وكالات
ناقش رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، إلى جانب مسؤولين إسرائيليين آخرين، مع سفير الولايات المتحدة في تركيا، والمبعوث الخاص إلى سورية توم برّاك، وعدد من المسؤولين الأميركيين، أمس الاثنين، عدة ملفات تتعلق بلبنان، وسورية، وغزة، وتركيا، وحتى السعودية، وسط استعراض مزاعم إسرائيلية بشأن بعض التطورات في المنطقة.
ونقلت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية، اليوم الثلاثاء، عن مسؤولين دبلوماسيين لم تسمّهم، قولهم إنه اتُّفق في الاجتماع على إطار لمواصلة الحوار المدني مع لبنان، وهناك توقّع بأن يجري توسيعه قريباً إلى مجالات إضافية، بعد أن عُقد قبل نحو أسبوعين اجتماع أول بين ممثلين إسرائيليين ولبنانيين، وُضعت فيه الأسس لمحادثات لاحقة، تتعلق بمنع تعاظم قوة حزب الله، وكذلك بقضايا مرتبطة بخط الحدود، وعمليات جيش الاحتلال الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية. وناقش لقاء نتنياهو مع برّاك الاتفاق على إطار المحادثات، وعلى المواضيع التي تجب مناقشتها بين إسرائيل ولبنان، ومن بينها التنسيق في مسألة إعادة سكان من جنوب لبنان من قرى وُصفت بأنّها غير مؤيدة لحزب الله، إلى منازلهم.
وبحسب المسؤولين، جرى في الاجتماع تعزيز التنسيق بين إسرائيل والولايات المتحدة في القضايا المتعلقة بسورية ولبنان. وقالوا إن هناك إجماعاً على أن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها بشكل فعّال، أي مهاجمة التنظيمات والمسلحين طالما أنهم يشكلون تهديداً حقيقياً". كما ناقش اللقاء، تشديد التنسيق مع الجيش اللبناني لتمكينه من أداء مهمته في كشف مخازن الأسلحة والذخيرة التابعة لحزب الله في جنوب البلاد. واستعرضت إسرائيل أمام برّاك بيانات ومعلومات، تزعم أن اللبنانيين ليسوا حازمين بما يكفي في هذه المهمة، وأن الجيش الإسرائيلي مضطر بسبب ذلك إلى تنفيذ ضربات ضد مواقع لا ينجح الجيش اللبناني أو لا يرغب في العمل فيها.
إسرائيل: لا يمكن الاعتماد على قوات الأمن السورية
وبشأن سورية، عرضت إسرائيل معلومات تزعم أنه لا يمكن الاعتماد على قوات الأمن السورية. كما زعمت أن أحد عناصر هذه القوات نفّذ هجوماً قُتل فيه جنديان ومواطن أميركي. وبينما تبنّت واشنطن رواية الحكومة في دمشق بأن المنفّذ من تنظيم داعش، زعم المسؤولون الإسرائيليون، أن الأمر لا يتعلق بمهاجم منفرد، وأن القوات السورية مسؤولة عن مجازر ضد الأقليات، ومن بينها الدروز والعلويون. وطلب الممثلون الأميركيون في الاجتماع، بأن يجري تنسيق "النشاطات" الإسرائيلية في سورية، وأن تسمح إسرائيل لقوات الحكومة بفرض النظام. واستهدف هجوم السبت، دورية أميركية سورية مشتركة، قرب مدينة تدمر في قلب البادية السورية، وأدى إلى مقتل عسكريَين اثنين ومدني أميركيين.
التدخّل التركي والتطبيع مع السعودية
كذلك، ناقش المسؤولون الإسرائيليون والأميركيون، في اللقاء نفسه، موضوع تركيا وتدخّلها في مختلف الساحات والجبهات. وأوضحت إسرائيل أن معارضتها القاطعة لدخول قوات تركية إلى قطاع غزة ما زالت قائمة. وبخصوص سورية، طلبت إسرائيل الحفاظ على حرية عملها الجوي في الدولة، فيما يقترح الأميركيون تعزيز التنسيق في هذا السياق، عبر القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، لتجنب الاحتكاك مع الأتراك.
إلى ذلك، نقلت الصحيفة العبرية، قول مسؤول أميركي، لم تسمّه، إن خيبة الأمل في واشنطن من عدم إحراز تقدّم في مسار التطبيع بين إسرائيل والسعودية، وانضمام الأخيرة إلى "اتفاقيات أبراهام"، موجّهة إلى كلا الطرفين، وعليه فإن السعوديين لم يحصلوا نتيجة لذلك على توقيع فوري لصفقة طائرات "إف-35" ولا على مطلبهم بشأن المنشأة النووية. وأشار إلى أن خطوات إسرائيل في الضفة الغربية المحتلة، بشأن إقامة مستوطنات جديدة، وعنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، هي من بين العوامل التي أدت إلى فشل التسوية مع السعودية.
وتابع المسؤول أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يشعر بخيبة أمل، لكنه لا يتراجع، إذ إن انضمام السعودية إلى "اتفاقيات أبراهام"، يُعدّ خطوة مفتاحية للحل الشامل في المنطقة. وأكد المسؤول أيضاً، أن البيت الأبيض ووزارة الخارجية نقلا رسائل تعبّر عن عدم ارتياحهما لاغتيال القيادي في "حماس" رائد سعد، لكنه وصف التقارير حول الموضوع بأنها "مبالغ فيها". وأضاف أن "إسرائيل يحق لها أن تدافع عن نفسها... لكن في الخلفية هناك وقف إطلاق نار وخطوات لإنهاء الحرب، ويجب الحذر من إفشال ذلك. خطة ترامب أعادت جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء، وكادت تعيد أيضاً جميع القتلى، وعلى إسرائيل أن تمنح فرصة لاستكمالها".