فرانس24/ أ ف ب/ رويترز
"منطقة قتال خطيرة"، ذلك ما أعلنه الجيش الإسرائيلي الجمعة بخصوص مدينة غزة في وقت يستعد للسيطرة على كبرى مدن القطاع بعد نحو عامين على اندلاع الحرب.
وجاء في بيان نشره المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية أفيخاي أدرعي على "إكس" "ابتداء من اليوم (الجمعة) في تمام الساعة 10:00 (07:00 ت غ) لا تشمل حالة الهدنة التكتيكية المحلية والمؤقتة للأنشطة العسكرية منطقة مدينة غزة والتي ستعتبر منطقة قتال خطيرة"، وذلك في إشارة إلى الهدنة التي تطبق في مناطق محددة يوميا لتسهيل توزيع المساعدات.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه بدأ العمليات التمهيدية والمراحل الأولية للهجوم على مدينة غزة، مضيفا أنه يعمل حاليا بقوة كبيرة على مشارف المدينة.
الجيش الإسرائيلي يعلن استعادة رفات رهينتين من غزة
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الجمعة إنه تمت استعادة جثة الرهينة إيلان فايس من قطاع غزة. وأضاف في بيان أنه تم أيضا انتشال جثة شخص آخر، لم تُعلن هويته بعد.
وزير المال الإسرائيلي يدعو إلى ضم غزة إذا رفضت حماس نزع سلاحها
وفي غياب أي منفذ في الأفق للخروج من هذه الحرب، دعا وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموطريتش الحكومة الخميس إلى البدء بضم مناطق من قطاع غزة إذا استمرت حركة حماس في رفض نزع سلاحها.
وخلال مؤتمر صحافي في القدس، قدم الوزير اليميني المتطرف الذي يعارض بشدة أي اتفاق مع حماس لإنهاء الحرب الدائرة في القطاع منذ نحو عامين، خطته لـ"الانتصار في غزة بحلول نهاية العام".
وبموجب مقترح سموطريتش، سيوجه إنذار نهائي إلى حماس لتسليم أسلحتها والتخلي عنها، وإطلاق سراح الرهائن الذين لا يزالون محتجزين في غزة منذ هجوم الحركة في تشرين الأول/أكتوبر 2023 والذي أشعل فتيل الحرب.
وقال سموطريتش إنه في حال رفضت حماس، يجب على إسرائيل ضم جزء من القطاع كل أسبوع لمدة أربعة أسابيع، مما يجعل معظم قطاع غزة تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة.
وخلال تلك الفترة، سيُطلب من الفلسطينيين الانتقال إلى جنوب غزة، ومن ثم ستفرض إسرائيل حصارا على شمال ووسط القطاع لهزيمة أي مقاتلين متبقين من حماس. وأضاف "يمكن تحقيق ذلك في ثلاثة إلى أربعة أشهر". وطلب وزير المال من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو "اعتماد هذه الخطة كاملة وفورا".
حماس تندد
من جهتها، نددت حماس بهذا الاقتراح وقالت في بيان إنه "إقرار صريح بمشروع التهجير القسري والتطهير العرقي ضد شعبنا، ودليل دامغ لإدانة الاحتلال أمام محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية، انطلاقا من توافر النية لدى قادة الاحتلال الفاشي لارتكاب جريمة الإبادة".
ويعد سموطريتش واحدا من عدة أعضاء يمينيين متطرفين في الائتلاف الحاكم في إسرائيل أبدوا دعمهم لإعادة إقامة المستوطنات في قطاع غزة، الذي انسحبت منه إسرائيل عام 2005.
ويُعتبر الوزير اليميني مؤيدا شديدا لحركة الاستيطان، ويعيش هو نفسه في مستوطنة في الضفة الغربية المحتلة.
وأقرت إسرائيل الأسبوع الماضي مشروعا استيطانيا شرق القدس من شأنه فصل شمال الضفة الغربية المحتلة عن جنوبها رغم تحذير المجتمع الدولي من أنه سيقوض فرص إقامة دولة فلسطينية متصلة مستقبلا. وقال سموطريتش إن هذا المشروع المسمى E1 يهدف إلى "دفن فكرة الدولة الفلسطينية".
مساعدات غذائية إضافية لكن غير كافية
وفي ظل تزايد تدهور الوضع الغذائي في القطاع، قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي مكين الخميس إن مساعدات غذائية إضافية تصل إلى قطاع غزة، لكنها لا تزال غير كافية بالمرة لمنع انتشار الجوع.
وأضافت مكين في مقابلة مع رويترز عبر رابط فيديو من القدس "تدخل كميات إضافية من الغذاء. نسير في الاتجاه الصحيح... لكنها لا تكفي للقيام بما يتعين علينا فعله لضمان ألا يعاني السكان من سوء التغذية والتضور جوعا".
وذكرت أن البرنامج قادر الآن على توصيل حوالي 100 شاحنة مساعدات يوميا إلى غزة، لكن هذا العدد لا يزال أقل بكثير من 600 شاحنة كانت تدخل إلى القطاع يوميا خلال وقف إطلاق النار الذي انتهى في منتصف مارس/ آذار.
وقالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق التابعة للجيش الإسرائيلي والتي تشرف على تدفق المساعدات إلى القطاع في بيان مشترك مع الجيش إن أكثر من 300 شاحنة مساعدات إنسانية تدخل إلى قطاع غزة يوميا، وأغلبها تحمل أغذية.
وقال التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو مرصد عالمي لمراقبة الجوع، في تقرير أصدره الجمعة الماضية إن نحو 514 ألف شخص، أي ما يقرب من ربع سكان القطاع، يواجهون حاليا ظروف المجاعة في مدينة غزة والمناطق المحيطة بها.
ورفضت إسرائيل مرارا هذه النتائج ووصفتها بأنها مغلوطة ومنحازة لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس.