اخر الاخبار

( 1 )

 أخضر ،

 كم أودّك أخضر،

تحت القمر الغجري ،

 كل الاشياء ترنو إليها ،

 لكنها لا تقدر أن تراها .

 إنْ متُّ دعوا الشرفة مفتوحة ،

 الصبي يأكل البرتقال من شرفتي أراه ،

 الحصاد يحصد القمح من شرفتي أراه .

إنْ متُّ دعوا الشرفة مفتوحة....

 " لوركا "

يتردد الكثير(هنا) ويتحفّظ ، من نعْت ِ الشاعر الاسباني ( فردريكو غارسيا لوركا) بالشاعر الشعبي ، بترفعٍ  واهٍ قادم من حساسية التقابل الشعري بين اللغةواللهجة ،وكأنَّ الشعر كامن في اللغة حصراً ، وإنَّ اللهجة لاتقوى على توليده وتشكيله .

 إنَّ مثل هذا الترفّع  تردُّ دعواه مصادرُ وكتب عدّة  تؤكد أنه شاعر أسبانيا الشعبي( إسلوباً ومناخاًوانحيازاً ).

( 2 )

ولدَ لوركا في قرية ( موينتة باكويروس  ) عام 1898..، والولادة هذه تُشير إلى التكوينات الأولى في توجيه الانتباه والتفاعل والإنشغال بما هو قروي، بما هو غجري،بما هو شعري ، وبما هو انحياز طبقي/ شعبي قادهُ إلى الإعدام عام 1936 في أثناء الحرب الأهليةالأسبانية .

يقول الدكتور عبد الغفار مكاوي في كتابه ثورة الشعر الحديث ج2 :

 لوركا من أنبل وجوه الأدب الأسباني الحديث الذين ساهموا في تطويره وأثروا على الشعر المعاصر أبلغ تأثير . ظهر تأثره العميق بالتراث الشعبي الأسباني وأغاني الغجر وشخصيتهم المعذبة المضطهدة التي تلتهب بالعواطف والأسرار.

وفي كتاب ( لوركا ) إعداد وتقديم / مانويل دوران /  يرد القول / الإشارة :

إنَّ ما يُميّز لوركا عن معاصريه ، هو أنه اتّبع كل إيحاء أو تصور ، كانت الكلمة أو بيت الشعر يثيره فيه ، وهذا ما أوصله إلى الشعر الشعبي وإلى المسرحيات الشعرية ايضاً ، ولكنه بالإ ضافة  إلى ذلك ، أوصله إلى الشعر الغنائي  ، وكتابه عن حياة الغجر وعادات الجنوب الاسباني المأخوذ عن الغجر ( اغاني الغجر) ربما يكون أخلد إنجازاته .

وفي الشعر الاسباني ، هنالك مدرستان عظيمتان ، واحدة تتكيء بكل ثقلها على الأدب العالمي ، والأخرى تنبت من المنابع  ( الأبيرية ) وحدها . لوركا من أبناء المدرسة الثانية ، بحيث انهم كانوا ينعتونه بالشاعر الشعبي من باب الانتقاص منه.

لقد كان شعبياً فعلاً بما لم يكنْهُ شاعرأسباني آخر.

وهكذا نستشف من توصيفات وقراءات كتّاب لامعين ، إضافة إلى الشهرة المتحققة ، إنَّ شاعرية وشعرية لوركا محليّة الإصول ، تكويناً وتأسيساً واستمراراً ، ولم تقف اللهجة عائقاً أمام اندفاعه الإبداعي الذي تحقق عالمياً ، ووصفَ بلوركا الأخضر ، لوركا الغجري ، ولوركا  قيثارة غرناطة   كما جاء  في كتاب من ترجمة ( كاظم جواد ، سلافه حجاوي ).. ، وبالتالي شاعر أسبانيا الكبير...

عرض مقالات: