

مرة احس العمر طاب ..وعلى الريح وبالكتاب

وعالرمل أرسم احباب

ومرة لحظاته حزينه

ومره احس عمري سفينه ..بين اعصار وسراب

ومرة احس العمر جامح

بالأحباب وبالملامح

وأذكر وانسى وأسامح ..مثل ما اقرأ كتاب .

.. ومره احس العمر جنه

ويمتلي صدري محّنه

للوطن ..للناس ..النه ..وللطفولة والشباب ..

مره احس العمر غابه

ليل ووجوه وكآبه

كلهه ياعمري تشابه ..مثل لحظات العذاب .

..ومرة احس العمر هان

وأشتري بخوفي أمان

وشفته بجفوف الزمان ..هالعمر حفنة تراب

وتجسدت معان النضال أبياته أبوذيات ومواويل التي كتبت عام 1977عن الشهيد بشاررشيد :

صباح الشر يلبشّرت بشار

اغراب البعث هم فد يوم بشار

صدكَ هاي الحكومة اعدمت بشار

لا ما مات والمعدومه هيَّه ..

وعن أصدقاء الروح والحياة فكتب للفنان  قحطان العطار  صديقه ورفيق دربه الذي كان صوت الحرية انذاك .  حيث كتب الشاعر عدة قصائد غناها الفنان قحطان ومنها (على الميعاد ، ولفي وأريده ، يمه اشجرالي  ، ..)وغيرها من القصائد التي ارتقى بها الفنان قحطان العطار حيث تسمع وتردد على كل لسان محب للوطن والحب والناس وفي المجموعة  دارميات إهداء الى رفيق عمره :

يالسافرت لبعيد ..من بين الهَّموم

حتى أنتظارك عيد ..لو ودك ايدوم

........................

لا لا تظن أنساك ..لو تنسى ودي

دمعتك وأنته اهناك ..تجري اعلى خدي..

...................

جم غربة بيك ..تشكيلي منهه

أصعبهه غربة ناس ....داخل وطّنهه

كتب الشاعر للصديق الراحل كاظم اسماعيل الكَاطع  في قصيدته ما مرتاح فرد وفاءا له:

أحس ليلي طويل .. وماورا  مصباح ..

ما مرتاح ..

أحس الجاي من أيامي يتندم على اللي راح ..

ما مرتاح ..ما مستقر لا والله

أحس مو عا لأرض عايش ..على اجناح ..

ما مرتاح ..أحس تعبانه خطواتي

..واتعّكّز على أرماح .. ما مرتاح

كتب (قصيدة خاتمة السوء) عن صديقه الراحل (هادي السيد) الفنان الشاعر المغيبة أعماله في دهاليز الدنيا .. قال فيها :

...لا فرسان .. لا هيئتنه عشاكَ

متوّسدنه راحة بال ..لا ملكَه ولا فراكَ

على غفله عمرنه انباكَ

والله مهزله..

رافكَنه طيف الخوف

وخلّصنا مشاوير العمر زكَزاكَ

... على ياهيّ انخاف وناخذ الراكَ

على خالي بلاش انذوب

وتعذبنه لشواكَ

ونُدّور قضية الموت مهزوم

باع آخر جروحه بثمن مسواكَ

 اذا متنا.. بلا أمجاد

لا شاهده

لا ملوية ..لا طاكَ

البُكَه براسك

خاتمة الحزن والسوء ..يعراكَ

والى أصدقاء رحلة العمر والوفاء والطيبة  كتب الشاعر للصديق حسن شريف في لحظة وجد همس بها حسن..قال الشاعر في قصديته (بالطفولة):

بالطفولة يا ..حسن

جانت الأيام أطول ..وجان مترّهي الزمن

وجان خبز البيت أطيب

والهوى والماي أعذب

وبيتنا المظلم البارد ..أحلى من جنة عدن

وعايشين اليومنه

وما نحسب احساب الغداّ

ومن كبرنه ..ياحسن

حيرّتنه الحاله

كلما نكبر ..ايضيكَ الوطن

...............

قصيدة (ما أزعل) كتبت عن العلاقات الأبوية الحنونة التي فيها الحب والتسامح والبحث عن العيش الكريم فكانت القصيدة إهداء الى ابنته :

لتتصور عليك أزعل

أحبك للأبد واليحب يتحّمل

وأسامح وغْفِر الصعبات وتساهّل

أنا طبعي ربيع وزارعك ورده

واخاف عليك من خوفي عليك اهواي لا تذبل ..

تبقى شوارد  رحيم العراقي بقصائدها السبع والأربعين  شوارد الحياة والوطن ..شوارد أمس واليوم وتضعنا في مواجهة مع النفس والضمير الإنساني لنشع الجمال والحب والسلام.

عرض مقالات: