بالتزامن مع الذكرى الثامنة لحدوث الإبادة الجماعية بحق الايزيديين، عقدت ثلاث منظمات “منظمة رابطة المرأة العراقية، حركة حرية المرأة الايزيدية، تجمع النساء المدنيات في العراق”، أمس السبت، “المؤتمر النسائي العراقي الدولي” لاستذكار الجريمة البشعة التي ارتكبها داعش المجرم بحق النساء الايزديات.
جهد نسوي للتذكير بالجريمة
واحتضن فندق بغداد المؤتمر الذي اقيم تحت شعار “بإرادة النساء نتحدى الإبادة الجماعية”، فيما شهد حضورا لافتا من الناشطات والمدنيات ومنظمات المجتمع المدني والأكاديميات اللائي توافدن من جميع المحافظات بالإضافة الى ضيوف، قدموا من دول عربية وأوروبية.
وقالت الناشطة بشرى أبو العيس، في كلمة القتها خلال المؤتمر، إن “هذا التجمع النسائي المهم يتزامن مع الذكرى الثامنة على حدوث الإبادة الجماعية بحق الايزيديين في العراق، حيث قتل وخطف تنظيم داعش الإرهابي الآلاف من الايزيديات والايزيديين من مناطق محافظة نينوى خلال اجتياحه المحافظة وأجزاء أخرى من كردستان العراق عام 2014”.
وأضافت أبو العيس: أن “التقارير الدولية المعلنة تؤكد ان داعش المجرم ما زال يحتجز الاف النساء والفتيات كرهائن، وينتهك حقوقهن ويسلب حرياتهن وحياتهن، مضيفة “لقد عوملت العديد من النساء والفتيات الايزيديات على انهن من الممتلكات الشخصية للمقاتلين الارهابيين، واجبرن على القيام بالمهام المنزلية والخدمات الجنسية، وتم حرمانهن من الطعام الكافي والشراب. اما بالنسبة للأطفال الصغار المحتجزين مع امهاتهم، كانوا يضربون من قبل مالكيهم من عناصر داعش، وتعرضوا لنفس الظروف المعيشية السيئة التي تعرضت لها امهاتهم”. وبينت المتحدثة، انه “في السنوات القليلة الماضية، شهد العراق موجة خطرة من الكراهية والعداء والتعصب القائم على الهوية في جميع انحاء العالم، ردا على هروب اللاجئين والمهاجرين الى أوروبا”، مختتمة كلمتها بالقول: “علينا ان نبذل المزيد من الجهود لبناء مجتمعات قادرة على مقاومة الإبادة الجماعية وغيرها من الجرائم، ويمكنها تجاوز فترات التوتر، لنصل إلى حماية كافة الأقليات والنساء بالشرق الأوسط والعالم، وتوفير الرعاية النفسية والاجتماعية والمادية لضحايا العنف والابادة، وحتى نصل لهذه النتيجة من التغيير وتحقيق الحماية”.
دعم نسائي للايزيديات
من جانبها، قالت سهيلة الاعسم، نائب رئيسة رابطة المرأة العراقية، إن “هذا المؤتمر يهدف إلى الوقوف مع النساء الايزيديات وتشجيعهن وتقويتهن أمام ما حصل لهن من عنف”.
وأكدت الاعسم لـ”طريق الشعب”، ان “الايزيديات اكثر المتضررات من الهجوم الداعشي الإرهابي. ومن خلال هذا المؤتمر، طرحت بحوث خاصة لنساء ايزيديات وأخريات اكاديميات وباحثات مجتمعيات”.
وزادت أن النساء في المجتمع العراقي “يواجهن معاناة مريرة نتيجة الحروب والظلم والاستهانة. وأن المرأة هي الأكثر ضررا في هذه الحروب، فنحن في هذا اليوم نستذكر ونتحدى العنف الذي واجهته المرأة العراقية وبالأخص المرأة الايزيدية”.
بحثا عن قوانين منصفة
بدورها، تحدثت ليلى قاسم، منسقة حركة المرأة الحرة، عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدولي للنساء العراقيات، عن أهداف المؤتمر ووجهة نظرها، قائلة لـ”طريق الشعب”: “لقد عقدنا المؤتمر استنكارا للإبادة الجماعية التي تعرض لها المجتمع الايزيدي. ان هذه الإبادة كانت مفجعة ومتوحشة خاصة في هذا العصر الذي يسمى بعصر الديمقراطية والحرية والمساواة”.
وعدت قاسم هذا المؤتمر بأنه “خطوة بدائية لوضع قوانين خاصة للدفاع عن حقوق أي انسان عراقي”، مضيفة “يجب ان نحمي انفسنا ونتكاتف ونتوحد معا لكي لا تتعرض أي امرأة من المجتمع الى نفس الإبادة، فنحن وجعنا واحد ودواؤنا واحد أيضا”.