اخر الاخبار

اربع سنوات انقضت أمس الاول الثلاثاء، على آخر لقاء لنا جميعا في هذا الفضاء النواسي الرحب، في مهرجان «طريق الشعب» السادس. أربع سنوات بالتمام.

اولاها انتهت وأهل العراق، بضمنهم أهل هذا المهرجان وجمهوره العريض، منغمرون في صنع تاريخهم، وإبداع انتفاضتهم التشرينية العظيمة، التي شقت طريق الخلاص من طاعون المحاصصة والفساد وكوارثهما.

وفي السنوات الثلاث المتبقيات خيّم علينا في هذه البلاد، اسوة بالعالم كله، ليل كورونا الثقيل الخانق، وما ترتّب عليه وتبعه من ذيول، حتى لم يبق متنفس لمهرجاننا وما يماثله من تجليات الحياة السويّة.

واليوم، ونحن نعود لنستأنف مسيرة المهرجان، ونباشر الفعاليات المتنوعة لدورته السابعة، نستذكر لحظات اطلاقنا اول دوراته قبل تسعة أعوام، وما عبّرنا عنه يومها، من رغبة في استثماره لاقامة علاقة مباشرة راسخة مع قرائنا واصدقائنا، ومن تطلع الى جعله لاحقا، مهرجانا لصحفنا جميعا، لصحافتنا العراقية ووسائل الاعلام كافة.

وبغض النظر عما تحقق من تلك الرغبة وذاك التطلع، بفضل دورات المهرجان الست السابقة، وهو في كل الاحوال ليس مما يستهان به، فان شعورا بالسرور يغمرنا ونحن نرى اليوم تعلقَ جمهور المهرجان به، واقبالَه على فعالياته المتنوعة، وكأنه يواصل معايشة حدث فارقه البارحة، وليس قبل اربع سنين.

زملاءنا الصحفيين والاعلاميين

الأحبة جميعا

اسمحوا لي ان أرحب بكم في مهرجاننا السابع هذا، باسم اسرة «طريق الشعب»، وان اعبر عن توقنا الى دوام التواصل والتعاون والعمل المشترك، لما فيه خير المهنة وخير الوطن، وكي ننهض بأدائنا الاعلامي وبدورنا الوطني في المجتمع على حد سواء. وثمة امامنا اليوم كما ترون، الكثيرَ مما يتوجب القيامُ به على كلا الصعيدين المهني والوطني.

فحين نتوجه بانظارنا الى واقع العمل الاعلامي، نجد ان ما كان يؤرقنا ونحن نفتتح مهرجاننا الاول قبل تسع سنوات، هو عينه الذي نواجهه اليوم ونصطدم به. ونخص بالذكر قبل كل شيء قضية احترام حرية التعبير، ومسألة الحق في الوصول الى المعلومة، وتشريع القوانين الخاصة بهما.

لذلك عدنا اليوم، بعد سويعات من تدشين مهرجاننا صباحا، وفي ثاني ندواته، الى موضوع حرية التعبير مثلا، والحق الدستوري في ممارستها، وامكانيات ذلك على ارض الواقع.

وما نقوله في الشأن المهني يصح عند معاينة التطورات على المستوى الوطني، بل واكثر. فواقع حياة شعبنا تردى كثيرا خلال هذه السنوات، ومطالبه الوطنية المعلنة تكرارا، واوضحها في غمار انتفاضة تشرين المجيدة، ازدادت شدة وإلحاحا. لاسيما في الشهور والاسابيع الاخيرة، مع الاصرار على اعتماد نهج المحاصصة في الحكم، وخروج الفساد المستشري الى العلن، سافرا صارخا في «سرقة القرن»ً، وفي عمليات السطو الهائل على النفط بمشاركة مسؤولين وموظفين امنيين وتنفيذيين كبار. ومع استمرار تحدي السلاح المنفلت، وتفاقم المعاناة المعيشية والحياتية لملايين العراقيين، الناجمة عن تعطيل الاقتصاد، والاهمال المريع للخدمات، والتدهور العام للادارة ، واشتداد عجز اجهزة ومؤسسات الدولة عن اداء واجباتها. فضلا عن تآكل مشروعية مجلس النواب، وتراجع مكانته في أعين ابناء الشعب. وغير ذلك الكثير.

ومن هنا نشأ هذا التطلع الشعبي الى التغيير، وبرزت وتبرز ضرورة التغيير وأهميته ومشروعيته. ومن هنا كذلك اهتمام مهرجاننا الفائق بقضية التغيير، واعتماده اياها شعارا له «مع الشعب .. نحو التغيير الشامل».

وليس هذا وحسب، فالندوة العامة الكبرى في المهرجان بعد ظهر غد الجمعة، التي سيرد فيها سكرتير حزبنا الرفيق رائد فهمي على اسئلة الاعلامي المعروف حسام الحاج، سيكون موضوعها مشروع التغيير وآفاقه وتحدياته. بل وستسبقها ندوة حول دور الاعلام في عملية التغيير، يشارك فيها عدد من الاخوة الاعلاميين المعروفين.

الاخوات والاخوة

الحضور الكرام

ولا يستوي الحديث عن التغيير الشامل من دون العودة الى انتفاضة تشرين، خاصة ونحن نستذكرها وامجادها هذه الايام. فمن مآثر هذه الانتفاضة العظيمة انها طرحت مطلب التغيير بأبلغ واقوى الصور، وعمدته بالدم الزكي الدافق، وبالتضحيات الكبرى للمئات من ابطالها الميامين.

لهذا كرس مهرجاننا ندوته الثالثة اليوم، والتي انتهت قبيل افتتاح حفلنا هذا، للانتفاضة المجيدة في ذكراها الثالثة، وبمساهمة مشاركين مرموقين فيها ، وفي توثيق وقائعها ، واستخلاص دروسها.

والى جانب هذا وذاك واصل المهرجان السير على خطى الدورات السابقة، في الاهتمام بالواقع الراهن لصحافتنا ومشكلاتها، وخصص ندوته الاولى هذا اليوم لموضوع «الصحافة الورقية والصحافة الالكترونية بين الحاضر والمستقبل» وهو ما شارك في مناقشته عدد من الزملاء الصحفيين المتمرسين.

ورغم ان المهرجان ليس مجرد ندوات ومداولات وحوارات، كما قد يبدو للوهلة الاولى في ضوء كلمتنا هذه، بل ويحفل بالنشاطات والفعاليات المنوعة الاخرى، الاعلامية والفنية والثقافية والترفيهية وغيرها، التي تحتضنها ارضه الطيبة منذ الصباح حتى اول المساء في يوميه كليهما .. رغم ذلك يبقى ضروريا التذكير بموعد الندوة الاولى في برنامج يوم غد الجمعة، والخاصة بشخصية المهرجان: الصحفي والمناضل المخضرم الراحل عبد الرزاق الصافي. فهي ستبدأ في الساعة الحادية عشرة صباحا في خيمة الندوات، وسيتحدث فيها ويساهم صحفيون ومثقفون معروفون، ممن عايشوا الفقيد وعرفوه عن كثب.

ضيوفنا المحترمين

اصدقاءنا ورفاقنا

لقد طاب لنا اليوم ، وسيسعدنا غدا ايضا ، ان نرحب بالكثير من الوجوه العزيزة، الثقافية والاكاديمية والاعلامية والاجتماعية، ومن الشخصيات الوطنية والديمقراطية المدنية، وبضمنها النسوية والعمالية والشبابية والطلابية والفلاحية التي كرمت مهرجاننا بحضورها، وبمشاركة الكثير منها في فعالياته المختلفة، الحوارية منها في الندوات والجلسات النقاشية، والثقافية - الفنية عبر الشعر والغناء والموسيقى والرسم، والترفيهية المتنوعة.

وبجانب هؤلاء الاعزة جميعا نرحب من القلب برفاقنا واصدقائنا الاوفياء، وفي صدارتهم القادمون من محافظات العراق البعيدة والقريبة، من اقليم كردستان ومن البصرة والنجف والناصرية والانبار وواسط وكربلاء والموصل وميسان وكركوك وبابل وديالى وغيرها، والذين كانوا يحرصون دائما على الحضور والاسهام بشتى الاشكال في مهرجاننا وفي فعالياته، ويضفون الحيوية والبهجة على اجواء يوميه القصيرين.

نكرر الشكر لكم جميعا، ايها الاحبة، على لطف مشاركتكم في هذا الحدث السنوي الكبير لجريدتنا ولصحافتنا العراقية.

وكل سنة ونحن واياكم على موعد مع مهرجان “طريق الشعب”

والسلام عليكم

ــــــــــــــــــــــــــــــ

  • كلمة افتتاح مهرجان «طريق الشعب» السابع قرأها رئيس تحرير الجريدة الرفيق مفيد الجزائري