ما أغرب أن تُرفع الشعارات وتُغدق الوعود ويُكرَّر الحديث عن أولوية تقديم الخدمات للمواطنين، فيما الواقع على الأرض يُبيّن العكس. وما على من يريد التحقق سوى زيارة المستشفيات الحكومية، التي تفتقد اليوم أدوية الأمراض المناعية وأدوات العمليات الحرجة باهظة الثمن، مثل المتعلقة بأمراض اللوكيميا والنخاع، بسبب غياب التخصيصات المالية. حتى باتت مذاخر الأدوية والمستلزمات الطبية ترفض إقراض إدارات المستشفيات، بعد تراكم الديون عليها حسب تصريح لرئيس لجنة الصحة البرلمانية.
وفي قطاع التربية وبعد أسبوعين وأكثر على بدء العام الدراسي، لم يصل المنهج الجديد للغة الإنكليزية للصف السادس الإعدادي. وما يعتمده المدرسون حاليًا ليس سوى تسريبات للوحدات الأربع الأولى. والأغرب أن الوزارة نشرت الوحدتين الثالثة والرابعة فقط من المنهج الجديد، دون تأكيد اعتماد ذلك رسميا حتى الآن.
وبالنسبة للمشاريع عادت المتلكئة منها، وعددها حوالي 3 آلاف، الى التوقف مجددًا بعد استئناف العمل فيها. اما المشاريع الموعودة وغير المنفذة، فمن أبرزها مشروع "مترو بغداد"، الذي ظلت الحكومة تعد كل عام باطلاقه، من دون ان يتحقق شيء.
أما بشأن الفساد والسلاح المنفلت و"الدكات العشائرية"، فواضح ان الصمت أفصح وأبلغ.