اخر الاخبار

أيام قليلة وتحل ذكرى انتفاضة تشرين الباسلة التي قدمت قوافل من الشهداء والجرحى والمغيبين في مواجهة قوى منظومة المحاصصة المقيتة؛ وبينما تتواصل الاستعدادات الشعبية لإحياء الذكرى العظيمة، تقول مصادر إن المنطقة الخضراء تتحصن وتشهد اجراءات مشددة لحماية مداخلها وإغلاق بعض الطرق المؤدية إليها، الى جانب محاولة تشييد بوابات حديدية على جسري الجمهورية والسنك، تم إيقاف انشائها لاحقاً.

احتياطات أمنية

قبل أيام، اظهر مقطع فيديو حصلت عليه “طريق الشعب”، اغلاق القوات الامنية بوابة التشريع  في المنطقة الخضراء بكتل كونكريتية اعلى من السابقة.

ولا تقف الإجراءات عند تحصين المنطقة الخضراء، انما شهدت بعض جسور العاصمة الرابطة بين جانبيها (الكرخ والرصافة) قطوعات، في حين تداول ناشطون مقاطع فيديو تظهر شروع القوات الأمنية في بناء بوابات حديدية على الجسور.

ونتيجة السخط الشعبي على مواقع التواصل الاجتماعي، أوضحت قيادة عمليات بغداد أن قطع جسر الجمهورية جاء لأغراض الصيانة، في حين لم تعقب على الصور التي تداولها ناشطون حول إنشاء بوابات حديدية على الجسر، بتوجيه من رئيس الوزراء.

ما الذي تخشاه الحكومة؟

ولا يزال الانسداد السياسي سيد الموقف بعد أكثر من 11 شهرا على الانتخابات التشريعية التي لم تفض لتشكيل حكومة جديدة، وهو ما أدى إلى تعقيد أكبر في المشهد السياسي.

ويأتي التحوط الامني، وفق مراقبين، نتيجة لإصرار قوى الإطار التنسيقي على تشكيل حكومة “توافقية”، وهو ما يرفضه التيار الصدري الذي توعد بأن أي حكومة جديدة لن تشكل بدون تحقيق الإصلاحات التي يطالب بها، فيما تتحضر قوى تشرين للخروج في تظاهرة كبرى في الأول من الشهر القادم تنديدا بالمحاصصة والفساد والأزمة السياسية، واحياءً لذكرى تشرين المجيدة التي مضى عليها ثلاث سنوات.

وتعقيبا على ما سبق، يرى أحمد الشريفي الباحث الأمني والاستراتيجي أن الاستحقاقات السياسية القادمة هي التي أدت إلى تحصين المنطقة الخضراء، مردفا أن “آليات الردع التقليدية التي تشمل قوات مكافحة الشغب والحواجز الأمنية لا يمكن أن تقف بوجه أي تحرك جماهيري قد تشهده الأيام القادمة”.

سيناريوهات متعددة

ويؤشر تصاعد حدة الخلافات السياسية سيناريوهات عديدة، بحسب الباحث السياسي غانم العابد، الذي يرى أن الوضع بات اكثر تعقيدا من ذي قبل، وأنه لا أمل يلوح في الأفق للخروج من الأزمة الحالية، وأن الزيارة الأربعينية حدت بطبيعة الحال  من تفاقم الوضع الأمني والسياسي.

وعن السيناريوهات المتوقعة، يعلق العابد، بأنه “ستكون جميع السيناريوهات مفتوحة، لا سيما أن التحركات السياسية الأخيرة للإطار التنسيقي وإصراره على تشكيل حكومة بقيادة محمد شياع السوداني المرفوض من التيار الصدري”، مضيفا ان هذا التوجه “سيقود الصدريين إلى العودة للشارع مجددا، لمنع تشكيل هذه الحكومة في ظل عدم تنازل أي من الأطراف”.

ويلفت الى “أن هذا التصعيد المتوقع يأتي مع حلول الذكرى الثالثة لانطلاق مظاهرات تشرين الأول 2019 الساخطة على المحاصصة”.

مواقف سياسية

وفي الأثناء، كشف مصدر مقرب من الاطار التنسيقي، أمس، عن اجتماع “استثنائي” لقوى الاطار، هدفه بحث ملف اعادة جلسات مجلس النواب.

ونقلت وكالة “بغداد اليوم” عن المصدر قوله، أن “قوى الاطار اتفقت على عقد اجتماع استثنائي غدا الاثنين في بغداد بحضور قادة الاحزاب والتكتلات السياسية او ممثليهم، من اجل مناقشة ملف اعادة جلسات مجلس النواب بعد توقف دام اسابيع عدة”.

ويحذر مراقبون من المضي بعقد جلسات البرلمان وتجاهل الغليان الجماهيري الذي يطالب بحلّ مجلس النواب، نتيجة فشله وتجاوز المدد والاستحقاقات الدستورية.

من جانبه، يقول عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني مهدي عبد الكريم، أن مجلس الامن الدولي هدد الكتل السياسية بالتدخل المباشر في حال عدم انهاء التوتر.

وتابع ان “الجميع متفق على حل البرلمان ولكن بصورة قانونية، وان رئيسة البعثة الاممية جنين  بلاسخارت تتحرك بشكل متسارع لانضاج المبادرات السياسية مع وجود توجه دولي يدعم استقرار العراق في هذه المرحلة وان الملف العراقي لم يعد في المرتبة الأولى بالنسبة لأميركا وايران”.

وفي الأثناء، يؤكد نواب الاطار التنسيقي على لسان عارف الحمامي، ان “قضية المضي بتشكيل الحكومة برئاسة محمد شياع السوداني، حسمت باتفاق وتوافق جميع القوى السياسية، ولا تراجع عن هذا الامر”.