اخر الاخبار

كتبت الصحفية والخبيرة الإنمائية آشلي ويلان، مقالاً لصالح معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أشارت فيه الى إنه وبعد أكثر من عام من الحوارات المكثفة، نجحت قوى مدنية عراقية فعالة في حراك تشرين من الإتفاق على تشكيل تجمع سياسي بأسم (قوى التغيير الديمقراطية)، وذلك في المؤتمر الذي عقدته في 15 تشرين الأول الجاري، وحضرته أكثر من 1000 شخصية عراقية.

وأشارت الى أن التجمع يضم ثمانية أحزاب سياسية، ويعتبر خط شروع لقيام معارضة جادة، تمنح المحبطين من إداء الطبقة الحاكمة، أملاً في المستقبل. وتعد توجهات الأحزاب المشاركة، وهي “البيت الوطني” و”البيت العراقي” و”الحزب الشيوعي العراقي” و”التيار الاجتماعي الديمقراطي”، و”نازل آخذ حقي” و”حركة تشرين الديمقراطية”، و”الوعد العراقي”، و”التيار الديمقراطي الجماعي”، متنوعة في محتواها الفكري وأطرها السياسية، غير أن ما يجمعها، حسب رأي الباحثة، إجتمع في عشرين نقطة، يمكن إعتبارها البديل لما هو سائد من إستبداد وغطرسة وصراع على المصالح. وذكّر المقال بهذه النقاط العشرين، التي تؤكد على التنمية المستدامة وتعزيز الشفافية والدفاع عن الحريات الأساسية وإعتماد مفهوم حكومة الأغلبية الفائزة في الإنتخابات، والتي لايمكن نجاحها الا بعد قيام حكومة إنتقالية تنجز التحضيرات الضرورية لذلك.

وبيّنت الكاتبة البناء التنظيمي للتجمع والمؤلف من مجلس تنفيذي لقادة الأحزاب الثمانية المجتمعة، ومكتب سياسي سيحدد التوجهات السياسية، ومكتب برامج مسؤول عن مبادرات بناء القدرات، ولجنة علاقات لمتابعة العمل مع الأحزاب والتجمعات الأخرى ذات التوجه المماثل، ومكتب اتصالات للتسويق الخارجي ولحشد الدعم الجماهيري للتجمع، مؤكدة على تبني أساليب تنظيمية وعملية متطورة عما هو سائد، رغم إعتمادها على بعض ما هو مفيد، كتجربة الحزب الشيوعي العراقي الطويلة، وهو الحزب الذي كان حريصاً جداً على بناء هذا التجمع خلال الفترة الماضية.

وإعتبرت الكاتبة هذا الإنجاز دليلاً على نضج الحراك الشعبي، وإدراك أطرافه لأهمية العمل الجماعي وتنظيم الصفوف والوحدة التي يُحترم في إطارها التنوع، مؤكدة بأن تقدما جماهيريا وإنتخابياً يمكن أن يحققه هذا التجمع، إذا ما أجريت إنتخابات ديمقراطية نزيهة في العراق.

وذكر المقال وجود تفاؤل مشوب بالحذر من مساعي أركان سلطة المحاصصة والفساد الحاكمة، وأذرعها المختلفة، إحباط هذا النشاط، من خلال التآمر لشق صفوفه أو قمعه اوالتعتيم عليه، وهو ما يدركه أطراف التجمع، ويحصّنون أنفسهم للوقاية منه.

وأخيراً لابد من التنوية أن آشلي ويلان، هي خبيرة سياسية وإنمائية لديها خبرة في تنفيذ منبر الحوكمة والشفافية والإدماج السياسي والمشاركة المجتمعية، وتعمل كمستشارة لدى المنظمات الدولية، والقادة السياسيين العراقيين، والمجتمع المدني، والنشطاء المدنيين، وسبق لها وشغلت منصب مديرة العراق للمعهد الجمهوري الدولي من 2017 إلى 2022.