اخر الاخبار

(1)

حول التحديات المعقدة التي تواجهها حكومة محمد شياع السوداني، نشر موقع المونيتور مقالاً أشار فيه الى أن المنهاج الحكومي للوزارة الجديدة لا يُظهر إختلافاً واضحاً عن السياسات العامة، التي كان قد تبناها سلفه الكاظمي في منهاج وزارته قبل عامين، رغم النقد الشديد الذي وجهوه لسياسات الكاظمي الخاصة بالعلاقات الخارجية والتعاون الإقليمي والدولي.

وأشار الموقع الى تمتع حكومة السوداني بغطاء برلماني واسع، يفترض أن يكون مفيداً له، لولا المخاوف الواقعية من التأثيرات السلبية المعتادة لنهج المحاصصة والذي شُكلت على ضوئه الحكومة. وذكر بأن المنهاج الحكومي قد أكد في أهم نقطة فيه على إجراء انتخابات مبكرة في غضون عام وتعديل قانون الانتخابات النيابية خلال ثلاثة أشهر، مما يعني قصر عمر الحكومة، وسعيها لأخراج البلاد من حالة اللا توازن، إثر إنسحاب التيار الصدري من العملية السياسية. واستدرك كاتب المقال القول بأن التحدي الأكبر سيكمن في كيفية تعديل قانون الانتخابات، لاسيما في فقرتي «توزيع الدوائر» و «آلية عّد الأصوات»، الى جانب إختيار «مفوضية الانتخابات»، غير المرضي عنها من قبل المهيمنين على مجلس النواب اليوم.

وبصدد بناء أدوات فعالة لمحاربة الفساد خلال فترة أقصاها 90 يوماً، حسب ما ورد في المنهاج الحكومي، أكد المقال على إضطرار رئيس الحكومة الى الدخول في مواجهات شديدة القسوة، ربما حتى ضد بعض من مؤيديه، مما يثير التساؤل حول ما إذا كان السوداني مستعدأ حقاً لخوض هذه المواجهة، لاسيما وأن سلفه كان قد أطلق نفس الوعود وشكل لجنة خاصة بهذا الشأن، أحرزت بعض التقدم قبل أن تؤدي ضغوط واسعة الى حلها.

وأشار الموقع الى التحديات التي ستواجه مهمة توفير فرص عمل للشباب، في ظل واقع إقتصادي يتسم بالتخلف والتعقيد، وتغول للدولة كرّب عمل مع مساهمة ضئيلة للغاية من القطاع الخاص، وغياب لأية إصلاحات تحتاجها البلاد. وكانت حكومة الكاظمي قد تبنت برنامجاً إصلاحياً سمّته (الورقة البيضاء)، سعى الى الخصخصة الشاملة وتشجيع الاستثمارات الأجنبية وإصلاح الإدارة وزيادة إيرادات الدولة من خلال الضرائب، قبل أن تفشل في تطبيقه وسط معارضة قوية من الأحزاب النافذة. ولهذا فإن قيام الحكومة الجديدة بمواصلة تنفيذ الورقة البيضاء سيفقدها تأييد بعض حلفائها، كما أن المشاكل الاقتصادية التي يواجهها العراق ستتعقد، بما في ذلك إحتمال فقدان دعم المنظمات المالية الدولية مثل البنك الدولي، إذا ما إختارت الحكومة إستثمار الوفرة المالية في توفير فرص عمل للشباب في القطاع الحكومي.

ويعتقد كاتب المقال بأن تأمين الكمية اللازمة من الكهرباء خلال صيف 2023، يشكل التحدي الأكبر لحكومة السوداني، في ظل الإعتماد على استيراد الغاز الإيراني ومعارضة التعاون مع دول الخليج في الحصول على الكهرباء.

وأخيراً، فإن علاقات العراق بإيران ستشهد تحسنا كبيراً في ظل الحكومة الجديدة، فيما تكون المحافظة على التطور الذي شهدته علاقات العراق مع الدول العربية خلال حكم الكاظمي، موضع تساؤل كبير.

(2)

وعلى موقع (منتدى فكرة) التابع للمعهد الأمريكي لسياسات الشرق الأدنى، نُشر مقال حول ذات الموضوع أشار كاتبه الى أن اختيار القيادات السياسية في العراق، يتم وفق عرف سياسي مبنّي على محاصصة طائفية وأثنية، حيث يكون رئيس الحكومة شيعياً ورئيس الجمهورية كردياً ورئيس البرلمان سنياً، فيما توزع الوزرات بناءً على عدد المقاعد البرلمانية التي يشغلها الشيعة والسنة والأكراد وتمنح الأقليات والنساء بعض الوزارات الأقل أهمية كوزارة حقوق الإنسان أو المرأة أو البيئة. ويتم التركيز على تأمين وزراء في هذه المناصب قادرين على ترسيخ حكم المتنفذين، دون إعارة إهتمام كاف بالشعب وبحل المشاكل المستعصية في القطاعات الرئيسية او في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية الخطيرة التي تعيشها البلاد والتي يعتقد بإستمرارها خلال العام المقبل.

وحول التحديات التي تواجه الحكومة الجديدة، حدد المقال قضية البطالة، مشيراً الى وجود 6 مليون عاطل في البلاد، حسب مصدر نقابية عراقية، وهو أعلى معدل بطالة في تاريخ العراق. وهناك أيضاً تحدي الصحة، حيث يعاني هذا القطاع من نقص في الكوادر والمعدات والأدوية، لاسيما مع هجرة العقول العراقية، ومنها الأطباء، جراء إهمال الحكومة لهم ولمجال عملهم كما أكد وزير الصحة الأسبق علاء العلوان.

إن نهوض وزارات الصحة والشؤون الاجتماعية والتعليم والكهرباء والإسكان والإعمار وغيرها بمهامها بإبداع، سيساهم بدرجة كبيرة في تحسين الحياة في العراق، حسب المقال، لأن هذه الوزارات هي من يمتلك مفتاح النجاح في ظل استمرار البطالة الشديدة وندرة الغذاء والمياه وفشل البنية التحتية ونقص الرعاية الصحية وغير ذلك من المشاكل التي تعترض تحقيق الرفاهية للعراقيين. غير أن تنافس القوى السياسية على الوزارات «السيادية» كالداخلية والخارجية والدفاع والمالية، وعلى أولويات هذه الوزارات وميزانيتها، وليس على الوزارات الخدمية وعلى ما تستطيع تقديمه للنهوض بالبلاد، يبعث على شعور بالخيبة لدى الناس.