ينشغل الرأي العام بما أعلن عن فقدان 2.5 ترليون دينار من أموال الحماية الاجتماعية (ثم العثور عليها)، فيما تتواصل الادخنة والروائح الكريهة انتشارها في بغداد، وتستمر أسعار بيض المائدة بالارتفاع، ومعها الصعوبات الاقتصادية وتأثيرها على المواطنين، وتصريحات المختصين حول تغيير سعر الصرف قريباً، والمزيد من القضايا بضمنها الحريات الشخصية.
وفي كل هذه المواضيع نجد ان التصريحات التي تطلق على لسان هذا وذلك، لا تتناسب مع حجم المشاكل الكبيرة المتعلقة بالإنسان وعيشه وكرامته وحياته، فيما يغيب المسؤول الرسمي عن أي لقاء مباشر، يصارح فيها المواطنين بحقيقة الأوضاع التي يمرون بها، والإجراءات المتخذة للحيلولة دون وقوع الكارثة.
ويبدو ان الاصغاء الى المواطنين انتهى يوم 11-11-2025، يوم الاقتراع في الانتخابات، ولم تبق حاجة اليهم بعدما عاد المتنفذون الى السلطة بالخداع وشراء أصوات الفقراء ، والا كيف يُفسَّر وجود هذه الإشكاليات دون تصريح رسمي؟
وكيف يمكن فهم قيام مجاميع معينة بتهديد القائمين على الحفل الموسيقي في البصرة، حتى جرى الغاؤه لعدم وجود حماية؟
هذه القضايا تؤكد بصورة لا لبس فيها غياب الدولة، وانشغال قادتها بامورهم الشخصية، فيما تسيطر على الاوضاع قوى اللادولة، سياسياً واقتصادياً وعسكرياً!