اخر الاخبار

دعا رئيس الجمهورية برهم صالح، امس الأول الثلاثاء، إلى الذهاب نحو انتخابات مبكرة تضمن مشاركة واسعة للعراقيين.

وقال صالح في كلمة متلفزة إن “مشاهد الأمس هزت نفوس كل العراقيين وجرحت مشاعرهم واعتصرت قلوبهم حزناً، وعلينا الإقرار بان المنظومة السياسية والمؤسسات الدستورية عجزت عن تفادي ما حصل”. 

إشكالات وتحديات

وأكد صالح، أن “الانتخابات الأخيرة لم تُحقق ما يأملهُ المواطن، وواجهت الكثير من الإشكالات والتحديات.. التأخير في تلبية التوقيتات الدستورية وتشكيل حكومة جديدة، وقضية استقالة الكتلة الصدرية الفائزة في الانتخابات، وما لها من آثار سياسية واجتماعية جسيمة”.

ولفت إلى أن “الأغلبية الصامتة التي قاطعت الانتخابات الماضية والتي شكّلت أكثر من نصف الناخبين العراقيين هي جرس انذار وعقابٌ للأداء السياسي، يجب التوقف عند ذلك والتفكر كثيراً، فالانتخابات في نهاية المطاف ليست غاية بحد ذاتها، بل وسيلة ومسار سلمي يَضمنُ مشاركة واسعة للعراقيين في تجديدِ خياراتهم وتحقيق تطلعاتهم في الإصلاح”. 

انتخابات مبكرة

وشدد رئيس الجمهورية على ان “إجراء انتخابات جديدة مُبكرة وفق تفاهمٍ وطني، يُمثل مخرجاً للازمة الخانقة في البلاد عوضًا من السجال السياسي او التصادم والتناحر، وان تضمن الاستقرار السياسي والاجتماعي وتستجيب لتطلعات العراقيين”، مضيفاً أنه “لا مناص بعد اليوم من الشروع بإصلاحات حقيقية، وقطعاً لا منصب او موقع اهم من مصلحة الوطن، والاهم هو إصلاح الوضع جذرياً لوقف دوامة الازمات”.

ورأى، أن “المحاصصة التي ترفض مغادرة واقعنا تُمثل اشكالاً خطيراً وعقبةٍ امام الوصول الى الحكم الرشيد، فهي أبرز أسباب النزيف في بلدنا، بل انها سبب في تعميق غياب الهوية الوطنية الجامعة لصالح هويات فرعية زجّت البلد ومواطنيه بتوترات طائفية ومذهبية وعرقية”. 

سرطان الفساد

وأوضح، أن “استمرار الوضع الراهن سيُمكّن الفساد أكثر، هذا السرطان الذي يهدد كيان الدولة، ويعرقل فرص تقدم بلدنا ويُكبّل إمكانيات وطننا الكفيلة بنقل شعبنا الى مصاف آخر.. وما قضايا الفساد والتآمر على مُقدرات الدولة التي ظهرت الى الرأي العام مؤخراً سوى مؤشر الى الكارثة الحقيقية، وقطعا تستوجب متابعة قانونية جدية”.

وأكد صالح ان “انتهاء احداث العنف والصدامات وإطلاق الرصاص امر ضروري ومهم لحقن دماء العراقيين، لكنه لا يعني انتهاء الازمة السياسية المُستحكمة في البلد منذ أشهر، وما شهدناه ليس أزمة آنية فحسب، بل أزمة مُستحكمة مرتبطة بمنظومة الحكم وعجزها”.