اخر الاخبار

( 1 )

تداول الكثير من المهتمين بالشعر الشعبي العراقي الحديث  على صفحات الفيس بوك، قصيدة (رمده الشمس ) على أنها للشاعر الكبير/  مظفر النواب/..، ورغم توضيحات وتعليقات العارفين، إلا أن الإصرار كان بصوت عال، مدعوماً بالتوثيق، بأنَّ القصيدة منشورة في كرّاس بعنوان (كَالولي) صدر بعد2003 وضم بعض قصائد النواب من إعداد السيد (كريم حنش )، الكتبي  المثقّف المعروف. وقد وردت قصيدة ( رمده الشمس) في هذا الكرّاس .

( 2 )

وللتوضيح والاستدراك،لابدَّ من القول والتصحيح، وهو قول يستند إلى الوثوقية الجازمة ،من أنَّ هذه القصيدة هي للشاعر الراحل/جودت التميمي/ وليس للنواب، وقد ضُمّت إلى الكرّاس سهواً أو خطأً،نتيجة لبعض الملامح الفنية التي تُحيلها إلى شعر النواب. كما أنَّ  قصائد النواب في الكرّاس ذاته، قد حملت بعض الأخطاء المتنوعة، سواءً الكتابية منها، أو عدم إدراج القصائد بشكلها الأساس، لاحتمال أن يكون المُعد لم يتوافر على المصادر المعوَّل عليها خلال الإعداد ، ومالَ إلى التداول الشفاهي والسماعي على الأرجح.

( 3 )

قصيدة (رمده الشمس)..قصيدة الشاعر/جودت التميمي/..، كتبها في الستينيات،ونشرها في جريدة (كل شيء ) لصاحبها الأستاذ/ عبد المنعم الجادر/.

وفي السبعينيات وخلال اللقاءآت، كثيراً ماكنّا نطلب من الشاعر أن يقرأها، وكان يفعل ذلك بزهو المنتصر،منتشياً بحضور قصيدته في المشهد السبعيني الضاج بتحولات وحركية الإبداع الشعري. لم تتضمن مجموعته الوحيدة / الكَناطر/ الصادرة في السبعينيات هذه القصيدة بسبب حذفها من رقابة المطبوعات آنذاك..، وهكذا استمر تداول القصيدة شفاهيّاً .ونتيجةً لبعض الملامح الفنية المتميزة، أصبحت تُنسب إلى النواب لما تتضمنه من صياغات هي الأقرب إلى صياغات شعر النواب ومناخه السياسي الأثير. والشاعر التميمي، شاعر لامع بحدود تجربته ولونه، وله المئات من الأغاني الجميلة لمطربين عراقيين وعرب مازالت فاعلة الحضور، إلا أنه كان متلافاً لشعره ،يبدده هنا وهناك، غير مكترث للنتائج، وكثيراً ما كان (يبيع ) قصائده إلى الآخرين تحت ضغط الحاجة المادية القاهرة..، وقد صدرت مجاميع شعرية بأسماء بعض (شعراء)، تتضمن الكثير من قصائده، إن لم تكن تلك المجاميع بالكامل من شعره، وكثيراً ما كان يحرج أصحاب المجاميع بنشرقصائده المنشوره في مجاميعهم في الصحافة بعد صدورها إلى الأسواق،تعمّداً أو نسياناً، كما حصل مع الشاعر الراحل ( خليل الزبيدي ) الذي ضمّت مجموعته (سوالف شوكَ) الصادرة في الستينيات، قصيدة بعنوان (الصيكَل). وبعد صدور المجموعة بسنوات، طالعتنا جريدة (صوت الفلّاح) بنشر القصيدة ذاتها بعنوان (جرف صيكَل)  بتوقيع / جودت التميمي / ..:

عله

جرفك

يصيكَل

لَعْصر اعيوني

او ما خلّيش دمعه اتلوذ بجفوني ...

في هذه التلويحة وبالقدر الذي نستعيد فيه الشاعر/ جودت التميمي/..، لسنا بحاجةٍ هنا للكشف  عن العثرات، قدر أن نُثبّت، بأن قصيدة (رمده الشمس) هي قصيدته المستمرة...

عرض مقالات: