اخر الاخبار

شارك الحزب الشيوعي العراقي في أعمال اللقاء العالمي الـ ٢٢ للأحزاب الشيوعية والعمالية الذي عقد في العاصمة الكوبية هافانا في الفترة ٢٧ إلى ٢٩ تشرين الأول الجاري، وحضره ممثلو 77 حزبا من ٦٠ بلدا في أرجاء العالم.

وألقى الرفيق سلم علي، عضو اللجنة المركزية ومسؤول العلاقات الخارجية، كلمة الحزب في جلسة اللقاء العالمي عصر الجمعة الماضي.

ونقلت الكلمة أحر تحيات الشيوعيين العراقيين وتمنياتهم لأعمال اللقاء بالنجاح. كما عبّرت عن التقدير العالي للحزب الشيوعي الكوبي الشقيق لاستضافته اللقاء العالمي، وجددت التضامن مع الشعب والشيوعيين الكوبيين “في نضالهم البطولي ضد الحصار الإجرامي الذي تفرضه الولايات المتحدة منذ اكثر من ٦٠ عاما. ونضم صوتنا إلى الحملة العالمية المطالبة بالرفع الفوري لهذا الحصار وإنهاء كل الإجراءات العقابية الشنيعة التي تستهدف كوبا وثورتها”.

وتناولت الكلمة “الوضع العالمي المضطرب” الذي يعقد في ظله اللقاء، “بما يشوبه من توترات حادة ونزاعات مسلحة وحروب، شملت أوربا. وهو ما أدى إلى تهديد خطير للسلم العالمي والبشرية وتحديات جسيمة هي الأخطر منذ الحرب العالمية الثانية ونهاية الحرب الباردة”.

وعرضت الكلمة موقف الحزب الشيوعي العراقي المعلن من الحرب المستمرة بين روسيا الاتحادية وأوكرانيا، “وشجب اللجوء إلى خيار الحرب وفي الوقت نفسه إدانة أعمال الاستفزاز والتصعيد وتوسع حلف الاطلسي شرقا” والمساعي لتطويق روسيا عسكريا من قبل الولايات المتحدة والدول الأعضاء في الحلف، بهدف “فرض هيمنتها وسيطرتها على العالم ودوله وشعوبه وموارده، وإعادته إلى أجواء الحرب الباردة وسباق التسلح”. كما أكدت مجددا إدانة هذه الحرب “والمطالبة بوقفها فورا واللجوء إلى التفاوض برعاية الأمم المتحدة للتوصل إلى تسوية سلمية تضمن مصالح كل الأطراف وحق كل الشعوب في العيش بأمان وسلام، بعيدا عن فظاعات الحروب وشرورها”.

اللقاءات العالمية

وأشارت الكلمة إلى أن انعقاد هذا اللقاء العالمي الـ٢٢ “وإصرار الأحزاب الشيوعية والعمالية على استئناف لقاءاتها السنوية يؤكد على أهميتها الحيوية كمنبر لتبادل الأفكار والتجارب ولتطوير العمل المشترك”.

واضافت: “لكن هذا يتطلب بإلحاح معالجة النواقص التي لا يزال هذا المنبر يواجهها”، وأن هناك حاجة إلى “مراجعة عميقة، بالاستناد الى تحليل نقدي للخبرة المتراكمة، لصيغة ومحتوى اللقاءات العالمية بهدف استعادة حيويتها وتوفير فضاء لأحزابنا من أجل مناقشة وحل التباينات في وجهات النظر والمواقف في أجواء رفاقية”.

الوضع في العراق

وتضمنت الكلمة موقف الشيوعيين العراقيين من تطورات الأوضاع في البلاد، وبالأخص منذ المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب في تشرين الثاني ٢٠٢١ الذي عقد تحت شعار “التغيير الشامل: دولة مدنية ديمقراطية وعدالة اجتماعية”. وأوضحت أن “العراق يشهد تعمق الأزمة البنيوية الشاملة التي يكمن السبب الرئيسي لها في نهج ومنظومة الحكم القائمة على المحاصصة الطائفية والاثنية التي فرضت إثر الحرب والغزو والاحتلال الأمريكي للعراق وسقوط دكتاتورية صدام في ٢٠٠٣”.

وعرضت الكلمة مستجدات الوضع منذ “الانتخابات المبكرة” في تشرين الأول ٢٠٢١ “وما أعقبها من احتدام الصراع بين القوى المتنفذة ما أدى إلى استعصاء سياسي”.

وأضافت أنه “مع تعاظم الغضب الشعبي وتنامي الاحتجاجات، توصلت الكتل الحاكمة إلى صفقة لانتخاب رئيس جديد تمهيدا لتشكيل حكومة جديدة. لكن مثل هذه الحكومة، التي أنتجها برلمان يفتقر إلى الشرعية التمثيلية (إذ قاطع ما يقرب من ٨٠ بالمئة من الناخبين الانتخابات قبل عام) لن تؤدي إلا إلى إدامة النظام المفلس سياسيا”.

ولفتت الكلمة إلى “تعمق الفجوة بين الأغنياء والفقراء مع استمرار تفشي الفساد وغياب العدالة الاجتماعية” ما أدى إلى “تصاعد الحركة الاحتجاجية”.

وأشارت إلى خروج عشرات آلاف المتظاهرين في بغداد ومحافظات عدة في الأول من أكتوبر لإحياء الذكرى الثالثة لانتفاضة تشرين، “ورفعوا مجددا المطالب العادلة بالكشف عن قتلة أكثر من ٨٠٠ من المحتجين السلميين في الانتفاضة وتقديمهم إلى العدالة. كما طالبوا بحل الميليشيات المسلحة وضمان استقلال القضاء”.

نضال القوى الديمقراطية من أجل التغيير

وتطرقت الكلمة إلى جهود الحزب الشيوعي المتواصلة “لتجميع القوى الديمقراطية وتحقيق وحدة عملها بهدف تغيير ميزان القوى”. وأشارت إلى انعقاد مؤتمر كبير في بغداد في ١٥ تشرين الأول ضمن المساعي لتشكيل مظلة أو جبهة باسم “قوى التغيير الديمقراطية”. وأن “رؤيتها للتغيير تتضمن إنهاء منظومة الحكم الفاسدة وبناء عراق مدني ديمقراطي مزدهر يقوم على مبدأ المواطنة والعدالة الاجتماعية”.

التدخلات الخارجية

واضافت “ان هذا البديل وحده هو الذي يضمن استعادة العراق لسيادته الوطنية وإنهاء التدخلات الخارجية في شؤونه الداخلية، سواء من الولايات المتحدة وحلفائها أم القوى الإقليمية. أن التصعيد الأخير للاعتداءات العسكرية التركية والإيرانية على مناطق في إقليم كردستان العراق هو دليل إضافي على هذه التدخلات الخارجية المستمرة”.

واختتمت الكلمة بالتعبير عن “التقدير العالي للتضامن الأممي والدعم الذي قدمته العديد من الأحزاب الشقيقة لشعبنا وللشيوعيين والديمقراطيين العراقيين في نضالهم العادل”.

وأكدت مجددا عزم الحزب الشيوعي العراقي على تعزيز العلاقات مع الأحزاب الشقيقة “ومع كل قوى السلام والتقدم في العالم، في النضال المشترك من أجل السلام والحرية والديمقراطية والتقدم الاجتماعي والاشتراكية”.

اختتام اللقاء العالمي

والقى الرئيس الكوبي والسكرتير الأول للحزب الشيوعي الرفيق ميغيل دياز كانيل كلمة في الجلسة الختامية للقاء العالمي عصر السبت الماضي 29 تشرين الاول/أكتوبر 2022 في مركز المؤتمرات في هافانا.

وأكد الاجتماع التضامن الثابت مع كوبا وشعبها والمطالبة برفع الحصار الجائر والإجرامي الذي تفرضه الولايات المتحدة عليها منذ 60 عاما.

ويشار إلى أن اللقاء العالمي أقر “إعلانا سياسيا” و”خطة التحرك” للفترة المقبلة. وستنشر “طريق الشعب” في عددها القادم، يوم الأحد، عرضا لهاتين الوثيقتين.