اخر الاخبار

الحضور الجميل

اهلاً وسهلاً بكم في مهرجان (الامل بالشباب)، نعم كان هذا عنوان مهرجان طريق الشعب بنسخته الرابعة، حين كنا نخطط لإقامته في مثل هذه الأيام من عام 2019. ولكن توقف التحضير للمهرجان في حينه نظرا للفعل السياسي الكبير الذي انغمرت فيه انتفاضتنا، انتفاضة تشرين التي سعت للتغيير. وان اختيار هذا العنوان (الامل بالشباب) جاء اساساً قبل الانتفاضة، اثناء الحراك الشبابي والفعاليات المطلبية التي نظمت في الأشهر التي سبقتها.

وفي ذلك الوقت، كان فقيدنا الراحل الباقي معنا إبراهيم الخياط، يترأس اللجنة التحضيرية للمهرجان في نسخه السابقة.

واذا قد كان لنا الحديث هنا عن فقيدنا الخياط، فاننا في الحقيقة لا نجد من الكلام ما يوازي الانجاز الذي قدمه لنا ولحزبه وجريدته «طريق الشعب»، ويكفي ان نقول انه باق معنا ما حيينا.

واليوم جاء اختيارنا عبارة (مع الشعب.. نحو التغيير الشامل) شعارا لمهرجاننا هذا، مكملاً لشعار (الامل بالشباب). فالشباب هم من يصنعون التغيير وهم من يجسدون الأمل بالتغيير. وذلك بانتفاضتهم التي ساهمت فيها جريدتنا ووسائل اعلامنا الاخرى، بالموقف وبالكلمة. والشباب هم من نعوّل عليهم  ومن سنبقى معهم.

الحضور الكريم

تمر هذه الأيام ذكرى انتفاضتنا العظيمة، ولا تزال مطالبها ماثلة، وأبرزها مطلب محاسبة القتلة وداعميهم، ومطلب فتح ملفات الفساد الصغيرة والكبيرة، والتغيير الشامل نحو الدولة المدنية الديمقراطية.. دولة العدالة الاجتماعية. وسنبقى نسعى الى ذلك حتى إزاحة منظومة المحاصصة.

وتمر بلادنا اليوم بمرحلة معقدة وخطيرة، خصوصاً بالارتباط بما حصل في انتخابات 2021 التي كان يراد لها ان تضعنا في بداية طريق التغيير. لكن قوى المحاصصة والفساد بذلت اقصى ما تستطيع لتخريب هذا التوجه المشروع، متشبثة بهيمنتها على السلطة وما توفر لها من جاه وحصانة ومن ثروات طائلة تنهبها من أموال شعبنا العراقي وممتلكاته.

وقد تشكلت الحكومة الجديدة اخيرا وبعد مرور سنة كاملة على اجراء الانتخابات، وأظهر هذا التأخر الشديد بوضوح عجز القوى المتنفذة عن تقديم بديل حقيقي للعملية السياسية القائمة، يمكن ان يخدم مصالح شعبنا المكتوي بنار ازماتهم.

ولم تتشكل هذه الحكومة بصيغة تختلف عن المتبع سابقا، بل جاءت امتدادا للمشروع الفاشل نفسه، مشروع المحاصصة الطائفية المقيتة.

لهذا لا نأمل منها سوى التمهيد لإجراء انتخابات مبكرة جديدة، حرة ونزيهة، بعيداً عن قهر السلاح المنفلت الذي أصبح رقماً صعباً في المعادلة السياسية، ولن تتمكن  أية حكومة تقوم على نهج المحاصصة من القضاء عليه. ما يؤكد ضرورة الإطاحة بسلطة المحاصصة، والآتيان بالبديل المدني الديمقراطي الذي يبني دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية.

اعزائي

نختتم اليوم مهرجاننا لنباشر فوراً التحضير للنسخة الجديدة من المهرجان. وسوف نلتقيكم بعد عام من الآن، وكلنا امل بكم وبالشباب. وخلال ذلك سندرس تجربة مهرجاننا المنتهي هذا وندققها، ونعمل على معالجة ما وقع فيها من نواقص، معتذرين عن أي تقصير وقعنا فيه في تنظيم وادارة هذا الكرنفال البهيج والواسع، بإمكاناتنا البسيطة المتواضعة.

وفي الختام

اسمحوا لي ان اعبر عن شكرنا واعتزازنا للكثيرين من المساهمين معنا والداعمين والعاملين بجد ومسؤولية وإخلاص طيلة الفترة الماضية، من اجل تأمين النجاح للمهرجان.

ونخص منهم بالذكر زميلنا العزيز فلاح الخطاط، الذي بذل كل جهد مثلما في دورات المهرجان السابقة، لتلبية طلباتنا من التصاميم المختلفة ولانجاز لوكو المهرجان وملصقه، وغير ذلك من المهمات، متطوعاً كريما على الدوام.

ومنهم كذلك الفنان المبدع طه وهيب، الذي انجزالعمل النحتي الجميل باسم «قاريء الجريدة»، الذي سنقدمه ابتداء بمهرجاننا هذا للفائزين بجوائزه السنوية الثلاث. وهو ما سيمكننا متابعته في نهاية حفلنا هذا.

شكر خاص لشبكة الاعلام العراقي التي اعانتنا في طباعة الملصق والمطوية وورقيات المهرجان الاخرى التي وزعت عليكم خلال هذين اليومين.

والشكر للقوات الأمنية التي سهرت خلال اليومين على حماية المهرجان، ولدائرة بلدية الكرادة على تقديمها مختلف التسهيلات.

وشكر خاص، الى العزيزة عفيفة ثابت ام دريد التي اشتغلت بجد وصمت وتفان رغم وضعها الصحي الصعب، والتي أفردنا لها خيمة خاصة لجمع التبرعات لبناء مقر حزبنا الجديد – بيت الشعب، الذي نبقى ننتظر المزيد من دعمكم للمباشرة بانشائه.

والامتنان اخيرا للجنة التحضيرية المهرجان وللرفاق الشغيلة الذين عملوا بصورة مدهشة، وبدون تعب او ملل.

شكرا لكم جميعا والى اللقاء في مهرجان «طريق الشعب» الثامن 2023.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  • كلمة اختتام فعاليات مهرجان «طريق الشعب» القاها الرفيق حسين النجار عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي