اخر الاخبار

العربي الجديد

خلال اليومين الماضيين، تناوب قادة الأحزاب الفائزة في الانتخابات التشريعية العراقية التي أجريت الثلاثاء الماضي، الزيارات والتهاني في أولى محطات بدء الحوارات من أجل تشكيل الحكومة الجديدة التي يودون أن تكتمل قبل انقضاء الحكومة الحالية برئاسة محمد شياع السوداني، في 8 يناير/ كانون الثاني المقبل. وجرى تبادل الزيارات في إطار التوصل إلى اتفاقات مبدئية في سبيل تشكيل الكتلة الكبرى التي من المفترض أن تُشكّل الحكومة، لكن اللافت أن اللقاءات استثنت الفائز الأول في الانتخابات وهو رئيس الحكومة، في مؤشر اعتبره مراقبون أنه إعلان شبه صريح برفض منح السوداني ولاية ثانية.

على إثر ذلك، جرت اجتماعات عدة، من ضمنها لقاءات جمعت رئيس مجلس القضاء القاضي فائق زيدان، برئيس جهاز المخابرات حميد الشطري، وجرى التشديد، وفق بيان رسمي، على "ترسيخ مبدأ سيادة القانون والحفاظ على المنجز الديمقراطي الذي تحقق للعراق في انتخابات مجلس النواب الأخيرة". كذلك التقى الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري، مع زعيم حركة "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، فيما اجتمع أيضاً الخزعلي مع زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، وأكدا ضرورة الإسراع بتشكيل الحكومة المقبلة. والتقى الخزعلي زعيم تيار "الحكمة" عمار الحكيم، فيما أجرى زعيم تحالف "الأساس" محسن المندلاوي لقاءً مع نوري المالكي.

هذه الاجتماعات، وصفها قيادي في تحالف "الإطار التنسيقي"، بأنها "اللبنة الأساسية لتشكيل الحكومة الجديدة"، معتبراً في حديثٍ مع "العربي الجديد"، أن "القوى السياسية والأحزاب الفائزة بالانتخابات تريد التوصل إلى تفاهمات مبدئية بشأن الاستحقاقات الانتخابية، وهي الفرص في الحصول على المناصب وفق الأوزان البرلمانية". وأكمل القيادي، قائلاً إن "الاجتماعات الأخيرة التي ستستمر خلال الفترة المقبلة، اجتماعات "إطارية"، بمعنى أنها ستكون بين أطراف تحالف الإطار التنسيقي فقط، ولا يبدو أن السوداني سيكون على رأس الفريق الذي سيُشكل الحكومة". ووفق مصادر سياسية، فإن القناعة في عدم تجديد الثقة لمحمد شياع السوداني لولاية ثانية تسود أطراف التنسيقي.

 

منصب رئاسة البرلمان

أما على صعيد الأحزاب السنية، فإن الخلافات التي تتكرر على منصب رئاسة البرلمان، لا تبدو أنها ستكون سهلة، خصوصاً بين حزب "تقدم"، بزعامة محمد الحلبوسي، وتحالف "عزم"، بزعامة مثنى السامرائي. لكن معظم الإشارات تفيد بأن حزب "تقدم" سيحصل على منصب رئيس البرلمان، لكونه الفائز الأول على مستوى القوى السنية، لكن طروحات زعيم الحزب محمد الحلبوسي، في أنهم يريدون منصب رئيس الجمهورية الذي من المفترض أن يكون لصالح الأحزاب الكردية، وفق عرف المحاصصة، قد تعقد حسم ملفي رئاسة الجمهورية والبرلمان أيضاً. 

وفي ما يتعلق بمنصب رئيس الوزراء العراقي، فقد لفت علي الفريجي، عضو ائتلاف "الأساس"، الذي يتزعمه نائب رئيس البرلمان الحالي محسن المندلاوي، وينضوي ضمن "الإطار التنسيقي"، إلى أن "الأحزاب الشيعية وتحالف الإطار التنسيقي بشكلٍ عام، لن يُجدد الثقة بالولاية الثانية للسوداني، وهذا الأمر قد حُسم"، مستكملاً حديثه مع "العربي الجديد"، بأن "تحالف الإطار وبقية الأحزاب تفكر باستبدال السوداني، بشخصية أخرى تكون على قدر حل المشكلات والأزمات الاقتصادية، وأن هذا التوجه ناتج من المتغيرات الإقليمية بالإضافة إلى الضغط السياسي".