اخر الاخبار

استطلعت “طريق الشعب” على مدار يومي مهرجانها الذي أقامته وسط بغداد، رأي العديد من الشخصيات الذين زاروه وشاركوا بأشكال متعددة في الفعاليات التي حفل بها.

وأكد المتحدثون أن العراق الذي يعاني من تجهيل ممنهج ومصاعب كثيرة لا حصر لها، بحاجة ماسة إلى هكذا مهرجانات تثقيفية وتنويرية إضافة إلى كونها مهتمة أساسا بالصحافة والإعلام والعاملين في هذا الحقل الواسع على اختلاف تسمياتهم ومؤسساتهم.

مهرجان للفرح والإبداع

يقول الشاعر يحيى السماوي، أن هذا المهرجان الذي اطلقته “طريق الشعب” وثبتته ليكون مناسبة سنوية، هو مهرجان للفرح والمسرات والجميع سعداء به وبفعالياته.

ويعبر السماوي عن مشاعره في ظل الأجواء الاحتفالية والثقافية بالقول: إن حضوري إلى هذا المهرجان جعلني أعشق نفسي بشكل أكبر لأنني شيوعي. لقد عشت عيدا حقيقيا، وأن أهمية هذا المهرجان لا تنحصر بما اقام من فعاليات فقط، بل بالدرس الذي قدمه إلى الصحافة كونه ممولا ذاتيا ومدعوما بحب الناس وسمعة الحزب الشيوعي وجريدته التي أوجدته.

ويرى الشاعر أن المهرجان وعلى مدار محطاته السبع حتى الان قدم نموذجا ممتازا للفعل السياسي المرتبط بشكل مباشر بمصالح الشعب، وكان إطاره العام يدور فعلا ضمن هذه الحدود الوطنية.

مهرجان للعائلات أيضا

الشاعرة سمرقند الجابري، ترى أن أجواء المهرجان لم تقتصر على المثقفين والشعراء والصحفيين والمهتمين، وانه كان مصدر جذب للعائلات التي حضرت بشكل لافت ومميز وهو علامة فارقة للنسخة الأخيرة رغم تواجد العائلات في النسخ السابقة. المهرجان الأخير استقطب عددا كبيراً جدا.

وعن مضامين المهرجان والعروض التي قدمها، رأى الناس الرسم والطفولة وجلسات إلقاء الشعر والندوات الأدبية المميزة والكثير من الفعاليات الهامة، وكلها تمثل أفعالا ثقافية يفتقدها المجتمع، وكاد يتناساها لو لم نر مبادرات مثل مهرجان طريق الشعب وغيره تحاول أن تكون على النقيض من الخراب الحالي. هكذا تصف الجابري أجواء المهرجان، وتزيد بالقول إن مثل هذه الفعاليات هي بمثابة هزة إلى المجتمع الذي يعاني ما يعانيه.

وعن عدد الحضور، فالشاعرة تؤكد أنه كان كبيرا واستقطب الكثير من الناس. حتى رجال الشرطة والمرور المتواجدين حول المهرجان يرحبون بالضيوف الحاضرين “ومنهم من حدثني في الشارع قبل وصولي وقالوا لي هنالك مهرجان للصحفيين وفيه فعاليات كثيرة”. يمكنني القول إن مهرجان جريدتكم أصبح صوتا للمناطق السكنية المجاورة له أيضا. والأمر الآخر المهم، أن عقد هذا المهرجان وبهذه الطريقة والفعاليات، أراه تكريما مباشرا لكل الذين عملوا في جريدتكم في السابق تحت ظروف صعبة وقاسية وخلال تحديات فرضتها الأنظمة الدكتاتورية.

فعالية وطنية وتقدمية

وعن طبيعة المهرجان وفعالياته، يشير الدبلوماسي الدكتور حكمت داود إلى أنها ذات طابع “وطني وتقدمي”.

ويقول داود إن مهرجان الطريق دائما ما يجمع أطياف الشعب المتنوعة، ويرفع شعار العراق للجميع، فهو بلد قدم تضحيات كبيرة على مر التاريخ للوصول إلى مرحلة تليق به وبشعبه.

ويرى داود أن مهرجان طريق الشعب لا يمر إلا عبر هؤلاء الناس الحاضرين فيه ومن مثلهم في أماكن كثيرة، فهم متنورون ومثقفون ومحبون للوطن وللحياة عموما. نحن نعيش في ظل ظروف صعبة وحكومة لم تتوضح ملامحها لغاية الآن ونرجو أن تكون هذه الفعاليات ورقة ضغط من أجل تحسين الوضع السياسي. هذه التظاهرة الثقافية والصحفية ورغم إمكانياتها المالية البسيطة قوبلت بحماسة كبيرة وهنالك شباب صغار قدموا وشاركوا لأنهم يرون مبادئ وقيم انتفاضة تشرين تتجسد بهذا المحفل.

حضور شبابي ونسائي

وشهد المهرجان حضورا شبابيا ونسائيا بارزا قد يكون هو الاكبر بين النسخ السابقة له. بينما كانت الأجواء رائعة ولم يؤثر هطول الأمطار عليه بل زاد من جمالية الفعاليات وخصوصا فقرات الغناء والشعر والموسيقى على المنصة الرئيسية.

ويقول الطالب في معهد الفنون الجميلة يوسف أحمد، إن الكثير من زملائه وجدهم عن طريق الصدفة داخل المهرجان وكانت مناسبة جميلة أن يعيشوا أجواء الموسيقى والفنون والاخرى على الهواء الطلق.

ويعتقد أحمد أن مهرجان الطريق أصبح ثقافة سنوية عامة اعتاد عليها العراقيون وهي فرصة لنشر الوعي والتنوير لأن يومي المهرجان لم يكونا للغناء فقط، بل كانت هنالك فعاليات ثقافية وفكرية حضرنا بعضها لأول مرة واستمعنا إلى ندوات مهمة تحدث فيها أساتذة ومثقفون.

أما صابرين محمد فتشير إلى أن الحضور النسوي كان بارزا وهو أكثر من المرات السابقة. وأن نجاح صحيفة سياسية باستقطاب هذا العدد من النساء والفئات الشابة يدلل على نجاحها وتأثيرها وصدق محتواها الذي تقدمه، فلو كانت دعوات من جهات أخرى متنفذة، لما رأينا هذا الحضور النسوي والعائلي.