اخر الاخبار

الصفحة الأولى

إبعاد {أحزاب السلاح} يضمن مشاركة واسعة في الانتخابات ويعيد الثقة بالنظام السياسي

بغداد ـ بسام عبد الرزاق

يرى العديد من المهتمين والمراقبين للوضع السياسي، أن إبعاد الأحزاب التي تمتلك أذرعا مسلحة عن الانتخابات، يمثل الخطوة الأهم أمام توسيع قاعدة المشاركة الانتخابية، فضلا عن تعزيز الثقة بالنظام السياسي في البلد.

قانون الأحزاب والمال السياسي

وقال الرفيق علي صاحب، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، ان "القوى السياسية التي تمتلك أذرعا مسلحة، استخدمت أدواتها في العمليات الانتخابية السابقة، وحققت حضوراً في المشهدين البرلماني والحكومي، وهي تمارس في الوقت عينه سيطرة على المشهد الأمني والاقتصادي والسياسي".

وأضاف، ان "ادعاء قوى وأحزاب سياسية بأنها لا تمتلك أذرعا مسلحة في محاولة للتهرب من بنادقها المنفلتة، لم يعد ينطلي على المواطنين، لأن جميع الأجنحة المسلحة صار معروفا لدى الناس جهات ارتباطها السياسية"، مشددا على انه "ينبغي ان تقوم الجهات المعنية بتنفيذ قانون الأحزاب قولاً وفعلاً بمنع هذه الجهات من العمل السياسي المدني".

وأكد الرفيق أهمية ان "تعالج مفوضية الانتخابات موضوعة مشاركة افراد الأمن في الانتخابات النيابية من خلال منحهم الحق في الانتخاب في يوم الاقتراع العام وليس في يوم خاص، وذلك للسيطرة على عملية تصويتهم وعدم إجبارهم من قبل القيادات الأمنية التي يرتبطون بها، على جعلهم يختارون مرشحين معينين تابعين للأحزاب المتنفذة".

كما شدد صاحب على ضرورة ضبط إيقاع الدعاية الانتخابية والمال السياسي الذي يتحكم ببوصلة الانتخابات لصالح معسكر أحزاب المحاصصة والفساد التي تسيطر على مقدرات البلد، منذ أكثر من عقدين، فضلا عن استغلال المناصب التنفيذية في ترويج تلك الدعايات.

إجراءات تأديبية!

الأكاديمي د. فارس حرّام يرى ان عدم تطبيق قانون الأحزاب هو السبب الاساسي لكل ما يحصل من فشل في العملية السياسية الحالية، وهو السبب الأول لفشل العملية الانتخابية في ان تكون ممثلا حقيقيا لصوت المجتمع.

وقال حرّام لـ"طريق الشعب"، ان "هناك فقرات في قانون الأحزاب تمنع وجود أحزاب مسلحة وتفرض عليها ان تكشف عن مصادر تمويلها وفي حال عدم امتثالها لهذين الشرطين مع الشروط الأخرى الواردة في القانون يحق للقضاء حل الحزب وهذا منصوص عليه في القانون المذكور، ومن ثم فان تفعيل هذا القانون واتخاذ القضاء إجراءات تأديبية باستخدام هذا القانون وحل الأحزاب المسلحة، يعني اننا نتجه فعليا الى إعادة الثقة بالنظام الانتخابي، ومن ثم إعادة الثقة بالنظام السياسي برمته".

وأشار حرّام الى انه "علينا ان نقر بان العزوف الجماهيري عن الانتخابات وفقدان الثقة بالنظام السياسي ونظامه الانتخابي واجراءاته الانتخابية سببه الأول والرئيس ان المواطن يرى ان هناك أحزابا وشخصيات فوق القانون تصرُّ على خرق الدستور والقوانين النافذة وعدم امتثالها اليها، وهذا يفقد ثقة المواطن بالنظام السياسي برمته؛ فالعزوف عن الانتخابات سببه عدم تطبيق هذه الأحزاب للقوانين وعدم قدرة القضاء على فرض القوانين على هذه الأحزاب وهذه الشخصيات".

ورهن حرام "انهاء حالة العزوف وجعل المشاركة واسعة في الانتخابات، بمعالجة هذه النقطة الجوهرية في نظامنا السياسي، والا سيبقى الوضع على ما هو عليه".

مجلس النواب فقد وضعه القانوني!

من جانبه، شرح القاضي والنائب السابق د. وائل عبد اللطيف، انه "ورد في الدستور وفي قانون الانتخابات ان الفصائل المسلحة ممنوعة من الترشح للانتخابات، وذلك لان مهنتها تختلف عن مهنة مجلس النواب المدنية".

وأضاف عبد اللطيف لـ"طريق الشعب"، ان "استبعاد الأحزاب التي تمتلك سلاحا عن الدخول في الانتخابات امر سليم، لكي لا تتغول في مجلس النواب في حال وصولها اليه. وهذا القرار يمكن ان يعزز من توسيع القاعدة الشعبية تجاه المشاركة في الانتخابات".

وحذر من أن العزوف عن الانتخابات "أمر خاطئ. والصحيح ان نذهب باتجاه انتخاب الشخصيات السليمة التي تستطيع ان تعمل لصالح البلد"، منوها بان "مجلس النواب في الدورة الحالية فقد وضعه القانوني والرقابي والتشريعي، وفقد جلسات الاجتماع، وبالتالي لم يعد مجلس نواب حقيقي".

وواصل الحديث بأن "المجلس النيابي الصحيح هو الذي يعتمد على كفاءات تستطيع ان تضع العراق على السكة الصحيحة من التطور والنمو، بدلا من اللجوء الى وسائل عديدة يرتكبها بعض أعضاء مجلس النواب وهي لا تعني عملهم أبدا".

أقوى من القانون!

الكاتب والصحفي، فلاح المشعل، قال ان "من شروط الديمقراطية أن تخضع العملية الانتخابية إلى قواعد وقوانين، ومن ضمن هذه القوانين قانون الأحزاب الذي تعتمده المفوضية العليا للانتخابات، ومن شروطها التعريف بمصادر التمويل، وعدم السماح للأحزاب التي لها ميليشيات مسلحة، لكن للأسف لم يُعمل بهذين القانونين، ما يجعل العملية الانتخابية منقوصة وفاقدة لأجزاء مهمة لمضامينها الاجتماعية والوطنية".

وأَضاف المشعل في حديث لـ"طريق الشعب"، أن "إبعاد الأحزاب ذات الأذرع المسلحة، أو التي استأثرت بالمال العام ووظفت موارد الدولة، هذا الإجراء سوف يشجع القوى والأحزاب الوطنية والشخصيات الاجتماعية والمستقلة على المشاركة الواسعة، وتغيير واقع المشهد الانتخابي والديمقراطي، لكن ما يحدث للأسف أن الأحزاب وأذرعها المسلحة أقوى من القانون، الأمر الذي يجعل نسبة المشاركة الجماهيرية متدنية جداً".

تحسين ظروف الانتخابات ونتائجها

‏الأمين العام للبيت الوطني حسين الغرابي، أكد لـ"طريق الشعب"، ان "مشاركة الأحزاب ذات النهج الميليشياوي والأذرع المسلحة يفقد مصداقية الانتخابات، ويجعل الأغلبية غير مؤمنة بنتائج هذه الانتخابات، كون السلاح يستخدم بفرض بعض المرشحين على مناطق وقرى كاملة بل وفي بعض الأحيان محافظات كاملة بالتهديد والوعيد وهذا ما حصل سابقا".

وتابع الغرابي، أن "تطبيق قانون الانتخابات هو واجب المفوضية، ولا بد من تطبيقه، لتحسين ظروف الانتخابات ونتائجها ولكي تكون نزيهة فعلا".

وبيّن، أن "غياب قوى السلاح سيفتح الباب امام مشاركة واسعة من ابناء الشعب، كما حصل في الدورتين الأوليين بعد سقوط النظام السابق".

***********************************************

لجنة أيار: نحو مشاركة واسعة في مسيرات أول أيار

بغداد – طريق الشعب

دعت اللجنة المنظمة لمسيرة الاول من ايار، يوم العمال العالمي، المواطنين وجماهير الطبقة العاملة والموظفين وكل الفئات والشرائح المعنية، الى المساهمة الواسعة في المسيرة الجماهيرية، التي ستطلق في الساعة العاشرة من صباح الخميس ١ ايار ٢٠٢٥

ودعت مختلف القوى النقابية وتنسيقيات الاحتجاج، الى المساهمة في التحضير لهذه المسيرة، جاء ذلك خلال اجتماع موسّع عقدته اللجنة وبحضور ممثلين عن النقابات واللجان العمالية، لبحث التحضيرات الخاصة بإحياء هذا اليوم العالمي لنضال العمال.

وحددت اللجنة المنظمة، مكان انطلاق المسيرة من ساحة الفردوس، مروراً بشارع السعدون، وصولاً إلى ساحة التحرير، حيث من المقرر أن تتخلل الفعالية فعاليات تؤكد على مطالب وحقوق العمال والموظفين.

ودعت اللجنة جميع المواطنين إلى المشاركة الفاعلة في المسيرة، التي من المتوقع أن تشهد حضوراً واسعاً من العاملين في القطاعين العام والخاص، في خطوة تؤكد وحدة الطبقة العاملة واستقلاليتها، وتُعبّر عن رسالتها الاجتماعية الداعية للعدالة والكرامة.

وأكدت اللجنة أن المسيرة تأتي في سياق النضالات اليومية للطبقة العاملة، وتسليط الضوء على مطالب طال انتظارها، أبرزها تطبيق قانون العمل، وإقرار قوانين تضمن الحق في التنظيم النقابي، والضمان الاجتماعي، وتوفير الأجور العادلة، وظروف العمل الآمنة، والاستقرار الوظيفي.

واختتمت اللجنة بيانها بالقول: “إن هذه المسيرة تعبّر عن صوت الطبقة العاملة، وندعو جميع القوى النقابية والمجتمعية إلى الوقوف صفاً واحداً في هذا اليوم الذي يرمز إلى نضال الشغيلة من أجل مستقبل أكثر إنصافاً.

**************************************************

راصد الطريق.. وماذا عن الحق في السكن؟

يخرج الناس عندنا الى الشوارع يوميا مطالبين بحقوقهم المشروعة، بضمنها حق السكن المثبت في الدستور، رغم بشرى وزارة التخطيط في اعلان نتائج الإحصاء السكاني، عن بلوغ نسبة الأسر المالكة للوحدات السكنية 72.15 في المائة، وفي إقليم كردستان 70.19 في المائة.

آخر المطالبات بتوفير السكن صدرت عن المعلمين المضربين، لحقهم الممرضون وموظفو الشركة العامة للتجارة. وقبلها وزعت وزارة الدفاع قطع أرض لأفراد الجيش العراقي، فيما رفع المحامون في الديوانية المطلب ذاته. فهلا يعني ذلك معاناة هذه الشرائح من ازمة السكن، ام ان الإعلان لم يأت دقيقا ولم يكن واضحاً.

وفيما ترتفع العمارات السكنية شاهقة في مراكز المدن وخصوصاً في بغداد، رغم الحديث عن الفساد وسوء التخطيط في المشاريع الاستثمارية، تتضاعف في المقابل بيوت الكادحين المتجاوزين على أراضي الدولة، وما يسمى بالاراضي الزراعية، حيث يضطر المحرومون الى البناء في قطع بالغة الصغر، وفي غياب ادنى شروط الصحة والسلامة.

لابد من مراجعة شفافة لسياسة الإسكان ومعالجة مسؤولة لمعضلة السكن.. وان ينفذ بالفعل النص الدستوري على ضمان الحق في السكن لكل عراقي.

لكن تبقى الحقوق الأخرى .. فكيف بالاستجابة لها؟

*************************************************

الصفحة الثانية

تمديد تحديث سجل الناخبين 30 يوماً

بغداد ـ طريق الشعب

قررت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، أمس الأربعاء، تمديد عملية تحديث سجل الناخبين شهراً واحداً ابتداءً من اليوم الخميس 24/ 4/ 2025.

وقالت المتحدثة باسم المفوضية جمانة غلاي في حديث لـ"طريق الشعب" ان "المفوضية لم تتلق حتى اليوم طلباً لتسجيل اي تحالف جديد"، لكنها اشارت الى وجود ٣٢٦ حزبا مجازا و٤٨ حزبا قيد التأسيس.

واضافت، ان مكاتب المفوضية تلقت استفسارات من عدة احزاب بخصوص تسجيل التحالفات.

وتتواصل دعوات القوى المدنية والديمقراطية الى الناخبين من اجل المساهمة في عملية التغيير، والذهاب الى مراكز المفوضية لتحديث بياناتهم والحصول على بطاقة الناخب الالكترونية.

وفي السياق، أكد عماد جميل، رئيس الفريق الصحفي في مفوضية الانتخابات، أن الاستعدادات مستمرة لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد.

 وكان مجلس الوزراء قد حدد يوم 11 تشرين الثاني 2025 موعدًا لإجراء الانتخابات البرلمانية.

***********************************************

أصحاب دواجن يطالبون برفع القيود عن إنتاجهم.. تدريسيون يطالبون بقطع أراض في بغداد واعتصام مفتوح أمام بلدية الكوت

بغداد ـ طريق الشعب

تتصاعد وتيرة الاحتجاجات المطلبية في بغداد المحافظات على أثر التجاهل الحكومي لمطالب الناس المشروعة التي تتعلق بالخدمات الأساسية والسكن وتسويق المنتجات الوطنية وغيرها.

تدريسيو وموظفو جامعة بغداد

وفي منطقة الجادرية، تظاهر عدد من أساتذة وتدريسيي وموظفي جامعة بغداد، أمام بوابة الجامعة، للمطالبة بحسم قضية توزيع الأراضي لهم ضمن منطقة العامرية.

وقال أحد الأساتذة في رئاسة الجامعة، نشأت التميمي "نظمنا وقفة احتجاجية بشأن قضية أراض سكنية في منطقة العامرية هي أصلا ملك لجامعة بغداد، وكان من المفترض ان توزع على تدريسيي وموظفي الجامعة قبل 4 سنوات، ولكن التسويف والمماطلة حال دون ذلك".

وأضاف التميمي، أن "مستثمرين ووزارات أخرى تحاول أخذ الأرض وتوزيعها على موظفيها أو عرضها للاستثمار"، مطالبا رئيس الوزراء بـ"التدخل المباشر لحسم قضية توزيع أراضي العامرية لنا كوننا من مستحقيها وعدم منحها للمستثمرين".

فيما قال الاستاذ الجامعي الدكتور جليل القيسي، أن "جميع القرارات التي صدرت من قبل مجلس الوزراء شددت على عدم استثمار هذه الأرض، وتوزيعها على الأساتذة والموظفين في جامعة بغداد".

ولفت إلى أن "الأرض المخصصة للأساتذة والموظفين تخضع حاليا لمستثمرين غير معروفين"، مطالباً الحكومة بـ"الكشف عن هؤلاء المستثمرين والجهات الداعمة لهم".

فيما أشارت الموظفة بيداء رياض بدن، إلى أن "تنظيم هذه الوقفة جاء للاحتجاج على إجراءات التسويف والمماطلة التي حالت دون تسلمنا قطع الأراضي المخصصة لنا منذ سنوات".

وأضافت، أن "المطالبة بالحقوق المشروعة حق دستوري، وأن على الجهات المعنية التوقف عن ممارسة لعبة التضليل والمماطلة مع النخب الأكاديمية، والمباشرة بتوزيع الأراضي على مستحقيها".

جدير بالذكر، أن مجلس محافظة بغداد أكد العام الماضي وجود تجاوزات عديدة على الأرض المخصصة للموظفين والأساتذة في جامعة بغداد من قبل جهات مختلفة، مشيراً إلى أن المجلس سيعمل بالتنسيق مع الجهات القطاعية على رفع التجاوزات عن هذه الأرض.

قرار حكومي "مجحف"

بدأ العشرات من شاغلي قطع الأراضي المتداخلة مع الأحياء السكنية في مدينة الكوت والمعروفة باسم القطع “المصفرة” اعتصاماً مفتوحا أمام بلدية الكوت، ومنعوا دخول المراجعين، مطالبين بإعادة النظر بالقرار الحكومي رقم (20) الذي ثمّن قطع الأراضي بمبالغ لا يمكنهم دفعها، ودعوا إلى مساواتهم بالإيزيدين الذين قررت الحكومة تمليكهم الأراضي التي يشغلونها في نينوى.

وقال أبو علي الشمري، أحد المتظاهرين، ان "القرار الحكومي رقم (20) مجحف، وكان تقييمه للأسعار مرتفعا يفوق قدرتنا. وقد طالبنا منذ شهرين بإعادة النظر بالقرار وإنصافنا دون أن نجد آذناً صاغية".

واضاف، "سنستمر في الاعتصام لحين وصول قرار حكومي في قضيتنا، ولا نقبل بالتفاوض مع أي جهة".

مشاريع متلكئة في النجف

ونظم العشرات من المشترين ضمن مجمع “أبو تراب” السكني وقفة احتجاجية بعد تلكؤ إنجاز الأعمال والتسليم لمدة سنتين، حيث كان من المفترض أن يستلم المستفيدون وحداتهم مع بداية العام 2023، رغم دفعهم مبالغ الشراء كاملة، إضافة الى اعتراضات كثيرة حول تقليص المساحات الخضراء ضمن المشروع وتحويلها الى وحدات سكنية إضافية مع تقليص سعة الشوارع الداخلية، مطالبين هيئة استثمار النجف بالتدخل وفتح تحقيق شامل بتجاوزات المستثمر على شروط العقد وإجازة الاستثمار.

يقول المتظاهر كمال السعدي، ان أعمال الإنشاء كان من المفترض أن تنجز في بداية 2023، ولكن لغاية الآن المجمع لم يكتمل والوحدات السكنية أو الخدمات غير منجزة، وتحولت الساحات الخضراء إلى وحدات سكنية إضافية.

ويؤكد "دفعنا المبلغ كاملاً، والبعض الآخر ملتزم بالعقد في التسديد، ولكن لم تسلم الوحدات السكنية رغم ذلك".

فيما يشير المتظاهر علي العبودي الى ان "المشكلة الجديدة هي أن المستثمر بدأ بتحويل جنس الأراضي من خضراء إلى وحدات سكنية، مع تقليل مساحة الشوارع أيضاً".

ويطالب المتحدث هيئة الاستثمار بتشكيل لجنة تحقيقية في موضوع مجمع أبو تراب للبيوت التي كان من المفترض أن تسلم للأهالي قبل سنوات.

أصحاب حقول الدواجن

وتظاهر العشرات من أصحاب حقول الدواجن، امس الأربعاء، أمام مبنى الحكومة المحلية في بعقوبة، رافعين ستة مطالب وصفوها بالمشروعة.

وقال عبد جاسم اللامي، عضو تنسيقية التظاهرة، إن "العشرات من أصحاب حقول الدواجن من مختلف مناطق ديالى خرجوا في تظاهرة سلمية أمام مبنى الحكومة المحلية في بعقوبة، ورفعوا لافتات تطالب بستة مطالب مشروعة أبرزها رفع القيود عن تسويق محاصيلهم من الدجاج والبيض إلى أسواق المحافظات المجاورة، خاصة وأن ديالى تشهد حالة من الاكتفاء المحلي". وأضاف اللامي، أن "بقاء الإنتاج دون تسويق سيعرّض أصحاب الحقول إلى خسائر مادية جسيمة تصل إلى 40%، ما يؤدي إلى الإفلاس"، مشيراً إلى أنه "من بين المطالب أيضاً إجراء تغييرات جذرية في آليات التعاطي مع الإجازات وعمليات الفحص الميداني، فضلاً عن حسم ملف إجازات الحقول المستحدثة في السنوات الأخيرة". ولفت إلى أن "التظاهرة جاءت بعد طرق أبواب المسؤولين والنواب عدة مرات دون نتائج ملموسة"، مؤكداً أن "التظاهرة تمثل رسالة استغاثة إنسانية لأصحاب القرار في ديالى من أجل إنصاف قطاع يوفر مصادر رزق مباشرة لأكثر من 10 آلاف عائلة".

*********************************************

الشيوعي العراقي يقدم التعازي بوفاة البابا فرنسيس

بغداد – طريق الشعب

قدمت الرفيقة شميران مروكل، عضو لجنة العلاقات الوطنية، امس الأول، تعازي الحزب الشيوعي العراقي الى ممثل السفارة البابوية في العراق السيد ميتيا ليسكوفار رئيس الأساقفة، بوفاة بابا الفاتيكان فرنسيس.

وسلمت الرفيقة رسالة التعزية التي نشرها المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، الى ممثل السفارة. وشارك في التعزية ايضاً السيدة وايليت كوركيس ممثلة الحركة الديمقراطية الآشورية والسيدة فريال اليشا ممثلة الحزب الوطني الاشوري.

****************************************************

كل خميس.. الاحتجاج المؤجل عن لحظة ما بعد الإنهاك

جاسم الحلفي

هناك ما هو أعمق من الخيبة، وأشد ثقلاً من الغضب: إنه التعب من كل أشكال الاحتجاج، التي لم تفضِ حتى اليوم إلى تحقيق أهدافها المشروعة.

تعب من نزلوا إلى الشارع مراراً، وآمنوا بجدوى التغيير، ليجدوا أن الطغمة الحاكمة تعود كل مرة بأقنعة أشد وقاحة. تعبٌ من مؤسسات لا تصغي، ومن سلطة عصيّة على الإصلاح، لا تفعل سوى مراكمة الانسداد.

وهو أيضاً تعبٌ من الطرق المسدودة، من الوجوه المتنفذة ذاتها التي تتكرر، من قذارة الفساد المتغوّل، ومن انتخابات تُجرى بلا أي إصلاح جدّي لأسسها، لتبقى مجرد أداة لتدوير السلطة عبر المال السياسي وشراء الذمم وعبر الاستقطابات الطائفية.

هو تعب جماعي متراكم، يتجلّى في تفاصيل الحياة اليومية: في الوجوه التي أرهقها الانتظار، في نبرة الصوت الخافتة، وفي النظرات التي لم تعد تثق بالوعود، ولا تتفاعل مع الخطابات كما كانت.

ليس تعب الجسد فقط، بل إرهاق الوعي، الذي جرّب كل شيء، وواجه كل شيء، ولم يحصد إلا المزيد من التجاهل والاستنزاف.

لكن هذا التعب، رغم قسوته، ليس صمتاً نهائياً، بل هو لحظة مفصلية تستدعي مراجعة واعية، ونقلة في الرؤية نحو "أمل نقدي" لا يُنكر الإرهاق، بل يُعيد توظيفه كطاقة فعل جديدة. وما جرى في 20 نيسان 2025 في واسط، حين قوبلت تظاهرة الفلاحين بخراطيم المياه، ثم عودة المتظاهرين في اليوم التالي إلى حقل الأحدب، دليل ساطع على أن التعب لا يقهر التصميم، بل يعيد تشكيله.

وكما فعل التربويون في الناصرية قبلهم، فإن الرسالة كانت واضحة: القمع لا يُخمد المطالب، بل يختزنها. لكن رغم كل ذلك، التعب لا يعني نهاية الفعل، بل هو ما يفرض إعادة البناء على أسس أصدق، وأوسع شراكة، وأقل ادعاء.

على طغمة الحكم أن تدرك جيداً، أن المراهنة على تعب الناس، واستنزاف طاقتهم، وخنق أصواتهم، هي رهان الخاسر. فالشعوب قد تصبر، وقد تتعب، لكنها لا تنسى، ولا تسامح من يصادر كرامتها وحقها في الحياة.

وحين تنهض الطبقات المنهكة من تحت الرماد، فلن توقفها لا خراطيم المياه ولا تهديدات الطوارئ، ولا جيوش التضليل ولا ترسانة التزوير السياسي، التي يحتمي بها الفاسدون لتجميل افعالهم البشعة.

ان التعب، حين يتصدى له وعينا النقدي، يمكن أن يتحوّل من حالة انكسار إلى طاقة مقاومة  تؤسس لأمل نقدي لا يخدع ولا يُخدع.

قد يبطئ الناس، وقد يلوذون بالصبر مؤقتا، لكنهم حين يتحركون من جديد سيتحركون بوعي أعمق، وبوضوح أشد وإصرار لا ينكسر. وحينئذ لن تُجدي "إصلاحات اللحظة الأخيرة"، ولا توزيع التعيينات لإسكات الغاضبين، ولا خطابات التسويف التي لم تعد تقنع أحداً. إن تعب الناس لا يُختزل في ألم فردي، بل هو تراكم قهرٍ طبقي، وسياسي، وأخلاقي.

وإذا بلغ ذلك مداه، فلن يجد أمامه إلا طريق الانفجار. وحين تحين ساعة الحساب، فلن يجد الفاسدون ملجأً، مهما بلغت سطوتهم، ومهما ظنوا أن ماكنة الحكم تحميهم من غضب المنهكين وهو يغدو هديرا جماعياً.

***********************************************

تعزية

عائلة الفقيد الاديب الأستاذ فرج ياسين المحترمين

آلمنا خبر رحيل الاديب القاص والناقد الأستاذ فرج ياسين يوم امس، بعد معاناة مع المرض قاساها طويلا.

كان الراحل علما من اعلام القصة القصيرة في العراق، وواحدا من وجوه النقد الادبي المميزين، وشخصية ثقافية تنويرية واسعة التأثير.

وكنا وما زلنا نعتز بحرصه الدائم على نشر نتاجاته القصصية ومقالاته على صفحات جريدتنا "طريق الشعب" ومجلتنا "الثقافة الجديدة".

نتوجه اليوم الى ابنه الأستاذ ياسين والعائلة الكريمة جميعا، والى أصدقاء أبي ياسين ومحبيه وقرائه في محافظة صلاح الدين والعراق عموما، بخالص المواساة والتمنيات بالصبر والسلوان.

وستبقى الذكرى المضيئة للفقيد فرج ياسين حيّة ماثلة في كل حين.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

23/4/2025

***********************************************

الصفحة الثالثة

البرلمان العراقي تحت مجهر النقد: أداء فقير وثقة شعبية متراجعة!

بغداد – طريق الشعب

تواجه الدورة البرلمانية الحالية، موجة انتقادات حادة، وسط إجماع سياسي على أنها من بين الأسوأ أداءً في تاريخ نظام ما بعد ٢٠٠٣.

ويُحمّل سياسيون ومراقبون البرلمان مسؤولية الإخفاق في التشريع والرقابة، إلى جانب عجزه عن معالجة ملفات حيوية كقانون النفط والغاز، وتفاقم الأزمات الخدمية والاقتصادية.

اثر سلباً على ثقة الشارع

يصف المنسق العام للتيار الديمقراطي أثير الدباس، الدورة البرلمانية الحالية بأنها من "أسوأ الدورات" على مستوى الأداء التشريعي والرقابي، مشيرا إلى ضعف الإنجاز من حيث عدد القوانين المشرّعة ونوعيتها، فضلًا عن غياب الدور الرقابي الفعّال.

ويقول الدباس لـ "طريق الشعب" إن "البرلمان الحالي لم يحقق تقدما ملموسا في التشريع، كما أن دوره الرقابي على الأداء الحكومي كان شبه معدوم"، معتبرا أن هذا الأداء أثّر سلبًا على ثقة الشارع بالمؤسسة التشريعية.

ويأمل الدباس أن تفرز الانتخابات المقبلة، تغييرا مهما في الخارطة النيابية، خاصة على صعيد الوجوه الجديدة، مردفا أن "مقدار التغيير سيعتمد على عاملين رئيسيين، هما عدد المقاعد التي يمكن أن يحصل عليها المدنيون، ومدى قدرة القوى المدنية على تشكيل تحالف انتخابي واسع".

ويواصل الحديث بأن نسبة المشاركة الشعبية في الانتخابات ستكون عاملا حاسما في تحديد ملامح البرلمان القادم، موضحًا أن "ارتفاع نسبة المشاركة سيمنح فرصة أكبر للتغيير، في حين أن ضعف الإقبال قد يصبّ في مصلحة القوى التقليدية".

الدورة البرلمانية الاكثر فشلا!

وفي وقت تتصاعد فيه المخاوف من استمرار الجمود السياسي وتراجع ثقة المواطن بالمؤسسة التشريعية، يقول الأمين العام لتيار الخط الوطني، عزيز الربيعي، إن الدورة البرلمانية الحالية تمثل واحدة من أكثر الدورات التشريعية خيبة للآمال في تاريخ العراق الحديث، بل وربما الأسوأ على الإطلاق، بحسب تعبيره.

ويضيف الربيعي لـ "طريق الشعب"، أن "البرلمان عجز، منذ انطلاق دورته، عن تلبية تطلعات الشعب العراقي سواء على صعيد الأداء التشريعي أو في ما يتعلق بالاستجابة الفعلية لمتطلبات المواطنين".

ويشير إلى أن العراق يرزح تحت وطأة أزمات معقدة ومتراكمة، تبدأ بالأزمة الاقتصادية الخانقة، مروراً بانهيار البنى التحتية وتدهور الخدمات الأساسية، وصولاً إلى تفاقم معدلات البطالة، إلا أن البرلمان الحالي لم يبادر بأي تحرك جاد نحو تشريع قوانين تعالج هذه القضايا الجوهرية.

ويشرح الربيعي، أن القوانين التي كان من شأنها أن تعيد ثقة المواطن بالمؤسسة التشريعية، ظلت رهينة الخلافات السياسية الضيقة والمصالح الحزبية، ما فاقم من حالة الإحباط العامة لدى الشارع العراقي.

ويخلص الربيعي إلى القول: "لا يمكننا الاستمرار في غض الطرف عن هذا الأداء المتواضع. فقد تحولت هذه الدورة، التي كان يُفترض أن تكون أداة إصلاح وتغيير، إلى عبء إضافي يكرّس الجمود السياسي ويعمّق شعور المواطن بالخذلان".

حبرٌ على ورق

أما المحلل السياسي محمد زنكنة فيجد أن "الدورة البرلمانية الحالية في العراق لم ترتقِ إلى مستوى التحديات السياسية والتشريعية، بل وفشلت في إنجاز العديد من الملفات الجوهرية، وعلى رأسها قانون النفط والغاز، الذي يعتبر أحد أهم القوانين العالقة والمؤثرة في استقرار البلاد".

ويقول زنكنة في حديث لـ "طريق الشعب"، أن "البرلمان الحالي كان من المفترض أن يكون مؤقتا، ويعمل على حسم قضايا رئيسية، من بينها قانون النفط والغاز، إلا أن ذلك لم يتحقق، كما أنه لم يتفق على مسائل تنظيمية مثل تحديد عدد مقاعد المحافظات رغم صدور نتائج التعداد السكاني".

ويشير إلى أن الدستور ينص على ضرورة مواءمة عدد السكان مع توزيع المقاعد البرلمانية، غير أن البرلمان لم يتحرك في هذا الاتجاه، مضيفًا أن "الأطراف المتنفذة، وخصوصا الميليشيات، ترفض الخوض في هذا الملف".

وينبه زنكنة إلى أن البرلمان لم يتمكن من تنظيم أو حسم مسألة التواجد العسكري الأجنبي، رغم أن "الأطراف التي كانت ترفض الوجود الأمريكي أصبحت اليوم تطالب ببقاء القوات الأمريكية".

وفيما يخص الأزمات السياسية، يعتقد إلى أن البرلمان مر بفترة جمود طويلة، بسبب الخلافات على تشكيل الحكومة وعلى رئاسة البرلمان، وغيرها.

وطبقا للمتحدث، فإن البرلمان تحكمه حالة من "المد والجزر" تحت تأثيرات وضغوط الأطراف المسلحة والمصالح السياسية المتشابكة.

ويختتم زنكنة تصريحه بالقول إن "90 في المائة من اجتماعات البرلمان كانت عبارة عن قراءات أولى لمشاريع قوانين لم تر النور، وبقيت حبرا على ورق"، مشددًا على أن "عدم سن قانون النفط والغاز سيظل أكبر عقبة في طريق استقرار العراق".

*******************************************

عين على الأحداث

معقولة!

قال رئيس الحكومة بإن ظهور العجز فعلياً في الموازنة خلال فترة حكومته يعود لتحقيقها الإنجازات وخاصة في مشاريع البنى التحتية وأن هناك كفاءة في الصرف والأداء، وأن الحكومة رتبت آلية الإنفاق وفق مبدأ الأهم ثم المهم، كما تمكنت من جذب استثمارات أجنبية كبيرة، كنتيجة للإصلاحات المصرفية وتهيئة البيئة الاستثمارية. هذا وفي الوقت الذي لم يحدد فيه تصريح الحكومة حجم الإستثمارات التي دخلت البلاد ولماذا لم يستخدم هذا الكرم الإستثماري في الإنجازات تلافيا لحدوث العجز، خلا من تبرير الاعتراف بعدم التزام الحكومة بالموازنة، ولم يكشف حجم الدين الذي يسببه هذا العجز والذي بلغ 80 مليار دولار.

سهو أم تخريب؟

حذرت مفوضية حقوق الإنسان في البصرة من تفاقم أزمة المياه في المحافظة جراء ارتفاع معدلات الملوحة وغياب شبه تام للتوزيع العادل للمياه وإهمال ملف حمايتها من التلوث، الأمر الذي يهدد الثروتين الزراعية والسمكية، فيما شكا منتجو الأسماك من دخول السمك المستورد، ليس لأنه يشكل منافساً رخيص الثمن للمنتوج المحلي فحسب بل ولأنه ينشر فيروس "الهربس" في مياهنا. هذا وفي الوقت الذي تشكل فيه هذه السلع تحفيزاً مهماً للإنتاج الزراعي والصناعات الغذائية إن جرى انتاجها محليّاً، يدر استيرادها من الخارج أموالاً طائلة على الدول التي نستورد منها ويوفر آلاف فرص العمل لعاطليها!

إهمال التعليم المهني

تشير الإحصائيات الرسمية إلى أن نسبة الطلبة الملتحقين بالتعليم المهني في مدارسه الـ 316، لا تتجاوز 1 بالمائة من إجمالي طلبة المدارس الحكومية. ويعزو المراقبون السبب في ذلك لضعف الإهتمام الحكومي بإعداد الأيدي العاملة الماهرة وغياب الاستراتيجيات في مجالات الزراعة والصناعة والتقنيات من جهة وللنظرة غير الإيجابية التي يتعامل بها المجتمع مع هذا القطاع المهم من جهة أخرى، مما يؤدي إلى عزوف الطلبة عن الإلتحاق بهذه المدارس ورفض العوائل الإنفاق على دراسة أبنائهم فيها، في ظل الخراب الذي يعاني منه قطاع التربية والتعليم نتيجة الخصخصة والإهمال وتدني التخصيصات المالية.

ويتباهون بتمكين النساء

أكدت إحصائية دولية عن ارتفاع معدلات البطالة بين الشابات إلى أكثر من 60 في المائة خلال العام الماضي وهو ما يمثل ضعف معدل بطالة الشباب، مما دفع بالعراق لإحتلال المرتبة الثانية في العالم العربي. كما أشارت الإحصائية إلى أن نسبة النساء العاملات في المناصب الإدارية لا تتعدى 22 في المائة، وإن نسبة عالية من النساء لا تحصل على تعليم كاف، حيث لم تكمل سوى 33.2 في المائة من الطالبات التعليم الثانوي و58 في المائة التعليم المتوسط، في ظل عدم المساواة في الأجور في ميادين العمل وغياب تكافؤ الفرص واحتكار الرجال للعديد من الوظائف الهامة.

وليس الشباب بحال أفضل

كشفت استطلاعات رأي عن إن 12 في المائة فقط من الشباب يثقون بالحكومة وأن هناك 1.6 مليون عاطل مسجل في وزارة العمل معظمهم من الشباب، وعن وجود 400 ألف خريج جامعي لا يجد فرصة عمل تناسب مؤهلاته، فيما تغذي منظومة المحاصصة والفساد الاستقطاب الطائفي والأثني حيث عبّر 60 في المائة من الشباب عن أنفسهم من خلال الهوية الفرعية وليس الهوية العراقية. هذا وفي الوقت الذي لا تفتك البطالة لوحدها في أحلام الشبيبة بل تضاف لها مشاكل غياب السكن والخدمات ووسائل الترفيه وضعف الثقة بالغد، تزداد معدلات الإدمان على المخدرات ومخاطر الرغبة بالهجرة وممارسة العنف.

****************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

العراق وسوريا بين جراح الماضي وضغوط الحاضر

نشر موقع (ذا ميديا لاين) مقالاً كتبه رزيق اللعبي حول العلاقات العراقية السورية الحالية، أشار فيه إلى أن مذكرة مسربة كشفت عن جهود تبذل لمنع الرئيس السوري أحمد الشرع، المعروف سابقًا باسم "أبو محمد الجولاني"، من حضور القمة العربية، المزمع عقدها في الشهر القادم في بغداد، بسبب تهم بالإرهاب وتزوير وثائق. وذكر الكاتب بأن البرلمان العراقي قد طالب مكتب المدعي العام باعتقال الشرع، وهي مطالبة أثارت خلافات سياسية وأحدثت انقسامات عميقة داخل المؤسسة السياسية العراقية.

تحرك جدي

ونقل المقال عن مصدر دبلوماسي رفيع المستوى قوله بأن أمر الاعتقال قيد الإعداد، وقد أُتخذ لاستباق وصول الشرع إلى البلاد للمشاركة في القمة العربية. كما نقل الكاتب عن نائب في الإطار التنسيقي الحاكم بأن أكثر من 50 نائبًا عراقيًا قدموا التماسًا رسميًا إلى رئيس مجلس النواب، يحثّون فيه الحكومة على منع الشرع من دخول البلاد، حيث يرون بإنه لا ينبغي للعراق استضافة زعيم ارتبط سابقًا بالتمرد المسلح، وخاصةً في تجمع دبلوماسي رفيع المستوى.

ورأى الكاتب بأنه وعلى النقيض من المعارضة البرلمانية، فقد رحّب رئيس الحكومة بمشاركة الشرع، وأكد توجيه دعوة رسمية إلى دمشق كخطوة على مسار التواصل الدبلوماسي معها، خاصة وإن سوريا "دولة شقيقة، لا يمكن تجاهل دورها في المشهد العربي المتطور".

من سجين إلى رئيس

واضاف الكاتب بأن الجدل الدائر حول الشرع ينبع من ماضيه المعقد والمثير للجدل، فبعد احتجازه في سجن بوكا العراقي سيئ السمعة، أقام خلاله علاقات مع شخصيات بارزة في تنظيم القاعدة، بمن فيهم زعيم داعش أبو بكر البغدادي، أُطلق سراحه ليعود إلى سوريا ويصبح القائد المؤسس لجبهة النصرة (هيئة تحرير الشام لاحقاً).

وذكر اللعبي بأن الشرع تمكن من إعادة صياغة صورته العامة لاحقًا من خلال المناورات السياسية والتواصل الإعلامي، إلى درجة جعلته يستقطب دعمًا إقليميًا ودوليًا، رغم إن الحكومات الغربية، كانت قد صنفت هيئة تحرير الشام منظمة إرهابية.

فرصة القمة

وأشار المقال إلى أن القمة العربية القادمة في بغداد، والتي وصفت في البداية بأنها فرصة للعراق لاستعادة دوره الدبلوماسي في المنطقة، باتت تواجه تحدياً أخر حيث سيكون حضور الشرع اختبارًا حاسمًا لمدى استعداد الدول العربية لاحتضان القادة المتشددين السابقين.

ضرورة البراغماتية

وفي مقال نشره موقع مركز Bourse and Bazaar البريطاني وكتبه فرانشيسكو شيافي، تمت الإشارة إلى اللقاء الذي جرى بين الشرع ورئيس الحكومة في قطر مؤخراً، والذي خُصص للبحث في قضايا ضبط الحدود ومكافحة الإرهاب، حيث عبّر الجانبان عن مخاوفهما المشتركة بشأن عدم الاستقرار على طول الحدود بين بلديهما.

واضاف المقال إلى أن صعود الرئيس السوري المؤقت، أحمد الشرع - وهو عضو سابق في تنظيم القاعدة في العراق – قد أثار بعض القلق من عودة التشدد العابر للحدود لخلق توترات طائفية وتأجيج سنوات من الصراع، خاصة إذا ما وفر عدم الاستقرار في سوريا أرضًا خصبة لعودة داعش.

ولحاجة بغداد إلى تقييم مدى قدرة القيادة السورية الجديدة على أن تكون شريكًا موثوقًا به، اعتمدت نهجًا براغماتيًا مدروسًا، فاختارت استراتيجية تُعطي الأولوية للأمن، حيث البحث في حل قضية معسكر الهول، الذي يضم أكثر من 40 ألف معتقل مرتبط بتنظيم داعش - كثير منهم مواطنون عراقيون، إلى جانب مكافحة فلول داعش التي لازالت نشطة في الأراضي السورية، دون أن تغض بغداد الطرف وتتجاهل مستقبل قوات سوريا الديمقراطية (قسد).

مشاكل أخرى هامة

وعلاوة على قضية الأمن، التي تعّد أبرز المشاكل بين البلدين، عدّد كاتب المقال منافع التعاون السلمي بين البلدين في مجال تعزيز التجارة الثنائية وضمان سلامة السوريين المقيمين في العراق وتأمين عودتهم لبلادهم، والذين فاق عددهم 270 ألف مواطن، وحماية الأقليات الدينية والقومية التي تعرضت مؤخراً للتنكيل، ومكافحة شبكات تهريب المخدرات وخاصة حبوب الكبتاغون وتفكيك هذه التجارة، والمساعدات الانسانية التي يقدمها العراق لأبناء الشعب السوري، خاصة في المناطق المحاذية للحدود معه.

ولم ينس الكاتب الإشارة إلى ما تتركه الديناميكيات الإقليمية الأوسع، لا سيما تصرفات إيران وتركيا والولايات المتحدة، من تأثيرات كبيرة على العلاقات السورية العراقية، مذّكراً بأن طهران اعتمدت دوماً على كل من العراق وسوريا كحواجز استراتيجية وقنوات اتصال إلى البحر الأبيض المتوسط، فيما يُضيف الوجود التركي المتزايد في شمال سوريا وطموحاتها الإقليمية الأوسع مزيدًا من التعقيد إلى حسابات العراق، وأخيراً لا يبدو مستقبل السياسة الأمريكية في سوريا واضحاً، وقد يؤدي الانسحاب الأمريكي المحتمل من هناك إلى فراغ أمني خطير على العراق.

*********************************************

الصفحة الرابعة

20 ألف طن نفايات يوميًا في العراق  فرص اقتصادية تُحرق في الهواء!

بغداد – تبارك عبد المجيد

وسط دخان النفايات والمواد المحترقة، يختنق سماء بغداد بالملوثات التي تنبعث من محارق رسمية، ومن ساحات ومحارق تشتغل ليلا بعيدا عن انظار الحكومة، للتخلص من النفايات. وبرغم الكميات الهائلة من المخلفات القابلة للتدوير، تفتقر البلاد إلى إدارة فعّالة، وتبقى الحلول حبيسة الأدراج، بينما تستمر الأدخنة في الصعود، برغم تحذيرات الناشطين.

مدينة الطب تحرق مواد مخدرة

وذكرت الناشطة في مجال مكافحة أمراض السرطان، مينا علي، أنها خلال مراجعتها لمدينة الطب خلال الأيام الاخيرة، تعرضت لحالة تحسس حاد نتيجة استنشاق رائحة احتراق قوية انتشرت في المكان. وذكرت مينا، أنها بعد سؤالها عدداً من المحال المجاورة، علمت بأن الطب العدلي يجلب أشخاصا محكومين في قضايا المخدرات لإجراء فحوصات لهم، فيما يقوم كل يوم ثلاثاء، بحرق المواد المخدرة التي ضُبطت بحوزتهم بالقرب من المرضى.

وأضافت: "لا أملك دليلاً قاطعاً على صحة هذه المعلومة، لكن إن كانت صحيحة، فإن ما يحدث يعد جريمة بيئية وصحية بحق المرضى والمراجعين والعاملين."

وشددت مينا على خطورة هذه المحارق وما ينتج عنها من أدخنة سامة، مؤكدة أن استنشاقها قد يسبب أضراراً بالغة للجهاز التنفسي وبقية أعضاء الجسم، لا سيما من يعانون أمراضا مزمنة أو ضعفا مناعيا.

وأعلنت وزارة الصحة، اخيراً، إتلاف (340.679) كغم من المواد المخدرة و(100,000) قرص من مادة السيدافيد التي تحتوي على الترامال، ضمن إجراءات رسمية نفذتها دائرة الطب العدلي. ووفقا لبيان الوزارة فإن العملية جرت بإشراف وزير وبحضور لجنة مختصة ترأسها القاضي ياسر الخزاعي، ومثّلت فيها جهات أمنية وقضائية.

وأضاف البيان، أنه "تم الإتلاف باستخدام محارق خاصة بدرجة حرارة بلغت 1100 مئوية لضمان إزالة السمية". وأكدت الوزارة أن هذا الإجراء يأتي ضمن جهود مكافحة المخدرات وتنفيذ البرنامج الحكومي.

وخلال عام 2021 كشف الجهاز المركزي للإحصاء العام عن وجود 221 موقع طمر صحي في العراق، باستثناء إقليم كردستان، منها 149 موقعاً غير حاصل على الموافقة البيئية ومخالفا للضوابط، ما يعني أنها مكب للنفايات.

أين مشروع تدوير النفايات؟

وقالت الناشطة البيئية نجوان علي إن النفايات أصبحت في العديد من دول العالم أحد الموارد الاقتصادية المهمة، لما تحويه من مواد قابلة لإعادة التدوير مثل الحديد، الألمنيوم، الفولاذ، البلاستيك، الزجاج، الورق، الكرتون المقوى، إطارات السيارات، المواد النسيجية، وحتى مياه الصرف الصحي.

وأكدت نجوان لـ "طريق الشعب"، أن "العراق ينتج يوميا اطنانا من النفايات، لها قيمة اقتصادية كبيرة يمكن أن تُستثمر في دعم الاقتصاد الوطني وتوفير فرص عمل، إذا ما تم التعامل معها وفق سياسات إدارة نفايات متطورة". ووفقا لبيانات رسمية تعود لعام 2023، فإن العراق يفرز يوميا 20 الف طن من النفايات.

وحذرت من ظاهرة حرق النفايات ليلا، وهي ممارسة منتشرة في عدد من مناطق العاصمة بغداد التي تعاني من نقص الخدمات البلدية، ما يدفع المواطنين للتخلص من النفايات بحرقها في الساحات الفارغة. ووصفت هذه الظاهرة بأنها "خطر بيئي وصحي مباشر" على سكان المناطق، لما تسببه من تلوث وأمراض مزمنة، مطالبة الجهات الحكومية والخدمية بمعالجتها.

وذكرت أنها شاركت ضمن فريق من المختصين في إعداد ورقة سياسة متكاملة تناولت أهمية تدوير النفايات وإدخالها في الدورة الاقتصادية، إلا أن هذه المبادرة لم تلق اهتماما يذكر من قبل الجهات المعنية. وعبرت عن خيبة امل لعدم وجود نتائج على ارض الواقع من مشاركات العراق في المؤتمرات الدولية والاتفاقيات الخاقة بالبيئة.

دوائر ووزارات تتجاهل التعليمات

فيما قال المتحدث باسم وزارة البيئة لؤي المختار، إن "غياب الاستدامة في تطبيق الإجراءات المطلوبة من قبل الجهات الحكومية، مثل أمانة بغداد، ووزارتي الكهرباء والداخلية، إضافة إلى قيادة عمليات بغداد، ساهم بشكل مباشر في تفاقم الأزمة".

وأشار في حديث خص به "طريق الشعب"، إلى أن فرق الرقابة البيئية رصدت خلال الفترة السابقة عمليات حرق غير قانونية للنفايات في عدة مواقع من بينها معسكر الرشيد"، مؤكدا أن هذه الأنشطة تجري في أحيان كثيرة دون الحصول على الموافقات البيئية الرسمية.

وأضاف المختار، أن "الانبعاثات الناجمة عن هذه الأنشطة تمثل مصدرا رئيسيا لتدهور جودة الهواء، خاصة خلال ساعات الليل"، مبينا أن وزارة البيئة تواصل الضغط على جميع الأنشطة، سواء كانت تابعة للقطاع الحكومي أو الخاص، من أجل الالتزام بالضوابط البيئية.

مكبات عشوائية

وكشف معاون مدير عام دائرة التوعية والإعلام البيئي في وزارة البيئة، أنعم ثابت خليل، عن تدهور البنية التحتية لمحارق النفايات، وخصوصًا محارق المخلفات الطبية، مؤكدًا أن معظمها لم تعد صالحة من الناحية الصحية أو البيئية.

وقال خليل لـ "طريق الشعب"، إن "بلدية بغداد لا تمتلك محارق مخصصة لحرق النفايات، كما لا توجد مواقع طمر نظامية لهذه النفايات"، مبينًا أن "النفايات البلدية تنقل إلى مكبات عشوائية غير خاضعة للرقابة البيئية".

وأشار إلى أن محارق المخلفات الطبية تتواجد فقط في المستشفيات الكبرى، وغالبيتها "قديمة ومتهالكة بسبب تقادم الزمن، وأصبحت لا تفي بالغرض الصحي ولا البيئي، إذ تطرح ملوثات وأكاسيد تتجاوز المحددات التي وضعتها وزارة البيئة".

وأضاف أن وزارة البيئة تعتبر معظم هذه المحارق "مخالفة بيئيا، مردفا أن بعض المستشفيات مثل مدينة الطب قامت بتحديث محارقها ومعالجة جزء من هذه المشكلة.

وأوضح خليل أن "الأسلوب العالمي الجديد في التعامل مع المخلفات الطبية لم يعد يعتمد على الحرق، بل على تقنيات حديثة تشمل التقطيع والتعقيم بالبخار، ما يحوّل المخلفات الطبية إلى نفايات بلدية غير ضارة يمكن التعامل معها بطريقة آمنة".

وبين أن بعض المستشفيات الحديثة بدأت باعتماد هذه التقنيات الأوتوماتيكية، لكن لا تزال العديد من المنشآت الصحية تعتمد على الحرق، خاصة في معالجة "مخلفات العمليات الجراحية المعقدة كأجزاء من الجسم، التي لا يمكن معالجتها بالتقطيع والتعقيم".

واختتم خليل بالتأكيد على أن "المخلفات الطبية تُصنف ضمن فئة النفايات الخطرة، ولا يمكن التعامل معها بالطرق التقليدية، ما يتطلب خطة وطنية شاملة لتحديث أنظمة المعالجة والالتزام بالمعايير البيئية العالمية".

تحد بيئي كبير

وأكد گشبين إدريس علي، رئيس منظمة هسار البيئية، أن قضية إدارة النفايات في العراق أصبحت واحدة من أبرز التحديات البيئية التي تواجه البلاد، مشددًا على أن التعامل معها يتطلب تخطيطًا دقيقًا واستراتيجيات واضحة لمواجهة حجم المشكلة المتفاقمة.

وقال علي لـ "طريق الشعب"، ان "في بلدنا العراق، واحدة من أكبر التحديات التي نواجهها هي كيفية التعامل مع كميات النفايات المتنوعة التي ننتجها يوميًا. إدارة النفايات لم تعد مجرد مشكلة بيئية، بل أصبحت عائقًا حقيقيًا أمام تحسين نوعية الحياة، لكنها في الوقت ذاته تمثل فرصة ثمينة يمكن استثمارها لتحقيق فوائد اقتصادية وبيئية".

وأشار إلى أن النفايات، رغم ما تمثله من خطر، قد تكون بمثابة "كنز غير مستغل" على المستوى العالمي، إذا ما أعيد النظر فيها من زاوية اقتصادية وتنموية. وأضاف، ان "لنفايات البلاستيكية، على سبيل المثال، تستغرق مئات السنين لتتحلل، وتراكمها في التربة والمسطحات المائية يؤدي إلى تدهور الحياة البرية والنظام البيئي، فضلًا عن خطر الأمراض الناتجة عن التلوث وسوء المعالجة".

وحذر من الانعكاسات السلبية لحرق النفايات، معتبرا أن الغازات السامة الناتجة عن الحرق تسهم بشكل مباشر في تلوث الهواء وتفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.

وختم علي بالقول: ان "التعامل مع أزمة النفايات يتطلب ما يشبه العملية الجراحية، نظرا لضخامة التحديات. ومن خلال تبني نهج دقيق وتشاركي، يمكننا المضي قدما نحو بيئة أنظف وأكثر استدامة في العراق".

****************************************

وقفة اقتصادية.. العراق دولة المشاريع السياحية المؤجلة

إبراهيم المشهداني

يؤدي الاختلال الاقتصادي غير المتوازن إلى إرهاق المجتمع وتقييد خياراته ولهذا يخوض الاقتصاديون والمهتمون بالشأن الاقتصادي في البحث عن بدائل لإخراج الاقتصاد العراقي من طابعه الريعي الذي لم ينتج، بسبب سياسات فاشلة، واقتصاد أحادي الجانب، سوى أزمة مالية واقتصادية قاتلة، لإيجاد حلول لمعافاة هذا الاقتصاد وبدائل أكثر نجاعة من طابعه الريعي من خلال تنويع قطاعاته ومن ضمنها قطاع السياحة.

والعراق بما يمتلك من تنوع في تضاريسه الجغرافية وتاريخه الحضاري الثر ومراقده الدينية على كثرتها وجباله وأهواره وفولكلوره الشعبي وتراثه الوطني والثقافي والصناعات الحرفية الشعبية ما تجعله في مصاف الدول السياحية الأكثر جذبا إذا ما انصب اهتمام الحكومة بوضع استراتيجية توظف كل هذه العوامل من أجل تفعيل هذا القطاع الخصب الذي لو أدير بشكل كفء لأصبح قطاعا منافسا بحق لقطاع البترول. ولابد من الاعتراف أن الدولة قد التفتت إلى هذا القطاع واتخذت بعض الإجراءات لكنها كانت يتيمة ومبعثرة لم تنتج عن وعاء مالي يغذي مشاريع الموازنات المالية بما يخفف من العجز الكبير فيها.

 إن بلدا يحتضن واحدة من أقدم الحضارات في العالم، ويتمتع بإمكانات سياحية هائلة تتمثل بمواقع اطلال بابل  ومدينة اور القديمة  والملوية في سامراء والحدباء والنمرود في  الموصل إلى جانب المراكز الدينية في النجف وكربلاء  والكاظمية  والكرخ والرصافة وسامراء  ونينوى  حيث تزدهر الثروات الثقافية ذات الطابع التاريخي والديني فضلا عن التنوع الجغرافي من أهوار وسهول خضراء تحيط بنهرين عظيمين وجبال شاهقة في إقليم كردستان العراق، ان هذا التنوع الجغرافي يشكل عوامل جاذبة للسائحين من مختلف دول العالم القريبة والبعيدة شريطة تفعيل وسائل الاعلام السياحي يمكن ان تلعب المركز الثقافية في السفارات العراقية دورا فاعلا في تحريك هذه الوسائل . وقد دشن العراق خطوات ملموسة في هذا المجال ففي عام 2022 حقق 9.8 مليار دولار أي ما يعادل 4.9 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي وكان بالإمكان مضاعفة هذه الأرقام إذا ما أحسن الاستثمار في القاعدة التحتية للخدمات السياحية، وعلى صعيد الإقليم ازداد عدد السياح إلى 70 في المائة في عام 2012 وزاد من اهتمامه بهذا القطاع حتى أصبحت أربيل عاصمة السياحة العربية في عام 2014.

إن التجربة العالمية تشير إلى مدى اهتمام الدول بالقطاع السياحي ما تجعلنا نأخذ منها الدرس والعبرة فعلى سبيل المثال في تركيا يدخل إلى اقتصادها أكثر من 25 مليار دولار سنويا من قطاع السياحة وبعض الدول تعتمد على السياحة بتمويل ميزانياتها السنوية بنسبة 60 بالمائة مثل تايلاند وماليزيا وفيتنام، وفي فرنسا دخل اليها في عام 2006 ،300 مليون سائح فيما دخل إلى جمهورية مصر العربية في نفس العام 6 ملايين سائح.

 ان النهوض بقطاع السياحة لكي تكن موردا أساسيا ترتقي بالناتج المحلي الإجمالي ويسهم في عملية التنمية وتمويل الموازنات السنوية يتطلب الآتي:

  • وضع استراتيجية واضحة لتنمية القطاع السياحي قائمة على أساس توفر البيانات الإحصائية الدقيقة كأساس لوضع الخطط القصيرة والمتوسط وبعيدة المدى تقودها ادارة كفؤة ونزيهة قادرة على تنفيذ البرامج التفصيلية ومتابعة التنفيذ.
  • إنشاء وتطوير البنى التحتية والمرافق السياحية والارتقاء بمستوى خدماته وتشجيع السياحة الداخلية والخارجية والنهوض باليات وأنشطة الترويج لها عبر الأدوات الإعلامية والثقافية كالأفلام الطويلة والمسلسلات والنشرات التي تبرز المواقع الاثرية والدينية والسياحية وتحويل الأهوار إلى منتجعات سياحية عن طريق الاستثمار.
  • تطوير السياحة الدينية من حيث البرامج والادارة والخدمات وإنهاء حالة الفوضى في المواسم الدينية وفرض رسوم سياحية عقلانية وضبط إيراداتها إلى خزينة الدولة وإبعاد الفاسدين خصوصا في المنافذ الحدودية.
  • تأسيس مجلس أعلى للسياحة يعمل على التنسيق مع المؤسسات والمنظمات السياحية والثقافية والهيئات العلمية والأكاديمية العربية والدولية فضلا عن العراقية منها.
  • السعي لتبادل الاتفاقيات مع دول الإقليم خاصة تركيا وإيران والدول العربية لتنمية السياحة الدينية والآثارية وجذب المستثمرين المحليين والأجانب وتقديم التسهيلات الكافية لهم لتطوير المرافق السياحية والفندقية.

***************************************************

نريد ديمقراطية لا مهزلة

كريم حنتوش الموسوي

لا يمكن تصحيح مسار العملية السياسية بنفس منهج الدورات الانتخابية الخمسة، التي جرت منذ احتلال العراق. فعدد الاحزاب المشاركة الكبير وتشتتها لا يمكّنها من الحصول على الأغلبية الضرورية لتشكيل الحكومة. لذلك تنشأ الحاجة الى توافقات، فتبدأ التفاهمات والصفقات والتنازلات وتقسيم الوزارات، ويشترك الكل بالحكومات. فلا معارضة ولا مراقبة لأداء الحكومات، ويكون قرار البرلمان بيد رؤساء الكتل والزعامات.

وبذلك تنتهي الصفة التمثيلية لعضو البرلمان، وتنتهي ضرورة وجوده ما دام لا يشرّع ولا يراقب، بينما يحصل على الرواتب والامتيازات لمدة اربع سنوات، واغلبهم مخضرمون باقون فيه لأربع دورات.

 هذه مهزلة وليست ديمقراطية. لذلك ارى من الضروري أن بكون هناك تياران يدخلان الانتخابات، تيار يضم الاحزاب المدنية المتشاركة في الرؤى والاهداف وفي المنهج، وتيار آخر يجمع الاحزاب الاسلامية من كل القوميات والطوائف، وتتم المنافسة: فالتحالف الذي يفوز بأعلى عدد من المقاعد النيابية يتولى الحكم، فيما التحالف الآخر يكون هو المعارضة. فالشعب يختار من يحكمه مدني أم إسلامي، وبذلك نكون حققنا اهم ركيزة في العمل الديمقراطي، الا وهي حكم الاغلبية البرلمانية وليس الطائفية أو العرقية، ونكون حققنا الهوية الوطنية لبناء دولة مدنية ديمقراطية عادلة، يسودها القانون والعدالة الاجتماعية.

***********************************************

الصفحة الخامسة

الكونكريت لم يترك مجالا للخضرةِ هل سينقرض نبات الـ {ياس} وعطره الزكي؟!

متابعة – طريق الشعب

في الماضي، قبل أن يغزو الكونكريت المدن ويخنقها، كانت رائحة نبات الآس أو "الياس" بلهجة العراقيين، تعبق في الأزقة القديمة والجديدة أيضا، مع نسمات الهواء، فتضفي على ليالي الصيف عبيرا محببا.

إلا ان تلك الشجيرات دائمة الخضرة، التي نبتت في تربة العراق منذ آلاف السنين، وقدستها المرويات والأساطير القديمة وتباركت بها الأديان، باتت اليوم تكافح من أجل البقاء، في مدن تمدد فيها الاسمنت على حساب الخضرة، وانحسر فيها الماء، وتصاعدت نسب تلوّث الهواء.

ولم تكن هذه الشجيرات في مأمن من وحش الكونكريت، الذي جرّف مساحات خضراء واسعة في بغداد ومختلف المحافظات، وأجهز على أشجار معمّرة في مجازر كارثية، فضلا عمّا خلفته أزمتا المياه والتلوّث من تداعيات مُدمرة في الواقع الزراعي، ما جعل البلاد متصحّرة بعد أن كانت تُسمى أرض السواد نظرا لأراضيها الخصبة وخضرتها الكثيفة!

في الثقافة الشعبية

رغم عدم وجود نصوص دينية تُلزم المؤمنين برعاية نبات الآس، إلا أن أوراقه لا تزال تُذر فوق الجنائز وفي المجالس الحسينية، وتُنسج منها أكاليل الأعراس في الكنائس، وتُكلل بها شعارات المندائيين في طقسي التعميد والوداع الأخير، ما يؤكد أن لهذا النبات مكانة مرموقة في الثقافة الشعبية. 

في حديث صحفي، يقول الشيخ مرتضى حسين الأُزيرجاوي، أن "حضور الياس في الثقافة الشعبية عميق رغم عدم وجود تشريع مكتوب حول ذلك. فأوراقه تُستخدم في الطب الشعبي لعلاج الصداع وأوجاع المعدة، استنادا إلى اجتهادات ابن قيّم الجوزية".

ويوضح أن "في الموروث الشعبي الإسلامي، استخدمت أوراق الياس في طقوس الرقية الشرعية كجزء من الماء المقروء عليه، اعتقادا بأنها تطرد الحسد أو السحر وغير ذلك، دون أن يكون لهذا الموروث أصل شرعي"، متابعا القول: "كذلك يعتمد بعض الطقوس الكنسية، مثل القداس أو المعمودية، على استخدام أوراق الياس ضمن التقاليد الثقافية، أكثر مما هو مقرر في العقيدة نفسها. اذ لا يُعد ورق الياس جزءاً رسمياً في المسيحية، كما هو الحال في الديانتين اليهودية والمندائية".

فيما تقول الراهبة ريتا ببيكا، أن "في خضرة  الآس الدائمة إشارة إلى السلام والنقاء. لذلك نعلّق أغصانه على الكنائس في أعياد الميلاد والفصح".

نبتة مباركة

وتعد نبتة الآس مباركة ومقدسة وأساسية في العديد من طقوس الديانة المندائية.

ووفقا للباحث المندائي جبار منير مكلف، فإن هذه النبتة تُعتبر ضرورة دينية تدخل في جميع الطقوس المندائية، وترافق الإنسان في جميع مراحل حياته، من الولادة مروراً بالزواج حتى الوفاة.

بينما توضح المندائية أطياف نهر، في حديث صحفي، أن "الآس يوضع على (سرة) المولود الجديد، ويعتبر ذلك أول تعميد للطفل حتى يبلغ عمره ثلاثين يوما".

ويدخل نبات الآس في الميثولوجيا، ويرمز الى النقاء والجمال والطهارة. فبحسب الأسطورة الإغريقية، فإن أفروديت، آلهة الحبّ والجمال،عندما كانت تستحم ذات مرة عند نبع ماء، شاهدها "الساطير" وهي مخلوقات خرافية نصفها الأعلى على شكل إنسان والنصف السفلي على شكل حيوان.

ولم تستطع افروديت التخلص من مراقبة تلك الكائنات وفضولها إلا بالاختباء بين أغصان نبات الآس، وبذلك أصبح الآس نبات أفروديت المفضل.

وكان الإغريق القدماء قد زرعوا هذا النبات حول معابدهم، واعتبروه رمزاً للرقة والإخلاص والعفة، ولذلك كانت قلادة العروس تصنع من أغصان الآس – وفق ما تذكره قرائن تاريخية.

أزمة السكن تقسو على الآس!

لكن هذا الإرث الروحي يقف اليوم أمام معادلة قاسية. فأزمة السكن وارتفاع أسعار العقارات، كل ذلك أجبر الناس على تحويل حدائق منازلهم إلى غرف وملاحق خرسانية، بعد اقتلاع أشجارها ونباتاتها، ومن أبرزها الآس.

ويبدو أن هذه النبتة الموغلة في أعماق الموروث الشعبي العراقي، ليست مرغوبة اليوم، كونها تحتاج إلى ري منتظم وعناية فائقة. إذ غالبا ما تُفضل حملات التشجير، سواء المجتمعية أم الحكومية، أشجار الأكاسيا، باعتبارها أسرع نموا وأشد مقاومة للعطش والحرارة في ظل أزمتي نقص المياه والتغيّر المناخي.   

يصف المهندس الزراعي نجاح محمد، حال نبات الآس اليوم قائلا أن "الأصوات التي كانت تملأ الأحياء بوقع المقصّ حول أسوار الآس لتزيينها، خفتت اليوم لتحل محلها أصوات مطارق البناء".

فيما يحذّر زميله إحسان عبد علي من أن "استمرار هذا الإهمال سيحرم بغداد من (شجرة السلام) ويقطع صلتها بجزء حيّ من تراثها النباتي".

أين ذهبت تلك الرائحة الزكية؟!

في منطقة الأعظمية تقف السبعينية حسيبة عقيل، على عتبة بيتها القديم. فتغمض عينيها على أمل أن تتحسس تلك الرائحة الزكية التي كانت تملأ ليالي الصيف عندما كانت الأسرة تتناول العشاء إلى جوار شجيرات "الياس". ثم تعود وتفتح عينيها، فلا ترى سوى أسوار إسمنتية جرداء. تقول حسيبة في حديث صحفي، أن "اختفاء شجرة الآس يشبه اختفاء جرس المدرسة القديم أو صوت بائع الباقلاء عند الفجر.. تفاصيل صغيرة إذا غابت تفرغ المدينة من روحها".

وتتعالى أصوات الكثيرين من المعنيين بالبيئة والزراعة، مطالبة بحملة إنقاذ لنبات الآس، من خلال إعادته للحدائق والمتنزهات والساحات العامة، مع تقديم دعم لأصحاب البيوت كي يعيدوه إلى حدائقهم أو الأرصفة المجاورة لبيوتهم، من خلال توفير شبكات ري بالتنقيط، فضلا عن إطلاق برامج توعية تُعرّف الأجيال الجديدة بفضائل هذه الشجيرة العطرة.

فبينما تسعى المدن إلى خفض حرارة هوائها الخانق، قد تكون زراعة أمتار من الخضرة الموروثة خطوة أولى لاستعادة ما خسرته من ظلٍّ وذاكرة. وفي السباق مع الزمن يبقى السؤال معلقاً في هواء المدينة: هل يستطيع العراقيون إنقاذ شجيرة كانت شاهداً صامتاً على أفراحهم وأتراحهم قبل أن يُسدل العمران ستاراً أبديا من الأسمنت على عبيرها المتبقي؟!

******************************************

اكول.. إمكانيات موجودة .. ولكن؟

آيات سعدون

كالعادة، قادني الطريق نحو منزلي إلى المرور في شارع المطار (مطار بغداد)، والذي تجدد كلياً عما كان عليه في الشهور الماضية، بفعل حركة الاعمار السريعة الرائعة التي تجري فيه حالياً، تمهيداً لمرور مواكب الفخامات والملوك والوزراء ومن يرافقهم خلال فترة انعقاد القمة العربية في الشهر المقبل!

في هذه المرة شاهدت شيئا غريبا لم أألفه في جميع حملات الاعمار السابقة. إذ رأيت مجموعة من العمال ترتقي رافعة عالية جداً لتنظيف أعمدة الإنارة بأدوات التنظيف. كذلك لفتت نظري أعمال تزيين الشارع ليكون في أبهى صورة.

ومما شاهدته أيضا، وفاجأني، حملات إعمار واسعة لشوارع قد يمر منها أولئك الضيوف، انتهت فعليا خلال مدة محدودة. إذ توفرت الإمكانيات والوقت والأموال والكوادر المسؤولة والفنية، وهُيئت كافة التسهيلات لإنجاز العمل بصورة يسيرة دون اي معرقلات. وهنا تذكرت ان رئيس الوزراء الحالي تحدث في احدى جولاته عن صعوبات تواجه انجاز مشاريعه بسبب المعرقلات التي يضعها النظام البيروقراطي.. فأيُ مفارقة هذه؟!

لكن، حين مررت بشارع جانبي، قريب من الطرق المخصصة لسير الوفود، وجدته على حاله لم يشمله هذا العطف الابوي من لدن "المعزبين"، حينها تذكرت حملة الاعمار الكبيرة التي سبقت زيارة بابا الفاتيكان الراحل (البابا فرنسيس) قبل سنوات. إذ وجدت ما يجري حاليا نسخة إعمار مشابهة للنسخة السابقة، والتي بدأت ممتازة، في حين سرعان ما تهاوى كل ذلك عقب انتهاء زيارة البابا، كون الإعمار اقتصر على التزيين والتزويق الشكلي فقط، دون معالجات جوهرية. وهذا بالفعل يشبه الحلول السطحية للمشكلات، والتي تقدمها قوى المحاصصة الفاسدة بدلَ أن تعمل على حل الأزمات البنيوية.

خلاصة القول: ان معالجة الأزمات أمر ممكن، في حال توفرت الإرادة الحقيقية لتنفيذ الحلول، وهي كثيرة!

********************************************

في المحمودية تراكم النفايات من أبرز المشكلات

المحمودية – مهدي العيسى

يشكو العديد من أهالي قضاء المحمودية جنوبي بغداد، من مشكلات عديدة في القطاع الخدمي، أبرزها يتعلق بخدمات النظافة، مبينين لـ"طريق الشعب" أن النفايات تتراكم في غالبية محلات القضاء، وانهم سبق ان راجعوا البلدية مرارا، وناشدوها معالجة هذه المشكلة، لكنها لم تتخذ أي إجراء.  ويذكر المواطن ماجد علي، الذي يسكن في حي الحسينية، أن الأزبال والانقاض متراكمة في سوق القضاء وفي الأراضي المجاورة لسكة القطار في حيي المرتضى والجزائر، مشيرا إلى أن الرياح تنقل النفايات إلى السكة، ما يؤثر على انسيابية سير القطار.  ويؤكد لـ"طريق الشعب"، أنه بسبب عدم إقدام البلدية على رفع النفايات، يضطر الأهالي إلى حرقها بين حين وآخر، ما يخلف أدخنة سامة مضرة بالصحة والبيئة.

من جانب آخر، يعاني أهالي المحمودية ارتفاع سعر الأمبير لدى المولدات الأهلية. وعن ذلك يقول المواطن محمد كاظم مهدي، أن معظم السكان من الفقراء وذوي الدخل المحدود، الذين لا يقوون على تحمّل اشتراك المولدة المرتفع، مطالبا الجهات المعنية متابعة المولدات وإلزامها بالتسعيرة المحددة من قبل الحكومة.  ومن بين المشكلات التي يعانيها أهالي المحمودية، مشكلة رداءة مياه الإسالة. إذ يقول المواطن أحمد حاكم لـ"طريق الشعب"، أن المياه تأتيهم حاملة رائحة غير مستساغة، بسبب زيادة نسبة مادة الكلور فيها، مطالبا دائرة الإسالة بتنقية المياه بالطريقة العلمية الصحيحة، مع وضع نسب كلور آمنة.

*********************************************

  • تتقدم اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الديوانية بالتعازي والمواساة للرفيق العزيز نعمة سلمان (ابو ماجد)، سكرتير اللجنة المحلية سابقا، بوفاة ابن عمه صديق الحزب جميل ياسين.

للفقيد الذكر الطيب ولعائلته وذويه الصبر والسلوان.

كما تتقدم اللجنة المحلية بالتعازي والمواساة لسكرتيرها الأسبق، الرفيق العزيز حمزة سوادي (ابو حميد)، بوفاة ابن عمه حمزة الميالي.

للفقيد الذكر الطيب ولعائلته وذويه الصبر والسلوان.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط عائلة الراحل صديق الحزب القاضي ثابت قماري، بوفاة ابنه محمد.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لعائلته.

******************************************

الصفحة السادسة

مجزرة جديدة ضد المدنيين واستهداف لـ {مستشفى الدرة للأطفال} غزة.. الحصار والقصف يقتلان نصف مرضى غسيل الكلى

متابعة – وكالات

كشفت إحصائية فلسطينية عن وفاة 40 في المائة من مرضى الكلى خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي تسبب بنقص هائل في العلاج. وجاء ذلك في الوقت الذي ارتكبت فيه قوات الاحتلال مجزرة جديدة ضد المدنيين بعدما شنت غارات جوية أودت بحياة 28 فلسطينيًا، بينهم أطفال في شمال وجنوب القطاع، ونفذت قصفًا آخر ضد مستشفى الدرة للأطفال، في حين أصدر وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا بيانًا مشتركًا دعا إسرائيل إلى إنهاء الحظر الذي تفرضه على دخول المساعدات الإنسانية.

مرضى الكلى يتعرضون للإبادة

نقلت وكالة أسوشيتد برس الأميركية عن مسؤولين في وزارة الصحة في قطاع غزة قولهم إن أكثر من 400 مواطن يمثلون 40 في المائة من مرضى الكلى توفوا خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بسبب نقص العلاج.

وأشارت وزارة الصحة ضمن تحديثاتها الخبرية اليومية إلى وفاة 11 مريضًا منذ بداية آذار الماضي في القطاع كانوا بحاجة إلى غسيل كلى، مبينة أن غزة تواجه كارثة صحية متفاقمة نتيجة استمرار حصار الاحتلال المشدد وإغلاق المعابر بشكل كامل، ليتوقف بذلك دخول المساعدات الغذائية والطبية والوقود.

ووفق معطيات جهاز الإحصاء الفلسطيني، هناك نحو 350 ألف مريض بالأمراض المزمنة في قطاع غزة، من بينهم 71 ألف مصاب بالسكري، و225 ألفًا يعانون من ارتفاع ضغط الدم، و45 ألف مريض بأمراض القلب والأوعية الدموية.

بالإضافة إلى آلاف المرضى المصابين بالسرطان وأمراض الكلى وأمراض خطيرة أخرى، هؤلاء جميعًا محرومون اليوم من تلقي الرعاية الصحية الأساسية في ظل انهيار القطاع الصحي.

من جانبها، حذّرت منظمة الصحة العالمية من تفاقم أزمة "غسيل الكلى" في غزة، مؤكدة أن المخزون من أدوية الكلى بات معدومًا، ما يعرض حياة المزيد من المرضى للخطر.

كما استنكرت وزارة الصحة في غزة قصف الاحتلال الإسرائيلي لمستشفى الدرة للأطفال شرق مدينة غزة، والذي ألحق أضرارًا جسيمة بقسم العناية المركزة ومنظومة الطاقة البديلة فيه.

وقالت الوزارة في بيان لها إن استهداف منشأة طبية مخصصة لعلاج الأطفال يندرج ضمن سياسة ممنهجة لمعاقبة المدنيين وحرمانهم من أبسط حقوقهم، إذ لم يكتف الاحتلال بمنع الدواء والغذاء، بل أمعن في سلب حقهم في الحياة.

مجزرة جديدة ضد المدنيين

إلى ذلك، أفادت مصادر طبية باستشهاد 10 فلسطينيين في قصف استهدف خيامًا للنازحين داخل مدرسة يافا في حي التفاح شرقي مدينة غزة.

وأوضح الدفاع المدني في بيان له أن فرق الإنقاذ تمكنت من انتشال جثامين الشهداء من موقع القصف، حيث نقلوا إلى مستشفى الشفاء ومستشفى الهلال الأحمر الميداني.

كما أفادت المصادر الطبية في شمال القطاع باستشهاد طفل وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا في جباليا، إضافة إلى قصف مماثل في جنوب القطاع أودى بحياة طفل وإصابة خمسة بعد استهداف خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي شمال غربي خانيونس.

وفي غضون ذلك، كشفت صحيفة "هآرتس" عن تفاصيل جديدة حول مجزرة المسعفين التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في رفح جنوبي قطاع غزة.

وأظهر تحقيق الصحيفة الإسرائيلية أن الجنود أطلقوا النار على سيارات إسعاف في رفح رغم علمهم المسبق بتحركها، في هجوم دام 3 دقائق ونصف الدقيقة. وأشار التحقيق إلى أن إطلاق النار تم من مسافة صفر، كما تبين أن الجنود استبدلوا العديد من المخازن أثناء إطلاق النار على المسعفين بشكل مباشر رغم محاولاتهم التعريف بأنفسهم كعاملين في المجال الإنساني.

دعوات أوروبية لإدخال المساعدات

وفي الأثناء، طالبت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا إسرائيل بـ "إنهاء" الحظر الذي تفرضه على دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، محذرة من تزايد الوفيات بفعل "المجاعة وانتشار الأوبئة".

وقال وزراء خارجية الدول الثلاث في بيان مشترك "يجب أن ينتهي ذلك، ندعو إسرائيل إلى استئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة فورًا وبسرعة ودون عوائق، لتلبية حاجات جميع المدنيين التزامًا بالقانون الدولي". وقال الوزراء "يجب ألا تُستخدم المساعدات الإنسانية مطلقًا أداةً سياسية، ويجب ألا تُقلَص مساحة الأراضي الفلسطينية أو تخضع لأي تغيير ديموغرافي".

*********************************************

الأردن يحظر جماعة {الاخوان المسلمين}  ويصادر ممتلكاتها

عمّان - وكالات

أعلن وزير الداخلية الأردني، أمس الأربعاء، عن حظر أنشطة جماعة الإخوان المسلمين في الأردن والانتساب أو الترويج والنشر لها ومصادرة أملاكها وإغلاق مكاتبها.

وقرأ الوزير مازن الفراية في إيجاز صحفي بيان الإعلان عن حظر كافة نشاطات الجماعة "المنحلة"، واعتبار أي نشاط لها أياً كان نوعه عملاً يخالف أحكام القانون ويوجب المساءلة القانونية"، لافتًا إلى أن "استمرار الجماعة في ممارساتها يهدد الأردنيين ويعيق التنمية".

وبيّن الوزير أن "عناصر جماعة الإخوان هددوا حياة المواطنين بعد أن ثبت قيامهم بنشاطات مزعزعة للاستقرار. ولذلك، سيتم تسريع عمل لجنة الحل المكلفة بمصادرة ممتلكات الجماعة وإغلاق كل مكاتبها في المملكة".

******************************************

الكرملين: بوتين مستعد للتواصل مع أوروبا وأوكرانيا

موسكو - وكالات

قال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، أمس الأربعاء، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستعد للتواصل مع أوروبا لتسوية النزاع الأوكراني.

وأوضح بيسكوف: "لا توجد لدينا أي اتصالات مع الأوروبيين، ولا مع الأوكرانيين، ومع ذلك، لا يزال الرئيس بوتين منفتحًا لتسوية النزاع"، فيما جدد معارضة روسيا لنشر قوات حفظ سلام في أوكرانيا باعتبارها "قوات ومعدات تابعة لحلف شمال الأطلسي".

ويأتي هذا بينما أكد جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي أن على موسكو وكييف الاتفاق وإلا ستتخلى واشنطن عن مساعيها للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.

*********************************************

تركيا.. زلزال يرعب مرمرة وضواحي اسطنبول

اسطنبول - وكالات

ضرب زلزال قوي بلغت قوته 6.2 درجة على مقياس ريختر بحر مرمرة قرب الضواحي الغربية اسطنبول، أمس الأربعاء، وشعر به سكان أكبر مدينة تركية، حيث هرع الناس إلى الشوارع.

وصرح وزير الداخلية علي يرلي كايا على موقع إكس: "وقع زلزال بقوة 6.2 درجة في سيليفري، على بحر مرمرة، بإسطنبول"، مضيفًا أن "سكان المحافظات المحيطة شعروا به". ولم ترد على الفور تقارير عن تداعيات الزلزال أو خسائر بشرية ومادية ناجمة عنه.

ونقلت وكالة الأناضول عن وزير النقل التركي قوله إنه "وفقًا للفحص الأولي لم تُرصد أي أضرار ناجمة عن زلزال إسطنبول بالمطارات أو بالقطارات أو في المترو أو على الطرق السريعة".

******************************************

مقاومةً لمنطق العودة الى الحرب تصاعد المشاركة في مسيرات السلام في ألمانيا

رشيد غويلب

مقارنة مع عصر ازدهار حركة السلام الألمانية في ثمانينيات القرن العشرين، فإن مسيرات السلام في عيد الفصح اليوم تبدو صغيرة، ولكن عدد المشاركين في جميع أنحاء ألمانيا، وفقًا لشبكة التنسيق من أجل السلام، ازداد مقارنة بمسيرات العام الفائت.

يعيش العالم ظروفًا جديدة، أصبح فيها التهديد بالحرب وإعادة التسلح والعسكرة على جدول قوى الهيمنة بشكل متزايد، وما كان أمرًا لا يمكن تصوره قبل بضع سنوات فقط، يجري اليوم تسويقه بصوت عالٍ، باعتباره خيارًا سياسيًا، يدعمه بقوة الإعلام السائد. وعلى الرغم من ذلك، فإن أغلبية مستقرة ترفض العودة للعسكرة ومنطق الحرب. لكن أكثرية الرافضين يلوذون بالصمت، ولم تحقق حركة السلام حتى الآن سوى نجاح محدود في تحويل هذا الاحتجاج الصامت إلى عامل ضغط مؤثر، كما كان الأمر في الثمانينيات، أو حتى خلال الصعود الاستثنائي لحركة السلام لمواجهة الغزو الأمريكي للعراق في شباط 2003.

وحركة السلام ترفض فكرة الحرب، وتظل ملتزمة برؤيتها لعالم خال من الأسلحة النووية، وأوروبا منزوعة السلاح حيث يكون التفاهم وليس التصعيد هو المطلوب.

مشاركة فاعلة لقوى اليسار

على الرغم من البرد وشدة الرياح والتعتيم الإعلامي، شارك عشرات الآلاف في العديد من المدن الألمانية من أجل السلام، وضد إعادة التسلح، وضد الحروب، ومن أجل سياسة مختلفة. لقد أظهرت مسيرات عيد الفصح لعام 2025 أن حركة السلام لا تزال موجودة، وأنها تظل حركة مؤثرة في الحياة السياسية والثقافية الألمانية.

وتحدث المتابعون عن هيمنة الإعلام الأحمر على مسيرة برلين، لحزب اليسار الألماني والحزب الشيوعي الألماني، ومنظمات الشبيبة والطلبة القريبة منهما، بالإضافة إلى مشاركة العديد من المنظمات اليسارية والشيوعية الأخرى.

فلسطين الحاضرة دومًا

كان الصوت الأعلى في مسيرة العاصمة برلين هو صوت التضامن مع الشعب الفلسطيني، حيث الأعلام الفلسطينية وعزف إيقاعات السلام. وقال متحدث باسم لجنة التضامن: "عندما يتعلق الأمر بالسلام، يتعين علينا أن نتحدث عما يحدث في فلسطين". ينزل الناس إلى الشوارع للفت الانتباه إلى حقيقة أن الأمر لا يتعلق بالسلام فقط، بل يتعلق بالسلام العادل لفلسطين. ورغم أن التظاهرة سارت دون وقوع حوادث إلى حد كبير، إلا أنه كانت هناك مناوشات بين كتلة التضامن الفلسطينية والشرطة أثناء التجمع الختامي. وقالت الشرطة إنها اعتقلت 15 مشاركًا لوقت قصير قبل بدء التجمع وخلاله.

تقييم إيجابي

أكد منظمو مسيرات عيد الفصح أن الحصيلة النهائية كانت إيجابية. لقد شهدت أكثر من 100 مدينة تظاهرات وتجمعات من أجل السلام. وشملت التظاهرات والتجمعات مدن البلاد الكبيرة، وقواعد تخزين الأسلحة النووية الأميركية داخل الأراضي الألمانية، شارك فيها عشرات الآلاف في سبيل غد آمن ومستقبل أفضل للأجيال القادمة. وكانت مسيرات برلين وشتوتغارت من أبرز التجمعات، حيث شارك في الأولى 6 آلاف (الشرطة تحدثت كالعادة عن اشتراك 1800 فقط)، وفي الثانية شارك 4500 متظاهر.

يقول "ولي فان دير أوين" المتحدث باسم مركز معلومات مسيرة عيد الفصح في مدينة فرانكفورت: "حافظنا على مستوى الأنشطة الفردية وعدد المشاركين، وفي بعض الحالات تجاوزناه بشكل كبير".

ويرى فان أوين أن "الانتهاكات المتكررة للقانون الدولي، إلى جانب إعادة التسلح وتصدير الأسلحة" هي السبب وراء زيادة المشاركة. وهذا يجعل الناس يشعرون بعدم الأمان. إن خطط نشر أسلحة أميركية جديدة متوسطة المدى في ألمانيا، في عام 2026، تشكل تهديدًا كبيرًا. في المقابل، يتم جمع التوقيعات على "نداء برلين" من أجل السلام في كل مكان.

إن ما يبعث على الارتياح هو المشاركة المتزايدة للشبيبة والطلبة في مسيرات هذا العام، ردًا على محاولات التحالف الحاكم في ألمانيا والقوى الداعمة له العودة إلى العمل بالخدمة العسكرية الإلزامية، والمخاوف المنتشرة في أوساط الشبيبة والطلبة من التحول إلى وقود لحروب مقبلة.

بالإضافة إلى ذلك، كانت السياسة الاجتماعية حاضرة أيضًا في كلمات المتحدثين في التجمعات الختامية: تخفيضات الأموال المخصصة لقطاعات التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية لصالح حزم الأسلحة الجديدة، وأن نهج الحكومة الألمانية الجديدة يعمق المخاوف وبعيد جدًا عن توفير الأمان لأكثرية السكان، ناهيك عن الأمان والسلام العالميين.

********************************************

عراقجي: مفاوضاتنا مع واشنطن في المسار الصحيح

طهران - وكالات

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أمس الأربعاء، إن المفاوضات غير المباشرة بين إيران وأمريكا تسير في الاتجاه الصحيح.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن عراقجي صرّح فور وصوله إلى الصين، ردًا على سؤال حول الجولة الأخيرة من المحادثات غير المباشرة بين إيران وأمريكا، قائلاً: "المفاوضات تسير في مسارها الصحيح، لكن من المبكر إصدار حكم نهائي. نحن متفائلون بحذر، وإذا واصل الجانب الأمريكي نهجه البنّاء وتجنّب التمسك بمطالب غير واقعية ومستحيلة، فأنا واثق من أننا سنتمكن في نهاية المطاف من التوصل إلى اتفاق جيد".

وفيما يخص دور الصين في هذه المفاوضات، أوضح عراقجي أن "الصين لطالما اتخذت مواقف بنّاءة، وقد دعمت سير المفاوضات الجارية، كما أعلنت استعدادها للمساهمة في دفع عجلة الحوار، وهو ما سيتضح بشكل أكبر خلال هذه الزيارة".

*******************************************

احتجاجات أمريكية واسعة تطالب برحيل ترامب

واشنطن - وكالات

خرج الآلاف في مدن أمريكية، في موجة احتجاج واسعة تطالب برحيل الرئيس دونالد ترامب، معبرين عن رفضهم لسياسته وقراراته الأخيرة.

وحملت التظاهرات شعار "50501"، الذي يشير إلى خمسين مظاهرة في خمسين ولاية ضمن حركة موحدة، وأراد المنظمون لهذه الاحتجاجات أن تتزامن مع الذكرى رقم مئتين وخمسين لانطلاق حرب الاستقلال الأمريكية.

ورفعت الحشود مطالب سياسية واجتماعية تعكس استياء متزايدًا من سياسات ترامب، ومن بين القضايا التي ثارت غضب المشاركين، ترحيل المهاجر الذي يملك حقًا قانونيًا في أمريكا، كيلمار أبريغو غارسيا بالخطأ إلى السلفادور، وهو ما اعتبره كثيرون انتهاكًا صارخًا للحقوق، ودعوا إدارة ترامب إلى تصحيح هذا الخطأ.

ومن بين الهتافات واللافتات، تكررت عبارة "لا ملوك" في استحضار رمزي لتاريخ الولايات المتحدة في مقاومة الاستبداد، بالتوازي مع الاحتفالات المحلية بذكرى معارك الاستقلال في ماساتشوستس، إضافة إلى هتافات "ترامب ارحل الآن".

***************************************

الصفحة السابعة

النساء العاملات: تحديات مستمرة وقوانين عمل معطلة

بغداد - نورس حسن

مع اقتراب الأول من أيار، عيد العمال العالمي، تتجدد الدعوات للاهتمام بحقوق العاملات والعاملين في العراق، وتسليط الضوء على معاناتهم المستمرة. وعلى الرغم من مرور قرابة عشر سنوات على تشريع قانون العمل العراقي الذي دخل حيز التنفيذ كخطوة تهدف إلى مواءمة العراق مع المعايير الدولية لحماية حقوق العمال والعاملات، إلا أن تطبيق هذا القانون ما زال يواجه عثرات عديدة. ورغم احتوائه على مضامين إيجابية، بقيت الانتهاكات بحق النساء العاملات مستمرة في ظل ضعف الرقابة الحكومية.

قانون جيد ولكن!

تُجمع الآراء على أن قانون العمل رقم 37 لعام 2015 يتضمن مواد تضمن حقوق العاملات والعاملين في القطاعين العام والخاص، ويعد أحد أفضل القوانين في المنطقة. لكن المشكلة تكمن في عدم تفعيل هذه المواد على أرض الواقع، ما أدى إلى انتشار الانتهاكات، خاصة بحق النساء العاملات.

وتوضح المحامية سماح الطائي أنه "على الرغم من المواقف الإيجابية لدى منظمة العمل الدولية تجاه العراق الذي يعد في مقدمة البلدان المصادقة على الاتفاقيات الدولية، إلا أن العديد من المواد القانونية وضمنها الاتفاقيات الدولية لم تُنفذ بشكل كامل بسبب غياب الإرادة الحكومية".

تضيف الطائي: "القوانين نصت على حماية العاملات وحقوقهن، مثل الحرية النقابية وإنهاء التمييز في مواقع العمل ووضع حد للسلوكيات غير الأخلاقية التي تتعرض لها بعض العاملات، إلا أن تلك القوانين باتت حبرًا على ورق بعد تشريعها".

وتشير المحامية إلى أن الانتهاكات تزداد في القطاع الخاص، حيث تتعرض النساء لأسوأ أشكال الاستغلال. وتوضح بأن "الشكاوى التي تصل من النساء العاملات في القطاع الخاص تكشف عن مخالفات جسيمة، مثل خفض الأجور دون مبرر أو الطرد التعسفي بعد طلب الإجازات".

نموذج من الواقع

المواطنة زينة صادق، وهي عاملة في إحدى شركات القطاع الخاص، تروي تجربتها لـ "طريق الشعب" فتقول: "بعد ولادتي، طلبت إجازة، ولكن صاحب العمل رفض وفصلني، مدعيًا أنني لم أعد مناسبة للعمل، إلى جانب ذلك كانت الأجور منخفضة للغاية ولا تتجاوز 400 ألف دينار شهريًا، مع استقطاع أي مبلغ يرتئيه بحال غيابي أو طلبي لإجازة".

زينه أكدت أن غياب الرقابة الحكومية يسهم في تفاقم معاناة العاملات. وأشارت إلى أن "اللجان التفتيشية التابعة لوزارة العمل غير موجودة فعليًا في مواقع العمل، مما يترك العاملات دون حماية".

خبايا القطاع الخاص

تسلط الناشطة علياء الخفاجي الضوء على تفاصيل أخرى بشأن الاستغلال الذي تواجهه النساء العاملات في القطاع الخاص، فتقول لـ "طريق الشعب": "تُجبر النساء العاملات في القطاع الخاص في بعض الأحيان على توقيع عقود عمل تحتوي على شروط تعسفية، مثل دفع مبالغ مالية كبيرة بحال ترك العمل لأي سبب. هذه العقود تجعل النساء أسيرات لاستغلال أرباب العمل، خاصة عند تعرضهن للمضايقات أو التحرش".

وتوضح الخفاجي أن الكثير من النساء يضطررن للقبول بهذه العقود بسبب الحاجة الماسة للعمل، ولكنهن يواجهن مآسي مضاعفة إذا حاولن ترك العمل. وتضيف: "الخوف من الوصمة الاجتماعية يمنع الكثيرات من الحديث عن الانتهاكات التي يتعرضن لها".

غياب الشكاوى الرسمية

وتشير الناشطة إلى أن "محاكم العمل نادرًا ما تشهد دعاوى تتعلق بالانتهاكات بحق النساء، وذلك بسبب العادات الاجتماعية والخوف من الفضيحة. كما أن الدولة لا توفر الحماية اللازمة لتشجيع النساء على تقديم شكاوى، مما يجعل الانتهاكات مستمرة دون رادع". وترى الخفاجي أن النقابات العمالية بحاجة إلى لعب دور أكثر فعالية في حماية حقوق العاملات. وتضيف: "على لجنة العمل في البرلمان أن تتحمل مسؤوليتها في متابعة تنفيذ قانون العمل بما يتماشى مع الاتفاقيات الدولية".

ومع قرب حلول عيد العمال العالمي هذا العام، يُعاد التأكيد على أهمية تفعيل القوانين التي تحمي حقوق النساء العاملات وتعزيز الرقابة الحكومية. ويظل ملف استغلال النساء العاملات في العراق واحدًا من القضايا المهملة رغم أهميتها. ومع استمرار ضعف الرقابة الحكومية وغياب الحماية، تتفاقم الانتهاكات بحق النساء العاملات في القطاعين العام والخاص. إن معالجة هذه القضية تتطلب تفعيل القوانين الحالية، وتعزيز الرقابة، وتشجيع النساء على المطالبة بحقوقهن دون خوف من العواقب.

******************************************

60 في المائة من شابات العراق عاطلات عن العمل!

بغداد – طريق الشعب

تشهد البطالة النسوية في العراق تزايدًا مقلقًا، لا سيما بين الشابات، في ظل تحديات اقتصادية واجتماعية وثقافية متراكمة. وتُظهر تقارير دولية ومحلية تفاوتًا حادًا في نسب البطالة بين النساء والرجال، وسط غياب السياسات الفعالة لدعم عمل المرأة، خاصة في المناطق الريفية، ما ينعكس سلبًا على واقع الأسر والمجتمع ككل.

وأكد تقرير صادر عن المكتب الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، بالتعاون مع الإسكوا، أن البطالة بين النساء في العراق شهدت ارتفاعًا ملحوظًا خلال عام 2024، حيث بلغت نسبتها بين النساء فوق سن الخامسة عشرة 28.3 في المائة، بينما ارتفع المعدل بين الشابات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و24 سنة إلى 62.2 في المائة.

الحكومة لديها أرقام مختلفة

المتحدث باسم وزارة التخطيط، عبد الزهرة الهنداوي قال إن "نسبة البطالة سجلت انخفاضاً خلال عام 2024". وبيّن في حديث خص به "طريق الشعب"، "أن النسبة بلغت 14 في المائة، بعد أن كانت 16.5 في المائة عام 2022". وبالحديث عن نسبة البطالة لدى النساء وفقاً لبيانات الوزارة، أشار الهنداوي إلى أنها تبلغ 12 في المائة بين الرجال وحوالي 16 في المائة بين النساء.

عمل من داخل المنازل

وقالت الناشطة النسوية إلهام قدوري وهي مديرة منظمة تعنى بدعم النساء، إن "انخفاض نسبة النساء العاملات في العراق يعود إلى جملة من الأسباب المتراكمة، في مقدمتها غياب فرص العمل التي تحفز المرأة على أن تكون منتجة اقتصادياً".

وأضافت قدوري في حديث لـ "طريق الشعب"، أن "العادات العشائرية والأعراف الاجتماعية لا تزال تشكل عائقاً أمام مشاركة النساء في سوق العمل، حيث تُجبر الكثير من الفتيات على البقاء في المنزل بعد إكمال التعليم". وأشارت إلى أن ظاهرة الزواج المبكر تسهم في حرمان الفتيات من فرص العمل، حيث تُجبر الفتاة على تحمل مسؤوليات منزلية في سن مبكرة تمنعها من الاستقلال المهني أو المالي. كما لفتت الانتباه إلى ارتفاع نسب الأمية بين النساء، وغياب التمثيل الحقيقي لهن في المناصب القيادية والسياسية، وهو ما ينعكس سلباً على مشاركتهن الفعالة في مختلف القطاعات. ورغم التحديات ترى الناشطة قدوري بإن المرأة العراقية بدأت تفرض وجودها "حيث أصبحت الكثير من النساء منتِجات من داخل بيوتهن، وافتتحت بعض الشابات مشاريع صغيرة كصناعة الحلويات، أو الأعمال اليدوية، أو الخياطة، وحتى الرسم والفنون، ما يعكس قدرة النساء على الإبداع والعمل رغم غياب الدعم المؤسسي".

بطالة النساء تهدم المجتمع

وفي مجتمع تعاني فيه النساء من العنف والانتهاكات، لا تبدو البطالة النسوية مجرد مشكلة اقتصادية، بل خطرًا يمتد أثره إلى بنية المجتمع بأسره. تقول الناشطة السياسية صفا الطيار إن "هذه نسبة خطرة جدًا، خصوصًا في مجتمع تتعرض نساؤه للعنف والانتهاكات بشكل يومي". وترى أن ارتفاع نسب البطالة بين النساء يفاقم من معدلات الفقر، ويعمّق التبعية الاقتصادية، الأمر الذي يسلب الكثير من النساء حريتهن في اتخاذ قرارات مصيرية تتعلق بحياتهن ومستقبلهن. تضيف انه "في ظل وجود ما يقارب مليون أرملة ومطلقة، تبدو تداعيات البطالة النسوية أكثر حدة، إذ لا تمس النساء فقط، بل تطال أُسرا بأكملها، ما يهدد الاستقرار الاجتماعي، وينذر بأثر سلبي طويل الأمد على الأجيال القادمة".

تمكين نساء الريف

وتضيف الناشطة في مجال تمكين المرأة، مرح إياد في حديث لـ "طريق الشعب"، أنه بسبب "غياب فرص العمل اللائقة، وضعف البنية التحتية التعليمية، والقيود الاجتماعية والثقافية التي تمنع الكثير من النساء من دخول سوق العمل أو حتى إكمال تعليمهن، ينحصر دور المرأة في المنزل، وخاصة الفتيات في الأرياف، مما يتطلب معه سياسات واضحة لتمكين النساء في الريف، كدعم المشاريع الصغيرة، وتوفير فرص تعليم مرنة، وحملات توعية مجتمعية".

*******************************************

الماركسية والمرأة

حوراء فاروق

تُعَدُّ قضية المرأة إحدى القضايا الرئيسية التي شغلت الفكر الماركسي منذ نشأته في القرن التاسع عشر، حيث تم الكشف عن ارتباطها بالبنى الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، المنتجة للاضطهاد الاجتماعي.

الأساس الفكري لاضطهاد النساء

تعتبر الماركسية النظام الاقتصادي والاجتماعي المحدد الرئيسي للأدوار الاجتماعية والعلاقات الإنسانية. وانطلاقًا من هذا الأساس، يرى ماركس وإنجلز أن اضطهاد المرأة ليس ظاهرة طبيعية أو أبدية، بل هو نتاج تاريخي نشأ مع ظهور الملكية الخاصة. ففي كتاب "أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة"، يُرجع إنجلز ظهور التفاوت بين الجنسين إلى الانتقال من المجتمعات المشاعية إلى المجتمعات الطبقية، حيث بدأت المرأة تفقد مكانتها مع هيمنة النظام الأبوي.

يشير إنجلز إلى أن العمل المنزلي غير المأجور الذي تقوم به المرأة هو شكل من أشكال الاستغلال الاقتصادي، مما يجعلها تعتمد اقتصاديًا على الرجل. ومن هنا، اعتبرت الماركسية تحرير المرأة مرتبطًا بتحرر المجتمع بأكمله من الاستغلال الطبقي، وأن للقضية بعدًا تاريخيًا، مؤكدة على أن تطور المجتمعات وانهيار الأنظمة الاستغلالية يمكن أن يعيد التوازن بين الجنسين.

المرأة والعمل في السياق الرأسمالي

مع تطور الرأسمالية، دخلت المرأة سوق العمل بكثافة، ولكنها واجهت أشكالًا جديدة من الاستغلال. فقد استخدمت الرأسمالية النساء كأيدٍ عاملة رخيصة، ما جعل النساء يتحملن عبء العمل المزدوج: العمل المدفوع الأجر والعمل المنزلي غير المدفوع الأجر. يرى الماركسيون أن هذا الوضع يعكس الطابع الاستغلالي للرأسمالية، حيث تُستغل المرأة لتحقيق الربح على حساب حقوقها ورفاهيتها.

ولم تقتصر المشكلة على استغلال النساء كأيدٍ عاملة رخيصة، بل امتدت إلى حصرهن في وظائف ذات طابع تقليدي أو منخفضة الأجر، مثل التعليم والرعاية الصحية. علاوة على ذلك، تعززت الفجوة في الأجور بين الرجال والنساء، مما زاد من ترسيخ التفاوت الاجتماعي. ومن هنا، ركزت الماركسية على ضرورة إدماج النساء في القطاعات الاقتصادية المنتجة وإلغاء التمييز ضدهن لضمان مساهمة حقيقية لهن في تطور المجتمع.

التحرر في ظل الاشتراكية

تُعتبر الاشتراكية البوابة الأساسية لتحرير المرأة. ففي ظل النظام الاشتراكي، يُلغى استغلال الإنسان للإنسان، ويُعاد تنظيم العلاقات الاجتماعية على أساس المساواة. تعمل الاشتراكية على إدماج المرأة في جميع جوانب الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وتضمن لها حقوقًا متساوية مع الرجل.

التجارب الاشتراكية في القرن العشرين قدمت نماذج ملموسة لتطبيق هذه الأفكار. فعلى سبيل المثال، في الاتحاد السوفيتي والصين، تم اتخاذ تدابير لتعزيز مشاركة المرأة في القوى العاملة والتعليم والسياسة. كما تم إنشاء بنى تحتية مثل رياض الأطفال والمطاعم الجماعية لتخفيف عبء العمل المنزلي على النساء. ورغم التحديات التي واجهتها هذه التجارب، مثل البيروقراطية وسباق التسلح، إلا أنها أظهرت إمكانية تحقيق خطوات عملية نحو تحرير المرأة. إضافة إلى ذلك، شجعت الأنظمة الاشتراكية النساء على المشاركة في صنع القرار من خلال الانخراط في الأحزاب السياسية والمنظمات النقابية. هذا الإجراء ساهم في رفع وعي النساء بأهمية دورهن في بناء المجتمع، وجعل قضية المرأة جزءًا لا يتجزأ من الأجندة السياسية.

النقد والتحديات

واجهت التجارب الاشتراكية السابقة انتقادات لعدم تحقيقها المساواة الكاملة بين الجنسين. ففي العديد من الحالات، استمر تقسيم العمل التقليدي داخل الأسرة، ولم تتحقق تغييرات جذرية في البنى الثقافية والاجتماعية التي تعزز التمييز ضد المرأة. بالإضافة إلى ذلك، لم تنجح جميع السياسات الاشتراكية في تحدي الأنماط الثقافية الراسخة التي كانت تشكل عائقًا أمام المساواة. وعمومًا تظهر الماركسية أن قضية المرأة ليست منفصلة عن النظام الاجتماعي والاقتصادي، بل هي جزء من شبكة معقدة من العلاقات الطبقية والاستغلال.

وبرغم التحديات والنقد، تظل الماركسية إطارًا مهمًا لفهم جذور اضطهاد المرأة والسعي نحو تحريرها.

******************************************

انخفاض معدلات الأمية

بغداد - وكالات

أعلنت وزارة التخطيط عن انخفاض نسبة الأمية في العراق، فيما أكدت مواصلة خفض معدلات الأمية وتعزيز تعليم الإناث ضمن خطة التنمية الخمسية. وقال المتحدث باسم الوزارة عبد الزهرة الهنداوي، لوكالة الأنباء العراقية (واع): إنه "بموجب نتائج التعداد العام للسكان والمساكن الذي أُجري في العراق بنهاية العام الماضي 2024، فقد بلغت نسبة الأمية 15 في المئة، وهي منخفضة عما كانت عليه في السنوات السابقة، حيث كانت النسبة المسجلة في 2020 وما قبلها وبعدها أكثر من 20 في المائة".

وتابع أنه "ضمن سياسة أو خطة التنمية الخمسية، وسياسة مكافحة الفقر في العراق، ومن ضمن رؤية العراق للتنمية المستدامة، هو خفض معدلات الأمية إلى أدنى مستوياتها، من خلال جملة من السياسات والإجراءات التي ركزت على تعليم أو إتاحة فرصة أكثر لتعليم الإناث، على اعتبار أن نسبة الأمية نجدها مرتفعة بين الإناث أكثر مما هي بين الذكور، لظروف اجتماعية وغيرها من القضايا الأخرى التي تحول دون إكمال المرأة لتعليمها".

ولفت إلى أن "هناك جهدًا كبيرًا تقوم به وزارة التربية، باعتبارها الجهة القطاعية المعنية بهذا الملف". فيما أكد مدير عام الشؤون الفنية في الجهاز التنفيذي لمحو الأمية وسام ناهض عبود، لوكالة الأنباء العراقية (واع)، أنه "بعد اتخاذ مجموعة من الإجراءات، ومن أهمها تنفيذ توجيه رئيس الوزراء بمحو أمية موظفي الدولة في الوزارات والمؤسسات العامة غير المرتبطة بوزارة، فهناك تناقص للأمية ونجاح لهذا المشروع"، مشيرًا إلى أن "نسبة الأمية الدقيقة بالإمكان معرفتها خلال العام الحالي، لاسيما بعد تحديد الأمية من قبل وزارة التخطيط بعد نتائج الإحصاء السكاني".

*************************************************

عين المرأة.. مكان آمن للعاملات   فرص وإنتاجية أعلى

انتصار الميالي

رغم المكانة التي تشغلها المرأة في ميدان العمل، إلا أنها ما زالت تتعرض للمضايقة والابتزاز المادي أو المعنويأ الذي يمس كرامتها وحريتها وحتى شرفها، ويتجسد تحت تسمية التحرش الجنسي. ورغم الحديث عن اتّفاقيّات عمل جديدة تتصدّى للعنف ضدّ المرأة في مكان العمل، وعن وجود قوانين وطنية اخرى، فان هذه الأحكام والنصوص لا تحمي المرأة دائما من استغلال السلطة في محيط العمل، وتؤثر سلبا على سلامتها الجسمانية والنفسية. ولكن غالباً ما يتم التقليل من شأن هذه المشكلة وتفرعاتها.

تتضمن المواثيق الدولية نصوصا عديدة تكفل حقوق المرأة وتصونها في مختلف المجالات، كما عنيت الاتفاقيات الدولية بعمل المرأة منذ الاعلان العالمي لحقوق الانسان، مروراً بالعهدين الدوليين لحقوق الانسان المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والاعلان عن القضاء على التمييز بكافة أشكاله ضد المرأة، كذلك حقوق المرأة المنصوص عليها في اتفاقيات منظمة العمل الدولية.

لكننا في العراق نبتعد كثيرا عن سن قوانين شاملة تحظر العنف ضد المرأة، ونحتاج الى آليات حماية أقوى لمنع العنف والتحرش والتهديدات، والتخويف والتمييز ضد النساء العاملات في القطاعين العام والخاص ومجالات سوق العمل المختلفة.

فالنساء يشكلن رقماً مؤثراً في صفوف القوى العاملة، ويمكن ان يساهمن بدرجة كبيرة في تحقيق نتائج اقتصاديّة واجتماعيّة جبّارة، اذا ما تم استثمارها بشكل صحيح مع تهيئة بيئة عمل ملائمة وخالية من العنف والاستغلال. فواقعنا يؤكد أنّه يمكن للمرأة أن تشارك في سوق العمل بشكل مختلف يتميز بالابتكار والتطوير، لذا فنحن بأمس الحاجة الى حلول تبدأ بالمشاكل الهيكلية وتتيح للمرأة المزيد من الفرص لتبوء مواقع عمل قيادية، تدعمها آليات اخرى مثل نظم اجازات لا تؤثر على مستوى ترقية النساء، ونظام رعاية لأطفالهن، لتحقيق العدالة من جهة ولضمان فرص اكبر وانتاجية افضل، تساعد قي تطوير الاقتصاد العراقي وتنويعه وتنميته.

ان من شأن تعزيز الاطر القانونية وضمان حماية المرأة في سوق العمل لزيادة مشاركتها الاقتصادية من الاولويات، مع زيادة الوعي والارشاد بقوة النساء وقدرتهن على رفع الانتاجية، ان يقلل من التحديات والفجوات التي تؤخر تقدم العراق كبلد ، وان يرفع من القيمة الانسانية للمرأة، كونها عامل قوة في مواجهة الازمات ولتحقيق التنمية.

*************************************************

الصفحة الثامنة

في المقهى الثقافي العراقي في لندن مريم شرارة توجز سمات وميزات المسرح الشكسبيري

لندن ـ علي رفيق

في بلد شكسبير وبدعوة من المقهى الثقافي العراقي، قامت أستاذة الأدب الإنكليزي مريم شرارة، التي مارست تدريس لغة وأدب شكسبير لأبناء جلدتها وفي المدارس البريطانية لسنوات طويلة، بتلبية الدعوة لتقدم محاضرتها الموسومة (شكسبير والمسرح) وذلك في مساء الجمعة الرابع من نيسان 2025.

ولأن هذه الأمسية للمقهى (وتسلسلها الثانية والعشرون بعد المائة)، كان من المقرر إقامتها في آذار الماضي، ولكن لتزامن موعدها مع نهاية شهر رمضان وعيد الفطر فقد أقيمت بهذا التاريخ، لكن المقهى لا يفوت عادته بالاحتفاء بيوم المسرح العالمي الذي يصادف في السابع والعشرين من آذار من كل عام، فوجه الدعوة للفنان المسرحي والشاعر العراقي فلاح هاشم ليقرأ في بدء الأمسية الرسالة التي يكلف المعهد الدولي للمسرح التابع لمنظمة اليونسكو في كل عام أحد مبدعي الإخراج المسرحي أو الكتابة المسرحية، ليوجه رسالته بهذا اليوم، وفي هذا العام وقع الاختيار على المخرج والكاتب اليوناني ثيودوروس تيرزوبولوس. وقرأ الفنان فلاح نصها الذي جاء فيه:

"هل يستطيع المسرح أن يصغي إلى نداء الاستغاثة الذي تطلقه أزمنتنا، في عالم يجد فيه المواطنون أنفسهم مفقرين، محبوسين داخل زنازين الواقع الافتراضي، منغلقين على ذواتهم في عزلة خانقة؟ في عالم يتحول فيه البشر إلى روبوتات، تحت وطأة نظام شمولي يقوم على السيطرة عن طريق الرقابة والقمع، باسطًا ظله على كل جانب من جوانب الحياة؟

هل يكترث المسرح للدمار البيئي، للاحتباس الحراري، للفقدان الهائل للتنوع البيولوجي، لتلوث المحيطات، لذوبان القمم الجليدية، لزيادة حرائق الغابات والظواهر المناخية المتطرفة؟ هل يمكن للمسرح أن يصبح طرفًا فاعلًا في النظام البيئي؟ لقد راقب المسرح تأثير الإنسان على الكوكب لسنوات طويلة لكنه يجد صعوبة في التعامل مع هذه الأزمة."

ويخلص ثيودوروس إلى القول في رسالته:

"إنها أسئلة لا تقبل إجابات نهائية، لأن المسرح يستمر في الوجود بفضل الأسئلة التي تظل بلا إجابة...." أسئلة أثارها ديونيسوس، وهو يعبر مكان مولده، أوركسترا المسرح الإغريقي القديم، ليواصل رحلته الصامتة كلاجئ عبر مشاهد الحروب، اليوم، في اليوم العالمي للمسرح.

وبعد هذه الكلمة المؤثرة عن دور المسرح في الحياة، بقيت أمسية اليوم في أجواء المسرح، فدعا مدير الأمسية المخرج السينمائي والمسرحي (كاتب هذه التغطية)، ضيفة المقهى الأستاذة مريم شرارة، حيث أشار إلى أنه سيتولى مهمته بدلًا من الأستاذة بلقيس شرارة، التي كان من المقرر أن تتولى التقديم، لكن وعكة صحية ألمت بها حالت دون تمكنها من الحضور، فتمنى لها الشفاء العاجل، لكنه قال إنه استلم رسالة من الأستاذة بلقيس إلى الأمسية قرأ نصها التالي وقد كانت بعنوان:

"مريم شرارة شو"

ولدت مريم في جو مليء بالأدب والشعر، فالوالد يتكلم اللغة الفصحى في البيت وكان شاعرًا وأديبًا، وكان يكتب المقالات في الصحف اليومية، وأخوها عبد اللطيف كاتب مهم في لبنان. كانت مريم أول طفلة، وأُعيرت اهتمامًا كبيرًا لأنها أول طفلة.

وكنت أنا في طفولتي أقرب إلى مريم من الأشقاء الآخرين، إذ تركتنا والدتنا عندما كنا طفلتين في الابتدائية وسافرت لمدة عام إلى لبنان بسبب تردي صحتها، فتوطدت علاقة خاصة بيني وبين مريم استمرت حتى الآن. وكنا في تلك الفترة نقرأ بنهم الكتب الأدبية خاصة، وكنا ثلاثتنا في سباق في قراءة الكتب.

كما كانت مريم متفوقة في المدرسة على الطالبات والطلبة أثناء دراستها الابتدائية والثانوية ثم الدراسات العليا، وعندما أكملت دراستها في دار المعلمين العالية في بغداد، حصلت على بعثة دراسية إلى إنكلترا عام 1958، فحصلت على درجة (بكالوريوس) في الأدب وعلى شهادتي (ماجستير)، وتخصصت بالأدب الإنكليزي.

تعرفت في جامعة ليستر على زوجها جيم شو الذي كان يدرس في نفس الجامعة، وبعد تخرجهما سافرا للتدريس في جامعة الخرطوم في السودان، حيث قضيا ستة أعوام.

ثم عادت مريم إلى لندن لتقضي حياتها في التدريس في لندن حتى التقاعد، ولم تزر بغداد إلا بعد الحادثة المؤلمة التي مرت بها العائلة في 1997 بفقدانها شقيقتها حياة وابنتها مها، حيث قضت ثلاثة أشهر لكي تكمل معاملات زينب ابنة حياة لكي يسمح لها بالسفر، عادت إلى لندن وقضت وقتها في التدريس في كلية أكتن في لندن."

بلقيس شرارة (كاتبة ومتخصصة بالأنثروبولوجيا)

وسأل مدير الجلسة إن كان لدى الأستاذة مريم إضافة لورقة الأستاذة بلقيس، شقيقتها، فقالت إنها درست في جامعة هاتفيلد الأدب الإنكليزي وحصلت فيه على ماجستير ثالث، وكان الماجستير الأول في علم التربية والثاني في علم اللغة من جامعة (ريدينغ). وأضافت أنها ذهبت مع زوجها لوطنها العراق في زيارة ثانية، وعملا فيه لمدة عام. وقالت إنها ألفت مع كاتبتين عراقيتين كتابًا تناول أصول تعلم اللغة العربية للمغتربين لمرحلتي الدراستين المتوسطة والإعدادية البريطانيتين. كما ترجمت كتابًا من الإنكليزية إلى العربية عن (التربية وعلم النفس) بمشاركة البروفيسور موفق الحمداني.

بعد ترحيبه بضيفة الأمسية الأستاذة شرارة، طرح مدير الأمسية المحاور التي ستتناولها محاضرة اليوم فقال إنه سيأتي عليها بصيغة تساؤلات وهي:

  • لماذا كان المسرح مهمًا في عصر شكسبير؟
  • ما هي أوجه الاختلاف بين المسرح الذي كان عليه وقت شكسبير والمسرح في الوقت الحاضر؟
  • كيف يتشابه تصرف الجمهور في عهد شكسبير مع تصرف المشاهدين في سينما الأعظمية في بغداد؟ وعقب "أن هذا التشبيه من الأستاذة مريم."
  • كيف كان أداء الممثلين على الخشبة لأدوارهم المسرحية وما هي الفروق بين أداء زملائهم في وقتنا الحالي؟
  • كيف انتقل اهتمام وليم شكسبير في كتابته لنصوصه من التركيز على حبكة النص إلى سبره لأغوار نفسية لشخصياته؟ وما هي عناصر التطور التي طرأت على نصوصه المتأخرة؟
  • ما سبب إيلاء شكسبير لدراسة شخصياته بعمق وكشف النقص أو الخلل الرئيسي في تكوينها وسلوكها؟

وقبل أن يعطي الحديث للسيدة المحاضرة، دعا علي رفيق الحضور إلى مشاهدة تقرير قصير متلفز يصور معمار مسرح (غلوب ثياتر – المسرح البيضوي – المسرح العالمي) المسرح الذي شارك وليم شكسبير بتأسيسه والذي أُعيد بناؤه قبل سنوات، ولكن بعيدًا عن موقع المسرح الأصلي، الذي تعرض للحرق أكثر من مرة وهو على الضفة الجنوبية لنهر التايمس الذي يشطر العاصمة البريطانية إلى جانبين. وكان المسرح قد تأسس في عام 1599، ووضح التقرير أن بناء المسرح الذي لم يكن تقليديًا كما نعرفه اليوم بـ (مسرح العلبة) إنما كان فضاءً مفتوحًا وخشبة بدون ستائر ومدرجات الجمهور صُممت بشكل معين لعدة طوابق، السفلى كان يحضرها جمهور من عامة الناس يدفعون (فلسًا واحدًا) ليشاهدوا العروض وقوفًا يجلبون معهم طعامهم ومشروباتهم، تلك الفئة الذين كان يطلق عليهم شكسبير تسمية (الأرضيين)، وكلما ارتفعت الطوابق ارتفعت الأسعار وكان النبلاء وأصحاب الألقاب من الأغنياء يرتادون مقصوراتهم الفخمة، التي حرص المعماري في بنائها أن تبتعد عن روائح الأطعمة والخمور التي كانت تنبعث من الطوابق الدنيا. وكان الأغنياء لا يعيرون كبير اكتراثهم للعروض بقدر ما كانوا يحضرون ليستعرضوا أزيائهم الأنيقة وتبرج نسائهم وتنافسهن بالأزياء فيما بينهن.

كان التقرير التلفزيوني قد انطوى على معلومات جيدة نقلت حضور الأمسية إلى التمثيل والأداء يومذاك وأشار إلى أن الأدوار النسائية للشخصيات المسرحية كان يؤديها الرجال، لعدم قبول المجتمع مشاركة المرأة بالتمثيل، فكان يتم اختيار رجال أجسامهم رقيقة وأصواتهم ناعمة ويرتدون أزياء نسائية ويعملون مكياجًا متقنًا يخفي أشكالهم الذكورية.

"سأبدأ بالكلام عن المسرح..." بهذه العبارة استهلت الأستاذة مريم شرارة محاضرتها وقالت إن المسارح في زمن شكسبير كانت بأربعة أنواع: الأول المسرح الخاص بالبلاط والنبلاء والأرستقراطيين، والثاني على عكس الأول إذ كان مخصصًا للعامة وكان موقعه في الحانات التي تُفرد باحة من موقعها للعروض، وكان صاحب الحانة يشجع الممثلين الذين يدفعون له إضافة إلى تشجيع الزبائن لارتياد حانته، والنوع الثالث هو المسارح المتنقلة التي تجول المدن والأرياف وكان من يمثل فيها من غير المحترفين، وهي كانت تؤدي دورها في تلبية رغبة سكان المناطق المختلفة الذين كان يتعذر عليهم السفر إلى لندن لمشاهدة الأعمال المسرحية. أما النوع الرابع فكان مسرحًا خاصًا، صغير الحجم، يشبه الـ "غلوب". ثم انتقلت الأستاذة شرارة إلى الحديث عن طبيعة مشاهدي المسرح يومذاك، فذكرت أن: المجتمع في عهد شكسبير كان طبقيًا، كان ملك البلاد فيه يمثل الإله على الأرض ويليه في المكانة النبلاء والأرستقراطيون، وكان للكنيسة الأثر الكبير في المجتمع وكانت تفرض على الجميع حضور قداس يوم الأحد، وهناك طبقة المثقفين وهم خريجو الجامعات والذين يتوفرون على معرفة العلوم والآداب، ودرسوا البلاغة والخطابة وعلوم اللغة. وهم يعتبرون من النخبة وهؤلاء كانوا يتمتعون بمشاهدة مسرحيات شكسبير، لأنه كان يكتبها بلغة عالية ولأنه كان يستخدم الأساطير الرومانية وحكايات الكتاب المقدس. كل هذه الطبقات كانت ترتاد المسرح إضافة إلى الفقراء وكذلك حثالة المجتمع أمثال اللصوص والنشالين والعاهرات وحتى المجرمين". وعزت المحاضرة حضور هؤلاء إلى أن "شكسبير كان يكتب مسرحياته لكل الطبقات، فمثلًا المشاهد التي كانت تغري الأميين هي معارك الصراع بين الأبطال والمبارزات بالسيوف، ومشاهد المهرجانات الموسيقية والراقصة، إضافة إلى مشاهد السحر والخرافات، التي كان الكثير يؤمن بها، وشكسبير كثيرًا ما استخدمها في أعماله وكان هؤلاء يحبون العنف بصورة عامة". وهنا أشارت الأستاذة إلى أن المقهى الثقافي قدم في العام الماضي أمسية كُرست عن العنف في المسرح الشكسبيري. وأشارت أيضًا إلى ممارستهم لسلوكهم غير المهذب حيث لم تكن غايتهم الإصغاء للمشاهد الجادة، فكانوا يأكلون (الكرزات) ويضربون الممثلين بالطماطم والبيض ويشربون البيرة والكحول، حيث بعدها تبدأ المشاكل ويعلو الهرج والمرج، وهنا قالت الأستاذة شرارة: "هذا ما ذكرني بجمهور مشاهدي سينما الأعظمية في بغداد إذ كانوا يأكلون (الكرزات) وقشورها تغطي أرضية صالة العرض أو مثلًا يدخل أحدهم ينادي صاحبه قائلًا: أحمد العشا حاضر". وأكدت على أن الكنيسة عملت على توعية الناس.

ثم تحدثت المحاضرة عن الأداء التمثيلي في ذلك الحين فقالت إن ممثلي المسارح المتنقلة كانوا غير محترفين يشخصون أدوارهم بشكل سيئ. لكن ممثلي المسارح الثابتة كانوا أكثر إتقانًا لأدائهم. وخاصة عندما وصل شكسبير إلى لندن في العام 1592 وساهم في كتابته بتطوير مهارة الممثلين وكان يكتب شخصيات يخصصها لممثلين بعينهم، وهو يعتمد على الأداء الخطابي والمبالغة بالتمثيل والإلقاء، وأن العروض كانت تقام بالنهار لانعدام الإنارة مساءً.

وفي محور النتاجات المسرحية لشكسبير، ذكرت أنه كتب 37 عملًا مسرحيًا في حياته، أي بمعدل مسرحيتين في العام الواحد، وهذا معدل يعتبر عاليًا. وكتب مجموعة أشعار (فينوس وأدونيس) وكتب السوناتات وهي قصائد قصيرة تتكون من أربعة عشر بيتًا. وأعماله المسرحية تُقسم إلى ثلاثة أنواع، منها ست عشرة مسرحية كوميدية ورومانسية، وعشر مسرحيات تاريخية تناولت التاريخين البريطاني والروماني، أما المسرحيات التراجيدية (المأساوية) فقد كتب إحدى عشرة مسرحية وقالت: "إن مسرحية (روميو وجولييت) كتبها شكسبير في بداية حياته، واعتبرها بمثابة مختبر تجريبي بالكتابة، وركز فيها على الحبكة، والحوادث هي التي تسيطر على البناء الدرامي وليست الشخصيات". وسردت مثالًا على ذلك مشهد المقبرة حيث إن جولييت تصنعت الانتحار وحين رآها روميو كذلك تجرع السم حزنًا عليها، وعندما أفاقت وعرفت بما فعل صارت تلثم شفاهه بالقبل سعيًا من أن يفعل السم وينهي حياتها، ولما وجدت أن ذلك لم يُجدِ نفعًا بموتها تستل خنجر حبيبها وتطعن نفسها منتحرة. واعتبرت هذا المثال دليلًا على اهتمام شكسبير بالحبكة وتسلسل الأحداث. لكنها أشارت إلى أن في مسرحياته المتأخرة صار يهتم ببناء شخصياته وعمل على إيجاد خلل أو نقص في سلوكها، فعند مكبث والليدي مكبث الطموح غير المشروع واقترافهما جريمة القتل للصعود للعرش وعند عطيل الغيرة العميقة التي تقوده إلى اقتراف القتل أيضًا، لكن هذه الشخصيات تتصارع مع نفسها فتندم على ما فعلت واستنتجت المحاضرة أن اختراق شكسبير لبواطن شخوصه هو نوع من (حداثة) في الكتابة المسرحية. واستخدامه للعقل الواعي واختراقه للعقل غير الواعي (مثال مشهد كابوس ريتشارد الثالث بمجيء كل ضحاياه الذين قتلهم) وقالت إن شكسبير بهذا المشهد جاء بهذه الفكرة قبل أربعمئة سنة مما طرحه فرويد لاحقًا في (تفسير الأحلام).

وفككت المحاضرة عدة مشاهد من مسرحيات شكسبير وقرأت بعض حواراتها لتبرهن على أسلوب شكسبير في صياغته لأحداث مسرحياته واهتمامه باللغة وتعمقه في سبر أعماق شخصياته وتحدثت عن المصادر التي استقى منها موضوعاته.

بعد الرحلة الشيقة التي أخذتنا معها الأستاذة مريم شرارة جاء دور الأسئلة والمداخلات من حضور الأمسية:

عبد المنعم الأعسم (كاتب وصحفي):

الدراسات عن مسرح شكسبير كثيرة، وهناك من يعتبر أن نتاجه أدبًا تقدميًا بمعنى أنه يشكل احتجاجًا مجتمعيًا ضد النظام الإقطاعي المتحالف مع الكنيسة. ومن هنا تعامل معه العديد من الباحثين والمسرحيين من هذا المنطلق كأدب احتجاجي. في حين اعتبره بعض آخر أدبًا يمثل الإقطاع. فهل هذا يتوقف على المخرج أو الكاتب في تصنيف الأدب الشكسبيري؟ -كانت إجابة الأستاذة مريم أن من عظمة شكسبير تكمن في أن كتاباته يمكن تأويلها إلى عدة تأويلات، صحيح أنه كتب عن الملوك والنبلاء، لكنه كان يؤكد في كتاباته على أن يتحلى الحاكم بصفتين هما العدل والرحمة.

وعلق علي رفيق عن تجارب مسرحية عراقية فسرت أو أولت شكسبير وأورد عدة أمثلة منها (هاملت عربيًا) من إخراج سامي عبد الحميد وإخراج حميد محمد جواد لهاملت وحذفه للشبح وإخراج مناضل داود لـ (روميو وجولييت في بغداد) وجعل العائلتين المتخاصمتين إحداهما سنية والأخرى شيعية.

فلاح هاشم (مسرحي وشاعر وإذاعي)

كانت مداخلته عما ذكرته المحاضرة من خلل الشخصية المسرحية، واستشهد بالكاتب برادلي الذي يسمي هذه الخاصية بـ (الميزة الدرامية)، وهي التي تقود سلوك الشخصية وتؤدي إلى النهاية، وهذه على الأخص في أعمال شكسبير التراجيدية. مثالًا على ذلك، ميزة عطيل الدرامية هي (الغيرة)، ومكبث (الطموح)، وهاملت (التردد والشك)، وروميو (الطيش). أما غرض شكسبير وهدفه فهو مفتوح على التأويل. ولاحظ الفنان هاشم أن أداء الفنانين الروس للأعمال الشكسبيرية، سواء في المسرح أو السينما أو الباليه، بجودة فاقت حتى الإنكليز.

رضا الظاهر (كاتب وصحفي ومترجم)

أشار إلى أن ما قدمته الأستاذة شرارة إضاءات هامة وبعضها مثير للجدل. وطرح ثلاث ملاحظات هي: التراث الذي قدمه شكسبير لا بد أن يكون وراءه عقل أسماه عقل التنوير، واعتبره أحد أهم أسلاف حركة التنوير التي ظهرت في القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر، وأنه كان نصيرًا للنساء، وخاصة في رسمه لشخصياته الإيجابية مثل جولييت وديزدمونة وأوفيليا. وثانيًا، أنه عاش في فترة يمكن وصفها بفترة الانتقال من مرحلة الإقطاعية إلى المرحلة الرأسمالية، ويتجلى هذا في مسرحيتي (تاجر البندقية) و(العاصفة)، ففي الأولى اعتبر (شايلوك) هو الناطق الرسمي للرأسمالية في بداية تشكلها. أما الملاحظة الثالثة فهي موضوعة السلطة، وهذه موجودة في أغلب مسرحياته حيث يتجلى الصراع الاجتماعي.

وعقبت الأستاذة شرارة بأنها أنها اختصرت محاضرتها بسبب ضيق وقت الأمسية، ومن بين ما حذفَتْهُ هو سيرة شكسبير، وفيها شخصت المرحلة الإقطاعية لأن أغلب الناس كانوا من الفلاحين وحتى أقنان، وأشارت إلى أن والد شكسبير يمثل الطبقة الجديدة من التجار وكان يستورد الأصواف التي تدخل في صناعة النسيج.

السيدة بدور الددة (حقوقية وروائية)

اشارت إلى أن ما يشاع أن الملهم لشكسبير كان الدوق ساوثهامبتون. والإشاعة تذهب بعيدًا فتقول بل إن ذلك الدوق هو الذي كان يكتب الأشعار وشكسبير ينشرها باسمه، فقد كان في ذلك الوقت من غير المحبذ أن يكتب النبلاء مثل هذه الأشياء. وتساءلت عن مدى صحة ذلك؟

فأجابت الأستاذة مريم بالقول: هناك البعض، وخاصة نقاد أمريكيون، يقولون إن شكسبير لم يكن مثقفًا، ولذا ليس هو من كتب المسرحيات. إن هذه أقاويل عارية عن الصحة. وفي سيرة شكسبير أنه درس في مدينته ستراتفورد آبون آفون، وكان قد اطلع على مصادره من الآداب اللاتينية والإسبانية والإيطالية والفرنسية، والتي كانت جميعها مترجمة إلى الإنكليزية. وكان من يشيع تلك الأقاويل كاتب معاصر له هو بن جونسون غيرة منه ولأن مسرحيات شكسبير كانت تحظى بجمهور أوسع من مسرحياته.

*************************************************

الصفحة التاسعة

كفيتوفا تسقط مبكراً في مدريد

متابعة – طريق الشعب

ودعت التشيكية بيترا كفيتوفا منافسات بطولة مدريد فئة 1,000 نقطة مبكرا، وذلك بعد سقوطها في الدور الأول أمام الأمريكية كاتي فولينيتس، أمس الأربعاء. ونجحت الأمريكية في حسم اللقاء بمجموعتين دون رد بواقع (6-4) و(6-0) وذلك في غضون ساعة و28 دقيقة، لتواجه في الدور الثاني الروسية ديانا شنايدر المصنفة 13 على البطولة. وبحسب أرقام "أوبتا"، حققت فولينيتس ثاني انتصار لها أمام لاعبة سبق وأن توجت بلقب في الجراند سلام، بعد فوزها على صوفيا كينين في الدور الأول من بطولة ميامي العام الماضي، وسبق وأن توجت كفيتوفا بلقب ويمبلدون عامي 2011 و2014. كما تفوقت الأمريكية أن لي على البيلاروسية ألكسندرا ساسنوفيتش بمجموعتين دون رد، بواقع (6-3) و(6-2) وذلك في غضون ساعة و27 دقيقة، لتضرب موعدا في الدور الثاني مع الكندية ليلى فيرنانديز، المصنفة 25 على البطولة. وضمن لقاءات الدور الأول أيضا، تغلبت الفرنسية ديان باري على الرومانية إرينا كاميلا بيجو بمجموعتين دون رد بواقع (6-3) و(6-4) في غضون ساعة و36 دقيقة، لتواجه في الدور الثاني الروسية أنا كالينسكايا المصنفة 30 على البطولة.

********************************************

الميناء يتغلب على نفط البصرة وكربلاء تتعادل مع القاسم الزوراء في صدارة نجوم العراق

بغداد – طريق الشعب

حصل فريق الزوراء الكروي على نقطته الـ 61 بعد تغلبه في مباراة مثيرة بنتيجة 1- صفر، مع الشرطة الذي أصبح في المركز الثاني بفارق نقطتين، ضمن منافسات الجولة الـ 29 من دوري نجوم العراق، أي قبل 9 جولات من نهاية الدوري.

وشهدت الجولة مباراتين أخريين أسفرتا عن فوز الميناء على نفط البصرة، وتعادل كربلاء مع القاسم بثلاثة أهداف لكل منهما، فيما تأجلت مباراة زاخو – نوروز بسبب أحداث الشغب أثناء المباراة.

روح قتالية

وانتهى الشوط الأول من مباراة الزوراء - الشرطة بالتعادل السلبي من دون أهداف، وفي الشوط الثاني سجل الزوراء هدفه الوحيد عن طريق مراد محمد في الدقيقة 74.

وحول هذه النتيجة أكد مدرب فريق الزوراء، حيدر عبيد، أن "الروح القتالية للاعبين كانت العامل الأبرز في تحقيق الفوز على فريق الشرطة، رغم الظروف المحيطة بالمباراة".

وقال عبيد في تصريح صحفي "على الرغم من الجدل الإداري الذي سبق المباراة، والأجواء المشحونة، وقلة عدد جماهير الزوراء الحاضرين، إلا أن الروح العالية التي تمتع بها اللاعبون داخل أرض الملعب كانت السبب الرئيس في تحقيق الفوز".

وأضاف: "سنواجه فريق نفط البصرة في المباراة القادمة، ونسعى لأن نكون في قمة تركيزنا من أجل الحفاظ على الصدارة وطموحنا هو حصد العلامة الكاملة في المباريات المتبقية".

وأشار مدرب الزوراء إلى أن" التبديلات التي أجراها خلال الشوط الثاني ساهمت في قلب موازين المباراة، موضحاً أن اللاعبين الذين شاركوا كبدلاء كانوا من بين أسباب تحقيق الانتصار، إلى جانب الأداء الجماعي المتميز".

وتابع عبيد أن "مواجهة فريق مثل الشرطة، الذي ينافس على لقب الدوري منذ ثلاثة مواسم، لم تكن سهلة، لكننا قدمنا أداءً جيداً استحقينا من خلاله الفوز".

ومن أبرز الاحداث المثيرة التي حصلت قبل المباراة، هي منع اللاعب حسن عبد الكريم، حيث رفعت إدارة نادي الزوراء شكوى رسمية ضد اتحاد الكرة، بسبب عدم اعتماده قرار مركز التسوية والتحكيم الرياضي.

فوز الميناء وتعادل كربلاء

وفي الدوري أيضاً، فاز فريق الميناء على فريق نفط البصرة بهدف وحيد الذي جاء في الشوط الثاني بالدقيقة 49 عن 49 عن طريق تيسيلا كيسندا. وشهد اللقاء طرد لاعب نفط البصرة إسماعيل اورو في الدقيقة 64 ليكمل المباراة بعشرة لاعبين. وبهذا الفوز وصل الفريق إلى المركز 16 برصيد 24 نقطة، وتجمد رصيد نفط البصرة في المركز 18 برصيد 24 نقطة.

وفي مباراة ثانية ضمن المنافسات ذاتها، خرج فريق كربلاء بتعادل مثير مع ضيفه فريق القاسم بنتيجة 3-3. وتقدم كربلاء بهدف واحد في الشوط الأول بالدقيقة 19، وفي الشوط الثاني جاء الهدف الثاني في الدقيقة 51، فيما قلص القاسم النتيجة بتسجيله هدفه الأول بالدقيقة 57، ثم عادلها في الدقيقة 85، وبعد دقيقة واحدة سجل هدفه الثالث، فيما تمكن كربلاء من العودة ومعادلة النتيجة في الدقيقة 90، وبهذه النتيجة رفع القاسم رصيده للنقطة 44 بالمركز السادس، ورفع كربلاء رصيده للنقطة 22 بالمركز 19.

*********************************************

الأسطورة نادال ينال تكريماً خاصاً

متابعة – طريق الشعب

حصد الإسباني رافاييل نادال جائزة لوريوس للأيقونة الرياضية تكريمًا لمسيرته الأسطورية في رياضة التنس، التي أنهاها في عام 2024 بعد عقدين من الزمان في ساحات التنافس العالمية. وحصل نادال على 22 لقبًا كبيرًا في بطولات الغراند سلام، فضلًا عن ذلك فقد حصد الذهب الأولمبي مرتين، في دورة بكين 2008 ودورة ريو دي جانيرو 2016، إضافة إلى 5 ألقاب في كأس ديفيز، ومرتين بطل كأس لايفر، وجائزة أمير أستورياس 2008.

وقال نادال على هامش تكريمه: "جوائز لوريوس مهمةٌ لي. في عام 2006، فزتُ بجائزة أفضل وافد جديد في نسخة برشلونة، مُقارنةً بنجومٍ رياضيين ألهموا ملايين الناس حول العالم. وفي العام الماضي، بعد أن فزتُ بجائزة أفضل رياضي مرتين، فزتُ بجائزة أخرى من مؤسستي". وتابع: "اعتزالي منافسات التنس جعل 2024 عاماً مؤثراً للغاية، شهد لحظات ساحرة كالتي عشتها في باريس خلال حمل الشعلة الأولمبية. لقد منحتني رياضة التنس، والرياضة عموماً، الكثير. لطالما كان دافعي هو المنافسة وتقديم أفضل ما لديّ في كل مرة أخطو فيها إلى الملعب. انتهت منافسات التنس، وحان الوقت لأتأمل وأعبّر عن امتناني لكل الدعم الذي أتلقاه من الجميع".

وأعرب رافا عن امتنانه "لفريقه وعائلته" على مسيرته الممتدة خمسة وعشرين عاما، وليس فقط خلال مسيرته الاحترافية. ورغم حصوله على جائزة لوريوس للأيقونة الرياضية، أشار إلى أنه ليس من حقه أن يقول ما إذا كان أيقونة رياضية أم لا. وفي هذا الصدد، قال الإسباني: أعتقد أن هذا القرار يعود للآخرين، لكنني آمل أن تكون مسيرتي المهنية قد ألهمت عشاق الرياضة، ليس فقط في عالم التنس. لقد بذلتُ قصارى جهدي. ونحن -الرياضيين- لدينا فرصة فريدة لتسخير نفوذنا وإلهامنا لإحداث تأثير إيجابي في العالم.

**********************************************

البصرة تحتضن {نصف ماراثون عالمي} بمشاركة دولية

البصرة – طريق الشعب

تحتضن شوارع البصرة نصف ماراثون عالمي، يوم الجمعة المقبل، بمشاركة واسعة من 44 دولة وأكثر من 143 عدّاءً دولياً، بالإضافة إلى مئات المشاركين من داخل العراق.

وقال النائب الفني لمحافظ البصرة، زيد الإمارة، إن "الماراثون سيمثل واجهة حضارية وعمرانية للبصرة، إذ سيمر بمناطق حيوية شهدت مشاريع تطويرية بارزة، بدءاً من المدينة الرياضية وصولاً إلى كورنيش شط العرب"، مشيراً إلى أن "الفعالية تشهد إقبالاً كبيراً من المواطنين الراغبين بالمشاركة، وما زال التسجيل مستمراً".

وقال الرياضي مهند السعد، أن "الاتحاد الدولي لألعاب القوى اعتمد رسمياً سباق نصف ماراثون البصرة ضمن التصنيف الدولي السنوي، ومن المقرر أن يصل فريق من المساحين الدوليين خلال الأيام المقبلة لتحديد المسافة وفق المعايير العالمية".

*************************************************

مراقبون: بسبب التجييش والتحفيز المفرط {شغب الجماهير} يؤجل مباراة نوروز وزاخو

بغداد – طريق الشعب

أجلت مباراة نوروز وزاخو بقرار من الطاقم التحكيمي، بسبب الشعب الجماهيري الذي توقفت بسببه لمدة طويلة، حيث امتلأ ملعب نوروز بالجماهير بالكامل، ومع اقتراب المباراة من صافرة النهاية، حدث الشجار بين جمهوري الفريقين، ونزلوا إلى أرضية الملعب.

وبعد عجز أمن الملاعب على بسط الهدوء، جرى فتح مرشات المياه، حيث أرغم الجمهور على ترك الأرضية ومن ثم غادر الملعب.

وكشف مشرف مباراة نوروز وزاخو، بيستون أكرم، أن قرار الحكم بعدم استكمال اللقاء جاء نتيجة الانفلات الأمني الذي رافق أحداث المباراة، وقال في تصريح صحفي: إن "الأحداث بدأت في الدقيقة 80، بعد إلغاء هدف لزاخو بداعي التسلل، نزل عدد من الجماهير إلى أرضية الملعب، ما أدى إلى خروج الأمور عن سيطرة رجال الأمن".

وحول هذه الاحداث علق الصحفي سامان نوح، بالقول، ان " ما يحدث في ملاعب الإقليم أمر طبيعي نتيجة التجييش والتحفيز المفرط داخل الملاعب وخارجها".

وذكر نوح في منشور على فيس بوك، إن "ما يحدث مع كل مباراة يتحول إلى ما يشبه معركة مصير، تتجاوز فيها اللعبة كونها مساحة للتسلية أو للرياضة الجسدية والنفسية"، مشيرًا إلى أن "التجييش المقصود أو العفوي يجعل الشباب والمراهقين ينشغلون بالمباريات عن قضايا ومشاكل وهموم الإقليم الأهم".

وختم منشوره بالتأكيد على أن "الشباب المتحفز يحتاج إلى اهتمام حقيقي وتلبية لحاجاته وتحقيق أحلامه، لأن الاعتماد فقط على التجييش الرياضي قد يحوله مع الوقت إلى شخص لا يستطيع حتى تحمل خسارة فريقه أو مدينته".

******************************************

 وقفة رياضية.. انقذوا الرواد والأبطال من الأمراض

منعم جابر

مرة أخرى أدعو حكوماتنا المتعددة إلى تفعيل القانون الخاص بالأبطال والرواد من الرياضيين والذي يحمل الرقم 6 لسنة 2013 والذي أقره البرلمان. وقد كتبت عدة مرات وطالبت فيه بمنحهم قطع أراض سكنية، لأن أغلبهم فقراء وكادحون وأصحاب عوائل كبيرة، ولأن أغلبهم من كبار السن والمرضى والعجزة. عليه، أناشد كل المؤسسات الحكومية أن تقدم لهؤلاء الأبطال والنجوم في الرياضة وألعابها جزءًا مما قدموه للوطن من مواقف وبطولات، وعُزفت لهم ولبطولاتهم الأناشيد الوطنية، ورُفعت الأعلام العراقية اعتزازًا بما حققوه من إنجازات وطنية وإبداعات عراقية سجلها التاريخ بأحرف من ذهب. واليوم نجد الكثير منهم ودعوا الحياة دون أن يكون لهم شبر واحد من الأرض التي شرفوها ونزفوا عرقًا ودمًا من أجلها! واليوم أقول لقادة المجتمع والدولة والفاعلين في الحكومة إن الكثير من أبطال الرياضة وروادها يعانون من شظف العيش وقساوة الشيخوخة والأمراض المزمنة، وقد طالبت بإصدار بطاقة صحية للرواد والأبطال المتقاعدين منهم خاصة لأجل مراجعة المستشفيات الحكومية، وخاصة من ذوي الأمراض المزمنة. ولكن لا حياة لمن تنادي، وها هم الرواد والأبطال من نجوم الرياضة أيام زمان يتساقطون مثل أوراق الخريف يوميًا ولا أحد يعينهم أو يساعدهم، مثل الكابتن صاحب خزعل نجم الجوية والمنتخب الوطني العراقي الفائز بالبطولات العربية والذي يعاني من الشيخوخة والأمراض المزمنة ومنها (الزهايمر). وهذا شدراك يوسف أحد نجوم الفرقة الثالثة والمنتخب العراقي والإعلامي المبدع يرقد في مستشفيات أربيل منذ أشهر عدة، والعشرات من زملاء الأمس بين مودع وشيخ مريض وأمراض مزمنة. وأخيرًا وقبل أيام طرق سمعي خبر الكابتن صالح حميد مدرب حراس مرمى المنتخب الأولمبي العراقي والذي يعاني من مرض خطير يتطلب العلاج في الهند وبتكاليف عالية. لكن همة وشرف بعض نجوم الرياضة بادروا لجمع مبالغ وصلت إلى عشرات الملايين لمعاونة زميلهم وترتيب سفره إلى الهند للعلاج، وقد كان موقف بعض اللاعبين والمدربين أن تناخوا من أجل جمع بعض المبالغ لعلاجه وتقديم العون والمساعدة للكابتن صالح حميد، بعد أن تعذر عليه توفير كامل المبلغ، مما يتطلب إسناده وتقديم العون والمساعدة المناسبة.

إننا نناشد دولة رئيس الوزراء بتقديم المساعدة للكابتن صالح حميد لترتيب وضعه الصحي. إن هذا المبدع لاعبًا ومدربًا بحاجة ماسة لعلاجه وتقديم العون والمساعدة له. وإننا نهيب بسلطة البرلمان ووزارة الصحة أن يسارعوا في إصدار البطاقة الصحية لرواد الرياضة ونجومها لغرض مساعدتهم في مراجعة المراكز الطبية والصحية واحترام أعمارهم وقابلياتهم الصحية والبدنية. إن رعاية أبطال الرياضة وروادها في أيامهم هذه هي واجب وطني وأخلاقي، لأنهم قدموا كل شيء للوطن ومن أجله، لذا أناشد السادة في المؤسسات الرسمية أن يقدموا لهؤلاء المبدعين أقصى درجات العون والاحترام والمساعدة، خاصة وأن القانون رقم 6 والخاص بالرواد والأبطال والذي أقره البرلمان العراقي كان قد أقر لهؤلاء الرواد والأبطال منح رواتب لمساعدتهم على ظروف الحياة وقساوتها، وكذلك قطعًا من الأراضي السكنية وبطاقات سفر إلى خارج الوطن مجانية، ولكنها ظلت بعيدة المنال لهؤلاء المبدعين. نأمل خيرًا.

*********************************************

الصفحة العاشرة

ذكرى اغتيال عبد القادر علولة: راهن على التجديد

عبدالكريم القادري

لم يكن عبد القادر علولة مسرحيا آنيا، انتهى ذكره بمجرد موته، بل كان اسما مهما عابرا للأمكنة والأزمنة، وواحدا من أبرز المسرحيين العرب، ورغم مرور 31 سنة كاملة على اغتياله (14 مارس/ آذار 1994) من طرف الظلاميين أعداء الجمال والحياة، غير أن اسمه لا يزال راسخا وخالدا في ذهن كل محب للفن الرابع، سواء في الجزائر أو خارجها، ومن المستحيل أن تمر ندوة، مهرجان، أو حلقة نقاشية مسرحية في أي موضوع كان، بدون أن يتم ذكره أو الاستشهاد برأيه، عمله، فكره، حضوره أو مواقفه الرزينة والفارقة، فقد كان فعلا ودون مبالغة رمزا مسرحيا، وعقلا عامرا أسهم بشكل محوري في إثراء الفن الرابع.

تنعكس أهمية هذا المسرحي الرمز كونه راهن على التجديد والخلق، واختار الفئة التي تسكن قاع المجتمع، تلك التي تشكل الأغلبية، وفتح معها حوارية فكرية ومعرفية وجمالية، واستطاع أن يصل معهم إلى لغة مناسبة، تعكسهم وتحاكيهم وتقترب منهم لدرجة التماس. في المقابل لم يحبس نفسه في الأبراج العاجية، وتشابك مع أصحاب الطبقات التي تنتصر للمظهر على حساب الجوهر، حيث تسكن اللغة المنمّقة، وعبارات التفخيم المبالغ فيها، و"البرستيج" الذي تختبئ خلفه كل المظاهر الخادعة، لهذا ترك كل تلك المعطيات البورجوازية التي يمقتها، وتخندق مع الكادحين والمعدومين والحمالين والعمال، وأصحاب التعليم المحدود والأميين وسكان الأرياف والقرى، فنقل أحلامهم وكوابيسهم وطريقة فهمهم للحياة، بلغة استقاها من أفواههم، ومن مشاكل جمعها من محيطهم، وبالتالي خاطبهم بأدواتهم وأساليبهم ومنطلقاتهم ومستويات استيعابهم، ولهذا نسج علاقة بينه وبينهم، وتحصيل الحاصل جعل من العمل المسرحي خبزا يوميا يفهمه ويستوعبه ويستلذ به الكل.

إذابة المفاهيم وجزأرتها ... الالتحام مع القاع:

لم يكن عبد القادر علولة مثقفا مسيّرا، يجتر نظريات ومناهج الآخر، ويسقطها على بيئته الجزائرية، التي تختلف كليا عن البيئة الغربية، لذا فقد عرف الفارق بين الفضاءين بشكل مبكر، وخبر بأن المعارف والخبرات والمنطلقات النظرية الغربية في المسرح لا تتلاءم بالضرورة مع البيئات العربية، لأن لها خصوصيات معينة، وترتكز على عادات وتقاليد مختلفة كليا، فتعامل معها بحذر، أخذ منها الجمالية التي لا تتعارض مع المجتمع، وقام بجزأرتها أي إعادة استنباتها في الواقع الجزائري، لتتناسب مع خيارات ومنطلقات المجتمع الجزائري، وهناك العديد من الأمثلة العملية التي قام بها علولة لتحقيق هذا الطموح المسرحي، من بينها مثل اعتماد "القوّال" (الحكواتي) في العديد من أعماله المسرحية، وهو المعادل الموضوعي لـ"الراوي" في المسرح الغربي، بالضبط من المصطلح أو المفهوم الذي جاء به المسرحي والشاعر الألماني برتولد بريشت، وهو الذي صاغ مصطلح المسرح الملحمي، بعد أن وجد بأن دراما أرسطو لم تعد مواتية للعصر الحديث، لهذا سعى لهذا التجديد، وهو نفس المنطلق الذي انطلق منه علولة الذي لم يكتف بذلك، بل قام بكسر وهدم الجدار الرابع في أعماله، بعد أن رأى بأن المسرح الغربي لا يلائم المسرح الجزائري أو العربي، لهذا طوّعه حسب مرجعية وبيئة المجتمع الجزائري.

"القوّال" هو أسلوب فني أو طريقة حكي يقوم بها شخص في الأسواق والتجمعات السكانية، وهو شكل مسرحي مستمد من التراث، وقد وجد علولة بأنه يمكن أن يعكس منهجا أو طريقة مسرحية جديدة، تتماشى مع روح العصر، كما استطاع أن يبتكر ويطوّر مسرح "الحلقة"، وهو شكل من أشكال المسرح التراثي، قريب من وجدان الشعب ويحاكي طريقة تفكيره، لذا التحم معه، وخلق من خلاله جسرا قويا، أصبح فيه الجمهور يمر إلى المسارح ويذهب لها بطيب خاطر، وأصبحت الخشبة بالنسبة لهم جزءا من ثقافتهم اليومية، لأنهم وجدوا فيها أحلامهم وطرق تفكيرهم ومشاكلهم وأيديولوجياتهم المختلفة، بمعنى أن علولة لم يكتف فقط بالشكل الفني للمسرح، بل كانت تحركه أيديولوجيات سياسية، ينتصر فيها للطبقة الكادحة، ويدافع عن فرصها في أن تظهر وتقوى، ويصبح لها وجود حقيقي وفاعل في الوطن.

وفي هذا السياق يرى علولة أن مسرح "الحلقة" مليء بالإثارة والشغف والاكتشاف، ومما قاله عن هذا الموضوع من خلال المحاضرة التي ألقاها في برلين سنة 1987 في المؤتمر العاشر للجمعية الدولية لنقاد المسرح عن تجربته في مسرح "الحلقة": "وفي خضم هذا الحماس، وهذا التوجه العارم نحو الجماهير الكادحة، والفئات الشعبية، أظهر نشاطنا المسرحي ذو النسق الأرسطي محدوديته، فقد كانت للجماهير الجديدة الريفية، أو ذات الجذور الريفية، تصرفات ثقافية خاصة بها تجاه العرض المسرحي، فكان المتفرجون يجلسون على الأرض، ويكونون حلقة حول الترتيب المسرحي (La disposition scénique)، وفي هذه الحالة كان فضاء الأداء يتغير، وحتى الإخراج المسرحي الخاص بالقاعات المغلقة ومتفرجيها الجالسين إزاء الخشبة، كان من الواجب تحويره. كان يجب إعادة النظر في كل العرض المسرحي جملة وتفصيلًا".

النظري والتطبيقي ... خطوات عملية لتكريس المختلف

كرس عبد القادر علولة كل مسار حياته للعطاء المسرحي، وقد سمحت له الظروف بأن يدخل المجال بشكل مبكر، لشغفه وحبه الكبير لهذا الفن، ولكنه كان يعلم بأن الحب وحده لا يكفي لصناعة الفن وخلقه، لهذا بدأ مساره المضيء من خلال التحصيل المعرفي والقراءة بشغف من مناهل المسرح والفنون، حتى أنه ترك مقاعد دراسته بمنطقة الغزوات التي ولد فيها بولاية تلمسان، وذهب إلى مدينة وهران العريقة، وهذا سنة 1962، حيث شارك في العديد من الأعمال، وقد قدم وقتها مسرحية "الأسرى" المقتبسة عن قصة للمؤلف الروماني بلوت، وكان حينها ينشط ضمن الفرقة الوهرانية، لينطلق بعدها إلى العاصمة، أي بعد سنة واحدة من استقلال الجزائر سنة 1963. لتنطلق مساهمته الفنية في خلق مسرح جزائري فتي، بعيدًا عن قيود الاستعمار الفرنسي ورقابته القاسية، ولقد بدأ هذا المسار مع نخبة من الأسماء المسرحية الجزائرية الثقيلة، من بينهم مصطفى كاتب، وولد عبد الرحمن كاكي، وعبد الحليم رايس، ورويشد وغيرهم كثر، حيث ساهم برفقتهم في تأسيس المسرح الوطني الجزائري، وقد كان وقتها شابا لا يتجاوز عمره الـ24 سنة (مواليد 8 يوليو/تموز 1939)، وهناك انتقل من الجانب النظري والهاوي، إلى الجانب التطبيقي والميداني.

ومن بين الأعمال التي شكَلت بداياته، مسرحية "أبناء القصبة" مع عبد الحليم رايس ومصطفى كاتب، ومسرحية "حسن طيرو" مع أحمد عياد (رويشد)، لينطلق بعدها في مرحلة أكثر عمقًا وتجربة، وهذا من خلال إخراجه لمسرحية ناضجة فنيًا ومعرفية عنوانها "الغولة"، وقد ألّفها الممثل والمسرحي الكبير رويشد، وتروي المسرحية حسب ما جاء في ملخصها قصة: "المناضل المزيّف المناهض للثورة الذي يستغل كل الفرص لتحقيق أغراضه على حساب المصلحة العامة، ليعكس هذا المناضل نموذجا من المسيّرين الذين يسيئون التصرف في الأملاك العمومية، فيتحوّل عملهم إلى إجراءات بيروقراطية فوضوية تنعكس بصورة سلبية على مردود المؤسسة"، وهو العمل الذي قدّمه أكثر في المشهد المسرحي الجزائري.

كما شارك في أعمال أخرى وثقت لمساره بشكل قوي، مثل مسرحيات "السلطان الحائر" (1965) عن نصّ لـ توفيق الحكيم، و"النقود الذهبية" (1967)، و"نومانس (1968)، و"الأعماق السفلى" (1982) عن نص لـ غوركي، كما ألّف وأخرج مسرحيات من بينها: "العلق" (1969) و"الخبزة" (1970) و"حمّام ربّي" (1975) و"حوت ياكل حوت" (1975)، إضافةً إلى ثلاثيته الأبرز "القوال" (1980)، و"الأجواد"، أما بخصوص الأعمال المقتبسة فقد عكستها مسرحيات كل من: "حمق سليم" (1972) عن "يوميات مجنون" لـ غوغول، و"أرلوكان خادم السيدين" (1993) عن نص لـ غولدوني، كما اقتبس سنة 1990 خمس قصص للكاتب التركي عزيز نيسين، وهي: "ليلى مع مجنون" و"السلطان والقربان" و"الوسام".

رصاصات غادرة وأدت الحلم وأجهضت المشروع:

في مثل هذه الأيام من سنة 1994، وبالضبط يوم 10 مارس/ آذار، تلقى رصاصات حاقدة، اخترقت جسده، وسقط أرضًا وهو يئن من الوجع، وفي نفس الوقت يتساءل عن السبب الذي جعله هدفا للجماعات المسلحة المتطرفة، وهو الذي أفنى عمره في خدمة الثقافة والمسرح والشعب الكادح، ويحارب الظلم والاستبداد، حتى أنه عندما سقط وغرق في دمائه في مدينته الأجمل وهران، كان في طريقه ليقدم محاضرة، لكن الحقد أعمى هؤلاء الظلاميين، وجعلوه هدفا لفكرهم المتطرف وسياساتهم العرجاء، لينقل بعدها وعلى جناح السرعة إلى مستشفيات باريس، حيث مكث فيها 4 أيام كاملة، لكن القدر كان الغالب، فتوفي يوم 14 مارس/ آذار سنة 1994، وقد ترك خلفه أعمالا خالدة، ومعارف لا يمكن أن تصدأ مهما طال الزمن.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجلة "الكلمة" – العدد 195 – نيسان 2025

***********************************************

جراح أميركي: ما أجريته من عمليات أطفال بغزة في ليلة واحدة يفوق ما أجريه عاماً كاملاً بأميركا

الجراح الأميركي فيروز سيدوا، ليس غريبا على مناطق الحروب والكوارث، سبق له التطوع في أوكرانيا وهايتي وزيمبابوي، لكن الوضع الذي عاشه في قطاع غزة لا يضاهيه وضع في الصعوبة، كما يقول. وصل جراح الصدمات والعناية المركزة -حسب تقرير لمجلة +972 بقلم ميشال فيلدون- إلى غزة من كاليفورنيا مسعفا متطوعا، في مستشفى ناصر، وأصابت المستشفى غارة جوية إسرائيلية مباشرة. قال الجيش الإسرائيلي وقتها، إنها استهدفت إسماعيل برهوم، العضو البارز في المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الذي كان يعالج من جروح أصيب بها في غارة جوية سابقة.

لكن القصف أسفر عن مقتل مريض فيروز، وهو فتى اسمه إبراهيم عمره 16 عاما، وقال فيروز "لم أتوقع قط أن يقتل مريض على سريره في المستشفى. لو لم أنقل إلى وحدة العناية المركزة، لربما قتلت وأنا أقف إلى جانب إبراهيم".

وذكر الكاتب بأنه التقى فيروز لأول مرة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عندما أرسل هو ونحو 100 من الكوادر الطبية الأميركية رسالة مفتوحة إلى رئيس الولايات المتحدة جو بايدن ونائبته كامالا هاريس وقتها، موضحين ما شاهدوه في مستشفيات غزة، وداعين إلى إنهاء الحرب ووقف شحنات الأسلحة الأميركية إلى إسرائيل.

130  مريضا في ست ساعات

بعد ذلك عاد فيروز إلى الولايات المتحدة، وشارك في مقابلات وندوات إلكترونية ومقالات، قبل أن يعود في مارس/آذار، إلى غزة في مهمة تطوعية ثانية في قسم الجراحة بمجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس الجنوبية. ورغم الظروف الصعبة للغاية، منذ أن خرقت إسرائيل وقف إطلاق النار، الشهر الماضي، يصف فيروز فترة عمله الأولى، أنها كانت أصعب مما بعدها، وقال "في تلك المرة، وصلنا إلى المستشفى الأوروبي ومعركة خان يونس مستمرة، ولم تمر بنا لحظة واحدة دون قصف".

وعلى عكس المستشفى الأوروبي، فإن مستشفى ناصر حاليا، لا يستخدم كمخيم للنازحين، أما آنئذ "فلم يكن بإمكانك العمل -كما يقول فيروز- لأن النساء يقطعن الخضراوات ويحضرن الحساء في حوض وحدة العناية المركزة، ووقتها لم أجر عملية مع جراح آخر، أما الآن فيوجد جراح فلسطيني في كل عملية، ولم يقصف المستشفى".

ومع أن فيروز ليست لديه أي صلة شخصية بفلسطين، ولا يعرف سوى ثلاث كلمات من العبرية واثنتين من العربية، فقد اختار العودة إلى غزة، الشهر الماضي في زيارة ثانية، مستغلا فرصة وقف إطلاق النار الذي كان يعلم جيدا أنه لن يدوم. في هذه المرة نفذت إسرائيل ما عرف "بمجزرة رمضان"، عندما هاجمت نحو 100 موقع تزامنا في وقت السحور، فقُتل أكثر من 400 فلسطيني، منهم 174 طفلا. يقول فيروز "عندما بدأ القصف انفتح باب شقتنا واصطدم بالخزانة خلفه. هذا ما أيقظني". ويتذكر فيروز أنهم عاينوا 130 مريضا في ست ساعات، ويقول "أجريت ست عمليات جراحية على الفور وثلاث عمليات أخرى على مدار اليوم، نصفها كان لأطفال صغار، وهو أمر لست معتادا عليه إطلاقا. عالجت عددا من صدمات الأطفال في تلك الليلة، يفوق ما أعالجه في عام كامل في الولايات المتحدة".

ويقارن فيروز بين تفجيرات ماراثون بوسطن عام 2013، حيث مراكز الصدمات الرئيسية في المدينة يتسع لنحو 4000 سرير، وقال إنها لا تتجاوز "عدد المرضى الذين عالجناهم في ليلة واحدة في مستشفى ناصر يوم 18 مارس/آذار".

منطقة مخصصة لموت الأطفال

ومع أن هذا كان حدثا ضخما من حيث الإصابات الجماعية، فإنه لم يكن الأسوأ الذي رأوه هنا -كما تقول المجلة- إذ يتذكر الجراحون في مستشفى ناصر أياما، كان قسم الجراحة يجري فيها 100 عملية في اليوم، وهو ما يفوق أي مستشفى آخر على وجه الأرض، وهم يفعلون ذلك يوميا لعدة أشهر.

ويشرح فيروز كيف قسم الطاقم الطبي المرضى إلى فئات ملونة، الأخضر للجرحى العاديين، والأصفر لمن حياتهم في خطر، والأحمر للتقييم الفوري، أماالأسود فللحالات التي ستنقل مباشرة إلى المشرحة، غير أن الأطفال لا توضع لهم علامة سوداء، بل ينقلون مباشرة إلى المشرحة أو إلى منطقة مخصصة ليموتوا فيها، ترافقهم فيها عائلاتهم للدعاء"

وكان فيروز، الذي يدرك تماما أن قراره بالتطوع في غزة يعرض حياته للخطر، يقول لأي طبيب يتصل به للتطوع "هذا أعنف مكان زرته في حياتي. ربما يكون أعنف مكان على وجه الأرض في السنوات الستين الماضية"، ويضيف "عليكم أن تفهموا أنكم ذاهبون إلى مكان يستطيع فيه الإسرائيليون قتلكم إذا أرادوا دون خوف من العقاب، ولن تفعل حكوماتكم شيئا على الإطلاق".

ويتذكر فيروز، أن موظفة من السفارة الأميركية في إسرائيل، اتصلت للاطمئنان عليه بعد أن رأت تغريدته عن قصف المستشفى، وقال لها "هل يمكنك أن تطلبي من الإسرائيليين التوقف عن قصف مستشفى ناصر؟" فأجابت "كما تعلم هذا ليس دورنا". ويقول فيروز "ليست المعاناة ما يؤلمني، بل حقيقة أنني أتحمل قدرا كبيرا من المسؤولية الأخلاقية. هذا ليس هجوما إسرائيليا على غزة، إنه هجوم أميركي إسرائيلي"، ويتساءل "هل كانت أموال دافعي الضرائب هي التي وضعت الشظايا في دماغ هذه الفتاة، أم أموال جاري؟".

ومع ذلك، يصف فيروز إشفاءه جروح الأطفال الفلسطينيين بأنه "إعادة شحن لبطارياتي الأخلاقية"، ويخمن أن وجوده في المستشفى في حد ذاته رادع، "ربما لو لم أكن هنا، لاستخدمت إسرائيل قنبلة من زنة 2000 رطل. لديهم القدرة على تدمير المستشفى بأكمله، لكن إذا قتلوا مجموعة من الأجانب فسيكون ذلك سيئا للغاية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الجزيرة نت – 10 نيسان 2025

********************************************

أميركا تقول لا لفتى اليمين اللعوب

في صباح رمادي امتد من نيويورك إلى ألاسكا، شهدت الولايات المتحدة، السبت، أكبر موجة احتجاجات منذ عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

من بين الأبراج الشاهقة في مانهاتن إلى شوارع لوس أنجليس المشمسة، حمل المتظاهرون لافتاتهم وهتفوا ضد قرارات رأوا فيها تهديداً لكرامتهم، وحقوقهم، وما تبقى من الحلم الأميركي. كان الرئيس ترامب، الذي عاد إلى البيت الأبيض بعد انتخابات عاصفة، الهدف الأوضح، لكن الغضب امتد أيضاً إلى الملياردير إيلون ماسك، الذي تحوّل من قطب تكنولوجي إلى «فتى لعوب» يغازل جماعات اليمين المتطرف تارة، ويتقمّص شخصية ماري أنطوانيت طوراً، داعماً التقشف وكأنه «يقدم الكعك» للمتضررين، بعد تعيينه على رأس وزارة «كفاءة الحكومة» الجديدة. قراراته بإغلاق مكاتب الضمان الاجتماعي، وتقليص عدد الموظفين الفدراليين، وقطع التمويل عن برامج الصحة، فجرت موجة احتجاج غير مسبوقة.

في واشنطن، وقفت الناشطة كيلي روبنسون على منصة نُصبت في قلب الـ«ناشيونال مول»، تخاطب الآلاف كمن يخاطب عائلة مجروحة: «هذه ليست قرارات سياسية فقط، هذه اعتداءات شخصية»، صرخت. «إنهم يحاولون منع كتبنا، وتجريم معلمينا، وتشويه حياتنا».

في بوسطن، رفعت امرأة لافتة كُتب عليها: «لا تمسّوا ديمقراطيتنا»، بينما قالت عمدة المدينة، ميشيل وو، إنها ترفض أن يكبر أطفالها في بلد يُعامل فيه أجدادهم كمجرمين فقط لأنهم مهاجرون.

أما في فلوريدا، وعلى بعد أميال من ملعب ترامب للغولف، فقد اصطفت الحشود على جانبي الطريق، يهتفون للسيارات بالبوق ورفع الشعارات. قال أحد المتظاهرين: «ليرفعوا أيديهم عن الضمان الاجتماعي. القائمة طويلة، ونحن بدأنا بالكلام، لكننا لن نصمت بعد اليوم».

في أوهايو، وقف رجل ستيني كان جمهورياً ذات يوم، يحمل لافتة كتب عليها: «كفى». وقال: «ترامب لا يقود البلاد، بل يمزقها قطعةً قطعة».

لم يكن ذلك غضباً معزولاً، كان سيمفونية احتجاجية صاخبة، عزفتها الحشود من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب.

وفيما كان ترامب يهمّ بضرب كرة الغولف في ناديه الفخم، كانت آلاف الأقدام تضرب الأرض، تقول له ولغيره: «هذه الأرض لنا. نحن هنا. ولن نسكت».

تأتي هذه التظاهرات في وقت تحاول فيه حركة المعارضة استعادة زخمها بعد صدمة الأسابيع الأولى من عودة ترامب إلى الحكم. ويقارن كثير من المشاركين هذا الحراك بمسيرات النساء عام 2017، واحتجاجات «حياة السود مهمة» عام 2020.

قالت متظاهرة من سان خوسيه، كاليفورنيا: «الناس تعبوا. لكن التعب لا يعني الصمت. علينا أن نُظهر رفضنا علناً، وإلا ستصبح هذه السياسات أمراً عادياً».

حتى الريف الأميركي، خزان ترامب الانتخابي وقاعدته الصلبة، خرج إلى الشارع. ولم تكن هذه التظاهرات مجرد ردود فعل رمزية أو رفع عتب؛ من المرجح أنها تمثل ملامح أميركا في المرحلة المقبلة.

يبقى السؤال: كيف سيتفاعل الرئيس ترامب مع ذلك؟ وما خطته لمواجهة نصف الشعب الأميركي على الأقل؟ هل ستخرج مسيرات مناصرة؟ الأيام والأسابيع المقبلة ستكشف الإجابة. لكن المؤكد أن أثقالاً كبيرة بدأت تُلقى على كاهله، وقد لا يستطيع التحرك بالزخم نفسه الذي بدأ به ولايته.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"الأخبار" اللبنانية – 6 نيسان 2025

************************************************

الصفحة الحادية عشر

فرج ياسين.. وداعا

لم يجف قبر فقيدنا القاص جمعة اللامي بعد.. حتى فوجئنا بنبأ وفاة غريد القصة القصيرة المجدد فرج ياسين الذي فقدناه يوم امس الاربعاء.

ولد الفقيد في مدينة تكريت عام 1945، وهو يحمل شهادة الدكتوراه في الادب والنقد. وكان اتحاد الادباء والكتاب في العراق قد أصدر أعماله الكاملة في العام الماضي.

كما كان فقيدنا العزيز من كتاب جريدتنا "طريق الشعب" ومجلة "الثقافة الجديدة" بوصفه قاصا وناقدا.

لروحه السلام والطمأنينة.. مواساتنا لأهله ولمحبيه ولقرائه وللوسط الثقافي الذي رفده بكلماته المضيئة.

المحرر الثقافي

****************************************

{خالي فؤاد التكرلي} والنزعة الفنتازية

د. سمير الخليل

يتمركز الخطاب الفانتازي والتقاطات اليومي والمهمل في مجموعة (خالي فؤاد التكرلي) للقاص والروائي خضير فليح الزيدي بدءاً من سيميائية العنوان الذي يحمل اسم القصّة الأخيرة في المجموعة والتي تجسّد أحداثاً متخيّلة ومؤطرّة بالفانتازيا، وبدلالة العنوان فإن المجموعة من خلال اضمامة من القصص المتنوّعة تقدّم للمتلقي نمطاً اشكالياً من الشخصيّات التي تنطوي على غرابة، وتشكّل بوجودها صراعاً أو اشتباكاً مع الواقع المأزوم الذي يكتنفها، إنَّها شخصيّات إشكالية مأزومة تحاول التشبث بالحياة لكنّها في النهاية تعاني الإنكسار أو الموت، الموت الفسيولوجي أو الموت الرمزي.

وتتشكّل عوالم المتخيّل القصصي على وفق نسق فانتازي يعكس حجم المفارقة والتناقضات التي ينطوي عليها الواقع، وترصد القصص عوالم الشخصيّات المهمشة والأحداث التي تمرّ بصيغة وتواتر اليومي والمهمل الذي يبرع الكاتب في اصطياد صوره وأنماطه بمهارة ودقة وتفحص وهو يتوغل في القاع الاجتماعي ويقدّم أبطالاً مهمّشين واشكاليين ويتتبع زوايا ولحظات فارقة وهاربة يصعب أن يستقصيها الذهن العادي.

تتحول التفاصيل والرؤى التي تمزج الواقعي بالفانتازي إلى معادل موضوعي لحقيقة ما يجري من غرابة ومفارقات فادحة ومنتجة  لما يرمي إليه الكاتب من استخلاصات على مستوى الرصد والقصدية، ويمكن القول إنَّ الكاتب يقدّم لمتلقّيه إضمامة من الأفخاخ القصصية، تتسم بالجذب والاستقطاب واثارة التشويق والمتعة من خلال بنية جمالية قائمة على السرد التفاصيلي والمثير، على وفق انتقائية فاعلة للحدث الفانتازي، ورسم ملامح شخصيّات اشكاليّة عالقة بسبب ارتكاسها الذاتي أو بسبب احتدام الواقع، والمصدّات الموضوعيّة، ويوظف القاص نمطاً من الأداء التعبيري واللغة الاختزالية المعبرّة عن اشتغال جمالي وإشاري يرسم من خلاله الكاتب مشهديّة قصصيّة وعوالم مفتوحة وعميقة لتجسيد الوقائع، وتقديم الشخصيّات، وبراعة الإستهلال، ودلالة النهايات التي تكشف عن قصدية تعكس المعنى الكلّي للنص. وظّف القاص أنماطاً وأشكالاً من التقنيات السردية وأقام عليها عوالمه وفضاءاته القصصية التي اتسّمت بالجمالية الشفيفة والعالية بالعمق، واضفاء روح الفانتازيا المؤطرّة بالتهكّم أو المفارقة الخفية المؤثرّة، بقدرة فاعلة للمزاوجة بين الواقعي والفانتازي، والحلمية والكابوسيّة والحقيقية والمجاز، والخطاب الحكائي المنفتح على طاقة من الترميز والتأويل والإيحاء على وفق منطوق ودلالة العتبة الإشاريّة التي مهدّت للنصوص: "تأويلاً / أو تلويحاً، ثم تلميحاً، انفخ الروح في قصص ليست بريئة". (المجموعة: 5)، ولعلّ هذه الإشارة القصديّة أو الموجّه القرائي تكشف عن أن النصوص لم تكن في درجة الواقعية المطلقة بل تنطوي على ميكانزم (آلية) الخروج إلى المعاني والإحالات التي تكشف بكلّ براعة وقوة عن إشكاليات الواقع الملتبس الذي تتصدّى له نصوص المجموعة. في قصة (وعكة نفسية) قدّم إلينا القاص شخصيّة إشكالية وسط واقع مأزوم متمثلّة بشخصيّة الكاتب الذي يرغب الإقامة في مستشفى الأمراض العقلية بعد أن أدرك الآخرون بأنه مصاب بلوثة عقلية، ويرتكز السرد في هذه القصة على السرد الذاتي الذي يكشف عن اللّوثة التي لم يدركها الكاتب (الشخصيّة) بل إنَّ المجتمع قد صدّرها إليه، وتلك إشارة إلى إشكالية العلاقة بين الذات والآخر حين تكون الذات ذاتاً نخبوية "ذهب كاتب قصص مثلي – على باب الله – إلى مستشفى الأمراض العقلية لكثرة ما يلمّحون له بلوثة عقلية أصابته من دون أن يعلم، استقبله مدير المستشفى استقبالاً يليق بكاتب القصص المسلّية..." (المجموعة: 9)، والسارد في القصة هو كاتب قصص أيضاً يصف ويعبّر عن محنة نظيره، أي أنه يروي ما حدث لهذا النظير من أحداث ومفارقات ويرتكز المعنى في القصة على بنية مركّبة وإحالية، فإنّ المعاناة هي المشترك بين (السارد) أو الراوي والمروي عنه وتلك تقنية تعتمد المفارقة والرصد الثنائي ويكشف الإستهلال عن محنة كاتب القصص إزاء الواقع الذي يخلو من التناغم معه، وتأتي التهمة أو التوصيف المرضي من المجتمع وليس من إدراك الذات، علماً أن الكاتب لم يكن يكتب قصصاً تسبب الإحراج أو الإنكسار أو تفضح الواقع وقبحه لأنه يكتب قصصاً مسلّية، وتلك إشارة ذات دلالة تستقيم مع المعنى الخفي المراد، ويتعرض الكاتب إلى اختيار يقدّمه إليه مدير المستشفى حول قضيّة أو مسألة أو أحجية إفراغ الحوض من الماء بالوسيلة الناجعة التي تدلّ على حصانة العقل، ويخاطب السارد النظير والمتلّقي معاً ليكشف عن حقيقة أو أسلوب التعامل مع هذه المواقف الإشكالية: "الآن اخبرني، يا عزيزي، هل اخترت الدلو؟ أعلم أنك فعلتها مثلي، لأننا جميعاً لنا نصيب من الجنون تجاه الحياة التي نحياها، وربّما أكون أنا أيضاً ذهبت قبله لكني خجل من التصريح المباشر هنا...". (المجموعة: 8)، والقصة تنطوي على المفارقة والتقاط موقف يعبّر عن اليومي والمهمل والدواخل الضمنية التي لا يكشف عنها الإنسان عادة، وتعبّر القصة عن مفارقة إننا نخفي أشياء ونحتفظ بها، ولا نفصح عنها إلا لحظة إقدام الآخرين عليها..

*******************************************

رحلة الكاميرا والصورة..  انثيال الضوء .. تداعيات الذاكرة

جاسم عاصي

إذا ما نظرنا إلى الفن مجردا ً من سمته الذاتية وتعلقنا بسمة انتمائه إلى الإبداع بشكل عام، نجده صورة معبّرة عن ظواهر متعددة منظور إليها من خلال رؤية بصرية مختلفة . وهذا الاختلاف إنما ينمّي الاختصاص والسمة الذاتية ، وفي الوقت نفسه يُعطي وظيفة مضافة أمام رسالته في الحياة . ولعل التصوير الفوتوغرافي واحد من تلك الأجناس الفنية الإبداعية التي عبّرت من موقعها المألوف والمتعارف ثم المتداول في الوظيفة الاجتماعية ، في كوّنه حرفة ذات مسحة فنية تحاول أن تؤرخن الواقعة والشكل، باعتبار الكاميرا ذات مساس بحاجة الإنسان اليومية في أداء وظائفه. لكنها في الجانب الآخر هو محاولة لإنتاج الواقع شأنه شأن الفنون الأخرى كالرسم والموسيقى والشعر والسرد، له ما لها مجتمعة ومندمجة في الوظيفة وأداءها ذاتياً وموضوعاً . فالصورة هنا ومن خلال عين الكاميرا لا يُنظر إليها بوصفها مجرد إعادة إنتاج لواقعة أو حادثة ، ولكن كونها مجموعة عمليات بناء وتركيب ، فهي ليست نسحة مكررة، بل نسخة تُعيد إنتاج الواقع بشكل إبداعي محفوف بالرؤى المتطلعة. وفي هذا لابد من ذكر الكاميرا تنطلق من حساسية ذاتها من جهة ، ومن حساسية عين الفنان من جهة أخرى . هاتان السمتان تتوفران على حقلهما المعرفي والوظيفي ، كما هي الفنون والأجناس الأخرى . بمعنى أن النظرة إلى الصورة اختلفت تماما ً بسبب ارتباطها بالمعرفة الموجِهة والموَجَهة .أي أنها تُعطي وتأخذ ما يلزمها من الضرورات لتحقيق كينونتها وكينونة منتِجها .

ان الصورة قادرة على الإنتاج بدرجات كبيرة. باعتماد المصوّر النظر إلى المشهد الحياتي أو المقتطع اليومي ، لا لكي يؤرخ تفاصيله فحسب، وإنما ينظر إليه ابتداء من أجل فحصه والتدقيق في خصائصه الظاهرة أو الخفية ، لغرض الوصول إلى ما هو مخبأ في داخله وصولاً إلى اللامرئي فيه. ولا يتم هذا إلا عبر دراسة التفاصيل والأجزاء التي هي عبارة عن إشارات ممكنة لعكس ممكنات أخرى غير محسوسة باعتبارها غير مرئية. وهنا يكمن تقارب وظائف الفن سواء أكان هذا فناً تشكيلياً أو صورة فوتوغرافية شعراً أو سرداً. فالصورة هنا هي المتن الفني الباحث عن ما هو داخل المشهد لتصبح الصورة لغة أخرى لا تبتعد في وظيفتها عن اللغة التي تُكتب بها الآداب والفنون .هي كالشعر لها مسبباتها وممارساتها وشكلها الفني الخالص . لأنها أساساً تعتمد جدلية الوجود في اختيار اللقطة أو المشهد، أي النظر إليها بصيغتها المتحركة وقوانين منظوماتها الفكرية. هذه الجدلية تتيح للمصوّر أن يُقدم وجوده الداخلي عن طريق الوجود الخارجي. وبهذا يمكننا النظر إلى الصورة الفوتوغرافية على أنها صورة لمشهد شعري يُعبّر عن الواقعة. فلو اختير فنانين من كلا الجنسين ليعبّرا عن ذات المشهد ، لرأينا أن ما نشاهده أو نقرأه هو صورة تمثلت المشهد بطريقتين مختزلتين ومختلفتين في البنية، ومتطابقتين في نتائج التعبير. وفي هذا لا يشترط وجودهما صورة الواقع كما هو ، بقدر ما نشاهد نوعاً من الرؤى للحادثة أو الواقعة أو المشهد. من هنا نجد أن الكتابة تتحقق داخل الشاعـر، والرؤية تتم داخل المصوّر أيضا ً ـ كما ذكر ( سلفرمان )  بحيث تتوحد النظرة إلى كلا الناتجين على وفق طبيعة التعبير وفيوضاته على الورق أو عبر الصورة الفوتوغرافية ـــ الكارت ـــ . 

إن الصورة الفوتوغرافية منذ ظهورها في بدايات القرن التاسع عشر لعبت دوراً مهماً في المجال الاجتماعي . وقد اشتملت على أدوار خاصة بالفن والعالم والتسويق والقانون والذاكرة الشخصية. وفي هذا الخصوص نلاحظ أن (ميرلوبونتي) قد تبنى أفكار ( لاكان ) حول اللاشعور بوصفه يشبه في بنيته اللغة . وأن ما يُميّز عين الفنان هو أنها عين تدرب نفسها دائماً على اكتساب أسلوب خاص في الرؤية أو منظور خاص لديه في رؤية العالم. من هذا يمكن النظر إلى شيئية (آلان روب جرييه) باعتبارها تقترب كثيراً من بؤرة الصورة الفوتوغرافية وهي نوع من النزوع تسير في اتجاه نزع الإنسانية عن الفن. والاهتمام بعالم الحواس، إذ يتم من خلال هذه الممارسة رصد المؤثرات، وذلك بتكثيف وصف الأشياء لذاتها بالسرد البصري أي الاستعانة بعين الكاميرا. لذا يمكن النظر إلى نوع التعبير سواء كان باللغة باعتبارها وسيط توصيل أو الكاميرا كذلك عبر ما هو منتَج من أثر، سواء كان صورة أو قصيدة أو مقطعاً نثرياً أو سرداً، في كوّنها قادرة على ضخ المعاني من زوايا مختلفة وفقاً لخاصياتها الذاتية، باعتبارها أدوات تعبير قادرة على الرصد والتمثل والبث . فالفنان الفوتوغرافي يمتلك حساً شعرياً، ونقصد هنا الفنان الذي يدرك خطورة الصورة ووظيفتها . ولعل المصور الآخر الذي يسوّق صورته، بمعنى يفعّل الكاميرا من أجل العيش وذلك بالتقاط صور الآخرين، هو بالذات يتعامل مع المختلف والمختلط المتنوع. وهذا الاختلاط يولد نوعاً من التجربة في مستقبل الأيام، إذ تتحول المهنة من  حرفة للتكسب إلى أخرى فنية . فالابتداء قد يقود إلى المعرفة الكلية المحاذية لوظيفة الكاميرا. فلو تصفحنا بدايات الفنانين في هذا الشأن، لوجدنا أنها بديات حرفية ـ مهنية خالصة، غير أنها قادت نحو الحرفة الإبداعية، بسبب التراكم في المشهد وفي إنتاج الصورة. ولنأخذ الفنان (عبد علي مناحي وناصر عساف) مثلاً، فقد نشئا مع الكاميرا المتنقلة والبوكس، تلك التي تمتلك عالماً سريا ً مدهشا ً ابتداء من جلوس الشخص أمام عدستها مرورا ً بتحريك غطاء العدسة، وتدويره أمام الشخص، ثم إدخال الكف في اسطوانة القماش الرخوة، والنظر عبر دائرة مثبتة في أعلى الصندوق والنظرات التي يوجهها المصوّر عفوياً إلى الشخص، وآخرها سحب المجر وإظهار الصورة المبتلة وإلصاقها على أوجه الصندوق لتجف، حتى إجراء عملية القص والتسليم. هذه الحيثيات الإجرائية ما نعني بها إحداث التراكم في فعل التصوير. يُضاف إليها تأثير فعل التجوال بكاميرا محمولة. هذه الإجراءات الوظيفية بأسرارها وغناها من خلال التجدد والتنوّع هي التي قادت (مناحي وعساف) وسواهما إلى احتراف وظيفة الكاميرا في التعبير على أساس ما تعقده بينهما وبين العالم من صلة معرفية إنتاجية. فقد توسعت الرؤية للكاميرا ووظيفتها، في الوقت نفسه نمت رؤية الفنان واتسعت  وأصبح ليس الآن، بل منذ عدد من السنين وجود مصورين ذوي حرفة معرفية كالمصورين (ميري وأرشاك) على سبيل المثال لا الحصر. وهذا الحراك أنتج على صعيد تاريخ الصورة وفعل الكاميرا العراقية مجموعة كبيرة من الفنانين ، ابتداء من الفنان (جاسم الزبيدي)  وصولاً إلى (فؤاد شاكر).

*******************************************

أوراق

طلال الغوّار

ما الذي سأفعله بكل هذه الأوراق

وهذه الكلمات التي تتأوّه في كلِّ فاصلةٍ

من حياتي

لمَ كلّ هذه القصائد

التي جعلتني ابتلع سنواتي

وأنا احاول

أن أقبض بأصابعي على الرياح

ولم تنتزع من رأسي قبراً

أكان عليّ أن أخفيها

صمتاً نازفاً في الأعماق

وأنا أملأ هذا الغياب

بانتظارٍ أعمى

فيما الزمن يعبرني ضاحكاً

دونما يلتفت إلى الأشجار

أو يصيخ السمع لندائها

_ تريّث قليلا

تريّث أيّها الزمن_

لهذا أجدني

كلمّا رأيت شجرةً وحيدةً

على رابيةٍ

اجهشت روحي بالحنين

كلمّا أشرت إلى طائرٍ في البعيد

وخزتني شوكة في مرايا دمي

وتلمّستُ جرحاً بعمق المسافات

كلّما

احتفت قصائدي بالشموس

خانني الضوء

وساءلتني بلادي

من أين يجيء هذا الصدى

الذي يتأوّه في كلِّ فاصلةٍ

من حياتي

حياتي

مثل مسبحةٍ لضمتُ حبّاتها

بضجيج الكراجات

الذي يعجُّ بالجنود العائدين من الحرب

والغاديين إليها

لضمتها برسائل حبيبتي

 التي يتلعثم عطرها بين أصابعي

حين افتحها

لضمتها بالصباحات البهيّة

التي تشرقُ من عينيّ أبي

أبي الضرير

لضمتها  بصوت سرف الدبابات

 وحزن الأشجار

 حين يتفيّأ ظلالها جنود الاحتلال

لضمتها بليل الزنّزانة الانفرادية  رقم 54

في قصر النهاية

حينما  كنت أحتضن الوطن

وأنام في ظلمتها

و حوّلتُ جدرانها إلى دفاتر

في كلِّ ورقةٍ فيها

حفرت شيئاً من روحي

وحين خرجت

ليس معي سوى أفقٍ مهجورٍ

وحقيبة أوراق

ما لذي سأفعله بهذه الأوراق

هل لي أن أقول لها

هاتي يديكِ

واخرجيني من جبِّ الكلمات

 كي أعبر هذا الضجيج

وهذا الدويُّ المزامن حياتي

*************************************************

الصفحة الثانية عشر

شهيدة العدسة حاضرة في «مهرجان كان»..  فاطمة حسونة

نيويورك - أسامة عبد الكريم

في لحظة كان يُفترض أن تكون بداية جديدة لحياتها الشخصية والمهنية، خطفها الموت بصاروخ، لكنها بقيت حاضرة بعد رحيلها، بصورتها وكاميرتها وقصتها التي تتردد في أروقة المهرجانات السينمائية العالمية.

المصوّرة الفلسطينية فاطمة حسونة، التي كتبت قبل أسابيع: "إذا متُّ، أريد موتاً صاخباً يسمعه العالم، وأثراً يبقى عبر الزمن"، رحلت فعلاً كما أرادت، شهيدةً الضوء والصورة، قبل أيام من موعد زفافها، وقبيل عرض فيلمها الوثائقي في مهرجان كان السينمائي ضمن قسم ACID للأفلام المستقلة.

" ضع روحك على كفك وامشِ".. بهذا العنوان الذي يبدو وكأنه وصية أكثر منه اسم فيلم، توثق المخرجة الإيرانية سبيدة فارسي يوميات فاطمة داخل غزة، منذ بداية الهجمات الإسرائيلية، حتى اللحظات الأخيرة من حياتها. الفيلم الذي يأخذ شكل سيرة حية في قلب النار، يعكس شجاعة امرأة قررت أن تجعل من العدسة سلاحاً للمقاومة، ومن توثيق الألم فعلًا من أفعال الحياة. كانت فاطمة حاضرة بالكامل في العمل، ليس كمصوّرة فحسب، بل كموضوع، وكصوت، وكبطلة أرادت أن تقول شيئًا عما يحدث في غزة، وأن تترك أثراً لا يُمحى.

قُتلت فاطمة في غارة جوية استهدفت منزل عائلتها في شارع النفق بمدينة غزة، تاركة خلفها قصة لم تنتهِ، بل تحوّلت إلى أيقونة في مهرجان عالمي، كان من المفترض أن تشارك فيه، وأن تمشي على سجادته الحمراء مرتدية ثوباً أبيضَ لطالما حلمت به كعروس. كانت قد فقدت 11 فردا من عائلتها في كانون الثاني 2024، لكنها أصرت على الاستمرار في العمل وتوثيق حياة الناس وسط الحصار والقصف، مدفوعة بإيمان عميق بأن الصورة قادرة على أن تقول ما لا يقال، وأن تفضح ما لا يُرى. المخرجة سبيدة فارسي، التي تعاونت معها لأكثر من عام، عبّرت في بيانها عن حزنها العميق لفقدان فاطمة، ووصفتها بأنها " شخصية مضيئة، مبتسمة دوماً، وتحمل تفاؤلًا طبيعياً رغم كل شيء". وأشارت إلى أن آخر مكالمة جمعتها بها كانت قبل يوم من استشهادها، حيث كانت تنوي إخبارها بالنبأ السار: لقد تم اختيار فيلمكما للعرض في مهرجان كان. لكن الموت كان أسرع.

ابن عم فاطمة، حمزة حسونة، روى تفاصيل اللحظة القاتلة: " كنت جالساً حين سقط صاروخان، أحدهما في غرفة المعيشة حيث كانت فاطمة. انهار المنزل، وتحوّل كل شيء إلى أنقاض. لم نستوعب ما جرى إلا عندما أخرجنا الجثث". هكذا انتهت حياة المصورة الشابة، لكن فيلمها بدأ منذ تلك اللحظة حياة جديدة، كصرخة عالية في وجه العالم، وكوثيقة بصرية من امرأة تمسّكت بالكاميرا حتى النهاية.

مشاركة الفيلم في مهرجان كان هذا العام تحوّلت إلى فعل رمزي يتجاوز البعد الفني. إنه حضور سياسي وإنساني، يذكّر جمهور السينما أن وراء كل فيلم قصة حقيقية، ووراء كل لقطة شهقة، ووراء كل اسم على الشاشة حياة قد تكون أُطفئت عمداً. صوت فاطمة سيظل يتردد، ليس فقط في صالة العرض، بل في الذاكرة البصرية للقرن الواحد والعشرين.

لقد أرادت فاطمة "موتاً يسمعه العالم"، وها هو مهرجان كان يصغي إليها. وكأنها تقول من على بعد آلاف الكيلومترات، ومن تحت الركام: أنا هنا.. عدستي ما زالت مفتوحة.ر

*********************************************

في الكوت.. احتفاء بالروائي حميد الكناني وكتابه الجديد

الكوت - طريق الشعب

احتفى قصر الثقافة والفنون في  واسط، أخيرا، بالروائي حميد الكناني في مناسبة صدور روايته الجديدة "الزقاق الحياوي الصاخب" عن "دار الورشة الثقافية" في بغداد.

جلسة الاحتفاء التي احتضنتها قاعة القصر في مدينة الكوت، حضرها جمع من الأدباء والمثقفين ومحبي السرد. فيما أدارها الشاعر همام قباني.

بداية الجلسة، قدم الشاعر شاكر عكار الكناني سيرة المحتفى به، متوقفا عند محطات مهمة في حياته.

وقال أن الكناني كان مهندسا خبيرا في وزارة الصناعة، قبل أن يتقاعد ويتفرغ للكتابة، وانه يكتب الشعر والقصة القصيرة والرواية، اضافة الى بحوثه في مجال اختصاصه الهندسي، مضيفا أن المحتفى به نشر العديد من كتاباته في صحف ومجلات عراقية، مثل "طريق الشعب" و"الاتحاد الثقافي"، وصدرت له كتب عديدة في القصة والرواية.

بعد ذلك، ألقى المحتفى به الضوء على تجربته الإبداعية، وعلى قراءاته المتنوعة التي ساهمت في تشكيل رؤاه الأدبية. ثم قدم نبذة عن روايته الجديدة.

وفي سياق الجلسة، قدم عدد من الحاضرين مداخلات عن تجربة الكناني وعن روايته، بضمنهم الشعراء طه الزرباطي وزهير البدري ورضا حبيب الحياوي، والقاص والباحث محسن ناصر الكناني، والاديب عيسى مسلم، والشيخ ابو اكرم الكناني، ود. عزيز ثابت.

وفي الختام كرّم مدير قصر الثقافة مناف العتابي، الروائي حميد الكناني بشهادة تقدير. فيما وقّع الأخير نسخا من روايته ووزعها على الحاضرين.

*******************************************

باقة ورد وتضامن

 

زار الرفيقان فاروق فيضي ومفيد الجزائري عصر الاثنين الماضي الفنان الممثل محمد حسين عبد الرحيم في منزله في البلديات ببغداد، وحملا اليه باقة زهور وتحيات من قيادة حزبنا الشيوعي العراقي.

وعبرا الرفيقان عن مشاعر التضامن مع الفنان المحبوب، والادانة للاعتداء الذي تعرض له أخيرا من جانب البعض في المنطقة السكنية. كما تمنيا له الصحة والعيش بأمان ومواصلة عطائه الفني الجميل.

*******************************************

أما بعد.. التعليم في خطر!

منى سعيد

صرخات أطلقها مجموعة من التربويون على هامش ندوة "كاليري مجيد " التي عقدت قبل مدة لمناقشة كتاب التربوية العراقية الشابة عشتار سومر، الذي حمل عنوان " خلف جدران المدارس" ، وقدم لها الأستاذ فوزي عبد الرحيم .

تسرد الكاتبة على 550 صفحة تفاصيل حياتها أثناء ممارستها مهنة التعليم خلال 25 عاما. ولعل الوازع الأهم الذي دفعها لتأليف الكتاب، ما اعتبرته رسالة اعتذار عن ذنب كانت قد اقترفته في بداية حياتها المهنية، عندما غضبت على طالبة لم تكن محضّرة واجبها المدرسي فضربتها، ما أدى إلى ترك الطالبة المدرسة، ومن ثم تزويجها بقرار من أهلها، يوم لم يتجاوز عمرها الرابعة عشرة.

تقول عشتار سومر: كلما مر الزمن أشعر اكثر بمسؤوليتي عن تدمير حياة تلك الطالبة ، ولم اعتذر لها حينها ، ويجب أن نعترف بأننا جيل فاشل لا يعرف ثقافة الاعتذار. ومن ناحية أخرى أنا أم ومعلمة وأشعر أن التعليم في خطر، بل ان مستقبل أولادنا في خطر. فالطالب يدرس مدة 18 سنة وتُعبأ ذاكرته بمعلومات يحفظها عن ظهر قلب ولا يفهمها، ويفتقد الطالب في الوقت نفسه دروسا تنمي مهاراته ومواهبه. فدروسه تلقينية بحتة، وإذا لم يحفظها نصفه بـ "الفاشل".

ترتكز العملية التربوية بحسب سومر على ثلاثة أسس : المعلم والمنهج والتلميذ، فالمعلم يحضر للصف اليوم بمبادئ وقيم مشوهة، حيث لا يؤمن مثلا بالتسامح والاختلاف مع الآخر، وهو مُعبأ ضد الطائفة الأخرى أو الحزب الآخر.

أما المنهج فما زال يحفل بمعلومات أكل الدهر عليها وشرب ، وهو في واد والواقع بواد آخر، بعيد عن العلوم الحديثة وثورة التقنيات والذكاء الاصطناعي، عدا التناقض الذي يعيشه الطالب في ما يقرأه في الدرس عن أهمية تدوير النفايات مثلا، بينما تحيط مدرسته أكوام النفايات والمياه الآسنة.

ويعيش التلميذ حالة ضياع وتناقض حين لا يمكنه انتقاد الأخطاء، التي لا حلول لها غالبا، مثلما يعجز عن الدفاع عن آرائه التي لا تُسمع على الاكثر.

وهكذا فالتعليم يجري في بيئة غير مناسبة، مقارنة بالماضي حين كان يتمتع بمهنية ذات معايير عالية. وكانت للمعلم منزلة مميزة لدى المجتمع والأهل على نحو خاص، بينما يواجه حاليا موقفا عشائريا إذ ما اختلف مع التلميذ، عدا عن انه كان يتمتع بمركز اجتماعي مرموق، بفعل التجانس بين حالته المعيشية ومركزه الوظيفي.

وقد أثارت هذه الآراء عاصفة من آراء الحضور، وكثير منهم من الهيئات التدريسية وقسم جاء من محافظات أخرى، فقدموا تفاصيل حالات مؤلمة يعيشها الواقع التعليمي في العراق ، خصوصا مع انتشار الفساد والمدارس الأهلية التي تسعى لإفشال المدارس الحكومية .

******************************************

قف.. مبروك لهم..

عبد المنعم الأعسم

عادت حالة الانتحارات الى واجهة الاحداث، في بغداد وديالى والنجف والبصرة. فتيات في الغالب، وشبان، يائسات ويائسين، حيث غسلت المحاكم يديها من المسؤولية، فتولى الضحايا قتل انفسهم، عقابا لذنب لم يرتكبوه، بعد ان اغلقت متنفسات الحياة والتوظف والفرص امام اجيال الخريجين والقادرين على العمل ومحتاجيه، وفرضت على مئات الالوف منهم، من الجنسين، تعطيل طاقاتهم الخلاقة وتصريفها بين البطالة والكآبة وانتظار الفرج وقبول حياة السجن المنزلي والاستسلام الى اعراض الكآبة والشعور بالخيبة والعجز، معرَضين الى امراض مستديمة من الفصام والضياع والملامة، وينتهي الحال بالبعض الى تعاطي المخدرات او الى العقاقير المّسكّنة والمدمرة في ذات الوقت.

ولم تطوَ بعد المعلومات المنقولة عن منظمة حقوق الانسان بان العام 2023 وحده شهد 700 حالة انتحار من دون ان يرف جفن أحد حيال هذا الخطر المجتمعي، ما يلزم ان نبارك لساسة المرحلة وزعاماتها وطواويسها وكل من صعد الى مسرح الملهاة الكارثية هذا "المنجز" الكبير الذي سيضاف الى منجزات هائلة تحققت على ايديهم طوال عقدين من الزمان، من ضياع ثروة العراق الى سقوط الموصل حتى سرقة القرن.. والحبل على الجرار.

*قالوا:

" أنت يا من تستمع إلى الموسيقى، لماذا تنصت للموسيقى حزينًا هكذا".

شكسبير

******************************************

يوميات

  • يضيّف منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد بعد غد السبت، المخرج السينمائي مهند حيال والفنان سامر دشر في ندوة عنوانها "دراما وسينما العراق بين البيئة وسوق الإنتاج".

تبدأ الندوة في الساعة 11 ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.

  • يضيّف "ملتقى روّاد المتنبي" الثقافي غدا الجمعة، د. شاكر كتاب، ليلقي محاضرة بعنوان "رحيل الأفكار".

تبدأ المحاضرة في الساعة 9 صباحا على "قاعة حسين علي محفوظ" في المركز الثقافي البغدادي بشارع المتنبي.

  • يضيّف "ملتقى لكش" الثقافي غدا الجمعة، الاختصاصية في العلوم السياسية والعلاقات الدولية د. بسمة أوقاتي، لتتحدث عن "المتغيرات السياسية في المنطقة وآفاق المفاوضات الإيرانية – الأمريكية".

تكون البداية في الساعة 6 مساء في مقر الحزب الشيوعي العراقي بمنطقة الكرادة – قرب محطة وقود أبو اقلام. 

***********************************************

غدا الجمعة بغداد على موعد مع مؤتمر قصيدة النثر

متابعة – طريق الشعب

يعقد الاتحاد العام للأدباء والكتاب بالشراكة مع "رواق بصمة بغدادية"، مؤتمر قصيدة النثر في العراق، الذي يتضمن حلقات دراسية وجلسات شعرية بمشاركة شعراء عراقيين وعرب.

ويأتي هذا المؤتمر الذي يستمر يومين، متمما للفعاليات الثقافية التي نظمها الاتحاد في مجالات الأدب والثقافة. وسينطلق المؤتمر من شارع المتنبي في الساعة 10 صباحا على "قاعة سامي عبد الحميد" في المركز الثقافي البغدادي.

وفي الساعة ٥ مساء اليوم نفسه، تنتقل الفعاليات إلى الكورنيش الجديد في شارع أبو نؤاس، حيث تجري إقامة حفل الافتتاح الرسمي.

أما بعد غد السبت، فستكون هناك 3 فعاليات، الأولى جلسات شعرية ونقدية تبدأ في الساعة 10 صباحا في جامعة الإسراء، والثانية "طاولة ماس التجارب الشعرية"، وتُعقد عند الساعة 4 عصرا في مقر الاتحاد، بينما الفعالية الأخيرة فستكون قراءات شعرية في "مؤسسة المحطة" في الكرادة، وذلك عند الساعة 6 مساء.