اخر الاخبار

أعلنت وزارة الإعمار والإسكان والبلديات العامة، مؤخرا، خروج 2000 مجمع مائي عن الخدمة، وقالت أن أزمة شحّ المياه وراء هذه القضية. وأشار مراقبون إلى أن هذه الأرقام متوقعة لأن الكثير من الأهوار جفت وهنالك نقص حاد في حصص العراق المائية، الأمر الذي أدى إلى دق ناقوس الخطر، لكنه بلا أي استجابة من قبل صناع القرار والمسؤولين.

تحذير رسمي

قال مدير عام مديرية الماء في وزارة الإسكان، نجم الحيالي: إن “أزمة شح المياه أثرت بشكل سلبي على جانبين، الأول قلة المياه إذ خرج 2000 مجمع ماء عن الخدمة خلال موسم الصيف بسبب أزمة المياه في بغداد والفرات الأوسط والمحافظات الجنوبية، بما لا يقل عن 100 مشروع نتيجة انخفاض مناسيب المياه في الأنهر والقنوات والروافد”.

ولفت الحيالي في تصريح صحفي تابعته “طريق الشعب”، إلى أن “أزمة شح المياه أثرت أيضاً على نوعية المياه، حيث إن قلة كمية المياه تقلل جودتها ونوعيتها، إذ تكثر فيها الأمراض والجراثيم لركودها وكثرة الطحالب فيها، وهو ما يؤثر ابتداءً من ممصات السحب والأكثر تأثراً أحواض الترسيب، لأن المياه النظيفة القادمة من المحافظات الشمالية نينوى وصلاح الدين عند وضعها في أحواض الترسيب ومن ثم إلى فلاتر التعقيم لا يكلف ذلك شيئا، لكن في الجنوب ووسط البلاد ونتيجة شح المياه فالكمية قلت، وبالتالي النوعية انخفضت”.

وتابع: “لدينا مواصفات للمياه الجيدة والتي تبدأ بالتصفية والتعقيم، ويكلف ذلك (الشب، الكلور، والوقت)، ففي مدينة الناصرية على سبيل المثال نحتاج وقتاً وكلفة أكثر من مدينة الموصل الواقعة في بداية الأنهر والسبب أن شح المياه أثر على رداءة النوعية، إضافة إلى أن المياه تكون معرضة للبكتيريا وأن المديرية لا تستطيع زيادة كمية الكلور لأن وزارة الصحة ترفض ذلك كون زيادته تسبب أمراضاً مثل السرطان وتهدد حياة الأطفال وكبار السن بعد مرور سنتين، وبالتالي الكمية التي يتم وضعها لا تعقم الجراثيم الموجودة”، لافتا الى ان “المواسم المقبلة قد نكون فيها معرضين لمشكلة بيئية على مستوى المياه”.

جفت وتوقفت

من جانبه، قال الناشط البيئي في محافظة ذي قار، أمير عبد الله، أن العديد من مناسيب المياه في الأنهر التي تغذي المجمعات المائية جفت وتوقفت في مناطق متفرقة داخل المحافظة.

وأوضح عبد الله لـ”طريق الشعب”، أن “خروج هذه المجمعات المائية عن العمل هو بسبب انخفاض مناسيب الأنهر والجفاف المتواصل. وهذا الأمر يحدث في مناطق واسعة أبرزها أقضية الإصلاح وقلعة سكر ومشاريع ناظم البدعة بسبب عدم وجود الماء”.

وفي الأثناء، قررت وزارة الهجرة والمهجرين، إرسال لجان خاصة لتقييم الأوضاع الإنسانية للعوائل المتضررة من أزمة التصحر في البلاد، فيما أصدرت عدة توجيهات لمعالجة الأزمة.

ناقوس الخطر

من جانبه، أوضح عضو منظمة حماة دجلة، نصير باقر، أن هذه الأرقام المتداولة بشأن المجمعات المالية هي أرقام متوقعة رغم خطورتها، وهي تحدث في مناطق الأهوار لأن الجفاف ونقص الحصص المائية بدأ بالتأثير الفعلي على البلاد.

وقال باقر لـ”طريق الشعب”، أن “العراقيين أمام أزمة وجود حقيقية وأن الأسباب معروفة وجرى الحديث كثيرا عن الإخفاق في إدارة ملف المياه. إن هذه الأرقام ما هي إلا بداية تؤشر على أن ناقوس الخطر دق ليضعنا أمام بداية استفحال أزمة الجفاف كما أن عطش البلد يتزايد ونحن استهلكنا قرابة 70 في المائة من المخزون المائي المتبقي”، مضيفا “نحن أمام خطر العطش، والأمن الغذائي أصبح مهددا بشكل مباشر بعد تأثر أمننا المائي بما يجري”.

وأكد أنه “لا حل لهذه الأزمة سوى بتدويل ملف المياه والتعامل مع إيران وتركيا من منطلق المصلحة الوطنية حتى وأن اقتضى الأمر قطع العلاقات معهم أو مقاطعة التبادل التجاري معهم والضغط بالجانب الاقتصادي. للأسف الشديد كل ما يجري هو خارج تفكير صنّاع القرار ولا توجد أي استجابة حقيقية لما يجري من مخاطر جسيمة تهدد البلد ومستقبله”.