اخر الاخبار

البحث في تفاصيل الادب الشعبي ومحاولات استجلاء عوالمه المتنوعة، امر يحتاج الى المام كبير ومتابعة دقيقة وقدرة خاصة على التمييز والامساك بالعناصر التي تؤدي الى حصيلة عميقة عما كتب اوقيل في هذا الاطار، وهذا ما نجده في كتاب الباحث د.علي حداد “جمر اخضر - قراءات في الادب الشعبي العراقي” الذي تميز بشموليته وجمالية تحليله، إذ سلط الضوء على هذا اللون الشعبي، مقدما خلاصات عن تغلغله في الوجدان الشعبي العراقي فضلا عن اقترابه من هموم الفرد العراقي.

يقول حداد: حين ظهرت وسائل الاتصال الحديثة وادوات اللهو والتسلية المتنوعة،  اثرت في مساحة التعامل مع التراث الشعبي عامة - ومنه الادب - ليس في المدينة التي تبدو فيها الصورة جلية فقط، بل  في البيئات الاخرى جميها.

ويستشهد الباحث بنماذج من الادب الشعبي العراقي وفي اغراض متعددة ويكشف في الوقت ذاته عن ان شعر العتابة لون تفرع من فن - القوما - واول من قاله ابا الحسن الحريري في العصر العباسي  مما يعني انه فن قديم ومن نماذجه:

ياليلة قضيتها حلــــــوة    مرتشفا مــــن فمها قهوة

تسكر من قد يبتغي سكره   ظننتها من طيبها لحظة

ياليت لاكان لها آخر

وعود ابعدت وانساك   غمك يهلراي

تخطر لي بالماعون   وبشربة الماي

مضيفا ..” اذا كنا قد عددنا الشعر الشعبي من ابرز مجالات الادب الموصوف بتلك السمة الايقاعية واكثرها التماسا لقيم الروح الشعبية وحضورا في الوعي الشعبي بعامة، فان الحديث عن تلك السمة لايكاد يكون له من التشخيص كما هو الحال عليه فيه.

مبينا ان” للشعر الشعبي ايقاعاته المنضبطة على وفق قياسات موسيقية تختلف في بعض تشكيلاته عن ايقاعات الشعر الفصيح واوزانه، وهو امر يضع في الذهن تساؤلا عن مصدرية تلك الايقاعية المغايرة والمسببات التي جاءت بها على تلك الصيغ وهي تعايش الموسيقى والايقاعات الشعرية الفصيحة في البيئة العربية ذاتها.

وياخذنا بمقتطفات من الشعر الشعبي:

مثل  يلما تهز عزمك هزايز

يلنفتخر بيك وننابز

شوف هاي الزلم كامت تبارز

وهاي الفصايل الك حافز

انهض لعد خصمك وناجز

من تنجتل بالخلد فايز

عيببن عليك تكول عاجز

عرض مقالات: