اخر الاخبار

تعد مكتبة الآثار والتراث التي افتتحت أخيرا في مبنى متحف البصرة الحضاري، الكائن في القصور الرئاسية على ضفاف شط العرب، أول مكتبة من نوعها في جنوبي البلاد. إذ تضم نحو 5 آلاف عنوان من الكتب والمخطوطات المتخصصة في الآثار القديمة والمواقع الأثرية العراقية.  وقد جاء افتتاح المكتبة في مبنى المتحف لتسهل وصول الأكاديميين إلى مصادرها – حسب مدير آثار وتراث البصرة مصطفى الحصيني، الذي ذكر في حديث صحفي أن “من بين ما تضمه المكتبة، كتبا نادرة تعود لبعثات تنقيب أجنبية وعراقية عملت في 100 عام الماضية في المواقع الأثرية في عموم البلاد، وقدمت لنا آراء ومقترحات وتفاسير للظواهر الأثرية التي كانت عليها بلاد الرافدين قديما”.

وأوضح أن “مجموعة الكتب المتوفرة في المكتبة تغطي الفترات السومرية والبابلية وغيرها من العصور القديمة الأخرى في العراق”.

وافتُتحت المكتبة من قبل مديرية آثار وتراث البصرة. وقد دعمت مقرها بالأثاث منظمة “بي آي اس آي” البريطانية. من جانبه، قال الأستاذ في كلية الآداب بجامعة البصرة عادل هاشم، ان “الكتب والمصادر التي تتناول علم الآثار قليلة في البصرة. فأنا كباحث متخصص في تاريخ العراق القديم، كنت أعاني نقص المصادر في الجامعة وفي المحافظة عموما، لذلك كان يتوجب علي السفر إلى بغداد أو إلى الموصل للحصول على المصادر”.  وأضاف في حديث صحفي قائلا أن “الجزء الأساسي من المعلومات الخاصة بحضارة العراق القديم هو النصوص المسمارية التي تعد العمود الفقري للكتابة عن تاريخ هذه البلاد، سواء بالنسبة للفترة السومرية أم البابلية أم الآشورية، وسابقا كنا نذهب إلى مكتبة المتحف الوطني في بغداد أو مكتبة قسم الآثار في جامعة بغداد للحصول على النصوص المسمارية، ثم نقوم بترجمة هذه النصوص. أما الآن فقد أصبحت النصوص المسمارية الأصلية المترجمة من المتحف البريطاني، بين أيدينا، بعد أن توفرت في مكتبة البصرة”.

إلى ذلك، قال الكاتب والمستشار الأكاديمي أسامة صديق ان “العراق لديه تاريخ قديم جدا وراسخ من الحفريات الأثرية والتوثيق، وقد كُتب الكثير عنه، ومن الرائع رؤية هذه المكتبة. فهناك الكثير من النصوص المهمة متوفرة فيها”.

وأشار في حديث صحفي إلى ان “النصوص التي تم توثيقها بالصور، كذلك كل الاكتشافات الرائعة التي تم تحقيقها، باتت متاحة هنا”، معربا عن أمله في أن تنمو المكتبة أكثر.