اخر الاخبار

استقبلت ساحات الاحتجاج في بغداد والمحافظات يوم امس المتظاهرين الذين توافدوا بأعداد كبيرة عليها، لإحياء الذكرى الثالثة لانطلاق انتفاضة تشرين عام 2019. ورفع المتظاهرون لافتات ورددوا شعارات تندد بالفساد ونهج المحاصصة ومنظومتهما، وبالاجراءات الحكومية التي حاولت عرقلة طريقهم الى ميادين الاحتجاج.

على موعد مع نصب الحرية

وقال مراسلنا الذي كان حاضرا في غمرة الحدث، أن أعدادا كبيرة حضرت مبكرا وبقيت تتوافد على ساحة التحرير، وسط العاصمة بغداد، إحياءً للذكرى الثالثة للانتفاضة، واكد المتحدثون أن أسباب التظاهر ما زالت قائمة من حيث تفشي الفساد والمحاصصة وتعمّق أزمة النظام السياسي. 

ورفع المتظاهرون لافتات ورددوا شعارات تدين منظومة المحاصصة وتقاسم السلطة بين المتحاصصين عبر مفاوضات تشكيل الحكومة.

وشهدت الساحة لاحقا اطلاق قوات الأمن قنابل غازية لتفريق المتظاهرين لدى اقترابهم من الكتل الخرسانية على جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء. وتحت مجسر منطقة الباب الشرقي، لاحقت عناصر الأمن أصحاب عجلات (التك تك) واعتدوا على مركباتهم ضمن اجراءات استفزازية لا مبرر لها.

وأظهرت صور إصابة عدد من المتظاهرين خلال المواجهات مع قوات الأمن، التي اعتلت الكتل الخرسانية. كما جرى إغلاق جسور الجمهورية والسنك والأحرار وسط العاصمة بالكتل الإسمنتية والحواجز.

وبقي المتظاهرون يتوافدون على ساحة التحرير، لتقوم قوات مكافحة الشغب ليلا بالهجوم عليهم من جهة جسر الجمهورية دون مبرر، ما أحدث توترا متصاعدا من جانب المحتجين السلميين، الذين نددوا بعدم التزام قوات الأمن بالتوجيهات الحكومية التي منعت استخدام العنف ضد المتظاهرين، وواضح ان حصيلة الضحايا مرجحة للتزايد في الصدامات المتواصلة، لغاية لحظة اعداد هذا التقرير في ساحة متأخرة من ليلة الأحد. 

“الحبوبي” لا تفوت الفرصة

وتظاهرت مجاميع حاشدة من الناشطين والمواطنين في ساحة الحبوبي، وسط مدينة الناصرية، لإحياء الذكرى الثالثة للانتفاضة .

وقال عدد من المتظاهرين لـ”طريق الشعب”، انهم يريدون احياء ذكرى انتفاضتهم المجيدة خصوصا وأن ذي قار دفعت الكثير من التضحيات في مواجهة عصابات القوى المتنفذة وميليشياتها التي فتحت النار على المدنيين الرافضين للفساد والمحاصصة، لافتين إلى أنهم “ماضون في الحراك الجماهيري”. 

تظاهرات في النجف وميسان والبصرة 

وفي النجف، قال مراسل “طريق الشعب”، احمد عباس، أن أعدادا كبيرة من المتظاهرين توجهوا إلى ساحة مجسرات ثورة العشرين في مركز المحافظة، لاستذكار الانتفاضة وشهدائها وجرحاها ومطاليبها. 

ووفقا لعباس، فإن الجماهير المحتجة أظهرت غضبا واسعا ضد المحاصصة، وطالبت ببناء الدولة المدنية الديمقراطية المبنية على قاعدة العدالة الاجتماعية.

أما في ميسان فالتظاهرات تواصلت أيضا وأصدرت تنسيقية المتظاهرين هناك بيانا أكدت فيه أن “أحياء ذكرى الانتفاضة هو وفاء للشهداء ومواصلة السير على طريقهم”.

وندد المتظاهرون بحسب فيديوهات متداولة بصراع المتنفذين المستمر ومعركة تقاسم الدولة والنفوذ والاستئثار بالمال العام ورعاية نظام الفساد الذي بدأ بالتصدع. 

وفي السياق نفسه، خرج أهالي البصرة بمسيرات احتجاجية، انطلقت من سوق العشار مرورا بساحة البحرية قرب مبنى المحافظة، مرددة هتافات رافضة لنهج المحاصصة. 

وفي المساء، حدثت صدامات دموية بين المتظاهرين وقوات الامن، أسفرت عن إصابات لدى الطرفين، قبل أن تعلن قيادة عمليات البصرة سيطرتها على ساحة البحرية، بعد تفريق المتظاهرين بالقوة.

السماوة تجدد العهد

أما المنتفضون في السماوة، فانطلقوا في تظاهرة سلمية حيّت ذكرى الانتفاضة الثالثة وطالبت بتصحيح مسار المنظومة السياسية.

وقال مراسل “طريق الشعب”، عبد الحسين السماوي، ان المحتجين طالبوا بإبعاد الفاسدين عن السلطة، ومنعهم من تولي المناصب الإدارية نظرا لحجم الحراب والدمار الذي تسببوا به، والى انشغالهم بجني المغانم والمناصب دون الاكتراث بمطالب الشعب. وشدد السماوي على أن دعوات واسعة أكدت ضرورة محاسبة قتلة الناشطين ومحاكمة الفاسدين الذين عبثوا في البلاد.

جماهير بابل في ساحة الاحتجاج

وفي بابل، خرج المئات تحت مجسر الثورة في تظاهرة كبيرة شاركت فيها حشود من المتظاهرين وهم يرددون الاغاني والاهازيج الثورية المطالبة بتحقيق المطالب المشروعة للشعب، منددين بطغمة الفساد والمحاصصة التي اوصلت البلاد الى حافة الهاوية بإصرارها على المضي بمشروعها الطائفي.

كما شهدت مناطق أخرى عديدة تظاهرات ووقفات وفعاليات جماهيرية احيت ذكرى الانتفاضة واستذكرت الشهداء وطالبت بالتغيير الشامل والخلاص من نهج المحاصصة الطائفية.