اخر الاخبار

بحضور عدد من أبناء الجالية العراقية، ضيّفت رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين في ستوكهولم وشمالي السويد بالتعاون مع "مؤسسة سنسوس"، أخيرا، الفنان عباس نجم في أمسية ثقافية حملت عنوان "رحلة مع الأغنية العراقية.. تنوعها ومراحل تطورها".

الأمسية التي أدارها الرفيق سعد شاهين، استهلها نجم بالحديث عن الموسيقى وتاريخها وتطورها في الشرق الأوسط. وألقى الضوء على بدايات. إذ ذكر أن الموسيقى العراقية قبل تأسيس الدولة، تأثرت بموسيقى تركيا وإيران. في حين تأثرت موسيقى تَينَك الدولتين بالموسيقى الأذربيجانية.

وأوضح أن الموسيقى العراقية ولّدت أشكالا غنائية كلاسيكية، كالمقام، الذي يتشابه في الشكل مع المقامات المُغناة في الدول المجاورة. ثم قدم نماذج تطبيقية يُقارب فيها بين الموسيقى العراقية والموسيقى الأذربيجانية.

وتحدث نجم عن العوامل الداخلية التي أثرت في الأغنية العراقية. وأشار إلى ان هناك نشوءا للأغنية في كل منطقة وقرية، وان كل رقعة جغرافية في البلد لها أطوار وألوان غنائية خاصة بها، ما خلق تنوعا كبيرا في الغناء بموازاة تنوع الطيف الاجتماعي. 

وعرّج على الموسيقى والغناء خلال الاحتلال الفارسي والتركي. وذكر أن كل احتلال كان يعمل على طمر ما قبله من ثقافات وفنون وتأسيس أخرى بديلة. فيما تحدث عن المقام العراقي من الناحية التاريخية. واستذكر رموزه مثل محمد القبانجي الذي كان له دور كبير في تأسيس الأغنية البغدادية التلقائية والبسيطة. كما أشار إلى الدور الريادي للملا عثمان الموصلّي في الموسيقى العراقية.

بعدها تحدث عن الموسيقى والغناء بعد تأسيس الدولة، مستذكرا أبرز المطربات في فترة الثلاثينيات والاربعينيات. 

وأشار إلى أنه في فترة ما بعد تأسيس الدولة، برز محمد القبانجي والأخوان صالح وداود الكويتي، وقدموا نماذج من الغناء البغدادي، منوّها إلى أن صالح الكويتي هو الذي صنع الأغنية البغدادية الجديدة، وأضاف مقدمات موسيقية وغيّر طريقة التعبير وركز على تعدد المقامات والإيقاعات في الأغنية الواحدة. ولفت نجم إلى أن الدولة في تلك الفترة أولت اهتماما أكاديميا بالفن، وأنشأت مدارس متخصصة، ما ساعد في بروز جيل فني أكاديمي، وبالتالي ساهم في الانفتاح الثقافي والتبادل الفني مع بعض الدول العربية.

وفي السياق، تحدث الضيف عن تأثير الاضطرابات السياسية في المشهد الموسيقي، لا سيما منذ عام 1963. كذلك تحدث عن خصوصية الحزن في الأغنية العراقية. بينما توقف عند فترة السبعينيات. حيث نشأ جيل موسيغنائي واعٍ، مشيرا إلى تأثير المدرسة المصرية على الموسيقى العراقية.

ومرّ نجم على واقع الأغنية العراقية في فترة الحرب، وما أصابها شأن الفنون الأخرى، من تراجع. حيث انتشرت الأغنية التعبوية وأغنيات الحرب، وغابت العاطفة والوجدان وساد الحزن.

ثمّ عرّج على الأغنية العراقية فترة التسعينيات، وما شابها من انحطاط بفعل هيمنة النظام المباد على مفاصل الثقافة والفن. كما تحدث عن الأغنية في مرحلة ما بعد 2003.

وفي الختام، جرى تكريم الفنان عباس نجم بباقات ورد.