اخر الاخبار

ضمن سلسلة حلقات برنامج (يحدث في العراق) الذي يبث عبر صفحة الحزب الشيوعي العراقي على فيسبوك، بتنظيم من المركز الإعلامي للحزب، ضيّف البرنامج السبت الماضي، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، الرفيق ظافر مردان، واستاذ العلوم السياسية في جامعة بابل الدكتور سيف الحسيني، للحديث عن تطورات المرحلة السياسية، ودعوات الحوار من قبل المتنفذين. وحاورهما الزميل الصحفي سيف زهير.

محاصصة بصورة جديدة

المركز: كيف يمكن اقناع الناس بحوار سياسي، بينما الكتل السياسية هي السبب الرئيس للأزمة؟

ظافر مردان: ان هذا اللقاء بدت عليه علامات فشل واضحة، ابتداءً من الدعوة التي رفضها التيار وانتهاء بالمخرجات التي كانت بعيدة عن مطالب الناس. الحوار صور الازمة ما بين فريقين متصارعين، وتغافل عن الأزمة التي يعاني منها الشعب من فقر ونقص حاد في الخدمات.

العملية السياسية ذاهبة نحو طريق لا يمكن العودة به الى الوراء. كل هذه المؤشرات كانت واضحة لهم، لكنهم غير مكترثين لهذه المطالب ويريدون اعادة التقاسم والتحاصص والصراع من أجل المناصب بصيغة اخرى. 

من يرسم سياسة الدولة؟

المركز: القوى المدنية الداعية للتغيير اذا ارادت ان تتحاور فمع من سيكون الحوار؟

ظافر مردان: الجميع يعلم ان اغلب القوى المدنية والديمقراطية مقاطعة للانتخابات، وقسم منها لم يحصل على مقاعد تمثيلية في مجلس النواب، والطغمة الحاكمة اليوم هي من يقرر رسم سياسة الدولة وتشكيل الحكومة وغيرها من الأمور. اذا كانت الاحزاب التي لديها تمثيل برلماني غير قادرة على الحوار في ما بينها فكيف يمكن ان يكون هناك حوار بين قوى التغيير وقوى قد تكون متهمة بالفساد وقوى عليها مؤشرات خطيرة وامتدادات دولية وحاملة للسلاح بشكل غير شرعي من خلال تشكيلاتها.

اعتقد ان على قوى التغيير ان تمارس ضغطها من خلال الشارع وتجميع قواها وتوسيع مشاركتها السياسية الفاعلة، خاصة ان الفاعل الحقيقي تحول من مجلس النواب الى خارج المجلس، وعلى اعتبار ان اكبر كتلة توجهت الى الشارع فما على قوى التغيير سوى ان تذهب الى الشارع، وتسعى من خلال مطالبها لتشكيل حكومة مؤقتة، وتحاول الضغط من اجل اعداد قانون انتخابي منصف ويكون له تمثيل حقيقي لشرائح الشعب.

هذه لحظة تشرين

المركز: فرصة الحوار باتت واضحة. انها فرصة لتعطيل التغيير وفرصة للمماطلة، اذا كانت لمجرد العودة الى نفس النهج، لماذا نثق فيها هذه المرة؟

الدكتور سيف الحسيني: السؤال الاساسي الذي أود طرحه هو الحوار مع من؟ ومن يتحاور مع من؟ المشكلة الاساسية بطبيعة النظام السياسي هي في الفاعلين داخل هذا النظام، هناك مشكلة داخل الاحزاب التقليدية الموجودة في السلطة منذ 2003 ولغاية الان، والان وصلنا الى مرحلة انسداد سياسي بين الاطراف السياسية. هل من الممكن ان تتحاور هذا الاطراف التي وصلت الى هذا الانسداد مع بعضها؟ أنا اعتقد ان هذا ضحك على الذقون، ومحاولة لكسب وقت اكبر واطول للبقاء في السلطة.

نحتاج الى حوار حقيقي وبناء بين نقيضين، بين طرف ماسك في السلطة منذ 2003 الى الان وبين طرف اخر، سواء كان هذا الحوار من أجل الوصول الى السلطة ام حوار عبر مد تفاهمات اجتماعية وسياسية وثقافية، وانا اعتقد انه في الوقت الحالي وفي هذه اللحظة وهي لحظة تشرين. هذا الامر صعب جدا لان هذه الاحزاب التقليدية واحزاب السلطة تقريبا تم الحكم عليها بالموت من قبل المجتمع، وبالتالي اي لحظة للحوار مع الاطراف التقليدية الموجودة في السلطة ستكون صعبة جدا. 

محاولة استقطاب الوطنيين

المركز: ان حدث حوار بين قوى داخل السلطة وقوى مؤمنة بالتغيير وتعديل المسار،  فما هي شروط ومرتكزات هذا الحوار؟

الدكتور سيف الحسيني: ان هذه العملية صعبة جدا وتقترب من المستحيل، لأن هناك ازمة ثقة بالاطراف السياسية التقليدية الحاكمة وكل المحاولات الان من اجل التقرب الى الجماهير واستشعارهم بان هناك محاولات جادة للإصلاح. نحن نرى ان التيارات الاجتماعية الموجودة بعيدة جدا عن محاولات الحوار ومحاولات الدفع باتجاه الإصلاح. كل الحركات الاجتماعية باتت تدرك جيدا بأن لا حوار مع الاطراف الموجودة في السلطة. لغاية الان ونحن في الاسبوع الثاني من الاعتصام، لم يجدوا احدا يتفاوضوا معه من الحراكات الاجتماعية والسبب عدم وجود ضمانات حقيقية. هناك ازمة ثقة مبنية على تراكمات منذ 2011 بداية الحراك الاحتجاجي وحتى الان