الصفحة الأولى
تعويل على تقويض السلاح والمافيات واقتصاديات الأحزاب رائد فهمي: المنظومة الحاكمة تشعر بالقلق والتغيير يبدأ بتكاتف القوى الساخطة
بغداد ـ بسام عبد الرزاق
برغم مرور عقدين وأكثر على سقوط النظام الدكتاتوري في 2003، لا تزال منظومة الحكم التي تسيطر على العملية السياسية، تحرص على تكريس نظام المحاصصة المشوه وتغليب الهويات الطائفية على الوطنية الجامعة، وذلك على حساب الحريات والحقوق العامة، الامر الذي يضع الكثير من القوى الوطنية أمام تحد كبير لإحداث التغيير الشامل، وصون تلك الحقوق والحريات.
لهذا وقفنا ضد الحرب!
سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، رائد فهمي، يرى أن تاريخ 2006 في العراق كان مفصلياً حيث بدأت المحاصصة تتبلور بشكل واضح في السلطة، مشيرا إلى ضرورة تجميع القوى المجتمعية الساخطة، لإحداث التغيير المطلوب.
وقال فهمي لـ"طريق الشعب"، انه "منذ زمن المعارضة كنا ننبه الى ان التدخل الخارجي وتغيير النظام عن طريق الحرب ليس بالضرورة ان يأتي بالديمقراطية كما نتطلع اليها"، مشيرا الى ان "بيان الحزب قبيل الحرب نوّه بهذا الأمر، كون الجهة المحتلة لديها أولويات ومصالح تؤثر على مسار الاحداث. وفي نفس الوقت كان هناك جدل في داخل المعارضة بشأن تغيير النظام الدكتاتوري، وما اذا كان بالإمكان الاعتماد على العوامل الداخلية بتضامن وإسناد ودعم خارجي، لأن هذا التغيير لا يمكن أن يحدث بواسطة عوامل داخلية خالصة، فالنظام صعب ودكتاتوري، ولا يتورع عن استخدام كل وسائل البطش، وبالتالي لا يمكن تغييره إلا بقوى خارجية. وهذا ما حصل، لكننا وقفنا ضد الحرب وكل اشكال التدخل".
وأضاف، انه "حين حدث السقوط ولاحقا الاحتلال، كان الشعور مزدوجا لدى الناس. التخلص من الدكتاتورية ولكن في نفس الوقت جاء باحتلال، ومحصلة هذين البعدين عشنا تداعياتها بين اعلان الاحتلال وانطلاق العملية السياسية، والآمال كانت معقودة فعلا على عراق ديمقراطي حقيقي يسير على طريق الاستقرار والتنمية الاقتصادية، ولكن حين انطلقت العملية السياسية ـ وليس ببعيد عن مواقف الأحزاب الطائفية سواء السياسية أو القومية ـ اصبح هذا التصنيف المكوناتي وبدأت العملية السياسية على أساس الاحتواءات الطائفية والقومية، ولاحقا في عام 2006 بدأت المحاصصة بمعناها الأكثر تبلورا للسلطة، وهنا بدأ جذر الفساد والفشل".
نظام ينتج الأزمات!
وتابع الرفيق فهمي، ان "العملية السياسية وكل ما ترتب عليها من تطورات سياسية وعملية بناء الدولة الذي اثبت انه فاشل وما رافقه من فساد وعدم توازن وتدخلات خارجية، كل ذلك مرتبط بالأداء المذكور سابقا، وبالتدريج بدأت الآمال المعقودة على تغيير النظام السابق تخبو، وجاءت مرحلة الحرب الطائفية، وصار هذا الاستقطاب، وانتشر الفساد، وبدأت الفجوة تكبر بالتدريج بين التمثيل السياسي ومؤسساته وما بين الجمهور. وهنا يطرح السؤال، هل كان هذا التطور حتميا؟ نعتقد انه لم يكن حتميا لذلك في فترة دخولنا الى مجلس الحكم ومشاركتنا في الحكومة اعتبرنا الموضوع نوعا من الصراع الذي نخوضه لتصويب المسارات، ووضعها في المسار الصحيح نحو دولة مواطنة حقيقية، تؤمّن التمثيل الحقيقي للأطياف المختلفة، وبشكل خاص القضية القومية في اطارها الاتحادي. لكن في النهاية ترسخ نهج المحاصصة من خلال جملة عوامل، وترسخت اثاره وتوسعت، لذلك اتخذنا موقفا بالابتعاد عن المواقع التنفيذية كوننا لاحظنا بالممارسة انه مع هذا النظام والمصالح التي تقف وراءه، اصبح من المتعذر تغييره من الداخل".
إعادة انتاج منظومة الحكم
وأشار فهمي الى ان "الديمقراطية اختزلت بالعملية الانتخابية وهي بحد ذاتها عرجاء ويشوبها الخلل على صعيد القانون وعدم تطبيق قانون الأحزاب ومدى استقلالية المفوضية ونوعية الاشراف وآلياته، وعمليات التزوير التي بدأت حتى الأحزاب الحاكمة تعترف بها. وهذه العملية الانتخابية التي أصبحت الركن الأساسي للديمقراطية، أصبحت ـ هي الاخرى ـ وسيلة لإعادة إنتاج المنظومة الحاكمة، وليس للتداول السلمي الحقيقي للسلطة، وهذا ما يفسر عزوف الناس عن الانتخابات".
وواصل فهمي حديثه انه "هنا يُطرح سؤال عن كيفية تصويب الأمور؟ لذلك طرحنا مشروع التغيير وهو محصلة لهذه التطورات، واستنتاج أن هذه المنظومة عاجزة عن إجراء الإصلاحات الحقيقية، كونها دائما تتحرك ضمن منطق المحاصصة، وضمن آليات المحاصصة، وحتى مع مجيء وزارة تريد تحقيق شيء، فان أحكام المحاصصة سوف تقيدها وتفرض منطقها. وهذا الأمر ينطبق على كل الوزارات سابقا وحاليا. ولهذا نتحدث عن ضرورة تغيير المسارات، والتغيير المطلوب هو الانتقال من نظام المحاصصة الى منطقة أقرب للمواطنة، من دون الاخلال بمسألة التمثيل. فالتمثيل الذي نتحدث عنه يخص بناء الدولة. وان الانتقال نحو المواطنة يرتبط بالإصلاح الديمقراطي الحقيقي للمؤسسات، لكن عملية بناء المؤسسات غائبة اليوم، كون ما يجري اليوم هو ـ عمليا ـ التفاف على الدستور. ومن يحمل الدستور هذه الإشكالات نعتقد أنه مخطئ. نعم، لأن الدستور فيه فقرات ومواد ومقدمة مبنية ومشجعة على موضوعة المكونات، لكن لاحظنا على مدى سنوات ان التوافقات حلت محل المواد الدستورية، وهذه التوافقات هي عبارة عن تقاسم المصالح والمنافع في الدولة".
المتضررون من النظام وفرض الإرادة!
وأوضح فهمي، ان "الازمات لا يجري حلها وانما تسكينها واطفاؤها لفترة معينة، فنحن نعيش في حالة صراع مستمر لإطفاء الحرائق وليس إنهاءها. ونلاحظ أن العلاقة الإشكالية مع إقليم كردستان تتراجع في كل سنة. كذلك على صعيد الفساد والموازنة، وبالتالي التغيير المطلوب مرهون بتغيير موازين القوى، كما يحتاج الى قوة تستطيع التغلب على منظومة المصالح المسنودة من القوى التنفيذية وقوة المال والسياسة. وندرك أن هذا أمر صعب. لذلك نحن نتحدث عن تجميع الأوساط الاجتماعية الواسعة المتضررة من هذا النظام وتحويل التذمر والاستياء الى قوة سياسية، وهذا فيه عمل كثير. وهذه القوة كامنة في المجتمع، والدليل ما رأيناه في انتفاضة تشرين. واليوم أيضا تظهر هذه القوة من خلال حراك المعلمين وسبقه حراك الممرضين، وهذه قوة هائلة، فهي من يستطيع التغيير، لاسيما إذا أخذنا شعار تعديل سلم الرواتب. هذا الأمر لن يتغير وهناك منظومة مصالح تريد الإبقاء على منافعها. لكن حين تأتي هبّة شعبية بهذه القوة، تستطيع فرض ارادتها".
وأشار فهمي الى انه "في حديثنا عن تغيير موازين القوى نستند أيضا الى ان هذه القوة المجتمعية الكامنة والمتضررة والتي تواجه ظروفا اجتماعية وأمنية صعبة، ونعيش الان مع حالات امنية من بينها ما حصل مع المهندس الشاب بشير، فهذه مظاهر كشفت، بينما هناك العديد من هذه الحالات داخل السجون تجري طمطمتها. صحيح انه لا توجد مفخخات وظواهر صارخة، لكن في مفردات الوضع الأمني هناك مشاكل. وهذا يتبين من المطالبات بالحماية من قبل المعلمين والتمريضيين والأطباء والمحامين وغيرهم. فكيف يجري الحديث عن الامن وهذه الشرائح بالملايين تطالب بقوانين لحمايتها؟ والمواطن ـ الى حد كبير ـ يشعر بأنه مكشوف امام الضغوطات".
***********************************************
راصد الطريق.. التسعيرة الدوائية فايق يا هوى وفتّش عالدوا..!
لم تفلت التسعيرة الدوائية من ظاهرتي الفوضى والفساد، اللتين تسيطران على غالبية مفاصل الدولة، بينما يبقى المواطن ضحيتهما الأولى.
في العام ٢٠١٧ قالت نقابة الصيادلة أنها تريد ضبط التسعيرة لدى القطاع الخاص، لكن "الاسكيتر" لم يظهر على حافظات تلك الأدوية الا قبل مدة قصيرة. ويبدو أن هذا "الاسكيتر" لم يسيطر على كثير من العلاجات المورّدة، لأن السعر المحدد فيه غير ما يشتريه به المواطن! نعم، والفرق بينهما كبير.
وهنا يرمي أصحاب صيدليات الكرة في ملعب المذاخر، التي تبيعهم بأسعار مرتفعة، والمذاخر تعيد رميها في ملعب المستوردين، والاخيرون يتبرؤون، والنقابة تهدد المخالفين! وتضيع "التسعيرة" بين جشع هذه الأطراف وبين الضعف الرقابي للنقابة ووزارة الصحة.
فالمطلوب نظام رقابي يضبط الحوكمة الالكترونية لأسعار الدواء، مع ضمان مأمونية الادوية، ودعم المنتج الدوائي الوطني. وهذا لا ينجح دون تعاون حقيقي بين الوزارة ونقابتي الصيادلة والأطباء. كما تتوجب سيطرة السلطات المعنية والجهات الأمنية على الغش الدوائي، عبر ضبط الحدود ومنع دخول الأدوية غير المرخصة، وتفعيل وتكثيف عمل الفرق الصحية الجوالة، كي لا يردد المواطن مع فيروز "فايق يا هوى وفتش عالدوا...".
***********************************************
الصفحة الثانية
نائب: قرطاسية المعلم من جيبه.. فأين وزارة التربية؟
بغداد ـ طريق الشعب
دقّ النائب زهير الفتلاوي ناقوس الخطر بشأن تدهور أوضاع الكوادر التربوية في العراق، مؤكداً أن المعلمين والمدرسين يعيشون أوضاعاً "تُعيدنا إلى زمن النظام البائد"، في ظل تردي الواقع الاقتصادي، وسوء توزيع الأراضي، وغياب الدعم الحكومي.
وقال الفتلاوي إن "المعلمين في جميع المحافظات يعانون بشكل كبير، ووصل الأمر ببعضهم إلى البحث عن عمل ثانٍ لسد رمق العيش"، مضيفاً أن "الكادر التربوي يشتري القرطاسية وأقلام السبورة من ماله الخاص، في ظل تجاهل واضح لمعاناته".
وانتقد الفتلاوي ما وصفه بـ"التوزيع غير العادل لقطع الأراضي"، مشيراً إلى أن "هناك من أمضى أكثر من 40 عاماً في الخدمة ولم يحصل على شبر أرض".
وأكد النائب أن "الوضع التربوي بات لا يُحتمل، ونحن نتحدث عن شريحة بنات المستقبل، وإذا لم ننتشل المعلم من واقعه المزري، فإن المستقبل بأكمله سيكون في خطر".
*******************************************************
الاحتجاجات تتصاعد مطالبات بالحقوق المشروعة والفلاحون يغلقون مجدداً مفرق غماس
بغداد ت طريق الشعب
تصاعدت وتيرة الاحتجاجات في عدد من المحافظات العراقية خلال الأيام الأخيرة، حيث شهدت محافظات الفرات الأوسط، تظاهرات واسعة نظمها الفلاحون. بينما تواصلت الإضرابات والوقفات الاحتجاجية للكوادر التربوية والتعليمية في محافظات أخرى، في مشهد يعكس تصاعد الغضب الشعبي تجاه السياسات الحكومية وتجاهلها المطالب الأساسية.
احتجاجات الفلاحين
وصعّد فلاحو محافظات النجف والديوانية والسماوة وكربلاء احتجاجاتهم عبر تنظيم تظاهرة واسعة في مفرق غماس، استخدموا خلالها الحاصدات والتركترات لغلق الطريق الرابط بين الديوانية والنجف، ما تسبب بتوقف حركة السير مؤقتًا.
المتظاهرون رفعوا جملة من المطالب، كان أبرزها: صرف تعويضات المواسم الزراعية المتوقفة، توفير المياه ووقود الكاز، تقليل أجور السقي والكهرباء. واعتبر المحتجون أن هذه المطالب تمثل الحد الأدنى لضمان استقرار القطاع الزراعي. وهددوا بالمضي في اعتصام مفتوح في حال استمرار التجاهل الحكومي.
التظاهرة شهدت مشاركة عدد من الناشطين والمهتمين بالشأن الزراعي، الذين عبّروا عن تضامنهم الكامل مع الفلاحين، داعين الحكومة إلى الاستجابة الفورية قبل تفاقم الأزمة.
إضراب متواصل للمعلمين
في محافظة ذي قار، أعلنت ممثلية الكوادر التربوية استمرار الإضراب أمام أقسام مديرية التربية، مشيرة في بيان مصوّر إلى أن الحكومة ومجالس المحافظات لم تتعامل بجدية مع مطالبهم.
المطالب التربوية شملت محاسبة المتسببين في قمع التظاهرات السلمية التي نظمها المعلمون، وتقديم اعتذار رسمي من وزارة الداخلية وقيادة شرطة ذي قار، إلى جانب إرسال قانون الخدمة المدنية، وإقرار سلم رواتب عادل، وتعديل قانون حماية المعلم رقم 8 لسنة 2018 بما يضمن حقوقهم.
كما طالب المحتجون بزيادة المخصصات المهنية بنسبة 100%، ورفع أجور النقل، ومضاعفة مخصصات خدمة الأرياف، وتخصيص قطع أراضٍ سكنية وقروض ميسّرة لجميع التربويين.
عودة مشروطة للمعلمين
تنسيقية محافظة واسط أكدت استمرار الإضراب أمام مديرية التربية، مشيرة إلى أن عودة الكوادر التعليمية إلى المدارس مشروطة بالاستجابة الفعلية لمطالبهم التي اعتبروها حقوقاً مشروعة، رافضين التبريرات الحكومية.
وفي قضاء الصويرة شمال محافظة واسط، خرج المعلمون والمعلمات بتظاهرة أمام مديرية التربية، رفضاً لقرارات مجلس الوزراء التي وصفوها بأنها لا تعبّر عن مطالبهم.
وأشار المتظاهرون إلى أن وزارة التربية والنقابة بعيدتان عن واقعهم، وطالبوا بتفعيل قانون حماية المعلم بعد تكرار الاعتداءات بحقهم. وقال المعلم مهيب صادق جعفر، إن الحكومة لم تلبِ الحد الأدنى من حقوقهم، فيما أكد مصطفى رعد أن القرارات الأخيرة لم تحقق شيئاً سوى تخصيص نثرية للإدارات وأجور للمشرفين، دون أي أثر إيجابي على أوضاع المعلمين.
"لا نريد تعطيل العملية"
وفي منطقة الزعفرانية ببغداد، نظّم المعلمون والمدرسون وقفة احتجاجية ثالثة خلال أسبوع، شددوا فيها على أن تحركهم لا يستهدف تعطيل العملية التعليمية، بل تصحيح المسار وإنصاف المعلم العراقي. وقالت نزيهة الربيعي، مديرة مدرسة، إن الوقفة تهدف إلى استرداد الحقوق، فيما أشار حسن خلف إلى أن الحكومة ما تزال تماطل في تنفيذ قرارات أُقرت منذ عام 2018. أما المدرسة هدى خالد، فانتقدت الأنظمة المتعاقبة التي لم تنصف شريحة المعلمين.
وتشهد الساحة العراقية تصاعداً لافتاً في الاحتجاجات الاجتماعية من قبل الفلاحين والمعلمين وفئات اجتماعية اخرى، في وقت تزداد فيه المؤشرات على اتساع الهوة بين الحكومة والفئات المنتجة والأساسية في المجتمع، ما ينذر باتساع رقعة التصعيد في حال استمرار التجاهل الرسمي.
*****************************************************
لمنع تكرار ما حصل مع المغدور المهندس بشير خالد محام نجفي يطالب {الاتحادية} بإعلان عدم دستورية إحدى مواد المحاكمات الجزائية
النجف – طريق الشعب
رفع المحامي رسول صالح ميران شريف، من النجف، دعوى إلى المحكمة الاتحادية طالبها فيها بإعلان عدم دستورية المادة (50) من قانون أصول المحاكمات الجزائية رقم (22) لسنة 1971، والتي تنص فقرتها أولاً – أ: (استثناءً من المادة (49) يقوم المسؤول في مركز الشرطة بالتحقيق إذا صدر أمر بذلك من حاكم التحقيق أو المحقق، أو اعتقد أن الجريمة من شأنها أن تؤخر الإجراءات أو تؤدي إلى ضياع معالم الجريمة أو الإضرار بسير التحقيق، على أن يعرض المحقق حال فراغه منها الأوراق التحقيقية على الحاكم).
وقال المحامي في تصريح لـ"طريق الشعب"، إنه قدّم الدعوى في 10 آذار 2025، على أثر تسجيله العديد من المخالفات المرتكبة في مراكز الشرطة.
وأضاف المحامي رسول صالح في دعواه، أن المحكمة الاتحادية وافقت على النظر في الدعوى، وهي تُنظر حالياً بالرقم (٥٤/اتحادية/٢٠٢٥)، مؤكداً أنه ينتظر الإجراءات الرسمية لغرض البدء في تقديم مرافعته وفق الأصول. وتحدث عن أن "المادة أعلاه تشكل خرقاً لأحكام دستور جمهورية العراق لسنة 2005 النافذ، ما يستوجب التصدي لها والحكم بعدم دستوريتها".
وعلّل صالح عدم دستورية هذه المادة بكونها تخالف أحكام المادتين (19/أولاً) و(87) من الدستور، اللتين تناولتا موضوع استقلال السلطة القضائية. كما أشار إلى مخالفتها لمواد دستورية أخرى وردت في نص الدعوى. وطالب المحكمة الاتحادية بالحكم بعدم دستورية المادة (50) من قانون أصول المحاكمات الجزائية، عملاً بأحكام الدستور ومبادئه لعام 2005، لكونها لا تنسجم مع مبدأ استقلال القضاء.
*********************************************
تعويل على تقويض السلاح، والمافيات، واقتصاديات الأحزاب
التغيير الذي نتطلع اليه
وواصل فهمي: "نتحدث الان عن التغيير على صعيد وجهة البلد سواء في بناء الدولة وبناء الاقتصاد، وما يحصل اليوم هو ان هذا المسار الحالي بدأ يصطدم بمعوقات كبيرة يجعل من الصعب الاستمرار بها، بما فيها الدولي والإقليمي، فالضغط الدولي ليس بالضرورة يدفع باتجاه التغيير الذي نتطلع اليه، إنما لديه أهداف عسكرية، فضلا عن طبيعة العلاقة مع ايران، لكن هذه البنود بالذات ستؤدي الى تداعيات على المنظومة الحاكمة وتهز مرتكزاتها، وهذا يشعرهم بقلق ويؤثر على موازين القوى الداخلية. والجانب الآخر أن الوضع الاقتصادي وطريقة معالجته يؤديان الى تأثر شرائح كبيرة بما فيها الشرائح الوسطى التي بدأت أوضاعها تنحسر وتتراجع وتجد صعوبة في تأمين احتياجاتها. وهناك شرائح كثيرة بعد إحداث المعلمين والممرضين سترتفع مطالبها. وهذه المطالب لها عواقب مالية، إذا ما وافقت الحكومة على إعادة هيكلة الموازنة وإحداث تغيير. وهنا يتبيّن أن الحديث عن استقرار في البلد أما خداع للنفس أو خداع للآخرين. لكن واقع الأمر ان هناك عناصر أزمة حقيقية ستزداد في المستقبل". وأوضح الرفيق فهمي، ان "الانتخابات الآن بحد ذاتها أصبحت موضوع صراع، في ظل اعتماد نفس الآليات، بينما الأحزاب المتنفذة ذاتها تتحدث عن استغلال النفوذ ـ بمعنى إعادة إنتاج نفس الوضع ونفس الأزمة، وهي يجب ان تكون اقرب لأن تعكس آراء المواطنين. لذلك نقول إنّ العراق مقبل ـ نتيجة التحديات الخارجية والمشاكل الداخلية ـ على التغيير، وليس التغيير الشكلي واطفاء الحرائق، انما هناك تحركات بسبب غياب العدالة الاجتماعية واصبح الثراء انفجاريا في بعض الأقطاب مقابل شرائح واسعة يتدهور وضعها".
وأنهى الرفيق فهمي حديثه بالقول: "اننا لا نريد أن نضع صورة سوداء، فالشعب يمتلك طاقات ويستطيع المساهمة في التغيير من خلال تحديد خياراته، وأن القوى الواعية يفترض بها ان تلعب دورا في تنظيم الاحتجاجات والاستياء والضغط أيضا، من اجل تعديل الآليات، وهي كلها جزء من عملية التغيير".
ديمقراطية شكلية!
من جهته، قال الأكاديمي والمحلل السياسي، د. غالب الدعمي، إن "اختلاف النظام الحالي عن السابق، هو أن المواطن يستطيع انتقاد النظام الحالي والنفاذ بنفسه دون التعرض لعقوبات تصل الى الإعدام والتنكيل، لكن الديمقراطية التي وصلتنا مشوشة، وتحول مركز القرار من شخص واحد وتوزع على مجموعة بيوتات وعوائل ومافيات سياسية ومالية واقتصادية".
وأضاف، ان "هذه سمة هي النظام الحالي، ولا يمكن أن نطلق عليه أنه نظام ديمقراطي مع أن آلياته ديمقراطية ولكن تطبيقاته على أرض الواقع تؤكد إننا لسنا في نظام ديمقراطي، وإنما شكل لهذا النظام؛ فالانتخابات لا تفضي إلى خيار الشعب، وإنما من يمارسون الاقتراع اغلبهم ينتمون إلى أحزاب، وهو جمهور منتفع. أما الجمهور الآخر فقد أصابته خيبة وابتعد عن المشاركة، وهذا لا يعني انه جمهور إيجابي، بل على العكس، اذ تحول الى جمهور سلبي، لأنه تخلى عن وضعه، وتخلى عن إرادته، وتخلى عن طموحاته وسلمها لجمهور مصلحي تابع لهذه الأحزاب".
تقويض السلاح والمافيات
وخلص الدعمي الى انه "من دون تقويض سلطة الزعامات السياسية ومن دون تقويض سلطة السلاح والمافيات المالية لن ينهض العراق"، مبينا انه "من أجل أن ينهض البلد نحتاج إلى أن يكون صوتنا عاليا أحيانا كما يقول مالكوم إكس: (على المرء أن يحدث بعض الضجيج حتى يحصل على ما يريد)، فإذا لم نمارس الضجيج كرأي عام وجمهور لا أعتقد أننا سنستطيع تغيير الحال، وسيبقى هؤلاء قابعون على صدورنا بفضل مالهم وسلاحهم".
***********************************************
الصفحة الثالثة
الناس والأسماك في خطر تسرّب بقع زيتية إلى مياه شط العرب البرلمان يطالب بالحلول والحكومة تتجاهل
بغداد ـ طريق الشعب
وثّق مواطنون بمنطقة الهارثة في البصرة تسرّب بقع زيتية سوداء في مياه شط العرب، ناتجة عن محطة كهرباء الهارثة. وبرغم تأكيدات الجهات الحكومية بأن المشكلة تم حلها في غضون ساعات قليلة، إلا أن المواطنين والناشطين يشيرون إلى أن التلوث لا يزال قائمًا، ويشكل تهديدًا للبيئة وصحة السكان.
سعد البصري، أحد الناشطين من المدينة، يعبّر عن قلقه العميق من الوضع الحالي، قائلا: ان "الزيت ينتشر بشكل مستمر، ما يشكل خطرا بيئيا وصحيا كبيرا على المنطقة، خاصة وأن الشط قريب من مشروع ماء البصرة الكبير".
البصري لا يكتفي بالحديث عن المشكلة بل يوجّه نداءً عاجلاً للمسؤولين: "نطالب المسؤولين والشرفاء بالتحرك السريع لمنع تكرار هذا الحادث، الذي قد يتسبب في تلوث بيئي وتفشي الأمراض في المنطقة".
وعلّقت وزارة الكهرباء قائلة: إن المياه في شط العرب "خالصة من أي تلوث"، أما شركة إنتاج الجنوب فأشارت إلى أن التسرب الذي وقع في شباط الماضي كان مجرد "تسرب طفيف في أحد أنابيب الوقود في محطة كهرباء الهارثة" الذي حدث بسبب انطفاء الكهرباء، وأن الضرر تم سحبه خلال ساعات قليلة.
لكن البصري ينفي هذه التصريحات، مشيرا إلى أن الوضع لا يزال مقلقًا للغاية. وقال: "هذا كله كذب، لأكثر من 3 أسابيع تعمل كوادر نفط البصرة وهيئة الصحة والسلامة في موقع العمل منذ حدوث التلوث"، مؤكدا أن "المفروض من محطة الهارثة بناء ساتر ترابي على حدود المحطة مع شط العرب لمنع تكرار التلوث، كما يجب حفر حفرة مبطنة لتخزين النفط في حال حدوث تسرب أو تضرر في الأنابيب".
ويوضح البصري أن الوضع في الزبير والمحطة القريبة من المفتية لا يختلف كثيرًا، حيث المشاعل تواصل نشر الملوثات على مدار الساعة من دون أي حل جدي.
ويتساءل البصري: "هل يعقل أن وزير الكهرباء لا يرى هذا التلوث المستمر؟ ففي الصيف، مع انقطاع الكهرباء، لا يمكنك الخروج بسبب الدخان الناتج عن هذه الشعلة"، مطالبا بتدخل جهات دولية لحل المشكلة وفحص المياه.
فضلات وسوائل ملوثة
ويذكر مصدر حكومي في محافظة البصرة، فضّل عدم الكشف عن اسمه، أن محطة كهرباء الهارثة تقع ضمن القاطع الزراعي الخاضع لإشراف مديرية الزراعة منطقة الهارثة، مشيراً إلى أن هناك وحدة بيئية تابعة للقاطع، معنية برصد التلوث ورفع تقارير شهرية إلى مديرية زراعة البصرة، والتي بدورها ترفعها إلى الجهات المعنية والمختصة.
يقول المصدر لـ "طريق الشعب"، إنّ "من أبرز مصادر التلوث الحالية هو محطات توليد الطاقة الكهربائية، لا سيما المحطات التي تعمل على الطاقة الحرارية، إذ تعتمد في تشغيلها على كميات كبيرة من المياه، وتفرز فضلات وسوائل ملوثة يتم تصريفها مباشرة في مجرى شط العرب، ما يفاقم من أزمة التلوث البيئي في النهر".
ويضيف، أن "هذا التلوث المستمر يشكل خطراً على البيئة الزراعية والمائية، ويؤثر سلباً على جودة المياه وصحة المواطنين في المناطق المجاورة".
غياب المعالجات الفعلية
يقول د. جاسم المالكي، الاستشاري في نقابة المهندسين الزراعيين بالبصرة، أن تلوث شط العرب ليس بالأمر الجديد، بل هو نتيجة تراكمات مستمرة منذ عقود، مشيراً إلى أن الأزمة تفاقمت بسبب تعدد مصادر التلوث، وغياب المعالجات الفعلية.
ويضيف المالكي لـ "طريق الشعب"، أن "الموقع الجغرافي لشط العرب، كونه في ذنائب نهري دجلة والفرات، جعله مصباً لكافة الملوثات القادمة من المحافظات الشمالية والوسطى والجنوبية، ما أدى إلى تراكمها في مجرى النهر بسبب قلة التصريف المائي وعجز النهر عن دفع هذه الملوثات باتجاه الخليج العربي".
ويشير الى انه "من بين أخطر العوامل المؤثرة أيضاً، هو توغل اللسان الملحي القادم من الخليج العربي، نتيجة لانخفاض مناسيب المياه في شط العرب، حيث يتناسب هذا التوغل عكسياً مع كمية التصريف، فكلما قلت المياه، ازداد توغل الملوحة، وهو ما تسبب بكوارث بيئية، مثل نفوق العديد من أنواع الأسماك العذبة وتراجع التنوع البيولوجي، بالإضافة إلى تأثيره الكبير على الزراعة، خاصة في مناطق الفاو والسيبة وأبو الخصيب وشرق البصرة".
ويلاحظ المالكي، أن "من بين مصادر التلوث الأخرى، مياه الصرف الصحي غير المعالجة التي تُلقى مباشرة في شط العرب أو من خلال الأنهار الفرعية، والتي تحوّلت إلى مكبات للملوثات. كما أن مياه البزل الزراعي من المناطق القريبة من النهر تُسهم أيضاً في تلوثه، في ظل غياب منظومة تصريف مناسبة، ما يؤدي إلى تراكم الأملاح وازدياد التلوث عند حدوث المد العالي".
ويعتبر أن "محطات إنتاج الطاقة الكهربائية في البصرة، مثل محطة الهارثة، تشكل مصدراً إضافياً للتلوث، حيث تتسرب أثناء عمليات الصيانة كميات من المياه الصناعية المحملة بالملوثات النفطية والمواد الكيميائية إلى مجرى النهر، ما يؤدي إلى ظهور بقع زيتية كما حدث مؤخراً قرب محطة الهارثة، والتي أثرت سلباً على الحياة المائية وعمليات الصيد، وتسببت في وقف أنشطة الصيادين لفترة من الزمن".
ويختتم المالكي بالتأكيد على "ضرورة وضع حلول حقيقية وعاجلة لمعالجة هذه الملوثات، خاصة أن لها آثاراً مباشرة على صحة الإنسان، من خلال تأثيرها على محطات سحب وتحلية المياه التي تعتمد على مياه شط العرب لتوفير مياه الشرب للمواطنين".
يؤثر على الثروة السمكية
وقالت لجنة الزراعة والمياه النيابية في بيان تابعته "طريق الشعب"، أن "هذا التلوث يشكّل تهديداً مباشراً للبيئة المائية والصحة العامة، ويؤثر سلباً على الثروة السمكية ومصادر المياه المستخدمة من قبل المواطنين". وتعد اللجنة ذلك "مخالفة لقانون حماية وتحسين البيئة رقم 27 لسنة 2009، وكذلك مخالفة للمادة 33 أولاً وثانياً من الدستور العراقي، التي تؤكد وبشكل واضح على ضمان السلامة البيئية وحماية التنوع البيئي، ما يستوجب تحركاً فورياً من الجهات المختصة".
وأكدت اللجنة، أن "حماية البيئة والحفاظ على الموارد المائية مسؤولية وطنية وأخلاقية". وأشارت إلى، أنها "تعلن اتخاذ الإجراءات اللازمة بشكل عاجل، حيث سيتم إرسال كتاب رسمي إلى مكتب رئيس الوزراء، ووزارة البيئة، ووزارة الموارد المائية، ووزارة الكهرباء، بالإضافة إلى محافظة البصرة، لمطالبتهم باتخاذ التدابير الفورية لمعالجة هذا التلوث ومحاسبة الجهات المقصرة".
*********************************************
العراق في الصحافة الدولية
ترجمة وإعداد طريق الشعب
عراقيو {الهول} ضحايا أم إرهابيون!
تبت كاترين شير تقريرًا لموقع DW الألماني عن محنة النازحين وحال العوائل العراقية المحتجزة في مخيم الهول السوري، تحدثت فيه عن الخطط الحكومية لإعادة توطين هذه العوائل في بلادهم، والصعوبات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي تعرقل تنفيذها.
معوقات لا تنتهي
فعلى الجانب السياسي، أشارت الكاتبة إلى أن القضية باتت فرصة للمزايدات بين القوى المنتفعة من الاستقطاب الطائفي وفي كل المواقع، حيث يحذر البعض من المخاطر الأمنية التي قد تنجم عن عملية إعادة هذه العوائل بسبب علاقاتها الأسرية بأفراد ينتمون أو كانوا منتمين لمنظمات إرهابية كداعش، فيما يطالب آخرون بحق هؤلاء كعراقيين في العيش في وطنهم والتمتع بخيراته، خاصة مع عدم وجود أية تُهم ضدهم وعدم اتخاذ أية إدانات قضائية بحقهم. كما أن العائلات التي انضم أحد أفرادها إلى داعش ليست جميعها بالضرورة داعمة للتنظيم الإرهابي، وربما اضطر بعضهم للتعاون معه بدافع الخوف.
وعلى الصعيد الأمني، لا يزال الكثير من أفراد هذه العوائل بحاجة إلى تأهيل فكري ونفسي قبل إعادة التوطين، خاصة الشباب منهم، بعد أن تعرضوا لغسيل دماغ وزُرعت فيهم الأفكار المتطرفة وبات العديد منهم يقدس العنف ولا يجد بغير القتل والنهب واستعباد النساء طريقًا للسماء. وذكرت الكاتبة أمثلة على ذلك من خلال لقاءات أجرتها مع عراقيات وأولادهن، تمت إعادتهن إلى الوطن وإسكانهن في البصرة.
وعلى الصعيد الاقتصادي، نوّه التقرير بوجود حاجة ماسة لتمويل خطط التدقيق والتأهيل من جهة، وبرامج إعادة التوطين وتوفير المساكن والخدمات التعليمية والصحية وفرص العمل لهذه الأعداد الكبيرة نسبيًا من جهة أخرى. وهو تمويل شحّت مصادره ولا تستطيع بغداد وحدها تغطيته. ويبدو أن بعض المجتمعات التي تستقبل العائدين تشعر بالقلق من المنافسة الاقتصادية على الوظائف الشحيحة المتوفرة.
وعلى الجانب الاجتماعي، تواجه هذه العوائل رفضًا وتشكيكًا من المواطنين العائدين، ينتج عنه مخاوفُ من وجودهم ويعزلهم عن الآخرين ويعقّد عمليات دمجهم في المجتمع. كما تواجه بعض هذه العوائل تهديدات بالثأر من عوائل وعشائر فقدت أبناءها على يد داعش. وعمومًا، فإن أي شخص، حتى لو كان مرتبطًا بشكل غامض بداعش، لا يزال موضع شك.
أعداد التوطين
وأشار التقرير إلى أنه وبحلول عام 2019، كان تنظيم داعش قد هُزم بشكل شبه كامل في كل من العراق وسوريا، وتم قتل أفراده أو اعتقالهم وسجنهم خلال المعارك النهائية، مخلفين وراءهم زوجاتهم وأطفالهم وغيرهم من المدنيين الداعمين لهم، الذين انتهى المطاف بالعديد منهم في سجن يُعرف باسم الهول، وهو "مخيم مغلق"، في شمال شرق سوريا بالقرب من الحدود العراقية، يحوي حاليًا 73000 محتجز، تُقدّر الأمم المتحدة بأن نصفهم من العراقيين.
لقد أصبح حل المشكلة أكثر إلحاحًا، وفق التقرير، بعد الإطاحة بالنظام السوري في نهاية العام الماضي وانتخاب دونالد ترامب، وهو ما دفع بالحكومة العراقية إلى تسريع عملية الإعادة إلى الوطن، حيث تمكنت حتى الآن من مساعدة ما بين 8000 و12500 عراقي على مغادرة الهول، فيما تقول الحكومة العراقية إنها تخطط لتسيير قافلتين شهريًا من الآن فصاعدًا، بهدف إخراج جميع العراقيين بحلول عام 2027.
ونقل التقرير عن أونيل، مسؤولة مشروع مبادرة إدارة الخروج من النزاعات المسلحة التابعة لمعهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح (UNIDIR)، قولها بأن العديد من العائدين انتقلوا في النهاية عدة مرات قبل الاستقرار وأن زيادة أعداد العائدين لا يعني أنهم جميعًا سيعودون إلى مكان واحد، كما أن ما يقلقها هو الاكتظاظ الهائل الذي تعاني منه مرافق الحكومة العراقية لإعادة التأهيل.
كما نقلت شير عن مسؤولين عراقيين قولهم بأن ما يصل إلى 10,000 عائد قد مروا بمخيم آخر بالقرب من الموصل يُسمى جدعة، خضعوا خلاله لمزيد من الفحوصات الأمنية، وتمكنوا من التواصل مع عائلاتهم أو مجتمعاتهم، لتمهيد عودتهم بشكل أفضل، فيما انتقدت أونيل نقص الإمكانيات في جدعة بشكل يعرقل إنجاز المهمة.
تسامح
وأكد التقرير على أن العراقيين كانوا أكثر انفتاحًا على العائدين حين يعلمون بأنهم خضعوا لإعادة تأهيل حكومية وتحققوا من هوياتهم، مستدركةً القول بأن كثيرين آخرين ليسوا على دراية كافية بمتطلبات هذه العمليات.
********************************************
عين على الأحداث
شوكت تتفاهمون؟
وقّع العراق مذكرة تفاهم لإنتاج الطاقة الغازية المركّبة بما يناهز 24 ألف ميغاواط مع شركة "جي إي فيرنوفا" الأميركية وذلك في اطار خطط حكومية لتحقيق الاستقلالية في تلبية احتياجات الشعب من الكهرباء المستقرة وغير المنقطعة، حسب تصريح رسمي. هذا وتجدر الإشارة إلى أن العراق قد سبق له ووقّع مذكرات واتفاقيات عديدة مشابهة مع الأردن ومصر والسعودية وقطر وإيران والإتحاد الأوربي والصين وشركتي سيمنس وجنرال ألكترك، وصرف أكثر من 100 مليار دولار، دون أن يحظى مواطنوه منذ سنين بنعمة الكهرباء أو تُقلل دفوعاتهم لشرائها من المولدات الأهلية، منتظرين أن تثمر التفاهمات عن شيء.
كأنك يابو زيد ما غزيت
بمناسبة الذكرى 22 لسقوط نظام الاستبداد المباد، أكدت تقارير دولية ومحلية على تراجع حرية الرأي والتعبير وعلى تعرض المدونين والناشطين والمؤسسات الإعلامية لأشكال مختلفة من الملاحقة والتضييق من جهة وسيطرة المال السياسي والسلاح المنفلت عليها من جهة مكملة، إضافة إلى سعي المتنفذين لتمرير قوانين مناهضة للحريات، مما ينذر بمحاولات لفرض هيمنة ثقافية معينة والانحراف عن مسار بناء دولة ديمقراطية يتمتع كافة أبنائها بالحقوق والحريات، وفقا لما ينص عليه الدستور. هذا وتستدعي هذه المخاطر تعزيز العمل المشترك بين المدافعين عن الحريات للجم كل من يسعى لوأدها مهما كان موقعه.
ذكاء اقتصادي!
أعلن صندوق النقد الدولي بأن العراق بحاجة لبيع نفوطه بما لا يقل عن 92 دولاراً للبرميل الواحد لتحقيق التوازن في موازنته لعام 2025. ويأتي هذا الكشف في ظل انخفاض أسعار النفط جراء مخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، وقرار أوبك بزيادة إنتاجها لحد ينذر بحدوث تخمة في العرض. هذا وإذ يثير الإعلان قلقاً شديداً لدى العراقيين، يؤكد مجدداً على فشل الحاكمين في معالجة مشكلة الاعتماد على الريع النفطي وتخبطهم في السياسات التشغيلية ورفعهم الديون إلى أكثر من 80 ترليون دينار، مما تجاوزت تكاليف خدمتها 16.7 ترليون دينار في العام.
مختلفين على لكزس؟!
كشف رئيس مجلس محافظة كركوك عن تفاصيل شراء 20 سيارة، 15 منها من نوع “تاهو” بينها اثنتان مصفحتان، وسيارتان من نوع “لاند كروزر” وواحدة من نوع "لكزس”، لأعضاء مجلس المحافظة والمحافظ ونائبيه، وبمبلغ 2.639 مليار دينار فقط لا غير يتم تخصيصها من إيرادات المنافذ الحدودية. هذا وفي الوقت الذي أكد فيه الرئيس على قيامه بتقليص إسراف كان ساري المفعول في عهود سلفه، اعتبر الانتقادات التي وجهت لهذا الأمر عرقلة لعمل المجلس في تقديم الخدمات، التي نسي كما يبدو أن يذّكرنا ببعضها، لاسيما وإن مجلسه معّطل عن العمل للخلافات بين أعضائه.
عطلة تجيبني وعطلة توديني
بلغت نسبة العطل الرسمية 40 في المائة من عدد أيام السنة، وهو ما يكلف الدولة نحو 170 مليون دولار في اليوم الواحد. ورغم صدور قانون للعطل، حددها بأحد عشر يوماً فقط، فإن الصلاحيات التي مُنحت للمحافظين ولبعض مجالس المحافظات، سمحت لهم بتعطيل الدوام لأسباب دينية وسياسية خاصة، وأحياناً لمبررات مضحكة كإنخفاض درجات الحرارة أو سقوط المطر أو فوز فريق لكرة القدم. هذا، وفيما تعطل هذه المشكلة مصالح الناس وتسبب تأخيراً في إنجاز المعاملات وتقلل الإنتاج وتسيء للعملية التربوية والتعليمية، فإن انتقادات رئيس الحكومة لمسببيها وتوجيهه لهم بالكف عنها ذهبت كما يبدو أدراج الرياح.
********************************************
الصفحة الرابعة
خدمات طبية رديئة وتشخيصات خاطئة واستغلال مالي غياب الرقابة يهدد أرواح المرضى في المستشفيات الأهلية
بغداد – تبارك عبد المجيد
يشهد القطاع الصحي الأهلي في العراق تدهوراً ملحوظاً، حيث أصبح يشكل تهديداً لصحة المواطنين بدلاً من أن يكون داعماً للقطاع الصحي العام. ويعود ذلك إلى غياب الرقابة الفاعلة من جانب وزارة الصحة، ما سمح للمستشفيات الأهلية بتقديم خدمات طبية رديئة، وتشخيصات خاطئة، واستغلال مالي للمواطنين. إضافة إلى ذلك، يزداد الوضع تعقيداً بسبب توظيف عمالة غير مؤهلة، ما يعرض حياة المرضى لمخاطر صحية كبيرة.
ويسهم الفساد السياسي والتجاري بدوره في منح تراخيص للمستشفيات بطرق غير قانونية، ما يزيد من تفاقم الأزمة الصحية. في حين أن المستشفيات الحكومية تعاني من تدهور في مستوى خدماتها، حيث يواجه الأطباء تهديدات أمنية، ما يدفع الكثيرين إلى اللجوء للمستشفيات الأهلية رغم المشاكل الكثيرة التي تعاني منها.
وفي ظل ذلك، يشهد التعليم الطبي في العراق توسعاً غير مدروس في الكليات الأهلية، ما أدى إلى تخريج أعداد كبيرة من الطلاب دون توفير فرص عمل كافية لهم، ما يهدد مستقبل المهنة الصحية في البلاد.
استغلال الناس مالياً
تقول د. حنين جبار، تعمل في أحد المستشفيات الأهلية، أن "المستشفيات الأهلية في العراق تحولت من خيار بديل لدعم القطاع الصحي إلى مشكلة تهدد حياة المواطنين بسبب غياب الرقابة الفاعلة من وزارة الصحة". وأضافت أن "المرضى أصبحوا يقاسون خدمات طبية رديئة، تشخيصات خاطئة، واستغلال مالي فاضح من بعض هذه المستشفيات، التي تعمل خارج أي إطار قانوني".
وأشارت جبار إلى أن "العديد من المستشفيات لا تلتزم بالبروتوكولات الصحية ولا تخضع لمعايير السلامة الطبية، مما يعرض حياة المرضى للخطر". لافتة إلى أن "التوظيف العشوائي لعمالة غير مؤهلة من دول مجاورة يزيد من تفاقم المشكلة ويعرض المرضى لمخاطر صحية كبيرة".
وأكدت أن "غياب الرقابة من وزارة الصحة يسمح لهذه المستشفيات بالتلاعب والاحتيال على المواطنين، كما أن بعض المستشفيات تحصل على تراخيص بطرق غير قانونية بفضل النفوذ السياسي أو المالي لبعض مالكيها". وأشارت إلى أنها لجأت للتعليم الأهلي بسبب الأجور، لافتة إلى أن هذا القطاع يتوافر على فرص عمل كثيرة ومغرية.
وتشير قائلةً: "تعتمد العديد من هذه المستشفيات على توظيف كادر طبي غير مدرب بشكل كافٍ، حيث يتم استغلالهم مادياً ومهنياً، في حين يتم استبعاد الكفاءات الوطنية لصالح عمالة أقل تكلفة". وأضافت أن هناك تجاوزات قانونية في القطاع الأهلي، حيث يتم استقدام ممرضين وأطباء من الخارج تحت غطاء "العمالة الأجنبية"، بحيث يدخلون البلاد بتأشيرات عمل عادية وليس ككوادر طبية، حيث يسمح هذا الأسلوب بتوظيف عمالة رخيصة دون الحاجة إلى التدقيق في شهاداتهم أو خبراتهم الطبية، وبالتالي فإن احتمالية حدوث أخطاء طبية تكون عالية".
ودعت جبار إلى "إصلاح جذري في القطاع الصحي الأهلي، يتضمن تفعيل الرقابة، ومراجعة آليات منح التراخيص، وفرض عقوبات صارمة على المستشفيات المخالفة"، مشيرة إلى أن "استمرار الفوضى في هذا القطاع يهدد حياة المواطنين ويضع مستقبل النظام الصحي على المحك".
صيدليات بعيدة عن الرقابة
يقول د. مناف الموسوي، محلل سياسي، إن الحديث عن القطاع الخاص في الجانب الصحي يشمل بشكل أساسي الصيدليات والمستشفيات الأهلية، مشيراً إلى وجود تحديات كبيرة في هذين المجالين داخل العراق.
وأوضح الموسوي لـ "طريق الشعب"، أن "هناك نسبة كبيرة من الصيدليات لا تخضع للرقابة، ولا توجد سيطرة نوعية ثابتة على الأدوية الداخلة إلى البلاد". وأضاف، أن "معظم هذه الأدوية تُسوّق على أنها تحمل علامات تجارية عالمية، لكنها في الحقيقة تُصنّع في دول مجاورة، ما يؤثر على جودتها ودقتها، وهو ما قد يسبب مشاكل صحية خطيرة". ولفت إلى أن "هذا الملف بدأ يشهد تحسناً مؤخراً من خلال المتابعة والمحاسبة".
أما في ما يخص المستشفيات الأهلية، فقد أشار الموسوي إلى أن "ضعف الوضع الأمني وعدم الاستقرار في العراق خلال السنوات الماضية حال دون تطوير هذا القطاع بالشكل المطلوب، رغم أن العراق كان يُعد من الدول الرائدة في مجال الصحة في الشرق الأوسط". وانتقد الموسوي "تركّز الاستثمارات في قطاعات غير أساسية كالمولات والمشاريع التجارية، على حساب القطاعات الحيوية كالصحة".
وأكد أن "القطاع الصحي بحاجة ماسة إلى استثمارات حقيقية، لبناء مستشفيات حديثة وكبيرة، قادرة على تخفيف العبء عن القطاع الحكومي وتقديم خدمات طبية متقدمة، بل ويمكن أن تكون جاذبة حتى للمرضى من خارج العراق، كما يحدث في دول مثل تركيا والأردن والهند".
التأمين الصحي
كما شدد الموسوي على أهمية تفعيل البطاقة التأمينية الصحية، قائلاً إن "تطبيق هذا النظام يسهم بشكل كبير في تطوير أداء القطاع الصحي وتنظيمه، لكنه ما يزال غائباً عن السياسات الصحية الحالية".
وختم بالقول إن "الإهمال الذي تعرض له قطاع الصحة يعود في جزء منه إلى أن بعض الاستثمارات، مثل المستشفيات، لا تجلب أرباحاً فورية مثل الاستثمارات في مجالات أخرى، وهو ما جعل هذا القطاع خارج دائرة الاهتمام السياسي والاقتصادي في السنوات الماضية".
نظام إداري هش وشركات وهمية
فيما قال المحلل السياسي محمد زنكنة أن "قطاع الصحة الاهلي بات اليوم أحد أبرز ضحايا الفوضى المستمرة. ففي ظل غياب الرقابة وضعف الأداء الحكومي، أصبح هذا القطاع رهينة لشبكات نفوذ تتعامل معها كفرصة للربح السريع والفاحش، لا كمجال حيوي يتعلق بحياة المواطنين".
ويؤكد زنكنة لـ "طريق الشعب"، أن "هذه الشبكات لا تعمل في فراغ، بل تستثمر في هشاشة النظام الإداري لتعزيز مصالح شركات وهمية، تحقق أرباحًا هائلة عبر مسارات غير قانونية، ما يسهم في تفاقم أزمة الصحة وارتفاع الأسعار بشكل غير مبرر".
وأشار إلى، أن "الميليشيات المسلحة تلعب دورا محوريا في تسهيل عمليات التهريب، مستفيدة من الثغرات الحدودية لتمرير الأدوية المغشوشة أو منتهية الصلاحية، التي تؤدي إلى حالات تسمم واسعة النطاق، في ظل غياب الرقابة الصحية الجادة".
أما الواقع داخل المستشفيات الحكومية، فلا يقل سوءًا. حيث تشهد الخدمات الصحية تدهورا واضحا، والنظافة والتعقيم في أدنى مستوياتها، ما يجعل من هذه المؤسسات بؤرا محتملة لانتشار الأمراض المعدية. بل إن بعض المستشفيات أصبحت مرتعًا للحيوانات السائبة، في صورة صادمة تجسد حجم الإهمال واللامبالاة.
ويواجه الأطباء تحديات مضاعفة، ليس فقط في بيئة العمل، بل في أمنهم الشخصي أيضًا. فالكثير منهم يتعرضون لضغوط وتهديدات عشائرية وميليشياوية، لا سيما بعد حالات الوفاة داخل المستشفيات، ما يجعل مهنة الطب محفوفة بالمخاطر أكثر من أي وقت مضى. وهذا ما يدفع المواطن إلى اللجوء للقطاع الأهلي.
ويشير زنكنة إلى أن بعض الجامعات الأهلية باتت تقبل الطلاب بمعدلات منخفضة، فقط لأنهم أبناء شخصيات متنفذة وأصحاب رؤوس أموال، وهو ما ينذر بإنتاج كوادر طبية ضعيفة الكفاءة، تضاف إلى سلسلة طويلة من الأزمات التي تطوّق الواقع الصحي في العراق.
وأضاف أن "وزارة الصحة لم تعد تفرض رقابة فعلية على أداء المستشفيات الأهلية، ما سمح لهذه المؤسسات بالعمل دون محاسبة أو مساءلة، مستغلة حاجة المرضى للعلاج وسط التدهور الحاد في المستشفيات الحكومية".
مخرجات الكليات الأهلية
زيد الشبيب، صيدلي ممارس، رهن هذه التداعيات الخطرة بالتوسع غير المنضبط لعمل الكليات الأهلية، لا سيما في مجال الصيدلة، واكد أن عدد هذه الكليات تجاوز بكثير نظيراتها الحكومية، وبات يشكّل تهديدا مباشرا لمستقبل المهنة وسوق العمل الصحي في العراق.
وبيّن الشبيب لـ"طريق الشعب"، أن "الكليات الأهلية الخاصة بالصيدلة وغيرها من التخصصات الطبية كطب الأسنان، والتحليلات المرضية، والتمريض، تشهد انفجارا غير مدروس في أعدادها، ما أدى إلى تخريج أعداد ضخمة من الطلبة دون توفر فرص عمل كافية لهم". وأضاف: "نحن أمام جيش من العاطلين يتحول يوميًا إلى صيادلة وفنيين صحيين، دون أي تخطيط حقيقي لسوق العمل".
وأشار إلى أن "هذا التوسع لم يكن نتيجة حاجة فعلية، بل جاء في ظل منظومة فساد تتداخل فيها المصالح السياسية والتجارية، لافتًا إلى أن غالبية الكليات الأهلية، مرتبطة بشكل مباشر بأحزاب وجهات نافذة في السلطة، وتُستخدم بحسب وصفه كوسيلة لتبييض الأموال وجمع الأرباح الطائلة، على حساب جودة التعليم ومصير الخريجين.
وتابع الشبيب أن بعض الكليات تستقبل أكثر من 400 طالب في المرحلة الدراسية الواحدة، ما يؤدي إلى اكتظاظ كبير في القاعات، ويؤثر بشكل مباشر على العملية التعليمية. وأضاف أن هناك كليات أصبحت تضطر إلى تقسيم الدوام على مدار الأسبوع بسبب الزخم، بحيث يحضر بعض الطلبة لثلاثة أيام فقط في الأسبوع، ما ينعكس سلبًا على تلقي المادة العلمية كما ينبغي.
ورغم التحذيرات المتكررة التي صدرت من جهات مختصة، منها وزارة التخطيط ونقابة الصيادلة، بشأن هذا التوسع غير المحكوم، إلا أن هذه التحذيرات كما يؤكد الشبيب لم تجد طريقها إلى التنفيذ أو حتى الاهتمام الجاد، بسبب غياب الرؤية التنموية وافتقار السياسات التعليمية والصحية إلى أي بعد استراتيجي.
************************************************
خمسة أهداف مركزية ودعوة إلى حماية شاملة للضحايا.. تحالف {صوت الأمل} ينطلق من بغداد للدفاع عن حقوق الإنسان
بغداد – طريق الشعب
في خطوة تهدف إلى مواجهة ظاهرة العنف المتفاقمة في العراق، شهدت العاصمة بغداد، امس السبت، انطلاق تحالف جديد تحت اسم "صوت الأمل لمناهضة العنف"، بمشاركة عدد من الكيانات السياسية، ومنظمات المجتمع المدني، إلى جانب حقوقيين، وأكاديميين، وباحثين، وناشطين.
مكونات التحالف وأهدافه
مع انطلاق الفعالية التأسيسية، أعلن مقرر التحالف، مرتضى صالح، أن "التحالف يتكون من مجموعة من منظمات المجتمع المدني، وكيانات سياسية، وحقوقيين، وباحثين، وناشطين"، مؤكداً أن الهدف المركزي لهذا التجمّع هو "إنشاء دور إيواء مخصصة للمعنفين، والعمل على تحديد ورصد كل أشكال العنف في العراق".
وفي إطار الجهود الأولية، كشف صالح عن تحديد خمسة أهداف رئيسية تم تضمينها في "بيان الانطلاقة"، الذي يمثل الوثيقة التأسيسية الأولى للتحالف. وأكد أن التحالف يستند إلى قناعة مفادها أن "العنف لا يُمكن معالجته إلا من خلال جهود جماعية شاملة، تبدأ بالتشخيص والرصد، وتنتهي بتقديم حلول عملية تضمن الحماية والدعم للضحايا، مع الضغط لتفعيل القوانين الرادعة".
ثلاثة بيانات تواكب الحدث
وضمن فعالية الإطلاق، أعلن التحالف عن إصدار ثلاثة بيانات رسمية مواكبة للأحداث الأخيرة في البلاد. أول هذه البيانات جاء لإدانة واستنكار حالات تعنيف التربويين والمعلمين، فيما خُصّص البيان الثالث للتنديد بجريمة مقتل المهندس بشير خالد لطيف، التي أثارت ردود فعل واسعة على المستوى المجتمعي والحقوقي، بسبب وفاته تحت التعذيب أثناء احتجازه.
خمس محاور رئيسية
البيان الانطلاقي لتحالف "صوت الأمل" تضمن خارطة طريق واضحة للعمل المستقبلي، تمثلت في خمسة أهداف محورية وهي تقديم الدعم القانوني والنفسي والاجتماعي للمعنفين، عبر فرق متخصصة تسهر على ضمان حقوقهم، وإطلاق حملات توعوية شاملة تسلط الضوء على مخاطر العنف وآثاره المدمرة على الفرد والمجتمع.
والتنسيق مع الجهات الحكومية والقضائية لإنشاء مراكز إيواء آمنة للنساء والأطفال، مع ضمان تنفيذ سياسات وتشريعات تحميهم، فضلا عن تمكين الناجيات من العنف عبر التعليم والتدريب المهني، بما يساعدهن على بناء مستقبل مستقل وآمن.
والعمل على تشريع قانون مناهضة العنف الأسري، من خلال التنسيق مع السلطة التشريعية، لضمان بيئة قانونية عادلة وشاملة لحماية أفراد الأسرة.
تحذيرات ومطالبات
التحالف، وفي معرض بيانه، أشار إلى أن تشكيل هذا الكيان جاء في ظل تحديات كبيرة تواجهها البلاد فيما يتعلق بحماية المعنفين، مؤكدًا أن "العديد من الفئات لا تزال تتعرض لانتهاكات جسدية ونفسية دون وجود رادع قانوني كافٍ".
ومن هذا المنطلق، وجّه دعوة مفتوحة إلى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، والمؤسسات الحكومية، ومنظمات المجتمع المدني، والجهات الإعلامية، والناشطين الحقوقيين، للانضمام إلى جهوده والعمل المشترك من أجل بناء مجتمع يحترم الكرامة الإنسانية ويصون الحقوق.
قضية بشير والاعتداء على المعلمين
في بيان استنكار شديد اللهجة، أدان التحالف جريمة مقتل المهندس بشير خالد لطيف تحت التعذيب أثناء احتجازه، واعتبرها "جرس إنذار يكشف خللًا بنيويًا في مؤسسات العدالة"، داعيًا إلى تحقيق عاجل ومحاسبة الجناة، بما يكفل عدم تكرار هذه الانتهاكات.
كما ندّد التحالف بما تعرّض له المعلمون والتربويون من اعتداءات مهينة، مؤكدًا أن "كرامة المعلم خط أحمر، وأن المساس بها هو طعنة في ضمير الوطن". وحذّر من أن تفشي العنف ضد الكوادر التعليمية يهدد استقرار المجتمع ككل، مطالبًا بحماية قانونية فاعلة وشاملة للمعلمين في جميع أنحاء البلاد.
نحو بناء شبكة وطنية لمناهضة العنف
تحالف "صوت الأمل"، بانطلاقته هذه، يسعى إلى بناء شبكة وطنية قادرة على رصد ومعالجة العنف بكافة أشكاله، والعمل على تحريك الرأي العام والمؤسسات المعنية باتجاه تشريعات وإجراءات تحمي الضحايا وتكفل العدالة. ويأمل القائمون عليه أن يشكل هذا التحالف نواة لتحول اجتماعي وقانوني يضمن حقوق الإنسان ويواجه التمييز والعنف المنهجي في العراق.
*******************************************
الصفحة الخامسة
شوارع رديئة ومخالفات مرورية حوادث الطرق تواصل حصد الأبرياء
متابعة – طريق الشعب
لا تزال الحوادث المرورية في مختلف مدن البلاد، تحصد عشرات الضحايا يومياً، ما جعل السيارة التي تعتبر وسيلة نقل آمنة ومريحة، أشبه بنعوش متنقلة!
وتخلف تلك الحوادث إضافة إلى الخسائر البشرية، خسائر مادية كبيرة. حيث تتضرر المركبات والبنى التحتية. فيما أصبحت تسمية "طرق الموت" شائعة في العديد من مدن البلاد. حيث يُطلقها الأهالي على الطرق الرديئة غير الآمنة، التي تشهد باستمرار حوادث مميتة.
ويرى خبراء في مجال النقل أن أسباب تلك الحوادث تعود إلى عوامل عدة، منها عدم التزام السائقين بقواعد وأنظمة المرور، عبر القيادة بسرعة مفرطة وعدم مراعاة متطلبات السلامة. فضلا عن عوامل آخرى متمثلة في عدم وجود علامات ودلالات مرورية واضحة، وغياب الإنارة وقدم الطرق وعدم تأهيلها وصيانتها بشكل دوري.
ومنذ 2003 لم تخضع شبكة الطرق إلى صيانة حقيقية أو تطوير، سوى بنسب قليلة هنا وهناك، ما أخرج الكثير من الشوارع عن اشتراطات السلامة، وجعلها مليئة بالحفر والتشققات وبلا علامات مرورية دالة أو اضاءة.
ووفقا للجهاز المركزي للإحصاء في وزارة التخطيط، فإن حوادث السير في العام 2022 بلغت 11523 حادثا، حصدت 3 آلاف شخص. أما في العام 2023 فقد بلغ عدد الحوادث نحو 11552 حادثا، خلفت أكثر من 3 آلاف ضحية.
بينما شهد النصف الأول من العام الماضي 2024، نحو 3 آلف حادث، أسفرت عن قرابة ألف ضحية – وفقا لرئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان فاضل الغراوي.
محاباة في تنفيذ القانون!
عضو لجنة النقل البرلمانية زهير الفتلاوي، يذكر في حديث صحفي أن "سبب الحوادث المرورية، بحسب ما تم تشخيصه أخيرا، هو غياب تطبيق القانون والمحاباة في تنفيذه، فضلاً عن عدم تفعيل كاميرات المراقبة والغرامات المرورية على السرعة والتجاوز، والمحاسبة على إجازات السوق. حيث يلاحظ وجود أطفال يقودون السيارات في الشوارع".
ويرى أنه "على شرطة المرور محاسبة المخالفين من دون غض النظر عن بعض الحالات، وعدم تكليف شرطة العقود فوق طاقاتهم رغم رواتبهم القليلة. فقد تم تشخيص أن البعض من هؤلاء لصغر أعمارهم، لا يستطيعون التعامل مع المخالفات المرورية، ما يتطلب حضور كوادر قديمة متمرسة معهم".
ويضيف الفتلاوي قوله أن "رداءة تنفيذ الشوارع، وكثرة المطبات والتخسفات، تساهم في الحوادث المرورية، في ظل غياب قسم هندسة المرور الذي كان له دور في البلدية، والذي تم تحويله إلى مديرية المرور العامة، وهذه تشكو من قلّة التخصيصات"، لافتا إلى ان هناك "مخالفات في تصميم الشوارع الداخلية في الأحياء، وعدم وجود رؤية استراتيجية في هذا الشأن، لا سيما أن بعض الشوارع يقع أمام المدارس، ما يتسبب في حوادث دهس تخلّف ضحايا من الأطفال".
سهولة منح رخص القيادة
من جانبه، يرى الخبير في مجال النقل باسل الخفاجي، أن "رخصة القيادة في جميع دول العالم تمنح عبر اختبارات شديدة في سبيل ضمان مهارة السائق وقدرته على قيادة سيارته بالشكل الصحيح".
بينما يرى متابعون، أن هناك تسهيلات في منح رخص القيادة لبعض السائقين. إذ يخضعون إلى اختبارات بسيطة لا تُثبت أهليتهم لقيادة المركبات على الطرق الخارجية السريعة، مضيفين القول أن هناك سائقين لديهم معرفة بقوانين المرور وحصلوا على رخص القيادة مقابل اختبارات دقيقة، لكنهم في الشارع لا يلتزمون بتلك القوانين. إذ يعمدون إلى مخالفتها رغم معرفتهم بها!
وبالنسبة للخفاجي فإن من أبرز أسباب حوادث السير "قيادة بعض الشباب السيارات الحديثة بسرعة مفرطة، مع رفع صوت الموسيقى والانشغال في ملهيات أخرى، ما يتسبب في حوادث الاصطدام، خاصة في الشوارع المزدحمة"، داعياً إلى "ضرورة إيقاف استيراد السيارات والبدء بتسقيط القديم منها والعودة إلى النقل الجماعي لتقليل الازدحامات والحوادث".
8 ملايين سيارة في البلاد
وفقا لتصريح سابق لرئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان فاضل الغراوي، فإنه "يوجد في العراق نحو 8 ملايين سيارة"، مطالبا في حديث صحفي بـ"اتخاذ إجراءات عاجلة لإيقاف استيراد السيارات لمدة خمس سنوات، ومعالجة الاختناقات المرورية، وإنشاء طرق حلقية وآخرى دولية لاستيعاب هذا الكم الهائل من السيارات".
وينوّه الغراوي إلى انه تم تسجيل 15 ألف حادث مروري خلال عامي 2023 و2024، مبيناً أن "السائق كان سبباً في تسجيل أعلى نسبة من الحوادث المرورية، مقدارها 79.2 في المائة".
لكن هذه الحصيلة شهدت انخفاضاً خلال عام 2025 – حسب مدير شعبة الإعلام في مديرية المرور العامة، العقيد حيدر شاكر، الذي يؤكد في حديث صحفي أن "هناك انخفاضاً ملحوظاً في عدد الحوادث المرورية بعد استخدام التكنولوجيا الحديثة ونشر رادارات تحديد السرعة، خاصة على الطرق السريعة، ما أدى إلى انخفاض أعداد الوفيات والجرحى جرّاء هذه الحوادث".
ويدعو شاكر سائقي المركبات إلى "أهمية الالتزام بالتعليمات المرورية والسرعة المحددة، وتجنب استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة، والذي أدى إلى أغلب الحوادث المرورية".
ويشير إلى أن أهمية كاميرات المراقبة في خفض الحوادث المرورية، أكدتها أيضاً وزارة الداخلية في إقليم كردستان يوم 13 آذار الماضي "حيث أوضحت أن نظام كاميرات مراقبة السرعة ساهم في تقليل حوادث المرور الخطيرة بنسبة لا تقل عن 50 في المائة خلال عام 2024، ما أدى إلى انخفاض كبير في الوفيات والإصابات الخطرة".
*******************************************
دورات المياه العامة.. لا نظافة ولا شروط صحية
متابعة – طريق الشعب
تُعد دورات المياه العامة من أكثر الأماكن التي تتطلب حرصا كبيرا على نظافتها وإدامتها وتمتعها بالشروط الصحية والمستلزمات الضرورية. لكن الواقع يقول غير ذلك. إذ يفتقر معظم دورات المياه للنظافة ومساحيق الغسيل وغيرها.
ووفقا للمتحدث باسم أمانة بغداد عدي الجنديل، فإن "دورات المياه العامة تخضع لأمانة العاصمة. فيما تم استثمار بعضها من قبل القطاع الخاص"، منوها في حديث صحفي إلى "وجود دورات المياه في المتنزهات والكراجات واماكن اخرى، وان امانة بغداد، من خلال دوائرها البلدية، تتابع نظافتها وإدامتها، وتحرص على توفير الشروط الصحية فيها".
وغالبا ما تقتصر دورات المياه العامة على حارس واحد فقط، يقوم بأعمال الإدامة والنظافة وتوفير مستلزماتها الضرورية. ويشكو بعض هؤلاء من عدم توفر مخصصات مالية للحراسة والتنظيف وشراء الصابون والأباريق والمستلزمات الأخرى.
وعن ذلك، يقول محسن كريم، وهو حارس في دورة مياه بمنطقة الباب المعظم، أن "عدم توفر تخصيصات مالية يدفعنا لاستيفاء مبلغ 500 دينار من كل مستخدم، بغية شراء المواد والمستلزمات".
ويختلف مستوى النظافة والمظهر العام لدورات المياه التي تخضع لإدارة حكومية عن تلك التي تخضع للمستثمرين وادارة القطاع الخاص.
وعن هذه المفارقة يقول كريم في حديث صحفي، أن "ضعف نظافة دورات المياه الحكومية مقارنة بدورات المياه والحمامات الخاصة، يعود الى عدم تعاون المواطنين وعدم حرصهم على النظافة"، مؤكدا أن "البعض يرمي القناني الفارغة والنفايات داخل دورات المياه، وهناك من يعبث بالمياه".
وثمة دورات مياه أخرى رجالية ونسائية تخضع للاستثمار ويديرها عمال من الجنسية الآسيوية، تتمتع بالنظافة الجيدة والشروط الصحية.
وفي هذا الصدد يؤكد المواطن عبد علي فدعم، من منطقة الطالبية، أنه "يتوفر في هذه الدورات الماء والصابون والشامبو والمحارم بشكل دائم، ولا ينقطع العمال عن تنظيف الأرضيات. كما تتوفر مراوح ومفرغات هواء لتلطيف الأجواء، على عكس الاجواء الخانقة في دورات المياه التي تديرها جهات حكومية".
ويدعو مواطنون الجهات المعنية، إلى تكثيف الجهود من أجل الاهتمام بالمرافق الصحية، بما يجعلها حضارية، لا سيما في ظل إعلان بغداد عاصمة للسياحة العربية هذا العام.
**********************************************
مركز حقوقي يحذّر: كارثة بيئية في جنوبي البلاد
متابعة – طريق الشعب
حذر مركز العراق لحقوق الإنسان في العراق، أول أمس الجمعة، من كارثة بيئية تهدد محافظات جنوبي البلاد.
وقال رئيس المركز علي العبادي، في حديث صحفي، أن "محافظات الجنوب تعاني تلوثا مرتفعا في الأنهار الرئيسة الممتدة داخلها، خاصة مع تدفق المخلفات الصناعية ومخلفات المدن إليها، إضافة إلى التجاوزات المستمرة عليها، ما يرفع من معدلات التلوث إلى أرقام مثيرة للقلق".
وأضاف قوله أن "معدلات تلوث المياه في أنهار البصرة تُعد الأعلى على مستوى الشرق الأوسط، الأمر الذي يجعلنا أمام كارثة بيئية حقيقية تتطلب وقفة جادة من قبل الحكومة".
وأشار العبادي إلى أنه "لا يمكن الخلاص من تسونامي تلوث مياه الأنهار في البصرة وبقية المحافظات الجنوبية، إلا عبر تفعيل مشروع تحلية مياه البحر، واستنساخ تجربة بعض دول الخليج، ومنها السعودية التي كانت قبل عقود من أكثر الدول جفافاً، لكنها تحولت اليوم إلى مصدر للمياه".
ولفت إلى أنه "حتى الشركات الأجنبية العاملة في مختلف القطاعات داخل البصرة، لا تعتمد على الإنتاج المحلي من المياه، بل تستورد احتياجاتها من الكويت والسعودية، وهذه رسالة واضحة يجب الوقوف عندها"، مؤكدا أن "نحو 60 إلى 70 في المائة من الأمراض التي تصيب سكان المحافظات الجنوبية بشكل عام، ناجمة عن تلوث مياه الأنهار، ما يستوجب المضي في قرار تحلية مياه البحر واعتمادها كمصدر أساسي لتزويد محطات الإسالة بمياه صالحة للشرب".
يشار الى ان العراق يحتل المرتبة السادسة عربيًا والـ 37 عالميًا في مؤشر التلوث لعام 2025. حيث حصل على 71.5 نقطة من أصل 100 وفقًا لموقع "نمبيو" المتخصص في جودة الحياة.
وتقدر وزارة البيئة كميات المياه الملوثة التي تصب في نهري دجلة والفرات، سواء كانت مياه صرف صحي أم مياه صرف صناعي، بنحو 6 ملايين متر مكعب يوميًا من المياه العادمة، معظمها من الصرف الصحي، وتُصرف بدون معالجة أو بمعالجة غير كفوءة.
************************************************
اگول.. الدولة وقاعدتها: الخوف والعنف
حسين شمران
في كل مرة تعتدي فيها السلطة على الجسد، بوصفهِ مِلاكًا ينتمي لزمرة الأشياء التي يَطالها سوط السيادة العارية، فهي لا تُمارس عنفًا فرديًا - ويخطأ البعض بالظّن أنّهُ كذلك - إنّما هي تُعيد إنتاج نمطٍ تاريخيٍّ من القمعِ المؤسَّساتي المُمَأسس منذُ إرهاصات تأسيس الدولة العراقية وصولاً إلى حزب البعث، هذا النَّمط الذي جعلَ من إهانة الرموز التربويّة طقسًا لإعادة إنتاج الهيمنة. إن الدولة العراقية، وقد فشلت في إنتاج بنى عدالة اجتماعية أو ضمان كرامة المواطن، باتت تعتمد على عنفٍ مزدوج، ماديٍّ ورمزي، بوصفه أداةً لضبط الحقول الحيويّة للمجتمع، وأولها الحقل التعليمي، وهو مجالُ تشكيل الوعي الجَمعي.
لا أدنى من واجب يقع على عاتق النُّخب الثقافية والفكرية – من مثقفين، وأكاديميين، ونشطاء – أن يعملوا، بكل الوسائل المتاحة، على كسر الامتداد التاريخي المُدمِّر الذي ما برح يستبيح دماء العراقيين وكراماتهم: الامتداد المتجسِّد في منظومةٍ سلطويةٍ مُتوارثة، تضرب بجذورها تربة الاستبداد، منذ صدام. وهو نَسق السُّلطة المُمتَدَّة، الذي اعتاد انتهاك حرمة الجسد، وتصفية العقل، وتفكيك كل إمكانية لولادة وعيٍّ نقديٍّ جَماعي. وما أحوجنا اليوم إلى عالِم اجتماعٍ حَصيف، يمتلكُ أدوات التَّحليل والفِعل، يَنذِرُ جُهدَهُ لتفكيكِ هذا النَّسَق، وَتنميةِ وَعيٍّ شعبيٍّ قادر على مُجَابهته.
الدول السُّلطوية لا تكتفي بإقصاء المعلم اقتصاديًا أو تَهميشهُ اجتماعيًا - كما فعل صدام حين جعل الراتب الشهري 3000 دينار- بل تُمارس عليه عنفًا مُمَنهجًا لإفراغ دوره من أي مضمونٍ تحويليٍّ على مستوى الوعي الطَّبقي والسّياسي. فهو بالنسبة للدولة يجبُ أنْ يكونَ موظّفًا ومُعلِّمًا سُلطَويًا لا أكثر.
لم تَعُد الدَّولةُ تُخفي ازدراءها لكل ما يحمل إمكانية التَّنوير، هي دولة أدمنت إهانةَ كلِّ شيء: إهانة المعلم، إهانة المُثَقَّف، إهانة المُحتَج، إهانة الذاكرة، وحتّى إهانة اللُّغة ذاتها حين تُسخِّر الخطاب لتبرير القمع.
لذلك، فإننا لا نُدين حادثةً عابرة، بل نُدين بنيةً كاملة، تقف على قاعدتين: القمع والخوف. وكل من يحاول كسر هذه الثنائية يُواجَه بالعنف، لا بوصفه ردّ فعل، بل بوصفه جوهر الدولة ذاتها.
**********************************************
هل يبتلع الاستثمار مشتل بعقوبة؟!
متابعة – طريق الشعب
دعا النائب السابق فرات التميمي، أمس السبت، إلى إيقاف ما أسماها محاولات "التهام" قلب بعقوبة الأخضر، مبينا في حديث لوكالة أنباء "بغداد اليوم"، أن "دائرة زراعة ديالى لديها مشتل كبير تصل مساحته إلى أكثر من دونمين يقع وسط مدينة بعقوبة، وهو آخر ما تبقى من المناطق الخضراء في وسط هذه المدينة الكبيرة".
وتابع قوله أن "المشتل وفق المسارات القانونية يعد من أملاك وزارة المالية"، لافتا إلى أن "هنالك محاولات حديثة من قبل جهات متعددة للاستيلاء على هذا المشتل بذريعة الاستثمار وتحويله إلى مجمع سكني".
وشدد التميمي على "ضرورة تغيير بوصلة الاستثمار السكني في ديالى بشكل عام، وإبعادها عن مراكز المدن من أجل نقل الكثافة السكانية إلى محيطاتها"، متسائلا: "ما فائدة الاستثمار في منطقة هي أصلاً تعاني اكتظاظ السكان؟! فالاستثمار سيولّد بالتالي ضغطا آخر على الخدمات الأساسية".
كما شدد على "أهمية الحفاظ على هذه المساحة الخضراء في قلب مدينة يصل تعداد سكانها إلى ربع مليون نسمة".
وتواجه بعقوبة تحديات بيئية وعمرانية متزايدة في ظل التوسع السكاني والضغط على البنية التحتية.
************************************************
مواساة
- تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الكرخ الثانية، الرفيق قاسم حمزة فرهود، بوفاة والدته.
الذكر الطيب للفقيدة وجميل الصبر والسلوان لعائلتها.
********************************************
لقطة اليوم
في بلد النفط والثروات الهائلة، مواطنون يبحثون عن قوتهم في القمامة، وما أكثرهم. وبينما تتصاعد أعداد المعدمين، ينشغل المتنفذون في مصالحهم الشخصية، ولا يفلحون سوى في قمع الأصوات المطالبة بحق العيش الكريم!
عدسة: عبد اللطيف أسد
****************************************************
الصفحة السادسة
الرضع والأطفال ينامون جائعين هل يحصل الفلسطينيون على مياه شرب صالحة؟!
متابعة – طريق الشعب
قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أمس، أن "إسرائيل تحول المياه إلى أداة إبادة جماعية وسلاح قتل بطيء لأكثر من 2.4 مليون فلسطيني في القطاع". وأشار إلى تعمد الاحتلال بحرمان السكان من الحد الأدنى للمياه اللازمة على قيد الحياة، عبر استهداف ممنهج للبنى التحتية ووقف خطوط الإمداد، وتدمير محطات وآبار المياه، وقطع الكهرباء والوقود اللازم لتشغيل مرافق المياه والصرف الصحي.
كيف يحصلون على الماء
ويصطف الفلسطينيون يومياً في طوابير طولية، أملاً في الحصول على غالون من الماء الصالح للشرب، على وقع أزمة جوع غير مسبوقة أيضا.
ونقلت وكالة عربي 21 عن الفتى حسن البالغ 14 عام، أنه يقضي ساعات غير محدودة من أجل الحصول على مياه الشرب، الا أن ذلك غير مضمون بالنظر إلى حجم الاحتياج الهائل للمياه النظيفة في المخيم المكتظ بأهله وبالنازحين إليه.
ويقول إنه "يراقب يوميا مجيء سيارة المياه المفلترة من الشارع عله يراها قادمة من بعيد، لكن الأمل يتبدد مع حلول ساعات المساء، حيث تقل الحركة، ويلتزم الجميع بيته أو خيمته، خشية تعرضه للقصف أو الاستهداف من قبل قوات الاحتلال التي لا تغادر الأجواء.
ويضيف: أنه كان يحصل على 20 لتر ماء صالح للشرب بسهولة، بدون طوابير أو أزمة، ولكن منذ استئناف العدوان، ووقف عمل المعابر، أصبح الحصول على شربة ماء نظيفة أمرا صعبا".
ويتابع: "تأتي سيارات المياه كل يومين أو ثلاثة إلى منطقتنا، لكن ما تحمله قليل جدا بالنسبة لاحتياجات الناس من الماء، أصطف في طابور طويل، أعطي الأولوية للنساء والعجائز في التعبئة، وفي كثير من الأحياء أعود بخفي حنين، ولهذا تضطر عائلتي أحيانا لشرب مياه غير نظيفة، قد تتسبب لنا في مشاكل صحة، كونها تحتوي على نسب عالية جدا من الأملاح والشوائب".
خمسة أضعاف سعره
الحال ليس بالسهل أيضاً في مخيم جبالياً كما يتحدث امير للوكالة ذاتها، فالحصول هناك على المياه النظيفة أيضا، درب من الرفاهية الزائدة في الكثير من الأحيان. ويقول: إنه "يضطر لقطع مسافات طويلة يوميا للحصول على عبوة من المياه النظيفة، إذ لا تتمكن سيارات توزيع المياه من الدخول إلى منطقتهم المدمرة كليا، بسبب الركام والدمار الذي يملأ المنطقة، والشوارع، ويحول دون تحرك أي مركبات أو عربات". ويتحدث عن أنه لا يحصل في مرات أخرى على المياه بدون مقابل، إذ أنه يضطر لشراء الماء بـ 5 شيكل ما يعادل 3.6 دولار، وهذا مبلغ يزيد 5 أضعاف عن سعره قبل الحرب".
الخطر داهم
دقت وكالة أونروا، مجددا ناقوس الخطر بخصوص المجاعة الحاصلة في قطاع غزة، وقالت: إن "جميع الإمدادات الأساسية تنفد وهذا يعني أن الرضع والأطفال ينامون جائعين".
وأضافت أنه بعد 6 أسابيع من الحصار أوشك مخزون الغذاء على النفاد وأغلقت المخابز والجوع ينتشر، مؤكدة أن " الاحتلال يحارب أنشطتها في وقت تضيق الولايات المتحدة عليها" وقالت: أنه "لا بد من اتخاذ إجراءات فورية لمنع تفاقم الأزمة الإنسانية".
إلى ذلك، اعتبرت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان رافينا شامدساني أن "أوامر الإخلاء الإسرائيلية في قطاع غزة قرارات تهجير، وأشارت إلى أن عشرات الآلاف محاصرون في رفح بسبب أوامر الإخلاء بهدف إنشاء منطقة عازلة". وقالت ان ذلك "يثير مخاوف جدية من أنها تعتزم إجلاء السكان المدنيين من هذه المناطق بشكل دائم بهدف إنشاء منطقة عازلة".
*********************************************
الخلافات تشتد في الكيان الصهيوني: جنود يرفضون الحرب
متابعة – طريق الشعب
أصدر جيش الاحتلال أوامر إلى سكان رفح باللجوء إلى ملاجئ ضيقة على الساحل، بينما أكد مسؤولون أمنيون إسرائيليون لصحيفة الإيكونوميست البريطانية أن "الخطة تهدف إلى إخلاء منطقة رفح، بشكل دائم، بنية تدميرها بشكل كامل، وفقاً لخطة الجنرالات التي لم يريدوا الإعلان عنها، لحين تمركز الجنود بمواقع آمنة، في حين تحدث تحدث وزير دفاع الاحتلال إسرائيل كاتس، عن أن "العملية تهدف إلى الاستيلاء على مساحات واسعة وضمها إلى المناطق الأمنية الإسرائيلية"، وبعد ذلك بساعات قليلة، نشر نتنياهو مقطع فيديو تباهى فيه بأن إسرائيل تغير مسارها، مما أثار استياء الجنرالات، حيث كشف نتنياهو أيضا عن اسم العملية وموقعها: "ممر موراغ".
رفض جنود الاحتلال
وتقول المجلة؛ إن "هذا سيكون تغييرا كبيرا في السياسة الإسرائيلية، فحتى وقت قريب، رفض جيش الاحتلال تحمل مسؤولية الاحتياجات الإنسانية في غزة، مفضلا تنسيق قوافل المساعدات مع المنظمات الدولية.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن 150 جنديا من وحدات مختلفة، وقعوا على عريضة تطالب بإعادة المحتجزين وإنهاء الحرب على غزة، وإتمام صفقة تبادل الأسرى، وقبل ذلك انضم المئات من جنود الاحتياط في وحدة الاستخبارات 8200، إلى ألفين من منتسبي سلاح الجو والبحرية، للمطالبة بوقف الحرب وإعادة الأسرى، كما وقع نحو ألفيْ أكاديمي على عريضة تطالب بالخطوة نفسها. فيما رفض قائد سلاح الجو تومر بار ذلك، وعده محاولة تضر بتماسك الجيش.
عصيان مدني
رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك وصف نظيره الحالي بنيامين نتنياهو بأنه "يقود إسرائيل بخطى ثابتة نحو الهاوية باتجاه ديكتاتورية فاسدة ومتطرفة".
واتهم باراك في مقال نشر على موقع قناة 12 العبرية، بشن حرب لأهداف شخصية للبقاء السياسي والقانوني، مؤكداً انه " يقود إسرائيل نحو الهاوية ويهدد أمنها القومي".
وشدد على أن "الحرب في غزة تُدار بلا هدف استراتيجي حقيقي، بل فقط من أجل تأجيل المحاسبة وعرقلة لجنة التحقيق في إخفاقات 7 أكتوبر". وطلب من المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا بإعلان تعذّر نتنياهو عن مواصلة مهامه، والعمل على تنحيته من منصبه. داعيا إلى عصيان مدني سلمي واسع النقاط من أجل ما وصفه بإنقاذ الدولة من الانهيار.
********************************************
السودان 30 مليوناً بحاجة للمساعدة
الخرطوم - وكالات
كشفت الأمم المتحدة، أن "ما يعادل 30 مليون شخص سوداني بحاجة إلى المساعدة، فيما يعاني 25 مليون من الجوع الحاد، إضافة إلى أكثر من 12 مليون نازح في بلد يئن تحت وطأة حرب دخلت عامها الثالث.
وقال ممثل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن "المدنيين وعمال الإغاثة يقتلون دون عقاب ويتفشى العنف الجنسي" بحق النساء. ودعا إلى إيقاف الهجمات على المدنيين ومحاكمة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي، وضمان الوصول الآمن والمنتظم لجميع المحتاجين وحماية المنظمات المحلية ودعمها.
في ذات السياق، اتهم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك أطراف الصراع في السودان بالاعتداء الشامل على حقوق الإنسان وسط تقاعس عالمي، معتبرا أن الوضع له عواقب وخيمة على المدنيين.
*************************************************
الاتحاد العربي للنقابات: نحو نيل فلسطين عضوية منظمة العمل الدولية
بغداد – طريق الشعب
ادان الاتحاد العربي للنقابات عملية الإبادة الممنهجة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مشيرًا إلى تدمير البنية التحتية وارتفاع عدد الضحايا المدنيين، خاصة النساء والأطفال.
وأكد الاتحاد في بيان حصلت "طريق الشعب" على نسخة منه، أن "حكومة الاحتلال المتطرفة تستخدم آلياتها العسكرية والسياسية والدولية لفرض واقع جديد على القطاع، محذرًا من استمرار "السياسات الدولية المزدوجة" التي تقوض المبادئ الإنسانية.
وتحدث الاتحاد عن إمكانية الضغط من أجل نيل فلسطين العضوية الكاملة في منظمة العمل الدولية في الدورة 113 في حزيران المقبل.
*******************************************
ايران – الولايات المتحدة: جولة جديدة من المفاوضات الأسبوع المقبل
عمان - وكالات
أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، عبر منصة "تيلجرام"، عن انتهاء الجولة الأولى من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية بشأن البرنامج النووي، مشيرا إلى أنها جرت في أجواء بناءة.
وأوضح عراقجي : "انتهت الجولة الأولى من المحادثات غير المباشرة بشأن رفع العقوبات والبرنامج النووي". وأضاف: "في هذه المحادثات، التي جرت بوساطة سلطنة عمان، تبادلنا وجهات نظر ومواقف حكومتينا حول البرنامج النووي السلمي الإيراني ورفع العقوبات غير القانونية المفروضة على إيران، وذلك في أجواء بنّاءة يسودها الاحترام المتبادل، عبر وزير الخارجية العُماني". وأضاف أن الجانبين اتفقا على مواصلة هذه المحادثات الأسبوع المقبل.
وأشار حساب وزير الخارجية إلى أنه عقب انتهاء أكثر من ساعتين ونصف من المفاوضات غير المباشرة، أجرى رؤساء الوفدين الإيراني والأمريكي حديثًا قصيرًا بحضور وزير الخارجية العُماني أثناء مغادرتهم موقع المحادثات.
**************************************************
ترامب يتراجع عن بعض عقوباته الكمركية والصين ترد بقوة
متابعة – طريق الشعب
قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الأربعاء، خفض الرسوم الجمركية بشكل مفاجئ، والتي دخلت حيز التنفيذ للتو، على جميع شركائه التجاريين تقريبا إلى عشرة في المائة، ولمدة 90 يوما في البداية. وتحدث عن "استراحة". وعلى إثر ذلك علق الاتحاد الأوروبي الرسوم المضادة التي فرضها على المنتجات الأميركية.
هذه المتغيرات أدت الخميس إلى ارتفاع الأسعار في أسواق الأسهم. وظلت أسواق الأسهم الأوروبية، يوم الجمعة، في المنطقة الإيجابية في بداية التداول، ولكنها تراجعت مرة أخرى بعد إعلان الصين عن مضاعفة التعريفات الجمركية. وأوضح محللون في "دويتشه بنك" أن الأسواق تخشى "من حدوث انفصال اقتصادي غير منظم بين أكبر اقتصادين في العالم".
وفي هذه الاثناء، أغلق مؤشر نيكي الياباني في المنطقة الحمراء، كما انتهت التداولات في كوريا الجنوبية وأستراليا في المنطقة الحمراء أيضًا. وأكد المحللون أنه يتعين علينا أن نرى ما يسعى اليه ترامب حقًا: "هل غيّر سياسته أم أنه لا يزال يستخدم الرسوم الجمركية كأداة للتفاوض"؟
الرد الصيني
في الصراع التجاري مع الولايات المتحدة، رفعت الصين نسبة رسومها الكمركية على الواردات الأمريكية إلى 125 في المائة. وفي وقت سابق، زادت الولايات المتحدة الرسوم الكمركية على الواردات من السلع الصينية إلى 145 في المائة. في هذه الأثناء، تسعى القيادة الصينية إلى كسب ود الاتحاد الأوروبي: قال الرئيس شي جين بينج إن الصين وأوروبا يجب أن "تدافعا عن نفسيهما بشكل مشترك ضد المضايقات الأحادية الجانب".
قالت لجنة الكمارك التابعة لمجلس الدولة الصيني يوم الجمعة إن السياسة التجارية للحكومة الأمريكية تتعارض مع "القواعد الاقتصادية الأساسية والمنطق السليم". وقال متحدث باسم وزارة التجارة في بكين إن الولايات المتحدة تتحمل وحدها مسؤولية تصاعد الصراع التجاري. الرسوم الجمركية هي "لعبة أرقام" تتحول إلى نكتة".
إن التبادل التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم مهددة بسبب التعريفات الكمركية المرتفعة للغاية، صرحت وزارة المالية في بكين بأن التعريفات الجمركية لن تزيد أكثر "لأنه لم يعد هناك أي قبول في السوق للمنتجات الأمريكية المصدرة إلى الصين". ومن المرجح أن يكون العكس صحيحا أيضا. ومن المقرر أن تدخل الرسوم الصينية الجديدة البالغة 125 في المائة على السلع الأميركية حيز التنفيذ يوم السبت. ولم ترفع الصين رسومها الجمركية على الولايات المتحدة إلا من 34 بالمئة إلى 84 بالمئة يوم الأربعاء. ومع ذلك، سبق ذلك زيادة الرسوم الكمركية على الواردات الصينية إلى الولايات المتحدة.
التقى الرئيس الصيني شي جين بينج مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في بكين يوم الجمعة، حيث أكدا على فوائد التعاون بين الصين والاتحاد الأوروبي. وقال شي إن العمل المشترك ضد السياسة التجارية الأميركية من شأنه حماية "الحقوق والمصالح المشروعة للاتحاد الأوروبي" و"ضمان العدالة والإنصاف الدوليين".
ألمانيا نموذجا
أكد محللون من الضروري رؤية ما ينوي ترامب حقًا: "هل غيّر سياسته أم أنه لا يزال يستخدم الرسوم الجمركية كأداة للتفاوض؟"
ويقول خبراء اقتصادون إن الصراع التجاري قد يؤدي إلى فقدان عشرات الآلاف من الوظائف في ألمانيا أيضا. هذا هو الاستنتاج الذي توصل إليه معهد أبحاث (آي أي بي) التابع للوكالة الاتحادية للتوظيف والمعهد الاتحادي للتدريب المهني وجمعية البحوث الهيكلية الاقتصادية في دراسة قدمتها لرويترز يوم الجمعة. وقال إنزو ويبر لرويترز "أزمة التحول والآن أزمة التجارة تشكل ضربة للصناعة". يجب على أوروبا أن تتجه إلى الدفاع الأمامي. "التجارة الحرة مع بقية العالم"، اقترح ويبر. "إن خفض الرسوم الجمركية إلى النصف من شأنه أن يعوض ثلثي خسائر الصادرات".
وبحسب ويبر، فإن التأثيرات السلبية على ألمانيا ناجمة عن خسائر مباشرة في الصادرات، وإضعاف الاقتصاد العالمي، والآثار اللاحقة مع انخفاض الاستثمار والطلب الاستهلاكي. "في ألمانيا، سيكون الناتج المحلي الإجمالي أقل بنسبة 1.2 في المائة بعد عام واحد من دخول التعريفات الجمركية حيز التنفيذ"، كما جاء في الدراسة، التي قارنتها بالتنمية الاقتصادية بدون تعريفات إضافية. وبالتالي فإن عدد العاملين سوف يكون أقل بنحو 90 ألف شخص.
مشروع قرار للحد من سلطات ترامب
قدم الجمهوريان جيف هورد ودون بيكون اللذان يعتبران معتدلين نسبيا، مشروع قانون في مجلس النواب من شأنه أن يجرد ترامب من السلطة الوحيدة لفرض رسوم جمركية جديدة ويجعل موافقة الكونجرس شرطا أساسيا. ومن المشكوك فيه ما إذا كان لهذا القانون فرصة للموافقة عليه في الكونجرس. ومن المرجح أن تكون الرغبة في إلحاق ضرر سياسي خطير بترامب محدودة داخل حزبه في الوقت الحاضر. ومع ذلك، فإن موافقة عدد قليل من المعارضين في مجلسي الكونجرس ستكون كافية لإقرار مشروع القانون مع الديمقراطيين، ولكن من المرجح أن يستخدم ترامب حق النقض (الفيتو) ضده.
وكان المحافظون الآخرون في الولايات المتحدة أكثر تحفظًا، ولكنهم ما زالوا متشككين. وقال السيناتور الجمهوري جون كينيدي من لويزيانا: "نحن لا نعلم ما إذا كان العلاج سيصبح أسوأ من المرض نفسه". واعترف مات شلاب، المقرب من ترامب، ردا على الانتقادات من داخل صفوفه، قائلا: "بالنسبة للذين يشككون في الثقة، فإن هذا أمر مثير للأعصاب إلى حد كبير".
لم يكن التراجع الأخير لترامب هو الأول من نوعه: فقد أعلن الرئيس الأميركي عن زيادات قاسية في الرسوم الجمركية عدة مرات، لكنه تراجع عن الخطط بعد ذلك بفترة وجيزة.
*********************************************
الصفحة السابعة
بابل تحتفل بالذكرى الـ91 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي
بابل – محمد علي محيي الدين
أقامت محلية بابل للحزب الشيوعي العراقي، يوم الخميس 11 نيسان 2025، احتفالها السنوي بمناسبة الذكرى الـ91 لتأسيس الحزب، وذلك في حدائق متنزه الإسكان، وسط حضور جماهيري واسع من أبناء المحافظة وممثلي القوى السياسية والمدنية.
استهل الحفل بعزف النشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح شهداء الحزب والحركة الوطنية، ثم ألقى الرفيق بهجت الجنابي، سكرتير محلية بابل وعضو اللجنة المركزية، كلمة رحّب فيها بالحضور، مستعرضاً الأوضاع السياسية الراهنة التي تمر بها البلاد، وما تعانيه من أزمات متفاقمة نتيجة نظام المحاصصة الطائفية والإثنية، الذي كرّس احتكار السلطة والثروة بيد فئة ضيقة على حساب الغالبية الساحقة من أبناء الشعب.
وأشار الجنابي إلى أن الحكومات المتعاقبة خلال أكثر من عقدين أخفقت في معالجة الأزمات البنيوية التي تعصف بالدولة، وأسهمت في ترسيخ الطابع الريعي للاقتصاد، ما أدى إلى ارتفاع نسب الفقر والبطالة، واتساع الفجوة الطبقية، إلى جانب تراجع هيبة الدولة، واستشراء الفساد الإداري والمالي، وانتشار السلاح خارج إطارها. وأكد أن التغيير الشامل بات ضرورة وطنية لا تقبل التأجيل، داعياً إلى توحيد جهود قوى التغيير والجماهير الساعية لبناء دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية.
كما تطرق إلى تأثير التطورات الإقليمية والدولية الأخيرة، وما أفرزته من تداعيات على العراق والمنطقة، مشدداً على ضرورة مراجعة النهج السياسي القائم، وإجراء تغيير جذري في إدارة الدولة ومؤسساتها، لضمان الاستفادة من الموارد الوطنية في تحقيق تنمية شاملة ومستدامة.
وفي كلمة التيار الديمقراطي في بابل، دعا الأستاذ مصطفى قاضي جبران إلى توسيع التحالفات بين القوى الديمقراطية في إطار تيار وطني عريض، يستلهم تجربة الحزب الشيوعي الغنية، ويسهم بفعالية في خوض الاستحقاقات الانتخابية المقبلة لإحداث التغيير المطلوب.
وتخللت الحفل فقرات شعرية قدّمها عدد من الشعراء الذين استذكروا نضال الحزب وتاريخه الوطني، حيث ألقى الشاعر حامد كعيد الجبوري قصيدة حيّا فيها الشيوعيين وتضحياتهم.
كما ألقى الدكتور وليد الزبيدي قصيدة تناولت المسيرة الطويلة للحزب ومواقفه الثابتة، أعقبتها الشاعرة حسينة بنيان التي أمتعت الحضور بقصيدتها المعبرة، مشيدة بدور الشيوعيين في ترسيخ الوعي الوطني والدفاع عن حقوق الكادحين.
واختتم الحفل بفقرة غنائية قدّمتها فرقة الفنان حسين السلطاني، تضمّنت مجموعة من الأغاني الوطنية والتراثية العراقية التي تفاعل معها الجمهور بحرارة، فيما أدار فقرات الحفل الشاب علي رياض، الذي أضفى أجواء من الحماسة والتنظيم على المناسبة.
************************************************
بالأغنيات والشعر.. ملتقى "جيكور" البصري يحتفل بعيد الشيوعيين
البصرة - صلاح العمران
احتفاءً بالذكرى الـ91 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، أقام"ملتقى جيكور" الثقافي في البصرة، مساء الثلاثاء الماضي، حفلا فنيا وشعريا حضرته نخبة من الأدباء والمثقفينومحبي الفن.
أدار الحفل الذي أقيم على "قاعة الشهيد هندال" في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، الشاعر والإعلامي عبد السادة البصري. حيث رحّب بالحاضرين، وقال: "نلتقي اليوم في ذكرى عزيزة على قلوبنا، ذكرى تأسيس حزبنا الشيوعي العراقي الذي ارتبط نضاله بدماء الشهداء وبتاريخ الشعب، لنحييها بقراءات تثمّن الماضي وتستشرف المستقبل".
بعد ذلك قرأ الشعراء المشاركون في الحفل، قصائد عبروا فيها عن قضايا الوطن والحرية والعدالة الاجتماعية، وهم كل من كريم جخيور، حبيب السامر، جلال عباس، علي الهمام، علي حسن فضالة، جاسم محمد حسن، مشرق المظفر، محمد أمين المظفر، عبد الحسين العبودي (أبو نوفل)، عبد الحليم التميمي، سهاد البندر وطالب الصالحي.
وفي جانب من القاعة أقيم معرض تشكيلي للفنان رحيم الدهنيم، ضم لوحات تجسد ملامح النضال الجماهيري والتراث البصري. فيماعزفت"فرقة جيكور" الفنية التي يقودها عازف العود قصي البصراوي، قطعا موسيقية وقدمت وصلات غنائية تراثية، وذلك بمشاركة عازف الأورغ وجود عبد الله وعازف الكمان د. محمد حميد وعازف الإيقاع ذو الفقار البصراوي، والمطربين جبار السعد ونعيم العطار.
وفي الختام، وُزعت شهادات تقدير على الشعراء والفنانين المساهمين في الحفل.
هذا وأعرب منظمو الحفل عن أملهم في أن تكون هذه الاحتفالية جزءًا من مسار ثقافي يُجسّد التلاحم بين الإبداع وقيم الحرية والعدالة.
****************************************************
كوبنهاغن تحتفل بالذكرى الـ 91 لميلاد حزبنا
كوبنهاغن - مزهر بن مدلول
في مساء الجمعة 11 / 4 / 2025 أحيت منظمة الحزب الشيوعي العراقي ورابطة الأنصار الشيوعيين والحزب الشيوعي الكردستاني في الدنمارك، حفلا خطابيا وفنيا بهيجا بمناسبة الذكرى الـ 91 لميلاد حزبنا المجيد.
حضر الاحتفال العشرات من أبناء الجالية العراقية ورفاق الحزب وعوائل الشهداء، كما حضره بعض ممثلي الاحزاب والمنظمات العربية العاملة في الدنمارك.
بدأ الاحتفال بكلمة ترحيبية من قبل عريف الحفل، تضمنت إشادة بتضحيات الشيوعيين والنموذج البطولي الذي تركوه في ذاكرة رفاقهم وأصدقائهم، ثم طلب من الحاضرين الوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح الشهداء والراحلين.
كانت الكلمة الأولى التي قرأها الرفيق يوسف هادي لمنظمة الحزب الشيوعي العراقي في الدنمارك، استهلها بنبذة تاريخية عن ظهور الأفكار التقدمية في العراق حتى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي. وبعد أن هنأ الرفيقات والرفاق والصديقات والاصدقاء وأبناء شعبنا عموما بهذه المناسبة العزيزة، إستعرض الرفيق يوسف بعض الصفحات النضالية لحزبنا على طريق الاستقلال والسيادة الكاملة وبناء دولة المواطنة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. كما تناولت الكلمة سلبيات العملية السياسية الحالية القائمة على المحاصصة والفساد.
بعد ذلك قرأ الرفيق عبد الرحمن الخالدي كلمة رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين، والتي جاء فيها: ((إن الاحتفال بذكرى ميلاد حزبنا، لا يخص الشيوعيين وحدهم، بل هو عيد لكل الذين يتطلعون إلى حرية شعبهم واستقرار وازدهار بلدهم السياسي والاقتصادي والاجتماعي. إنه عيد جميع الذين عانوا وجاعوا وتشردوا نتيجة لظلم الحكام المستبدين، كما هو عيد الشهداء الأبرار، أولئك الذين تحدوا السجون والتعذيب والرصاص في الأهوار والجبال من أجل إعلاء راية حزبهم وحقوق شعبهم)).
وكانت الكلمة الاخيرة لممثل الحزب الشيوعي السوري الرفيق غانم الذي حيّا فيها نضالات الحزب الشيوعي العراقي على مدى تاريخه، ووقوفه إلى جانب قضايا الشعوب العادلة، خاصة الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في الحياة على أرضه في ظل دولته المستقلة. ووصلت إلى القاعة التي تزينت بشعارات الحزب وصور قادته، عدة برقيات تهنئ بالذكرى الـ 91 لميلاد حزبنا المجيد.
وتكريما لمن خاض غمار الكفاح الصعب في جبال كردستان دفاعا عن الحزب والشعب، قلّدت رابطة الانصار الشيوعيين العراقيين مجموعة من رفاقها الأنصار (وسام النصير الشيوعي).
هذا وأحيت الحفل الساهر، فرقة بابل الغنائية بمجموعة من الأغاني الوطنية والفلكلورية العراقية الجميلة التي أشاعت أجواء الفرح والأمل في نفوس الحاضرين. كما كانت للفنانين الفلسطينيين نسيم الدقم ويازو السروجي وبمشاركة من الشابة العراقية أسيل الخالدي مساهمة ممتعة شكلت إضافة مميزة في الاحتفال.
*************************************************
الصويرة تحتضن حفلاً جماهيرياً في عيد الشيوعيين
الصويرة - شاكر القريشي
احتفل الشيوعيون العراقيون وأصدقاؤهم في قضاء الصويرة، أول أمس الجمعة، بالذكرى الـ91 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، وذلك على قاعة منتدى الشباب والرياضة، وبحضور جماهيري كبير من أبناء القضاء والنواحي التابعة له، فضلا عن رفاق من اللجنة المحلية للحزب في واسط، وشخصيات وطنية واجتماعية وثقافية ورسمية.
أدار الحفل الشاعر والاعلامي محمد لطيف، الذي دعا الحاضرين إلى الاستماع للنشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت في ذكرى شهداء الحزب والحركة الوطنية.
بعدها ألقى الرفيق حسين النهر كلمة الحزب في المناسبة. ثم جرت قراءة برقيات تهنئة مرسلة من منظمات وشخصيات وطنية.
وكانت لنقابة المحامين كلمة ألقاها المحامي ضياء حسين، وأشاد فيها بنضال الشيوعيين منذ تأسيس حزبهم. فيما ألقى السيد مرتضى حميد فرج كلمة باسم اتحاد الحقوقيين، وألقى المحامي وليد عبد الحسين جبر كلمة باسم "تجمع مسرات قانونية".
وشهد الحفل عرضا مسرحيا قدمه الفنان علي هادي، وقراءات شعرية للشعراء حسين البهادلي، علي حسين، فيصل الفهداوي. فيما قدم العازف الشاب أمير النهر مقطوعات موسيقية على العود.
واختتم الحفل بأغنيات وطنية ووجدانية أداها الشاب حسين الفائز.
************************************************
في ميونخ.. الشيوعيون العراقيون وأصدقاؤهم يحتفلون بالذكرى
ميونخ – طريق الشعب
احتفل الشيوعيون العراقيون في ميونخ – ألمانيا واصدقاؤهم في التجمع الديمقراطي العراقي، بالذكرى الـ91 لتأسيس الحزب.
بدأ الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت في ذكرى شهداء الحزب والحركة الوطنية، ثم انشاد النشيد الوطني العراقي. بعدها ألقى الرفيق غسان الراضي كلمة باسم منظمة الحزب في ألمانيا، أعقبه السيد عدنان السبتي بإلقاء كلمة باسم التجمع الديمقراطي العراقي.
وتخللت الاحتفالية قراءات شعرية في المناسبة، ساهم فيها الشاعران غريب السماوي وكريم الهلالي. فيما أحيا الفنان عدنان السبتي فقرة غنائية موسيقية، ما أضفى على الاحتفالية أجواء من البهجة والسرور
*****************************************************
بطولة شطرنج في البصرة.. احتفاءً بعيد الحزب
البصرة – طريق الشعب
احتفاءً بالذكرى 91 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، نظّمت اللجنة المحلية للحزب في البصرة بالتعاون مع نادي شباب البصرة لرياضة الشطرنج، أول أمس الجمعة، بطولة شطرنج، وذلك على قاعة الشهيد هندال في مقر المحلية، وبحضور عضو اللجنة المركزية الرفيق محمود سعدون. شارك في البطولة التي استمرت 3 ساعات، 48 لاعباً. وقد احتل المراكز التسعة الأولى كل من خضير عبد الكريم، إبراهيم مهيمن، محمد حمزة، احمد باسم، عبد الله حسن، محمد حسن، حبيب خير الله، محمد اسامة وعادل هاشم.
وفي الختام، وزع الرفيقان فاروق الهاجري وسوّاد اللعيبي، الجوائز على الفائزين.
*************************************************
الشيوعيون العراقيون في روسيا يحتفلون بعيد حزبهم
موسكو – طريق الشعب
احتفلت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في روسيا، أخيرا، بالذكرى الـ91 لتأسيس الحزب، وذلك في جو من الفرح ووسط تجمع رفاق الحزب وأصدقائه.
بداية الاحتفال رحب الرفيق د. دكران يوسفبالحاضرين، وشكرهم على "تلبيتهم دعوة المنظمة إلى المشاركة في إحياء هذه الذكرى المجيدة"، مضيفا أن هذه المناسبة تُعتبر أيضا "فرصة جيدة لجمع أكبر عدد من زملائنا وأصدقاء الحزب سواء في مناسبات حزبنا أم في الاحتفاء بالأعياد الوطنية الأخرى،ولتوثيق العلاقات بين إخواننا وزملائنا".
ثم دعا الرفيق الحاضرين إلى الوقوف دقيقة صمت في ذكرى شهداء الحزب والحركة الوطنية، تقديرا وإجلالا لتضحياتهم الجسام على درب النضال الطويل من أجل حرية الشعب وسعادته.
بعدها هنأ الحاضرين بمناسبة عيد الفطر الذي تزامن مع ذكرى تأسيس الحزب. وبالنيابة عن رفاق المنظمة وبقية الزملاء الحاضرين، هنأ د. دكران صديق الحزب عزيز الخفاجي في مناسبة عيد ميلاده الـ90، وقدم له باقة ورد.
كذلك قرأ د. دكرانمقتطفات هامّة من بيان الحزب الصادر في مناسبة العيد الـ91.
وتخللت الاحتفالأحاديث وذكريات عن بدايات تأسيس الحزب، شارك فيها عدد من الأصدقاء. حيث تطرقوا إلى بداية ظهور أولى الخلايا والحلقات الماركسية في العشرينيات،وصولا إلى تأسيس الحزب عام 1934. ثم تحدث الرفيق د. دكران عن بعض الصفحات النادرة من حياة الرفيق فهد في موسكو، اثناء دراسته في المدرسة الحزبية.
************************************************
الصفحة الثامنة
من التاريخ النضالي لاتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق {مطبعة} الاتحاد في البصرة
ماجد الخطيب
قال لي الرفيق المسؤول "ن" إنه سيجلب لي صندوقاً صغيراً مهماً يخص اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية. كان ذلك في رمضان من سنة1973 عندما كنت طالباً في كلية طب البصرة. اتفقنا على أن يجلب الصندوق إلى البيت في موعد الإفطار تماماً حينما تكون الشوارع شبه فارغة.
وقفت أنتظر الرفيق"ن"، وكان مسؤول اللجنة الطلابية، في باب البيت بينما تنشغل العائلة بمائدة الإفطار. لا أحد في الشارع غير بائع خضروات يضع سلة خضروات على رأسه ويصيح بصوت متعب وحزين منادياً على بضاعته. فجأة ظهر عمي درويش في الباب مستنفراً كعادته. كان قد سمع نداءات الرجل المسكين فقطع إفطاره وخرج يبحث عنه. ظهر في هذه اللحظة الرفيق"ن" على ظهر دراجة هوائية رابطاً على مقعدها الخلفي الصندوق المعني. وقف بدراجته أمام بيت الجيران(بيت العلوية) ووقف ينتظر فراغ الشارع من درويش وبائع المخضرات.
لما عرف درويش بأن الرجل صائم ولم يبع شيئاً يأخذه إلى أولاده في البيت عرض عليه مبلغ دينار مقابل الخضروات. لم يصدق الرجل العرض، لأن مبلغ الدينار كان كبيراً مقابل الخضرة، لكنه وافق في الحال. غاب درويش دقائق معدودات ثم عاد يحمل نفس السلة محملة بالطعام والفواكه، سلمها إلى الرجل ومعها الدينار وطلب منه الذهاب إلى أولاده.
اقترب الرفيق من الباب بعد دخول درويش إلى البيت، وأنزل الصندوق، وكان ثقيلاً، قال إنه سيزورني لاحقاً ليشرح لي أهمية الصندوق، ثم غادر مسرعاً على دراجته. استغربت كيف استطاع "ن" قيادة الدراجة من العشار إلى البصرة القديمة وهو المعروف بمعاناته من مرض في القلب. استغربت أكثر حينما تمكنت، بقدرة قادر، من رفع الصندوق على السلم العالي إلى غرفتي في الطابق الأول من البيت.
كان صندوقاً خشبياً من أبعاد(00X30X301)(عرض وارتفاع وطول) داخله عدة مرايا مستطيلة ومربعة و4 فلورسنات. يجلس لوج زجاجي سميك بمقايس مضبوطة على الفتحة العليا. والصندوق بمزود بغطاء مكسو من الداخل باسفنجة رقيقة.
زارني "ن" بعد أيام في غرفتي وأوضح أن الصندوق عبارة عن جهاز استنساخ بدائي استخدم البلاشفة مثيلاً له في روسيا. يقع عليّ شراء ورق حساس للضوء يباع بالأطوال في محل للقرطاسية في سوق حنا الشيخ، وأن اشتري معه، من نفس المحل، مادة سائلة تتكفل بظهور الكلمات على الورق. وأضاف أن صاحب المحل محسوب علينا وسيبيع الورق لنا دون علم رجال الأمن.
اشتريت المواد المطلوبة حسب الاتفاق، وكان على أن أقطع بكرة الورق الحساس للضوء( جانبها الداخلي الحساس للضوء أصفر اللون) بالمشرط إلى أوراق من حجم(A4) في الظلام، وأن أستخدم قفازات أثناء العمل كي لا أترك بصمات أصابع. لم تكن لدي قفازات فصرت استخدم جواربي كقفازات.
بعد أيام جاءني"ن" ومعه بيان اتحاد الطلبة العام بمناسبة تأسيسه الـ25 وطلب مني استنساخ 100 منه في الأقل. أعدت كتابة البيان على ورق شفاف باستخدام حبر صيني أسود ووضعت شعار الاتحاد في أعلاه. ثبت البيان على اللوح الزجاجي بالمقلوب(كل شيء في الظلام)، ثم وضعت قطعة الورق الحساسة فوقه بالضبط، أغلقت الغطاء على الصندوق ثم أشعلت الفلورسنات. يحول الضوء الورقة الحساسة للضوء إلى لون أبيض عدا عن الحروف المكتوبة بالحبر الأسود. أمرر السائل الكيمياوي على الورق بعدها فتتلون الكلمات الصفراء بالأسود، ثم أترك الورقة كي تجف مثل الخبزة. العملية تستهلك خمس دقائق كل مرة.
وكل مرة، بعد الانتهاء من العمل، كنت أوزع المرايا في غرفتي كديكور، أضع الفلورسنات في زوايا مختلفة، وأملأ الصندوق بالأحذية.
حينما جاء الرفيق يوم 12 نيسان سلمته، وسط دهشته، 400 بيان قلت له إنها طلعت على الفور من"التنور".
يوم 14 نيسان انفرد مسؤول الاتحاد في الكلية بي على جنب، سلمني نسخة من البيان و"جكليته" مهنئاً بتأسيس الاتحاد وقال"يجب أن تشعر بالفخر، لأن الاتحاد ما يزال قادراً على طباعة ونشر بياناته".
استخدمت"مطبعة الاتحاد" عشرات المرات في طباعة البيانات وبطاقات التهنئة. ثم استغلت منظمة الحزب المحلية "المطبعة" أيضاً لطبع بعض المنشورات. ولم يستطع رجال الأمن معرفة سر هذه المطبوعات أبداً.
احتفظ أهلي بغرفتي مقفلة طوال فترة اغترابي، و"صندوق الأحذية" فيها، وكنت أتمنى عرضه يوماً في متحف لتاريخ اتحاد الطلبة العام، لكن صاروخاً إيرانياً لئيماً سقط تماماً سنة1987 على غرفتي وأحال كل شيء فيها إلى رماد.
لم أحضر مؤتمر اتحاد الطلبة في البصرة سنة 1968، لكنني عرفت من الشهيد الشاعر أبو سرحان، والرفيق الراحل جبار فرج، أنهما حضرا هذا المؤتمر الذي أقيم في جامع البجاري في العشار. تم تكليف أبو سرحان بالحراسة في المنارة خشية هجمات رجال الأمن.
مؤتمر الاتحاد في البصرة سنة 1973 عقد في مقبرة النصارى.
*******************************************************
من بيوت الشيوعيين.. بيت الرفيق الراحل محمد العسكر عباس
صادق النداوي
بعد انتصار ثورة ١٤تموز ١٩٥٨ الخالدة اتسعت القاعدة الجماهيرية للحزب الشيوعي ووجدت أفكار ومبادئ الحزب طريقها إلى قلوب الفلاحين الكادحين للتحرر من استغلال واضطهاد الاقطاعيين، بجهود أولئك المناضلين الأبطال ووعيهم الفكري الثوري الذي لا يلين، ومن أولئك المناضل الراحل الفلاح الشيوعي محمد العسكر الذي انتمى إلى صفوف الحزب وآمن بمبادئه وافكاره بعد انتصار ثورة ١٤تموز ١٩٥٨، الساكن في ريف مويلحة طريق مشروع الحصوة.
عمل مع الرفاق الشهيدين كاظم الجاسم، وجبار جاسم (أبو عبيس) ومعن جواد (أبو حاتم) وتركي الهاشم (أبو عبيس) والشهيد كاظم عبيد (أبو رهيب) ونايف كاظم غضيب، وكلفت من قبل المنظمة بمتابعة تنظيم خليته عام ١٩٧٥، وفي عام ١٩٥٩كان مسؤوله كما أخبرني (حسن الحاج عباس). ومن شجاعته واستبساله في الدفاع عن الحزب ومبادئه حدثني بعد انتهاء الاجتماع ليلا عن حادثة فقال: بعد الحملة التي شنها قاسم على حلفاء الثورة كان أحد المعادين يجلس في المقهى ويتهجم على الحزب وعلى الرفيق حسن الحاج عباس. وفي إحدى الليالي دخلت عليه وهو نائم وقفت عند رأسه ووقف صاحبي عند قدميه وسحبت بندقيتي وأيقظته وعندما رفع رأسه أمرته بالعودة لمنامه وسألنا من أنتم أجبته نحن مَلَكان جئنا نقبض روحك، فقال شتردون؟ فحذرناه بعدم التهجم على الشيوعيين وعلى حسن الحاج عباس، وتعهد بذلك.. وفي الصباح جلس في المقهى صامتا لا ينبس بكلمة.
ولكون بيته الطيني معزولا فكان يقصده كثير من الرفاق من مختلف المستويات، وكان ضوء فانوس باب بيته دليلا للرفاق، ولما يوفره لهم من ضيافة وأمان كانوا يمكثون عنده فترة طويلة حتى أنهم يساعدونه في الحقل. ولذلك سمي بيت وبستان الشيوعيين، وكلف بمهام عدة منها إيصال سبعة رفاق إلى منطقة الدورة بواسطة الخيول حرصاً على سلامتهم.
وفي مسيرته النضالية تعرض لاعتقالات كثيرة منها في فترة حكم عبد الكريم قاسم، وبعد انقلاب 8 شباط١٩٦٣ حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، كما اعتقل في المحمودية في أيام عبد السلام عارف.
كان من الشخصيات الاجتماعية المؤثرة، أمينا على مبادئ الحزب وأفكاره، ملتزما في عمله التنظيمي، لم يتوان عن تنفيذ ما يكلفه به الحزب من مهام، كريماً يتمتع بأخلاق عالية، ويتحلى بالنخوة والانسانية، ورحل عام 2002 ولكن لا يزال بيته حاضناً مشعا بأفكار الحزب ونشاط أحفاده، فله الذكر الطيب والخلود.
***************************************************
ما صنعه الشرع في ثلاثة أشهر كشفه الجـولاني في ثلاثة أيام
وسام ناظم المالكي
يشير الخطّ الزمني لتطوّر الأحداث في سوريا إلى أن التمرد العسكري سيرافق المرحلة الانتقالية في سوريا لكون أن عملية التغيير لم تأتِ بالانتقال السلمي للسلطة انما عن طريق سطوة مليشيات إسلامية منبثقة من تنظيمات إرهابية أثرت في المنطقة وخصوصا العراق وسوريا، وما يحصل اليوم من تهديد للسلم المجتمعي في سوريا هو رد فعل جداً طبيعي لحكم ولد من رحم الإرهاب لا يعترف بالحوار ونظرته إلى حكم الدولة تتصف بالجهادية بعيدة عن حنكة الإدارة والحكم الرشيد.
أحمد الشرع باع الوهم للجماهير العطاشى والحالمة بوطن أجمل عسى ولعل أن تتغير الأوضاع من حال إلى حال لكون أن الأسد أنهكهم، لكن سرعان ما بزغت الشمس وذاب هذا الوهم وذاب الشرع وكشف محمد الجولاني قناع الشرع بالرغم من خلعه العباءة الجهادية وارتدائه البدلة الرسمية لكن هذا لا يعني تغير معدنه فأن تغيير الخطاب ليس بالضرورة تغيير الفكر.
لا يخفى أن ظاهرة التصحر السياسي لدى المجتمع السوري أفضت إلى عدم وجود بدائل سياسية و خصوصا أن التركة الكبيرة التي خلفها الأسد و التي أبقت سوريا ضمن دول العالم الثالث نتيجة الحروب والاستبداد تعتبر إرثا ثقيلا لا يمكن التعاطي معه بسهولة وأن هذه المؤثرات مكنت الشرع ان يبدو كشر لابد منه لما توصلت اليه سوريا من توحش اجتماعي ولا سيما في مجتمع مستنزف في حرب وقمع وضنك وتوترات من كلّ نوع ممكن (مناطقية، إثنية، دينية، طائفية، إلخ) منذ عقود وسنوات عجاف طويلة، أي أن الشرع تحصيل حاصل لخلطة فواعل خارجية و داخلية عبثت في المنطقة والارهاب والقاعدة كان لها الحصة الاكبر من هذه الفواعل، ولهذا أقدم الشرع منذ بداية الحرب السورية، على مجموعة من التحولات، التي تصب في إطار واحد، هو السعي إلى "الزعامة أولا ثم الحكم. ومع مرور الزمن يزداد تعقيد المشهد فمنطقياً من الصعب تقبل الشرع كرجل دولة لكن الواقعية السياسية طرحته ومسألة زواله تطرح سؤالا ما هو البديل بعد نشر الفوضى والسلاح من الحدود إلى الحدود وخصوصا أن اسرائيل على شفا حفرة من الوصول إلى دمشق.
المقدرات وما آلت اليه الأحداث تدل على أن الشرع لم يقدم نموذج حكم انتقالي حقيقي بل عزَّز هيمنة "هيئة تحرير الشام" على المؤسسات، مُتجاهلا دعوات الدمج، والأغرب غض طرفه عن احتلال إسرائيل للجولان والتدخل العسكري الفاضح في سوريا، في الوقت ذاته أقدمت ميليشياته على التصفية العرقية والطائفية حين تعلق الأمر بالعلويين والأقليات، فهل يا ترى سيتخلص الشرع من الجولاني الذي في داخله أم أن للجولاني كلام آخر.
*********************************************
الصفحة التاسعة
الرباع العراقي علي عمار يستعد لأولمبياد لوس أنجلوس
متابعة ـ طريق الشعب
كشف مدرب ووالد الرباع العراقي علي عمار يسر، المرشح بقوة لحصد أحد الأوسمة في دورة الألعاب الأولمبية المقبلة في لوس أنجلوس 2028، عن انطلاق مرحلة الإعداد طويلة الأمد لتجهيزه بدنيًا ونفسيًا للمنافسة على أعلى المستويات. وقال عمار يسر، في حديث صحفي، إن "رئيس اللجنة الأولمبية تبنّى إعداد الرباع علي شخصيًا، في خطوة تعكس حرصه على دعم المواهب الواعدة التي تمثل العراق في المحافل الدولية". وأشار إلى أنه تم تجهيز قاعة تدريبية متكاملة بأحدث المعدات العالمية داخل مجمع ملعب الـ 5 آلاف متفرج في مدينة الصدر، مؤكدًا أن "هذه البنية التحتية المتطورة ستكون قاعدة لانطلاق برنامج الإعداد الذي يهدف إلى تحقيق الحلم الأولمبي". وأوضح يسر أن "الرباع الشاب حقق تطوراً ملحوظاً في مستواه الفني، حيث تمكّن مؤخرًا من رفع 204 كغم في الخطف و247 كغم في النتر، وهي أرقام تمثل مؤشراً إيجابياً على قدرته في الوصول إلى منصات التتويج مستقبلاً". وأضاف أن "العمل جارٍ وفق برنامج علمي دقيق، ومع الاستمرار على هذا النهج، نتوقع بنسبة كبيرة أن يحرز علي وساماً أولمبياً للعراق في أولمبياد 2028". ويُذكر أن العراق يمتلك وساماً أولمبياً يتيماً في تاريخه، أحرزه الرباع الراحل عبد الواحد عزيز في أولمبياد روما 1960، بعد فوزه ببرونزية وزن 67.5 كغم، برفع مجموع 380 كغم.
*******************************************
مأزق تصفيات المونديال قرارات مرتقبة بشأن المدرب وخيارات معقّدة تنتظر الاتحاد
متابعة ـ طريق الشعب
يمر المنتخب العراقي الأول لكرة القدم بواحدة من أكثر المراحل تعقيداً في مشواره ضمن التصفيات الآسيوية الحاسمة المؤهلة إلى كأس العالم 2026، بعد تراجع نتائجه واحتلاله المركز الثالث في المجموعة الثانية برصيد 12 نقطة، خلف المنتخب الأردني الوصيف بفارق نقطة، والمتصدر الكوري الجنوبي بفارق أربع نقاط.
وأثار تراجع الأداء وسوء النتائج، لا سيما بعد الخسارة المفاجئة أمام فلسطين بنتيجة 2-1، موجة من الانتقادات والضغوط الجماهيرية على الاتحاد العراقي لكرة القدم، وسط حالة من الغموض بشأن مستقبل الجهاز الفني بقيادة المدرب الإسباني خيسوس كاساس، الذي أُقيل "شفهياً" دون صدور قرار رسمي حتى الآن.
ورغم إعلان نية الاتحاد العراقي إنهاء عقد كاساس، إلا أن الجانب القانوني لا يزال يشكل عائقًا كبيرًا أمام حسم الموقف، حيث أكد جمال الأسدي، المستشار القانوني للاتحاد، أن المدرب لم يتلقَ إخطارًا رسميًا بالإقالة، ما يمنحه أفضلية قانونية، مشيرًا إلى وجود بند في العقد ينص على إشعار المدرب قبل شهر من إنهاء العقد، تجنبًا لدفع شرط جزائي يبلغ نصف مليون دولار.
وأوضح الأسدي أن الاتحاد يعمل على إنهاء الملف بهدوء وخلال مدة لا تتجاوز 10 أيام، مؤكدًا التزام الاتحاد بالسرية الكاملة في هذا الملف لتجنّب أي إساءة محتملة لصورة العراق في التفاوض مع المدربين العالميين.
من جانبه، أكد المحلل الفني رافد سالم أن "أزمة المنتخب العراقي لا تُحل بحلول ترقيعية"، داعيًا إلى استراتيجيات بعيدة المدى، والابتعاد عن فكرة التغيير المؤقت للجهاز الفني قبل مباراتي كوريا الجنوبية والأردن.
وقال سالم ان "التفكير بالتعاقد مع مدرب فقط لهاتين المباراتين سيحوّله إلى كبش فداء لأخطاء المرحلة السابقة، لذلك يجب أن يكون التوجه نحو مدرب دائم، خاصة أن العراق قد يخوض الملحق الآسيوي، وهو بحاجة إلى استقرار وتحضير طويل".
وفي ظل صعوبة التفاوض مع مدربين عالميين في هذا التوقيت، أشار المدرب العراقي سامي بحت إلى أن الاتحاد سيواجه تحديات كبيرة في إقناع أسماء كبيرة، مؤكدًا أن "أغلب المدربين المحترفين لا يطلقون وعودًا بالتأهل السريع، كما حدث مع البرتغالي كارلوس كيروش في مفاوضاته السابقة مع الإمارات".
كما لفت بحت إلى حساسية الوضع بالنسبة للمدرب المحلي، الذي ينقسم حاليًا إلى ثلاث فئات؛ فئة مهمّشة، وأخرى صعدت بسرعة بدعم غير رياضي، وثالثة "احترقت ورقتها"، ما يجعل الخيارات محدودة ومعقّدة.
ويرى بحت أن منصب مدرب المنتخب العراقي من أصعب المهام في آسيا، بسبب ثلاثة تحديات رئيسية: أولاً، عدم وجود حماية في حال الخسارة؛ ثانيًا، ضرورة امتلاك الشجاعة والقناعة الخططية؛ وثالثًا، القدرة على التعامل مع ضغوط الوسطاء والسماسرة، الذين يؤثرون بشكل مباشر في بيئة العمل.
ومع ازدياد الضغط الشعبي على الاتحاد العراقي، تتجه الأنظار إلى المدرسة البرتغالية لتسمية مدرب جديد بعد إنهاء عقد كاساس رسميًا.
ويخوض المنتخب العراقي مواجهتين حاسمتين أمام كوريا الجنوبية والأردن في الخامس والعاشر من حزيران المقبل، ضمن الجولتين التاسعة والعاشرة من التصفيات، في وقت لا تزال فيه فرصة التأهل المباشر قائمة، لكن مرهونة بنتائج المنافسين.
*****************************************************
في بطولة الجودو العربية ذهبيتان وفضيتان لشابات العراق
عمّان – وكالات
يواصل منتخب العراق للجودو تألقه اللافت في البطولة العربية المقامة في العاصمة الأردنية عمّان، بعدما أحرز أربع ميداليات ملوّنة في منافسات الإناث لفئتي الأشبال والناشئين، وسط مشاركة واسعة ومنافسة قوية من نخبة المنتخبات العربية.
وجاءت أحدث الإنجازات عن طريق اللاعبة ليان منتصر، التي توّجت بالميدالية الذهبية في وزن 40 كغم لفئة الأشبال (إناث)، مضيفة ذهبية جديدة إلى رصيد المنتخب الوطني.
وكانت داليا حيدر قد افتتحت سجل الذهب للعراق، مؤكدة الحضور المميز للاعبات العراقيات منذ انطلاق البطولة. ولم تقتصر النتائج على الذهب فقط، حيث أحرزت روان مشتاق ميدالية فضية مستحقة، تبعتها ريتال منتصر بفضية ثانية، ما يعكس توازناً في الأداء بين الفئتين، وقدرة اللاعبات العراقيات على المنافسة في مختلف الأوزان.
*********************************************
العراق يحصد 37 ميدالية في بطولة كأس العالم للكيك بوكسينغ في بانكوك
متابعة ـ طريق الشعب
حقق منتخب العراق الوطني للكيك بوكسينغ إنجازًا جديدًا في بطولة كأس العالم المقامة في العاصمة التايلندية بانكوك، حيث حصد 12 ميدالية ذهبية و23 فضية وبرونزيتان، في مشاركة قوية شهدت منافسة شرسة بين أكثر من 40 دولة بمشاركة نحو 1500 لاعب ولاعبة.
وشارك المنتخب العراقي في البطولة بوفد يضم 44 لاعباً، ترأسه قاسم الواسطي، رئيس الاتحاد العراقي المركزي للكيك بوكسينغ.
وأكد الاتحاد العراقي للكيك بوكسينغ أن هذه النتائج تعكس حجم الجهد المبذول في إعداد الفريق، كما تعزز من موقع العراق في المنافسات الدولية، وتمنح دفعة كبيرة للاستحقاقات القادمة.
*****************************************************
الصراخ في التنس.. سلاح نفسي أم مجرد ضجيج؟
لندن ـ وكالات
تُعد رياضة التنس من أكثر الألعاب شعبية في العالم، حيث تملأ الجماهير مدرجات بطولات الجراند سلام والبطولات الاحترافية الأخرى، وسط شغف كبير بمباريات الكرة الصفراء. وبينما تختلف أساليب اللعب بين لاعبي ولاعبات التنس، فإن هناك سمة مشتركة تجمع عددًا كبيرًا منهم، وهي "الصراخ" عند ضرب الكرة بالمضرب، وهي ظاهرة مثيرة للجدل يتردد صداها في أغلب المباريات، خاصة في فئة السيدات.
يعود أصل هذه الظاهرة، وفق روايات رياضية، إلى اللاعب الأمريكي الشهير جيمي كونورز، الذي يُقال إنه كان أول من استخدم الصراخ في الملاعب خلال سبعينيات القرن الماضي. ومنذ ذلك الحين، انتقل السلوك إلى أجيال متعاقبة من اللاعبين، ليصبح جزءًا لا يتجزأ من مشهد التنس الاحترافي، رغم الانقسام في الآراء حول تأثيره وجدواه.
ورغم أن الصراخ لا يُكسب اللاعبين نقاطًا في المباراة، إلا أن أبحاثًا علمية أثبتت وجود فوائد بدنية واضحة له. فقد أظهرت الدراسات أن اللاعبين الذين يُصدرون أصواتًا أثناء التسديد، تكون ضرباتهم الأرضية أسرع بنسبة 3.8 بالمائة من الذين يلعبون بهدوء، كما تصل سرعة إرسالهم إلى زيادة بنسبة 4.9 بالمائة. هذه الأرقام تشير إلى أن الجهد البدني يبدو أسهل وأقوى عند إرفاقه بصوت مرتفع، ما يدفع البعض للتساؤل عن سبب صمت بعض اللاعبين بدلاً من التساؤل عن سبب صراخ الآخرين.
من جهة أخرى، قد يكون الصراخ سلاحًا نفسيًا يستخدمه اللاعب لتشتيت تركيز خصمه، إذ يتسبب الصوت أحيانًا بفقدان التركيز أو الحكم الخاطئ على اتجاه وسرعة الكرة. وأكدت إحدى الدراسات أن اللاعبين الذين يواجهون خصومًا يصدرون صراخًا، تقل قدرتهم بنسبة 3 إلى 4 بالمائة على تقييم الضربة، كما يتأخر رد فعلهم بمقدار 30 مللي ثانية، وهي فترة كافية لتقطع الكرة نصف متر إضافي في الهواء.
الصراخ أيضًا له بعد نفسي، إذ يساعد اللاعب على التخلص من التوتر، ويمنحه دفعة من الثقة في الملعب. ويؤكد المدرب الشهير نيك بوليتييري، الذي خرّج نجوماً كباراً مثل أندريه أغاسي وماريا شارابوفا، أن الصراخ يمثل "تفريغًا نفسيًا وفسيولوجيًا"، وهو ما يعزز الأداء الذهني والبدني أثناء التنافس.
لكن وعلى الرغم من هذه الفوائد، فإن الأصوات العالية كثيرًا ما تُثير امتعاض الجماهير وبعض اللاعبين، مما دفع رابطة محترفات التنس في عام 2012 إلى الإعلان عن نيتها تقنين الظاهرة ووضع ضوابط لها، إلا أن أي قرار رسمي بحظر الصراخ أو الحد منه لم يصدر حتى الآن.
تظل ظاهرة الصراخ في ملاعب التنس قضية مثيرة للجدل، بين من يراها جزءًا من استراتيجية اللعب، ومن يعتبرها مصدر إزعاج لا بد من ضبطه، بينما يبقى الواقع أن الصراخ، بحجمه وتأثيره، بات من الملامح المميزة لمباريات التنس حول العالم.
********************************************
وقفة رياضية.. ملاعب شاملة للألعاب الرياضية
منعم جابر
في زمانٍ مضى وانقضى، بادرت الإدارات المحلية بإنشاء ملاعب رياضية في كل محافظة من محافظات الوطن، وكانت يومها مبادرة جميلة غطّت أغلب المحافظات من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه. لكن الزمن تطوّر، وأصبحت الرياضة مادة دستورية تحظى بالحماية والدعم، وهي المادة (36) من الدستور العراقي الدائم، التي حمّلت الدولة وحكوماتها مسؤولية تنفيذ ما ورد فيها، وأصبح ذلك واجباً رسمياً في رعاية الرياضة، وتحمل مسؤولياتها، وتوفير مستلزماتها.
إلا أن الحكومات المتعاقبة ركّزت كل اهتمامها على لعبة كرة القدم، وكأنها الممثّل الشرعي لكل الألعاب الرياضية، بينما المطلوب والواجب هو رعاية جميع الألعاب بشكل متساوٍ، والسعي لتطويرها، وتأمين ملاعبها وساحاتها وقاعاتها، وأن يكون الدعم على مسافة واحدة من جميع الألعاب. لكن الحكومات المتعاقبة، مع الأسف، استمرت في التركيز على كرة القدم فقط، وأهملت بقية الألعاب.
لذا، أوجّه عناية قادة الدولة ومسؤولي السلطة التنفيذية إلى ضرورة إيلاء الاهتمام الكبير بكل الرياضات، بعيداً عن التهميش. وهنا أطالب الحكومات المحلية ومجالس المحافظات بأن تلعب دوراً إيجابياً في توفير مستلزمات كل لعبة، وأن تؤدي دورها في السعي لتوفير الملاعب والساحات، والاهتمام بالأندية الرياضية ورعايتها، لأنها تمثل الوجه الرسمي لتلك المدن والمحافظات. كما يجب أن نهتم بالأدوار التي تؤديها الأندية الرياضية، وتأثيرها في تقدم ووعي الشباب، وكسبهم للوطن ولتربته، وتخليصهم من التعصب والعنصرية، وفتح أبواب التسامح والحب والإخلاص أمامهم من أجل الوطن.
إن توفير المنشآت الرياضية لمختلف الألعاب سيساهم في تطوير الرياضة العراقية على كافة المستويات، وإن تحقيق الإنجازات الرياضية لا يتم إلا من خلال توفير البنية التحتية المناسبة، والمستلزمات الرياضية الحديثة التي يجب أن تنتشر في جميع أنحاء الوطن، من شماله إلى جنوبه، من أجل تحقيق الإنجاز العالي في الميادين الرياضية.
***********************************************
الصفحة العاشرة
لينين وجانب من نتاجه الفلسفي في نقد المفاهيم المثالية
ربيع ديركي*
بناءً على الاكتشافات العملية الجديدة في تلك الحقبة التاريخية برزت محاولات متعددة لحل مشكليَّة التضاد بين الوعي والمادة، من تلك المحاولات ما عُرِف بالمذهب الطاقوي الذي أسسه أوستفالد حيث أرجعَ التضاد بين الوعي والمادة إلى مبدأ من خارجهما، هو الطاقة، أي الحركة من دون مادة، بهدف الوصول إلى فصل الفكر عن الواقع (المادة). هنا طرح لينين سؤاله على المذهب الطاقوي: بما أن الطاقة مقياس للحركة، وبما أن العالم حركة فما الذي يتحرك في هذه الحال؟. كما طرحَ السؤال التالي: “هل الطاقة مادية؟ أيجري تحول الطاقة خارج وعيي، بصورة مستقلة عن الانسان والانسانية، ام ان هذا مجرد افكار، رموز، علامات اصطلاحية [مواضعة convention] (…)، وعلى هذا السؤال بالذات كسرت الفلسفة ”الطاقية“ رقبتها” (المصدر نفسه، ص 348). وقد أتاح تعريف لينين الواسع للمادة وضع أسس النقد لـ “المثالية الفيزيائية” بمختلف تياراتها، انطلاقاً من أنه “يفتح سبيلاً للتوفيق بين المذهب المادي ونتائج الفيزياء الحديثة فالجوهر لا يتلاشى، وإنما ينفرط بناؤه الى اجزاء أخرى أصغر منه كهارب وأيونات. والكهرب لا يفنى، وإنما يتحول الى طاقة. وذلك أن المادة والطاقة عند الماديين الجدليين صنوان لا يكون أحدهما بدون الآخر، ولا منفصلا عنه (…). وهكذا تبدو الطاقة والساحة [المجال] ضرباً من المادية بالمعنى العام إلى جانب المادة بالمعنى الخاص” (اليافي عبد الكريم، تقدم العلم، مطبعة جامعة دمشق، لا. ط، 1964. ص. ص. 245-246).
نقد نفي السببية الموضوعية والوجود الموضوعي للزمان والمكان
في مبحث “السببيَّة والضرورة” نقدَ لينين نفي السببية الموضوعية، حيث أنكرَ ماخ السبب والمسبّب في الطبيعة وقال: إنَّ لا وجود لأية ضرورة في العالم الفيزيائي سوى الضرورة المنطقية؛ أي العادة، وهو مفهوم قال به هيوم يعكس فيه الذاتية؛ على هذا الأساس استخلص بوانكاريه قوانين الطبيعة، بما فيها القانون القائل إن للمكان ثلاثة أبعاد –، من “الملاءمة” وأخذه بمفهوم البساطة؛ أما كارل بيرسون فاعتبر أن قوانين العلم هي نتاجات العقل البشري أكثر بكثير مما هي وقائع العالم الخارجي، وأن الضرورة تعود إلى عالم المفاهيم وليس إلى عالم المدركات؛ في الخط المثالي نفسه اعتبر بوانكاريه أن “الواقع الوحيد الذي يمكن وصفه بأنه موضوعي هو العلاقات بين الأشياء، التي ينتج عنها الانسجام الكلي (…). وكل ما ليس بفكرة هو عدم محض لأننا لا نستطيع التفكير إلا في الفكرة”. (نص بوانكاريه مأخوذ من كتاب: الجابري محمد عابد، مدخل إلى فلسفة العلوم….، مرجع سابق ص. 459. وهو بعنوان “القيمة الموضوعية للعلم”، النص المترجم موجود في قسم النصوص من كتاب الجابري). آراء نقدها لينين بتحديده أن الاختلاف بين المادية والمثالية لا يعود إلى الدقة في وصف العلاقات السببية أو التعبير عنها بمعادلات رياضية دقيقة، بل في مصدر معرفتنا أهو من الفكر أم من الواقع، وأن الصلة بين السبب والمسبب ليست ميكانيكية بل ديالكتيكية، هنا أعادَ لينين، في هجومه المضاد على التأويل الوضعي للاكتشافات العلمية (والفلسفة المثالية)، التذكير بتحليل انجلز للسببية، في كتابه “انتي دوهرينغ” بأن “السبب والمسبَّب هما تصوران لا يتسمان بأهمية مأخوذين بذاتيهما، الا شرط تطبيقهما على كل حالة بمفردها؛ ولكن ما ان نبحث هذه الحالة بمفردها في صلتها المشتركة مع الكل العالمي بمجمله، حتى يتلاقى هذان التصوران ويتشابكان في تصور التفاعل الشامل الذي تتبادل فيه الاسباب والمسببات اماكنها باستمرار”. (لينين فلاديمير، المختارات مج 4، مصدر سابق، ص. 196).
نقد مفهوم المعرفة المطلقة المثالي وإنكار الوجود الموضوعي للمادة
في نقده للمعرفة المطلقة، بهدف الهجوم على المادية باسم النسبية، نفى ماخ الوجود الموضوعي للزمان والمكان بقوله: إن الزمان والمكان لا يوجدان إلّا في ذهن الإنسان، (هذا الشكل من النفي يعرف بالمذهب الذاتي)، وطالب بالبحث عن الالكترونات خارج المكان الواقعي. تصدى لينين لهذا النقد بتأكيده أن “تغير التصورات البشرية عن المكان والزمان قلما يدحض الواقع الموضوعي لهذا وذلك، مثلما تغير المعارف العلمية عن بنية واشكال حركة المادة لا يدحض الواقعية الموضوعية للعالم الخارجي” (لينين فلاديمير، المختارات مج 4، مصدر سابق، ص. 222). وانتقد أيضاً مفهوم بوانكاريه للزمان والمكان الذي اعتبر انهما مفهومان نسبيان ليصل إلى أن ليس الطبيعة هي التي تعطينا مفهوم الزمان ومفهوم المكان بل نحن الذين نعطي الطبيعة إياهما بناء على مفهومه للملاءمة والبساطة، هذا الرأي انتقده لينين بتحديده أنه على المذاهب الفلسفية أن تحدد ما هو الأوّلي الطبيعة أم الوعي. وقد بين لينين الفرق الرئيس بين المادية والمثالية، وفقاً للمنهجية المادية الديالكتيكية، بأنه “يتجسد في اعتبار احساس الانسان، ادراكه، تصوره، وعيه على العموم صورة عن الواقع الموضوعي. فان العالم هو حركة هذا الواقع الموضوعي الذي يعكسه وعينا. وحركة التصورات، والمدركات، والخ… تناسبها حركة المادة خارجاً عني. ان مفهوم المادية لا يعبر عن شيء عدا الواقع الموضوعي المعطى لنا في الاحساس. ولهذا يعني فصل الحركة عن المادة فصل التفكير عن العالم الموضوعي، فصل احساساتي عن العالم الخارجي، أي الانتقال الى جانب المثالية”. (المصدر نفسه، ص. 343).
يتضح من خلال ما تقدم تمييز لينين بين مادية ميكانيكية ميتافيزيقية من ناحية، ومادية ديالكتيكية نقيضة لها من ناحية ثانية، انطلاقاً من نقد انجلز للميكانيكية الميتافيزيقية، فقد ميز لينين المادية الديالكتيكية بأنها تؤكد الطابع النسبي لكل معرفة علمية وتؤكد “انعدام الحدور [الحدود] المطلقة في الطبيعة، على تحول المادة المتحركة من حالة الى أخرى، متنافية معها” (المصدر نفسه، ص. 336)، وأنه “مهما كان انعدام اية كتلة عند الالكترون عدا الكتلة الكهرمغناطيسية ”غريباً“، ومهما كان اقتصار القوانين الميكانيكية للحركة على ميدان ظاهرات الطبيعة وحدها، وخضوع هذه القوانين لقوانين اعمق هي قوانين الظاهرات الكهرمغناطيسية، الخ..، غير عادي، فان كل هذا هو مجرد تأكيد آخر على صحة المادية الديالكتيكية” (المصدر نفسه، ص. 336).
في نقده هذا أظهرَ لينين كيف انحرفت الفيزياء نحو المثالية لأنها لا تعرف الديالكتيك، فقد انتقد فيزيائيو المادية الميتافيزيقية، ميكانيكيتها وحيدة الجانب، هنا يضيء لينين على نقد انجلز للمادية الميكانيكية الميتافيزيقية، ويميزه عن النقد الوضعي والهيومي (المثالي) للمادية الميكانيكية الميتافيزيقية، حيث بنقدهم لها وانكارهم لثبات العناصر وخواصها انزلقوا إلى إنكار المادة، إنكار واقعية العالم الفيزيائي، وبإنكارهم الطابع المطلق للقوانين الأساسية انزلقوا إلى إنكار كل سنة موضوعية في الطبيعة، انزلقوا إلى إعلان “قانون الطبيعة اصطلاحاً [مواضعة] صرفاً، ”تحديداً للتوقع“، ”ضرورة منطقية“(…). وبما انهم اصروا على طابع معارفنا التقريبي، النسبي، فقد انزلقوا الى انكار الموضوع المستقل عن المعرفة، والذي تعكسه هذه المعرفة بصورة صادقة تقريباً، بصورة صحيحة نسبياً”. (المصدر نفسه، ص337). في تحديد لينين للمادية الديالكتيكية ومفهوم علاقة الذات بالواقع ووجود الواقع الموضوعي يتضح معنى “ما أسماه لينين المادية الإبستيمولوجية، أعني الإقرار بأن هناك عالماً موضوعياً مستقلاً عن الذاتية الإنسانية أو أي ذاتية أخرى تتخيلها الفلسفة، وأن العلم يسعى الى معرفة بنى هذا العالم وسيروراته وعلاقاته من دون فرض تصور مسبق عنها”. (غصيب هشام، جدل الوعي العلمي إشكالات الإنتاج الاجتماعي للمعرفة، ط 1، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، عمّان الأردن، 1992، ص. 145).
وفي ضوء المنهجية المادية العلمية التي انتقد فيها المثالية وتأويلها للاكتشافات العلمية لنفي الوجود الموضوعي للمادة انتقد لينين سعي ما يسمى “الخط الثالث” للجمع بين المذهب النقدي التجريبي (الامبيريقي) والماركسية، وقد خصص له الفصل السادس من كتابه “المادية والمذهب التجريبي النقدي”، بتأكيده في خاتمته أن تلك المحاولة لا يمكن أن تتم إلّا في حال “الجهل المطبق بصدد ماهية المادية الفلسفية على العموم وبصدد ماهية طريقة ماركس وانجلس الديالكتيكية”(المصدر نفسه، ص. 460).
يتضح في جانب مما تقدم من نقد لينين مسألة فلسفية محورية في نتاجه الفلسفي نُعيد التذكير بها بشكل مكثف وهي مفهوم لينين للعلاقة المادية الديالكتيكية بين المادة والوعي، وتحديده لمفهوم أسبقية المادة على الوعي، والتضاد بينهما، وذلك انطلاقاً من مفهوم العلاقة المادية الديالكتيكية بين الأضداد ووحدتهما، فالتضاد بين المادة والوعي لا ينفصل في وحدتهما حتى وإنْ افترضنا أسبقية المادة على الوعي، لأن الفهم الميكانيكي للتعارض بينهما والقول بالأسبقية الميكانيكية للمادة على الوعي يؤدي إلى الثنائية Dualism الميكانيكية التي انتقدها لينين بتركيزه على العلاقة المادية الديالكتيكية بين المادة والوعي، هنا يكمن عصب نقده للمذاهب المثالية وللمادية الميكانيكية.
فلاديمير لينين صاحب المقولة الشهيرة “لا نظرية ثورية من دون ممارسة سياسية ثورية” وضع الأسس الفلسفية لتلك المقولة – البوصلة والعلاقة المادية الديالكتيكية بينهما، وجعل الفلسفة أداة من أدوات النضال الثوري، في هذه الإضاءَة السريعة على جانب من نتاج لينين الفلسفي، تتضح منهجيته المادية العلمية في كشف ليس الخلفية الأيديولوجية للفلسفة المثالية فقط، بل وإنتاج البديل الثوري النقدي والنقضي لها. ليتحد كل الكادحين بأيدهم وأدمغتهم، على امتداد أرض الإنسان، في النضال ضد النظام الرأسمالي الإمبريالي والاحتلال لتجذير النضال الوطني التحرري المقاوم انطلاقاً من الشعار اللينيني “يا عمال العالم ويا أيتها الشعوب المضطهدة اتحدوا”.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*سكرتير تحرير منصة "تقدم"
منصة "تقدم" – 21 كانون الثاني 2025
*************************************************
يانيس فاروفاكيس: هل انتهت هيمنة الإقطاع الرقمي؟
علي عواد
وسط تسارع التطورات التكنولوجية من حولنا، والصخب الرقمي الذي أحدثه نظام الذكاء الاصطناعي الصيني DeepSeek المجّاني (ما عدا خدمة الشركات)، سعى الاقتصادي اليوناني ــ الأسترالي يانيس فاروفاكيس إلى تحليل الأبعاد الإستراتيجية لهذه القفزة التكنولوجية وتأثيراتها المحتملة في المشهد التقني العالمي، متحدثاً عن تحوّل قد يعيد تشكيل معادلات التقدم في هذا المجال. في هذا المقال، نعدكم بطرح المصطلحات الاقتصادية والرقمية التي قد يجدها بعضكم مملة أو معقدة بأسلوب جذّاب، يثير فضولكم لمتابعة تداعيات ما يحدث في العالم الرقمي على واقعنا الحقيقي.
يانيس فاروفاكيس اقتصادي ماركسي غير تقليدي وشخصية استثنائية بالفعل. في عام 2013، أصدر النسخة الأساسية من كتابه «حديثي مع ابنتي عن الاقتصاد: لمحة موجزة عن تاريخ الرأسمالية»، مقدماً نظرة عميقة حول تاريخ الرأسمالية، متتبعاً أصولها وتطورها من العصور القديمة إلى العصر الحديث، بما في ذلك العيوب والتفاوتات المتأصلة في هذا النظام، موضحاً كيف أسهمت هذه المشكلات في الأزمات الاقتصادية عبر التاريخ. أسلوب الكتاب سلس وبسيط، يشرح الاقتصاد بلغة مفهومة للجميع، بمن في ذلك ابنته زينيا الصغيرة، بعيداً من المصطلحات الاقتصادية الجافة التي يبدو أحياناً أنها صُمّمت لإبقاء المعرفة بعيدة عن متناول الناس.
في كتابه «الإقطاع التكنولوجي: مقتل الرأسمالية» (2023)، قدم فاروفاكيس تحليلاً معمقاً للتحولات التي يشهدها النظام الرأسمالي المعاصر، مشيراً إلى أن العالم يشهد تحولاً جذرياً يتمثل في استبدال رأس المال الإنتاجي التقليدي بـ «رأس المال السحابي» (Cloud Capital). يوضح فاروفاكيس أن هذا الشكل الجديد من رأس المال يختلف جوهرياً عن سابقه؛ فبينما كان رأس المال التقليدي يعتمد على المصانع والآلات كوسائل إنتاج، يعتمد رأس المال السحابي على الخوارزميات التي تستخرج القيمة عبر توجيه وتعديل سلوك مليارات البشر، من دون الحاجة إلى دفع أجور مباشرة.
على سبيل المثال، عندما يستخدم شخص ما منصة مثل فايسبوك أو إنستغرام، فإنه يؤدي عملاً غير مدفوع، حيث ينشر صوراً، ويكتب تعليقات، ويتفاعل مع الإعلانات. كل هذه الأنشطة تنتج بيانات تستغلها الشركات لتحسين خدماتها وتوجيه الإعلانات بشكل أكثر دقة. وهذا يعني أن المستخدمين ـــ من دون أن يدركوا ـــ يعملون لمصلحة هذه الشركات من دون مقابل، وتكون بياناتهم المصدر الحقيقي لقيمتها. وبالتالي، تُعرف هذه الأرباح الناتجة من الرأسمال السحابي بـ«الريع السحابي».
وبكلمات أبسط، «الريع السحابي» يشبه أن يزرع المرء أرضاً لا يملكها، ثم يأتي شخص آخر ليحصد المحصول ويبيعه من دون أن يمنحه شيئاً. وهذا تماماً ما تفعله شركات التكنولوجيا الكبرى. وبهذا، تحولت هذه الشركات إلى «إقطاعيات رقمية»، تعمل الخوارزميات فيها على إدارة الاقتصاد، ليس لمصلحة الناس، بل لتعظيم الأرباح لمالكيها. وهكذا، يرى فاروفاكيس أننا نعيش في ظل «الإقطاع التكنولوجي»، عندما تحلّ الاحتكارات الرقمية محل المنافسة السوقية، ويُستغل العمل غير المدفوع والسيطرة على البيانات كأدوات للهيمنة الاقتصادية.
يعتقد فاروفاكيس أن هذا التحول لم يأتِ من فراغ، بل نتيجة عوامل متعددة، أبرزها خصخصة الإنترنت، التي حولت الفضاء الرقمي من مجال عام إلى سوق مغلق تهيمن عليه شركات قليلة مثل «غوغل» و«أمازون». كما لعبت الأزمة المالية العالمية عام 2008 دوراً محورياً في تعميق هذا الاتجاه، إذ أدى التقشف وانخفاض الاستثمار في الإنتاج إلى تدفق الأموال نحو شركات التكنولوجيا الكبرى، ما جعلها القوة الاقتصادية الأكثر نفوذاً في العالم اليوم.
DeepSeek والإقطاع الرقمي
في يوم تنصيب الرئيس الـ47 للولايات المتحدة الأميركية، دونالد ترامب، في 20 كانون الثاني (يناير) الماضي، طرحت شركة DeepSeek الصينية ميزة جديدة في نظام الذكاء الاصطناعي الخاص بها، المسمى R1، وهي خاصية متقدمة بالغة الأهمية وصل صداها إلى البيت الأبيض. وفي هذا السياق، قدم فاروفاكيس قراءته لما حدث، مشيراً إلى أنّ DeepSeek لم تكتفِ بهز أسس شركات التكنولوجيا الكبرى في الولايات المتحدة، بل أعادت أيضاً صياغة المشهد الجيوسياسي ضمن ما يُعرف بـ«الحرب الباردة الجديدة» بين الولايات المتحدة والصين.
وفقاً لفاروفاكيس، تُعَد شركة OpenAI الأميركية، مالكة ChatGPT، من بين الجهات الأكثر تضرراً من ظهور أنظمة مثل DeepSeek المجاني بالكامل (ما عدا خدمة الشركات) وسطور برمجيته مكشوفة للجميع. وهو يشرح أن «أمازون» تمتلك مساعدها الرقمي Alexa، الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي ويتوفر في معظم المنازل حول العالم. تقدم تقنية Alexa خدماتها مجاناً، وكل ما يحتاجه المستخدم هو شراء أجهزة أمازون التي تدعم هذه التقنية. أما ChatGPT، فهي خدمة مدفوعة تتطلب اشتراكاً مستمراً للوصول إلى النماذج الأحدث، مثل GPT-4o، والتفاعل مع النظام على مدار اليوم.
هذا يعني أنّ OpenAI تعتمد بشكل مباشر على الاشتراكات لتحقيق الإيرادات، أي إنها حولت الـAI إلى سلعة، في حين تتبّع «أمازون» إستراتيجية مختلفة تماماً. وما يجعل الأمر أكثر إثارة هو أن Alexa لا تكتفي بتقديم المساعدة للمستخدمين، بل تجمع بيانات عن سلوكهم واهتماماتهم خلال التفاعلات اليومية، ثم تحللها لتقديم توصيات مخصصة تشجعهم على شراء منتجات من متجر «أمازون»، أي إن الذكاء الاصطناعي في هذه الحالة يعمل لمصلحة المتجر وليس سلعة بحد ذاته. ونتيجة لذلك، فإن نموذج الأعمال هذا يجعل «أمازون» أقل عرضة للمنافسة المباشرة مع أنظمة الذكاء الاصطناعي الأخرى مثل DeepSeek التي تقدم الخدمة بشكل مجاني.
هذا الشكل من «الرأسمالية السحابية» الذي تتبنّاه «أمازون» يدعم ما يُعرف بـ«الإقطاع التكنولوجي» الذي ينظر له فاروفاكيس، وهو بعيد كل البعد عن المنافسة المباشرة التي تواجهها شركات مثل OpenAI أمام لاعبين مثل DeepSeek. مع ذلك، فإن شركات مثل «أمازون» و«أبل» لا تزال في مأمن، نظراً إلى أن نموذج أعمالها يعتمد على تعديل السلوك الاستهلاكي، وليس فقط على بيع الخدمات أو المنتجات. يعتقد فاروفاكيس أن DeepSeek لم يكسر «الإقطاع التكنولوجي» بالكامل، لكنه أحدث تحولاً كبيراً في سوق الذكاء الاصطناعي عبر تقديم خدمات مجانية وخفض كلفة الوصول إلى التكنولوجيا. ويرى أنّ DeepSeek كسر هيمنة الشركات الأميركية على سوق الذكاء الاصطناعي المُحوَّل إلى سلعة (Commodified AI Services)، لكنه لم يؤثر في نظام الإقطاع التكنولوجي الذي يسيطر عليه «رأس المال السحابي». هذا النظام، الذي يقوده عمالقة التكنولوجيا مثل «أمازون» و«ميتا»، يستمر في تعزيز نفسه عبر السيطرة على سلوك المستخدمين وتحويلهم إلى أسواق.
مع ذلك، يرى فاروفاكيس أن نجاح DeepSeek يشكل صفعة قوية لواشنطن ووادي السيليكون، حيث كان الاعتقاد السائد بأن الولايات المتحدة تمتلك تفوقاً لا يُنافس في مجال الذكاء الاصطناعي. إلا أن DeepSeek أثبت إمكانية تطوير تقنيات متقدمة بكلفة أقل وبأساليب أكثر ذكاءً. وقد يؤدي هذا النجاح إلى حالة من القلق في الأوساط السياسية والاقتصادية الأميركية، ولا سيما إذا بدأت شركات صينية أخرى في تقديم تقنيات مماثلة.
في ظل هذه التحولات، يبقى السؤال الأهم: كيف سترد الولايات المتحدة على صعود DeepSeek؟ المواجهة لم تعد تدور حول تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي نفسها، هذا كان من قبل أن تجعلها الصين مفتوحة المصدر لكل الناس، فالمواجهة اليوم هي حول السيطرة على بنية الاقتصاد الرقمي نفسه. وما من شك في أن النجاحات الصينية في هذا المجال ستفرض تحديات غير مسبوقة على صنّاع القرار في واشنطن، ليس فقط في عهد ترامب، بل على مستوى الدولة الأميركية بأكملها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"الأخبار" اللبنانية – 8 آذار 2025
********************************************************
الصفحة الحادية عشر
الجديد في المكتبة
- ملصقات بيروت/ رواية ماجد الخطيب، اصدار اتحاد الادباء والكتاب في العراق.
- الادب والشر/ تأليف جورج بتاي، ترجمة حسين عجة. اصدار: دار سطور- بغداد.
- ذلك العالم الآخر/ نابوكوف ولغز المنفى/ تأليف آذر نفيسي. ترجمة د. علي عبد الأمير صالح. اصدار: دار الجمل.
- غزة: اهناك حياة قبل الموت؟/ عبد اللطيف اللعبي وياسين عدنان. اصدار: دار الرافدين- بغداد.
- الاحتجاجات العراقية/ من جمعة الغضب الى ثورة تشرين- المواجهة المفتوحة مع نظام سياسي مغلق/ علي ثائر، تقديم د. فارس كمال نظمي. اصدار: دار الرافدين- بغداد.
- عن دار المأمون في وزارة الثقافة، صدرت الطبعة الرابعة من كتاب "الجبايش/ دراسة انثروبولوجية لقرية في اهوار العراق" تأليف شاكر مصطفى سليم. كما صدر عن الدار نفسها، العدد الجديد من مجلة "المأمون" ومن ابرز ما نشر في العدد: إشكاليات التسجيلي والتاريخي/ د. نادية هناوي، تفاصي تفصح عن مؤلف "هاملت" ترجمة د. رمضان مهلهل خالد، الفرونسك في الفيلم السينمائي/ عدنان الفضلي، "اسمي احمد" رواية الخطاب الفلسفي، ترجمة رشا حسن، الإرهاب ونعوم تشومسكي/ ج. ميسر الخشاب.
*******************************************************
"تنظيف الماضي".. تنظيف الذاكرة من النسيان مفاتيح العنف والدكتاتورية والفوضى
عبدالستار البيضاني
تنفرد رواية (تنظيف الماضي) للشاعر جليل حيدر، عن الروايات التي كتبها شعراء، بالفصل الصارم ما بين لغة السرد، ولغة الشعر، التي غالبا ما يجد كتاب تلك الروايات صعوبة في تلمس الحدود الفاصلة بينهما، بفعل ما يمكن ان نسميه – اذا جازت لنا التسمية ب (التنافذ)، الذي يحدث عند انتقال الكاتب من جنس إلى آخر ، مع التنويه إلى ان هذا لا يُعد مثلبة على السارد المعروف باشتغاله في هذا الجنس الادبي.
من الناحية الأسلوبية نستطيع القول ان الشاعر تمكن من احداث القطيعة بين جنسين ادبيين خاض غمارهما، وأخلص الانتماء إلى عالم الرواية ، مع انه من الناحية الناحية الفكرية والموضوعات عمّقَ ما تناوله في تجربته الشعرية ، خاصة في ديوانه الشعري المهم (طائر الشاكو ما كو)، في اقل تقدير هذا من ناحية فهمي المتواضع للنص الروائي .
فقد قدم لنا جليل حيدر في ديوان ( طائر الشاكو ماكو) ، صور شعرية مكثفة بمثابة (مانشيتات) لوقائع الألم ، والعنف التي عاشها الشعب العراقي في سنوات القمع، واشاعة الخراب على ايدي الدكتاتوريات بمختلف تسمياتها، وتنوع وجوهها واشكالها، وجاءت روايته ( تنظيف الماضي) لتعطينا تفاصيل تلك ( المانشيتات) بجرأة، وبحساسية الشاعر المفرطة، وخبرة الروائي الذي يستثمر ويوظف كل ماتتيحه له ثقافته، ومعطيات الواقع في بناء شكل روائي ينطوي على اجتهاد كبير، من دون تردد الذي غالبا ما يلازم الانتقال من منطقة مألوفة إلى منطقة جديدة !، حيث نجد صور الواقع مجسدة بعين الروائي، مبتعدا عن الصور الذهنية التي كثيرا ما استدرجت اليها الشعراء الذين كتبوا روايات، ولا أحسب ان بقية الشعراء الذين دخلوا ميدان الرواية لايمتلكون هذه السمات، لكن الانتقال من منطقة مألوفة الى منطقة جديدة تحتاج الى جرأة، ومران، وحرية للتمتع بهذه السمات عند كتابة العمل الروائي.
تنتمي رواية (تنظيف الماضي) إلى نمط سردي يصطلح عليه (نوفيلا)، أي الرواية القصيرة، ولانريد ان ندخل في اشكاليات هذا المصطلح ومدى ثباته، لكن نقول على الرغم من قصر الرواية فانها أمتدت على مساحة زمنية واسعة، من انقلاب شباط عام 1963 حتى سنوات مابعد سقوط الدكتاتورية في العام 2003، مرورا بسنوات المنافي والعودة المتكررة للتاريخ القديم والحديث .
ان استيعاب كل هذه المساحة الزمنية بكل تحولاتها في رواية قصيرة هو ابلغ تعبير عن مهارة الكاتب الذي جعلنا نقرأ النص بوصفه ترنيمة بكاء، أو نواح على أحلام انسان بلاد الرافدين التي دفنتها حفلات العنف السلطوي في ارضه!، لكن ما ان تنتهي سطوة الجلاد حتى تورق هذه الاحلام من جديد لتجد سيف جلاد جديد، او طاغية بزي جديد!. وهذا ( الاستيعاب) وحده يدعونا الى تفحص ادوات وتقنيات الكاتب التي مكنته من ذلك ، فعندما نقول؛ ترانيم لا نعني صياغات لغوية، وإنما وقائع ميدانية وتفاصيل دقيقة في جغرافية محددة، جاءت بروح شهادة عن تجربته شخصية في لحظة مفصلية في تاريخنا الحديث سياسيا واجتماعيا، خاصة تلك الاحداث التي جرت في مناطق (باب الشيخ) و (عكد الأكراد) اثناء وبعد انقلاب 8 شباط، فقد وفرت لنا التفاصيل الصغيرة التي اعتمدها الكاتب فرصة فهم الاحداث الكبيرة بشكل مباشر بعيدا عن تأويلات، وتنظيرات الخطاب السياسي، وأولها الانقلاب الدموي في شباط الاسود، حيث تناول الكاتب مجموعة صغيرة من خمسة اشخاص بسطاء ، اخذوا على عاتقهم الثأر للابرياء، والاطفال، والنساء الذين قضوا على ايدي الحرس القومي، اليد المنفذة للانقلاب ومجازره، بدافع الحفاظ على الشرف الشخصي، والوطني، وليس بدوافع سياسية ايديولوجة صرفة، وهذا لايمنعنا من النظر الى هذا الفعل من زاوية اخرى، زاوية توافق الايديولوجيا مع الشرف الشخصي والوطني، خاصة مع تلميحات إلى الخلفيات الشيوعية لبعضهم.
أخذت هذه المجموعة على عاتقها مهاجمة احد مجاميع الحرس القومي الذين اتخذوا من (مركز شرطة منطقة الخلاني) مقرا لهم، تمكنت من اقتحام المركز، وتقييد عناصر الحرس القومي، واخذ اسلحتهم، وقفل المبنى عليهم والهرب، من دون ان يقتلونهم! - قد تكون هذه بقصدية من الكاتب كي يبعد عن افراد المجموعة صفة الجريمة والقتل، على عكس الانقلابين الذين يختارون القتل ، والتفنن في طريقة القتل!.
لعل ما مكن الكاتب في سرد كل هذه الاحداث المهمة، ومساحتها الزمنية متعددة التضاريس، في نص قصير هو تحليقه الحر في الفضاء السردي وتوظيف كل ما يعزز تفصيلات النص، ورسم اشكال الشخصيات، وهذا ما لاحظناه عند توظيفه (الببلوغرافيا) في تقديم الشخصيات الخمس لاضاءة حياتها من دون استغراق وصفي :
(الاسم : خليل ابو كطوف.
الهوية : كردي فيلي 18 سنة
الميزات: إملعّبْ.
مُنكت، مقنع بالحديث...) ص16
وعندما يريد ان يخبرنا عن مقدار العنف الذي بلغته حياة البلاد، التي تعيش فيها هذه الشخصيات يلجأ الى التاريخ بوصفه ينبوعا انحدر منه الحاضر بكل اشكالاته كما في وصف سجن الحجاج :
(ووُجد في حبسه مائة الف واربعة عشر الف رجل، وعشرون الف أمرأة، منهن عشرة آلاف مخدرة وكان حبس الرجال والنساء في مكان واحد ن ولم يكن في حبسه ظل ولا سقف ....) ص20 .
باعتقادنا ان الذي مكن الكاتب من استيعاب هذه المساحة الزمنية الواسعة، وما حفلت به من احداث، وانعطافات حادة في تاريخ البلاد زمنيا من شباط 1963 حتى هيمنة طغمة الفساد والتخلف على مقاليد الحكم في وقتنا الحاضر، وتنقلها على جغرافيات وبيئات مختلفة ؛ بغداد كردستان، بدرة وجصان، لبنان، السويد التي ركز عليها بشكل ملحوظ كونها اصبحت احدى اهم حواضن الشخصيات الهاربة من جحيم الدكتاتورية ، هو ثراء تجربة الكاتب (مثقف ، سياسي ، منفي..)، لذلك يتحدث بدراية وهو يكشف لنا التناقض في سلوكيات شخصيات المنافي؛ دينيا واخلاقيا وفكريا، وكذلك لجوئه الى تقنية ( البقع الضوئية )، التي انقذت النص من الوقوع في التقريرية، والمباشرة، حيث يعمد احيانا الى ذكر الشخصيات باسمائها الحقيقية. هذه التقنية (البقع الضوئية) اعطته صلاحية مدير الاضاءة وحريته في التنقل بين الاماكن والازمنة بحرية وسهولة، واحيانا باكثر من عدسة في آن واحد، وهذه من ميزات الكاتب في هذا النص ، حيث نجد التذكير بتاريخ العنف في هذه البلاد، فتظهر لنا مثل صورة مائية تشكل خلفية لاحداث ميدانية على مسرح الحياة ، امثلة على ذلك؛ (ما فعله الحجاج في ولايته على العراق)، (هجوم الوهابين على كربلاء)، (بيت السبايا في فترة داعش)... وهذه جميعها تُعد مفاتيح لتاريخ واسع من العنف والدكتاتوية والفوضى التي يبدو ان لا نهاية لها ، وقد يكون اقتباسه لقول بشر الحافي البغدادي الذي نختتم به مقالنا خير ما يعبر عن جوهر هذه الرواية :
(يأتي على الناس زمان تكون فيه الدولة للحمقى ) .
*********************************************
رأي.. لا منقذ سوى المعرفة
كريم غانم
أن المعرفة تتولد بفضل الأسئلة، وإن العقول تتحرر بفضل المعرفة، وإن الإنسان يتحرر بأستخدام عقله، أن اعدل الأشياء قسمةً هو العقل، هكذا افتتح ديكارت كتابه "تأملات في الفلسفة الأولى"، ولكن كل يستخدمهُ بطريقتهُ الخاصة، ومنهم من لايستخدمهُ اطلاقاُ، وربما هذه الفئة هي الأكبر، تتحكم بها الأهواء لا العقول، في هذا الكتاب المكون من ثلاثمائة صفحة، يتوغل ستيفن نادلر في فلسفة الهولندي الخلوق باروخ اسبينوزا، تتغير المفاهيم والتقاليد من إنسان إلى انسان، حيث يستخدم نادلر كل فلسفة اسبينوزا ليحولها الى دروس ومواعظ وإرشادات لحياة هانئة مستقرة لايعتريها القلق والخوف، القلق السلبي وليس الإيجابي بمفهوم هايدكر، ياخذ الإنسان الحر، من هو الإنسان الحر عند اسبينوزا، أن الإنسان الحر هو الذي يتحكم به عقله لا اهواءه، وهذه مهنة شاقة، مثل العربة التي يجرها حصانين واحد ابيض هو العقل والثاني اسود وهو الشهوة، الحصان الأبيض يريد أن يرتفع إلى الأعلى حيث التخلي عن صغائر الأمور وبعض الأشياء التي تزول بسرعة، والحصان الأسود يريد أن يجرك آلى الأسفل، حيث الرذيلة والنفاق وعداوة الآخر، يوضح اسبينوزا بواحد من كتبه، "أن ليس في النفس اي إرادة مطلقة أو حرة بل يتحتم على النفس أن تريد هذا أو ذاك بمقتضى سبب يعينه سبب آخر"، كما يوصينا اسبينوزا بأن التعلق المفرط بالأشياء هو أيضا سبب المعاناة، أن صروف الدهر وهمومه إنما سببها الرئيسي هو الحب المفرط لأشياء تطرأ عليها تحولات كثيرة ويتعذر حيازتهما تماماً. ولا أحد يعتريه القلق أو الحزن لا بشأن موضوع حبه، ولا تنشأ الإهانات والشكوك والعداوات إلا بسبب عشق الاشياء التي لا يستطيع أحد أن يحوزها تمامًا، وحده العقل والمعرفة بأمكانهم أن يخلصنا من الأشياء السامة التي تشل حركتنا نحو التقدم، تؤّي المعرفة والفهم إلى الهدوء والسيطرة على الذات. فالإنسان الفاضل علی نحو عقلي يعرف سلام لنفس الحقيقي. لذلك نعم، الإنسان الحر سعيد، بأصدق معنى للسعادة البشرية، يواصل ستيفن نادلر بتتبعه أهم أفكار اسبينوزا، مثل الفضيلة والحب والكراهية، والطمع والصدق والموت والحياة القويمة، الفضيلة ليس عكسها الرذيلة وإنما العجز لأن الفضيلة قوة، والحب هو من يرتفع بالإنسان، وغياب الكراهية تجاه الآخرين يحرر النفس ويمنحا السلام الداخلي، اما الطمع التشبث بالأشياء التي هي على زوال، هذا هو الجهل بعينه، اما الصدق هو الشجاعة، شاجعة العقل وبصيرته، اما الموت فعلينا أن ننساه اولا نفكر به اصلآ علينا التأمل في الحياة فقط.
************************************************
قصة قصيرة.. كشك الهاتف الفارغ
اسماعيل سكران*
كانت المحطة مزدحمة، جنود وضباط، نساء ورجال الكل على عجلة من أمره، في ذلك الزحام المرتبك وقف علاء بجوار كشك الهاتف الفارغ، ثمة زحام أخر على ذلك الهاتف، خليط بشري غير متجانس كان يقف على مسافة قريبة من كشك الهاتف لكي يحصل على دوره في الاتصال بفتاته التي لم تحضر في موعدها، والقطار يوشك على الرحيل كان يرقب عقارب الساعة بقلق، الرياح الباردة تعبث بمعطفه الاسود وشعره الفاحم، لكنه لم يكن يشعر بها، وقبيل أن يأتي دوره في استخدام كشك الهاتف، رن جهاز هاتفه النقال استخرجه من جيب معطفه..
- علاء أما زلت في المحطة؟
- نعم أنا انتظرك، فالقطار على وشك المغادرة.
ترددت قليلاً ولكنها همست وهي تضحك بعذوبة
- أنا قريبة منك .. انظر خلفك
استدار بقلب مرتجف، قلق، ليجدها واقفة عند الرصيف المقابل، تحمل حقيبة صغيرة وعيناها تلمعان بالشوق والحب، للحظة نسي كل شيء، حقيبة السفر الصغيرة، المسافرين، نداءات المذياع عبر مكبرات الصوت، نسيَ حتى برودة الطقس لقد خشى أن تنهار احلامه التي اسسها في لحظة طائشة، وضع الهاتف في جيب معطفه، عبر المسافة بينهما بخطوات سريعة ومرتجفة وخائفة وحين التقت أعينهما، لم تكن هناك حاجة للكلمات، كانت تلك اللحظة كافية ليعرفا ان الحب لم تكن به حاجة إلى موعد وساعة ومحطة قطار، ان كشك الهاتف يكفي أن ينصب نفسه شاهداً على ذلك. كانت تقف مسمرة على رصيف محطة القطار، تنتظر حسب الموعد ساعة قدوم القطار الذي سيأخذها برفقة حبيبها إلى مدينة شمالية جديدة لتبدأ فصلاً ناعما من حياتها، كانت تشعر بالقلق والتوتر، لكنها كانت متحمسة للمغامرة الجديدة في حياتها الجديدة. كانت تمسك بحقيبتها الوحيدة فيما غادر ذويها محطة القطار بعد أن ودعوها والقوا التحية على خطيبها، كانت تنظر إلى ساعة المحطة وتفكر أن الوقت لم يحن بعد لانطلاق قطارها فكان هو يقف على مسافة قريبة منها بلا حقيبة فقد نسيها لفرط توتره وقلقه وخشيته من عدم حضورها، نظرت إليه ولاحظت انه لا يحمل حقيبة سفر ، كان شعره مبللاً، مدت يدها وهي تحمل منديلها الابيض ومسحته..
- أين حقيبتك ايها العريس؟
ضرب جبهته وقال:
- لقد نسيتها قرب كشك الهاتف.
عندها أطلق قطارهما صفارته، سارع الجميع للصعود، جلسا معاً متلاصقين، وانخرطا معاً في حديث غامض مبهم قال لها:
- أتذكرين أول لقاء لنا.
- أجل انه هنا في محطة القطار
- وتحديداً قرب كشك الهاتف
- تبادلنا معاً أرقام الهواتف
- وبقينا على أتصال دائم
لقد بدأت قصة حب جديدة في محطة قطار في يوم ممطر، وانتهت بعد عام بزواجهما انطلاقاً من محطة القطار نفسها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*قاص وروائي من الكوت.
****************************************
نصان
ياسين غالب*
خوذة رقمية
تأتي إليك، لا تُكلِّف نفسك عناء الذهاب إليها.
الحربُ تصلُك إلى عتبة بيتك، دلفري
هديّة بلا مناسبة.
لاتُرد الهدايا من كاهن الموت.
خائف؟
مِمَّ تخاف؟
المدافعُ تنامُ صدئةً في متاحف مغلقة،
صوتُ الرصاصِ وهو يثقبُك أعماقك و الهواء،
الجراثيم التي تزحف فوق يديك عبر سطوح الحواسيب؟
أزيز الطيور المعدنية القاتلة، تلك التي لا تُرى، ولانعرف أسماءَها ، من بعيد
الدّرون المفخّخ، كالجراد المرقمن
يُغنّي في سماء الدخان.
خائفٌ على ماذا؟
" طز.."
الحربُ قادمةٌ إلى بيتك،
دُلفري،
لا تحتاج أن تطرق بابها،
هي من تعرف الطريق إليك.
وإن لم تلتهمك،
فمن ستلتهم؟
من يملأ معدتها باللظى والدم والحديد؟
من غيركَ أنت؟
من غيري أنا؟
من غيرنا نحنُ؟
مساءٌ مميزٌ للرحيل
سَفَرٌ على سَفَر، وَقَلَقٌ كالعَفَنِ في الجُيوب،
وَحَقيبَةُ ذَاكِرَةٍ فَوقَ أُخرى.
لا يَعودُ النَّهرُ إلى مَسقَطِ رَأسِهِ،
ولا يعودُ شعاعُ شمسٍ للوراء،
كَذَا، لا يَعودُ الغَريبُ إلى مَنزِلِهِ إلَّا غَريبًا.
أيُّ عُذريَّةٍ لِمُهاجِر؟ لا أظن،
أيُّ لُغَةٍ مُتَلعثِمَةٍ بينَ ثَناياهُ ستبقى؟
وأيُّ لَيلٍ لم يأكُلْ مِن كَبِدِهِ مُضغَة؟
لكنَّكَ جِئتَني...
في حُلمٍ أم يقظة؟
جِئتَ بالنُّورِ والهَواء،
مِشاعًا كالحُلم،
مُنعِشًا، هشًّا كغَيمَة،
ومُؤلِمًا كحَجَرٍ في العَين.
ماذا أَردتَ مِنِّي؟
إذا كنتَ قد جِئتَ لِتَرحَل،
فماذا أَتى بخُطاك؟
كيفَ تَرَكتَها على البَابِ ومضيت؟
أيُّها الذي لا يُرَى إلَّا في مَنام،
أو لا يُرَى إلَّا حينَ أَموت.
مرثيَّةٌ لك،
مرثيَّةٌ للوَقت،
مرثيَّةٌ للرَّحيلِ المُؤَجَّلِ كلَّ مرةٍ حتى يَحينَ الوجع،
مرثيَّةٌ للهَوَاءِ الذي يَحتَفِظُ بآخرِ أنفاسِك،
مرثيَّةٌ لآخرِ ضَوءٍ احتَبَسَ في مُقلَتَيك،
مرثيَّةٌ لما لم تَقُل، وضاعَ في حَنجَرَةِ الفَجيعَة،
مرثيَّةٌ لكلِّ هذا...
ولا مرثيَّةَ لي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*اديب عراقي يقيم في هلسنكي
*****************************************************
الصفحة الثانية عشر
في كوبنهاغن عراقيو الدنمارك استذكروا المبدع كوكب حمزة
كوبنهاغن – طريق الشعب
استذكر أبناء الجالية العراقية في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، فنان الشعب الراحل كوكب حمزة في أمسية تأبينية أقامتها المنظمات الديمقراطية العراقية بالتعاون مع عائلة الفقيد، يوم الأحد 6 نيسان الجاري.
الأمسية التي أقيمت في مناسبة مرور عام على رحيل الفنان، حضرها جمهور من أبناء الجالية العراقية وممثلون عن السلك الدبلوماسي العراقي وأحزاب عراقية وعربية وكردستانية.
الفنان المسرحي والتلفزيوني محمد زلال، أدار الأمسية واستهلها بدعوة الحاضرين إلى الوقوف دقيقة صمت في ذكرى الفقيد. ثم استعرض بعضا من سيرته الفنية، وأشار إلى أول ظهور له في التلفزيون العراقي.
بعدها عُرض فيلم عن الفقيد، تضمن لقطات له في مناسبات ومحطات مختلفة في حياته. وهو من إعداد الفنان السينمائي طارق هاشم.
وكانت لمنظمة الحزب الشيوعي العراقي كلمة ألقاها الرفيق علي حسين، وركز فيها على خصال الفقيد الإنسانية وموهبته الفنية وقدرته على التجديد والعبور بالأغنية العراقية إلى مدارات لم تكن معهودة. كما عرّج على مواقفه الثورية والبطولية بتلبيته نداء الحزب في الظروف العصيبة والتحاقه بحركة الأنصار الشيوعيين في جبال كردستان.
فيما ألقى الرفيق عبد الرحمن الخالدي، كلمة باسم رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين، ثمّن فيها مسيرة الفنان كوكب حمزة وإصراره على المواقف الشيوعية البناءة.
وفي سياق الأمسية، أدت "فرقة بابل" الغنائية مجموعة من الأغنيات التي لحّنها الفقيد، مثل "هي يا رصاص وهلا" و"يا نجمة" و"الحاصودة"، وغيرها مما تركه الفنان من إرث غنائي أصيل.
وكان للشعر والنصوص الأدبية وسرد الذكريات حضور لافت. حيث ساهم في ذلك الشاعر نزار ماضي والفنان المسرحي د. فاضل السوداني والكاتب والناقد هاشم مطر والرفيق علي عبد الواحد.
وتلقت الأمسية برقيات تعزية من منظمة الحزب الشيوعي السوري الموحد وتنظيم الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وتنظيم الاتحاد الوطني الكردستاني.
وفي الختام، قدم الفنان الموسيقي كاظم ناصر عزفا منفردا على العود لمقاطع من موسيقى الراحل، مع أغنيتين طالما تغنى بهما العراقيون وغيرهم من العرب، وهما "محطات" و"يا طيور الطايرة".
**********************************************
معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب
دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:
- حكمت شناوه السليم 100 دولار
- جاهده رزوقي 100 دولار
الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.
معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين..العراقيين.
******************************************
يوميات
تضيّف منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتاب، بعد غد الثلاثاء، القاص والروائي عبد الستار البيضاني، ليوقع روايته "نوائح سومر"، مع قراءة يُقدمها الأستاذ جاسم الحلفي.
حفل التوقيع الذي سيديره الشاعر د. حازم الشمري، يبدأ في الساعة 5 مساء على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس.
****************************************************
تأسيس "ملتقى الأنصار" الثقافي في أربيل
أربيل – طريق الشعب
أعلنت رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين عن تأسيس "ملتقى الأنصار" الثقافي في أربيل.
وذكرت في تصريح لـ"طريق الشعب"، أن هذا الملتقى أُسس ليساهم في نشر الوعي الثقافي والمعرفي بشكل عام، وفي التوثيق التاريخي لحركة الأنصار الشيوعيين بشكل خاص، مضيفة أن الملتقى سيضيّف النصيرات والأنصار بمختلف اهتماماتهم، من أجل إلقاء الضوء على تفاصيل التجربة الانصارية لما لعبته من دور كبير ومهم في مرحلة من مراحل تاريخ العراق السياسي.
ولفتت الرابطة إلى أن الملتقى سيضيّف في باكورة نشاطاته، الكاتب النصير يوسف أبو الفوز، ليوقع كتابه "بعيدا عن البنادق" ويتحدث عن الحياة الثقافية في حركة الأنصار، وذلك في الساعة السادسة من مساء غد الاثنين على "قاعة الشهداء" في مقر منظمة كلدوآشور للحزب الشيوعي الكردستاني في عنكاوا.
********************************************
سلام الناس
حامد كعيد الجبوري
مهداة للحزب الشيوعي العراقي بعيده 91
سلام الناس إلكم كبر الظنون
وعلى كد الفرح بعيون الأطفال
على كبر السمه والكاع والكون
على عد الورود وكثر الرمال
على الشالوا وطنهم بين العيون
وحرسوا وحدته الهوره والجبال
على الطشوا فكر طيبه يزرعون
وقدموا للعراق أجيال وأجيال
سلام الناس ع المبدأ يموتون
ويتعنه المنايه أبراحة البال
شيوعيين للصعبه يركبون
يروّض مهرته ويصعدها خيال
يحزّم للفلح ساعة يغبشون
وحاصود السنابل شكبن وشال
يشد جاكوج ليده أويه اليدكون
ويطك اللحام أبحيل عمال
يمد أبساط خوّه لليضيفون
ويكص سجين زنده ويشبع إرجال
أشنظمولك شعر وأشما يكتبون
ما يوفون حكك قيد مثقال
بيضه رايته وحمره تشوفون
من دم الرفاق أبطعنة انصال
لبناتي وأمهاتي ولليهنون
هلهلن يا خواتي بان الهلال
***
يبوا أجروح الجبيره أشما ينوجون
يسد باب العتب ويسامح العال
على كبر العراق وجرحك أيهون
ما هدك جرح وأشما كصه وطال
خلخال السلاسل من يقيدون
ومرجوحه المشانق لعبة أبطال
يكبر بالمنافي أشما يهجرون
ومن نبراس صبره كتبوا أمثال
ما يوكف إباب أويّه اليمدحون
ولا مجد صنم لا صار طبال
يروّيهم عذب كلما يعطشون
ويكرم ميته ويفرح بالوشال
يبو إيد النظيفه أشكد ينهبون
يسلبون الفقير وحملوا إجمال
متهمه الكراسي أشلون متكون
ولا يركض عليها وينسج آمال
البزايز حصته وغيره اليصدرون
لا عارض القسمه ولا شكه الحال
ما تحتاج بيبانك يحرسون
لأن أنت الأبو وكل شعبك إعيال
***
أفك باب العتب وأتعاتب أشلون
وبيك أمن الجروح ألوان وأشكال
النوارس والبلابل ما يغنون
وكفت ع الشجر ممسوخه تمثال
باكوا ضحكة أهلك ما يفرحون
وجثث فوك الجثث من شعبك أتلال
مو ماي الفرات ودجله يجرون
على دم العراق أدمعوهن سال
ترضه للعراق آيبات مرهون
مره للئيم ومره لنذال
يا فحل النخل منك يلكحون
ومن بستان رايك ترسوا إسلال
كليط الكوم من تحجي يسنطون
وتنظرلك أعيون وتكتب إشكال
من نفضة عباته الكل يهابون
وألف أحساب تحسب وجهه لو مال
يبو الغيره الشهم غيرك يحشمون
وتنهضلك أسود وتنتخي أشبال
بشيباتك يبو النخوه يباهون
يباري العيط حيله ويشتل التال
واحد وتسعين عمره إنزفله خاتون
ويخلّف للعراق أشبال ورجال
*******************************************
قف.. مفاضلات بايخة
عبد المنعم الأعسم
مناسبة الكلام عما هو أفضل للعراق والعراقيين: النظام الذي رحل أم النظام الذي حلّ، هو حلول ذكرى سقوط الدكتاتورية واحتلال العراق في التاسع من نيسان 2003 وتشابك الكتابات في موضوع التفضيل. ولولا دخول كتاب مرموقين هذا التشابك لما اضطر كاتب السطور التوقف عند الموضوع، ومناقشة السؤال البايخ: أيّ العهدين أفضل، وايّ منهما وفّر للعراقيين دماءهم والحد الأدنى من احتياجاتهم وكرامتهم.
اقول لا قيمة للمناقشة مع "منتفعين" من العهدين، أو مع أنصارهما، او حتى مع مَنْ لم يكتو بفظاعات أي منهما، ففي الغالب يتحمس الطرفان في المفاضلة ويستخدمان جزئيات من "المحاسن" هنا وهناك في حمية الدفاع والمنافحة، في حين ينزلق الجدل إلى ما هو أكثر تبسيطا وسذاجة: أيهما أفضل نظام الدكتاتورية أم منظومة الخراب والمحاصصة؟ وهي مفاضلة بين سيئين جرّا البلاد إلى مهالك. بين نظام خوّض بالدماء والحروب الكارثية والاستبداد، ومنظومة فسدت ونهبت وفشلت وتسببت في نشر الفتنة الطائفية والاحتراب المجتمعي. ومن زاوية بحثية فإن المفاضلة (الآن) غير موضوعية ولا علمية، بين مرحلتين تختلفان في جنس الخطايا وفي الهيكلية والأدوات وعقيدة الحكم، والأمر الصحيح يتمثل (برأيي) في تقويمٍ مستقلٍ لأوضاع وخطايا كل مرحلة، إذا ما أردنا العبور.. وأخذ العِبَر.
*قالوا:
"قيل للحسن البصري: من هم شر الناس؟ قال: الذي يرى أنه خيرهم".
مستطرف هادي العلوي
**********************************************
في البصرة تأبين البروفيسور طارق العذاري
البصرة - فالح ياسين عبو
أقام "ملتقى جيكور" الثقافي في البصرة ودار الأدب البصري، بالتعاون مع اتحاد الإذاعيين والتلفزيونيين في المحافظة، أخيرا، أمسية استذكار وتأبين للبروفيسور طارق العذاري، حضرتها نخبة من أصدقائه وزملائه.
الأمسية التي أقيمت على "قاعة الشهيد هندال" في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، أدارها الباحث والفنان مجيد عبد الواحد، واستهلها بتقديم السيرة الذاتية للفقيد، والحديث عن تجربته في الإخراج المسرحي، وما قدمه من أعمال كثيرة، مبينا أن العذاري تخرج على يده طلبة عديدون ساهموا في المجال الفني.
بعد ذلك، تحدث عن الفقيد كل من رئيس "مؤسسة النهضة" الثقافية الفنان كاظم صابر، رئيس "ملتقى جيكور" الشاعر والإعلامي عبد السادة البصري، د. مجيد الجبوري، الصحفي والرحالة عبد المنعم الديراوي والروائي ناظم المناصير. وكانت لعائلة الفقيد كلمة ألقاها نجله د. زياد العذاري، وشكر فيها المساهمين في إقامة الأمسية.
في الختام، قدمت عائلة الفقيد شهادات تقدير إلى عبد السادة البصري ومجيد عبد الواحد وعبد المنعم الديراوي.