اخر الاخبار

حذر تقرير نشره موقع الدبلوماسية الحديثة، وهو موقع بريطاني يعنى بسياسة الاوربية، اخيراً، وترجمته طريق الشعب، من تفاقم المخاطر التي يعيشها النظام في العراق بشكل لم يسبق له مثيل، منذ قيامه عام 2003، إثر سقوط الدكتاتورية بغزو وإحتلال أمريكيين، وذلك بسبب فشل القوى السياسية في الإتفاق على تشكيل حكومة في البلاد، التي ينخرها الفساد.

وإستشهد الموقع على ما ذكر، بالتقرير الذي قدمته ممثلة الأمم المتحدة في بغداد جينين بلاسخارت، إلى مجلس الأمن مؤخراً، وما تضمنه من إنتقادات واضحة للقوى السياسية المتنفذة، والدعوة التي وجهتها لهم من أجل حوار جاد، يشخص احتياجات البلاد الأساسية ويحدد سبل تحقيق إستقرار سياسي، يُبعد العراق عن حافة الهاوية التي يقبع عندها اليوم.

وذكر الموقع بأن لتقرير بلاسخارت أهمية إضافية تكمن في تزامنه مع الإستعدادات لإنطلاق الحراك الشعبي من جديد في 25 تشرين الأول الجاري، بعد أن عجز النظام عن التجاوب مع مطالب هذا الحراك، عند إنطلاقه قبل عامين وفي هذا التاريخ بالذات. كما يكتسب التقرير أهميته من التحذير الذي تضمنه، حين أشار إلى أن العالم لا يريد حرباً داخلية أو فوضى، بل حكومة مستقرة، فيما لا يرغب الشعب ولا القوى السياسية، بفرض وصاية ما على البلاد وفق بنود الفصل السابع كما حدث في التسعينيات.

وخلص الموقع في تقريره إلى أن المشاركين في العملية السياسية بل وحتى المعارضين لها، لا يريدون إنهيارها، رغم كل مشاكلها، كالمحاصصة والفساد والإستقطاب الطائفي، بل يسعون إلى معالجة الأخطاء وإحداث تغيير ما في مسارها. ويعتقد معّدو التقرير بوجود مصلحة لدى العديد من الأطراف الدولية والإقليمية، في إبقاء العراق مفككاً وضعيفاً سياسياً واقتصاديا وعسكرياً، بحيث لا يشكل خطراً ما على جيرانه، مشيراً إلى وجود تناغم بين هذه المصلحة وبين رغبة بعض القوى السياسية الفاعلة، في إشاعة الفوضى، التي تؤّمن لها تقاسم ثروات البلاد ونهبها دون حسيب أو رقيب.

وإختتم الموقع تقريره بالتأكيد على أن إبعاد العراق عن حافة الهاوية، يتطلب العودة للدستور وتطبيق القانون دون تمييز ومحاسبة الفاسدين، وهو أمر يبدو صعباً في ظل آليات إصلاح ضعيفة وعدم وجود دافع لمسببي المشكلة، في العمل على حلها، وفقدان ثقة الناس بالنظام، والذي تجلى بإنخفاض نسبة المشاركة في الإنتخابات من 70 في المائة إلى 35 في المائة خلال الدورات الإنتخابية الخمس التي جرت خلال العقدين الماضيين. وأشار التقرير إلى أن إحساس العراقيين بأن شيئاً ما سيحدث ويخلّصهم من الطبقة الحاكمة، دليل على بلوغ النظام مرحلة الشيخوخة ومؤشر على إنتهاء مفعول التعاقد الإجتماعي بينه وبين الشعب.