اخر الاخبار
أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، رفضها القاطع لقرار مجلس الأمن بشأن قطاع غزة، واعتبرته محاولة لفرض وصاية عبر ما يسمّى "مجلس السلام" الذي منح صلاحيات حكم انتقالية وسيادية تعيد إنتاج الاحتلال بصيغة جديدة، وتهمّش الدور الفلسطيني وتنزع المرجعية عن الأمم المتحدة.

ولاية أممية واضحة

وقالت الجبهة، في بيان، إن "القرار يربط انسحاب الاحتلال ووقف الحرب بشروط الاحتلال نفسه، ويقيّد الإعمار والمساعدات بإرادته، ويعمّق الفصل بين الضفة والقطاع، ويستهدف دور الأونروا ومسؤوليتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين، آخر مظاهر الالتزام الدولي تجاه قضيتهم.
وشددت الجبهة على، أن "أي صيغة تتجاهل الإرادة الوطنية أو تمنح الاحتلال أو الولايات المتحدة سلطة تقرير مصير القطاع هي غير ملزمة لشعبنا وغير قابلة للتطبيق، وأن إدارة غزة يجب أن تكون فلسطينية خالصة، وأي قوة دولية ينبغي أن تكون بولاية أممية واضحة ومهمتها الحصرية حماية المدنيين والفصل وتأمين الممرات الإنسانية.
ورفضت الجبهة البنود المتعلقة بنزع السلاح، فيما أدانت وصف المقاومة بالإرهاب، معتبرة ذلك تفريغاً للحق المشروع للشعب في الدفاع عن نفسه، وتحويل القوة الدولية من حماية وفصل إلى قوة هجومية تمنح الاحتلال غطاءً لاستمرار سياساته.

غطاء لاستئناف العدوان

وحذرت من أن "إبقاء القرار بلا تعديلات وضمانات ملزمة يوفّر للاحتلال غطاءً لاستئناف عدوانه بوسائل جديدة، فيما دعت الوسطاء والضامنين إلى التحرك العاجل لمنع استغلاله والقفز فوق حقوق شعبنا في التحرر وتقرير المصير.
واشارت الى ان "الشعب الذي قدّم التضحيات المتواصلة لن يقبل بأي صيغة تنتقص من سيادته، وسيواصل نضاله حتى انتزاع حريته كاملة فوق أرضه".

انتقادات حادة للاتحاد الأوروبي

في الاثناء، حذرت الأمم المتحدة من أن 96 في المائة من سكان قطاع غزة يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي، وقالت إن هناك حاجة ملحة لزيادة المساعدات للقطاع من أجل الوصول إلى المجوعين قبل فوات الأوان، في وقت، وجهت المقررة الأممية المعنية بحقوق الإنسان في فلسطين فرانشيسكا ألبانيز، انتقادات حادة للاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والإبادة الجماعية في غزة.
وأفاد مسؤولون في الأمم المتحدة أن الأمطار والفيضانات والبرد القارس خلال الأيام الماضية زادت من تفاقم الوضع بالقطاع، وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر، إن "الفلسطينيين في غزة يعانون من البرد بعد هطول الأمطار الأخيرة، ويزداد الإحباط مع ارتفاع منسوب الفيضانات وتدمير ما تبقى لهم من ممتلكات شحيحة".
وأشار فليتشر، إلى أن الأمم المتحدة وشركاءها يتحركون لتقديم المساعدة، لكن الحاجة أكبر بكثير، داعيا إلى "رفع القيود المتبقية بشكل عاجل لإيصال المزيد من المساعدات".

فقر 100 في المائة!

وفي السياق، أشارت بيانات البنك الدولي إلى أن نسبة الفقر في القطاع اقتربت من 100في المائة، مع وصول نسبة البطالة في القطاع إلى أكثر من 80في المائة.
ويبلغ عدد النازحين في قطاع غزة، وفقا لتقديرات المكتب الإعلامي الحكومي، 1.5 مليون فلسطيني، ويعيشون واقعا مأساويا بسبب انعدام مقومات الحياة وصعوبة الوصول إلى مستلزمات أساسية ونقص تقديم الخدمات الحيوية بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي.
أمر خطير للغاية
وجهت المقررة الأممية المعنية بحقوق الإنسان في فلسطين فرانشيسكا ألبانيز، انتقادات حادة للاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء، جاء ذلك في تصريحات صحفية أمام مدخل البرلمان الأوروبي في بروكسل، أكدت فيه ألبانيز أن الاتحاد الأوروبي أصبح غطاء للدول الأعضاء لعدم الوفاء بالتزاماتها الدولية بشأن قضية غزة وفلسطين.
وقالت: "إن استمرار عدم تعليق اتفاقية التجارة (مع إسرائيل) أمر خطير للغاية، وخاصة أنه نتيجة معارضة ألمانيا وإيطاليا".
وتطرقت ألبانيز إلى تجارة الأسلحة المستمرة بين دول الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، وقالت: "من الخطير جداً أن تستمر الدول الأوروبية في إرسال الأسلحة إلى إسرائيل، وشراء الأسلحة من إسرائيل، وإجراء الأبحاث العلمية من خلال برنامج هورايزون، لذا فإن المسألة لا تتمثل في أن الاتحاد الأوروبي لا يبذل جهداً كافياً؛ بل إن الاتحاد الأوروبي، من خلال الدول الأعضاء وسياساته، يساهم في تدمير فلسطين".

أعمال عنف موثقة

وردا على سؤال حول حل الدولتين، قالت ألبانيز: "أعتقد أن أي نقاش سياسي حول حل الدولتين أو الدولة الواحدة لا طائل منه في الوقت الراهن، فلو أرادت الدول السلام حقًا لاهتمت بموت الناس المستمر في غزة والضفة الغربية، فهناك تطهير عرقي في الضفة الغربية يكاد يكون غير مسبوق منذ ثمانين عامًا وبعنف غير مسبوق".
وذكرت أن أعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون الإسرائيليون موثقة منذ 30 عامًا.
وأضافت: "80 بالمئة من الفلسطينيين في غزة المتبقين، أي 1.9 مليون نسمة، غارقون في المياه ولم يبق شيء وليس لديهم منازل، فهل كان من الضروري تدمير كل شيء لإشباع رغبة إسرائيل في الانتقام؟ أشعر بالخجل من كوني جزءًا من أوروبا التي تُعبّر عن نفسها بهذه الطريقة وتريد الجلوس على طاولة المفاوضات بجشع ومثل النسر. حقًا يجب أن يخجلوا".

 غير متناسبة مع القانون الدولي

وبشأن خطة الرئيس الأمريكي لغزة، أشارت ألبانيز إلى أن هذه الخطة غير متناسبة مع القانون الدولي.
وفي إجابتها على سؤال عما إذا كانت العقوبات الأمريكية قد أثرت على حياتها، قالت ألبانيز: "ليس بقدر العذاب الذي يلحقونه بالفلسطينيين، لكن الأمر يؤثر أكثر من أي شيء يمكنكم تخيله".
وفي التاسع من تشرين الثاني الجاري، أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إدراج ألبانيز على قائمة العقوبات لجهودها لدفع المحكمة الجنائية الدولية إلى اتخاذ إجراءات ضد الولايات المتحدة وإسرائيل.
وفي اليوم التالي، أدانت لجنة الإجراءات الخاصة التابعة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشدة، قرار الولايات المتحدة بفرض عقوبات على ألبانيز.